أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ايفان الدراجي - والدي الغير عزيز...














المزيد.....

والدي الغير عزيز...


ايفان الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 5071 - 2016 / 2 / 10 - 17:18
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



أقول هذا لأنك لست سوى المسؤول البيولوجي عن وجودي في الحياة. اما عن مسألة صرفك عليّ لبضعة سنين ومحاولة برمجتي وتدجيني فهذا هدفك كـ ماكنة ايدلوجية برمجت لتقوم بهذا العمل لا حبا بي بل حبا بأن تكون لك متعة في الحياة وزينة كما يقول دينك الحنيف، وبان تستلذ بالأنا الشرقية بكونك ربّا على اسرة بضعةً منها اناث لتثبت كينونتك الذكورية العشائرية وتؤدي دورك البطولي في تقويمهن وتدجينهن وكسب طاعتهن.
لم أصبح (برلمانية) كما كنت تتساءل سابقا حينما كنت تحاول كسر معنوياتي واحباط عزيمتي: " ماذا تخالين نفسك؟ هل ستصبحين برلمانية؟" فأنا لا يهمني ان اسرق شعبا كل همّه ان ينفي كلما هو مختلف عن قالبه الكونكريتي، كل همّه ان تتقيّد المرأة بدورها كـ عبدة، طبّاخة، غسّالة، مفرخة، تابعة للرجل ومنكوحة منه، لا يهمني ان امثّل مجتمعا لا يحترم ماهيّتي ولن يتردد لحظة بقتلي ان سنحت له الفرصة، ينظر لي كـ مريضة، شاذة، عاهرة وكافرة تستوجب اقصى العقوبات، لماذا؟ فقط لأنني اخترت ان أغرد خارج قطيعه واعيش كما يسعدني وارتاح له. وها أنا حققت ذلك يا والدي الغير عزيز. وعلى فكرة لم انحرف جنسيا واخلاقيا كما تتصور انت وباقي قطيعك حينما خلعت الحجاب ولبست الشورت والتنورة القصيرة، وحينما سهرت بأحد البارات وتناولت بضعة كؤوس من الخمر الذي تعتبرونه شرابا سحريا يأخذنا للجحيم ويجعلنا نتصرف كالحيوانات حاشاها منا!
انا الآن اسكن لوحدي كامرأة ولم اجعل مسكني مرتعا للرجال الذي يحومون حولي لغاية ممارسة الجنس معي كما تتصور انت وقطيعك. اذهب لأي مكان وحدي، استقل سيارة الأجرة وحدي، أزور أصدقائي الشباب والبنات ونسهر ونمرح دون الحاجة لرقيب يجعلني ادقق بساعتي كل قليل خوفا من العودة للبيت متأخرة. لا تقلق لم يحاول احدهم -أيضا- ممارسة الجنس معي او التحرش بي فقط لأني لوحدي وبدون رقيب. اما عن المتحرشين من قطيعك الذين اصادفهم خارج دائرة حياتي التي اخترها فأنا اعرف جيدا كيف اصدهم واحفظ نفسي منهم بإرادتي وليس خوفا من الانحراف، فصدقني لو اعجبني احدهم لكنت اخترت –بإرادتي- قضاء بعض الوقت معه فأنا لست اهتم للرجال كما تعرف ولا يهمني عرض عضلاتي الانثوية السكسية لأعوض نقصا بي عن طريق هؤلاء، ولا أحاول اثبات كوني مرغوبة فأنا اعرف كل هذا مسبقا.
لم أصبح كل ما كنت تعيّرني به او تتصوره وتخاف منه لأنه لا يهمني ولست نموذجا لسيناريو مسبق (stereotype) لك ولقطيعك ليثبت انكم على حق بكل ما تتصورونه لأي بنت متحررة من سجونكم الفكرية والسلوكية البلهاء التي وضعتموها فقط لتتوارثوا نكحنا وفقا للترتيب والاحقيّة التي اتفقتم عليها.
ما يهمني هو انني حلقّت خارج سجونكم لأعيش كما اريد بكل بساطة. ارتدي ما اريد، اخرج وقتما ومع من اشاء. اعمل ما اراه يتفق وامكانياتي وطموحي واخطط لحياتي ومستقبلي بنفسي، اختار شريكا لحياتي بما يتفق وسعادتي ورغبتي وليس وفقا لقوانين النسل والتكاثر والمذاهب خاصتكم. سعادتي والعيش بإرادتي هو بحد ذاته إنجازا كبيرا حققته بحياتي أكبر حتى من الوصول لمنصب برلماني او وزير، فلا يهمني ابدا ان تكون انت وغيرك فخورين بي لأني انتمى لعائلتهم واحمل اسمهم او لأني انتمى لنفس جنسيتهم وطائفتهم. تأكدوا إني لن امنحكم حق الفخر، تلك الجائزة او المرتبة التي يعِد ويخدع بها الشرقيون الآيدلوجيون أولادهم وافرادهم لإثبات اعلى درجات الولاء والانتماء للقطيع.
هل فهمت الآن يا والدي الغير عزيز؟



#ايفان_الدراجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سنادس!
- التحليق خارج القفص
- هكذا تحصن الاديان نفسها وتحتال
- العالم مبني على اهرامات
- مرضى الكذب
- 120 كيلو ذهب من اجل شباك الحسين !!
- قراءة بواقعة الطف ومقتل الحسين 2
- ما خرج الحسين ابن علي أشراُ ولا بطرأ وما خرج لطلب الإصلاح بأ ...
- الرحلة من الدين
- حين يصبح ستايلك الشخصي (انانية)
- بطل فلم هندي
- شو يعني انك تكتشف حالك (ذاتك) او الحياة؟
- ما هي اسباب الغيرية الجنسية (السترايت)
- ما الهدف وراء اثارة الاعلام العربي لقضية المثليين؟
- لماذا يجب أن تكون فخورا بمثليتك؟
- ثلاثة أسباب جعلتني ملحدة
- تفاحة حواء وقضيب آدم
- مدخل الى المثلية الجنسية/ حوار أعده جمال حسين
- يوميات مواطنة/ انثى - (هني مري)*
- الالحاد ليس هوس جنسي


المزيد.....




- من بيتك.. خطوات وشروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...
- منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 الجزائر.. الشروط وطريقة ال ...
- ما هي طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت في الجزائر ...
- تأثيرات مذهلة لدموع النساء.. هذا ما يحدث حين تبكي المرأة
- هل بتعاني من سرعة القذف؟
- أول امرأة ترأس شبكة DW - انتخاب باربارا ماسينغ مديرة عامة جد ...
- اليوم العالمي للاجئين: سودانيات بين الاغتصاب والاستغلال في ل ...
- علماء يعيدون تشكيل وجه امرأة عمرها 10500 عام باستخدام الحمض ...
- كانت على عمق 30 مترًا.. هكذا تم إنقاذ امرأة فُقدت لأيام في و ...
- اعتذار متأخر لأمي: عن البؤس كيف يصير وصمة عار


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ايفان الدراجي - والدي الغير عزيز...