أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ساري سمير الحسنات - ‏لا تنسَ أنك بحيرةَ زهو جافة














المزيد.....

‏لا تنسَ أنك بحيرةَ زهو جافة


ساري سمير الحسنات

الحوار المتمدن-العدد: 5069 - 2016 / 2 / 8 - 06:31
المحور: الادب والفن
    


‏لا تنسَ أنك بحيرةَ زهو جافة

ً إلى طفل الحرب المشرد العاري الجائع

على جناح النسيم التائه بين عاصفتين
غيمة تصدح شتاءً يكسر طقوس العطش
في شرايين الجفاف
وأنت كعتمةٍ خذلها لونها
لا تبصر روحَك في كفِّ الذكرى
ولا روحك تبصرك فرحا ًيتفتح من كتف الوقت
عاريا ًمن دندنة الحنين
والحنينُ عارٍ من دندنتك
منفصلان كضفتين يشقهما النهر
يهجرك مخيمك الصغير في عربة الحرب
تناديك ملاجئ النسيان
ولا ترحب بك مدن الترف
يحاصرك الخراب
تغمرك أمواج الرماد
يهتف باسمك رصاص المهزلة
وأجراس الحب تغلق أذنيها
وتولي وجهها شطر الحياد

كقطيع قطط
توزع أناملك على سور حاوية النفايات
راجياً منها أن تعود لك برائحة قوت بورجوازي
تغمس الحصى في الوحل وتمتصها
تلملم بقايا طفولتك من سلال الماضي
ترسم على ساعدك سنبلةً
لتشدو لك نشيد القمح
تحرث ظلك برموش لهفتك
وتزرعه بأهازيجَ بنفسجيةٍ
ليفوح لك ياسمين الضوء
فتكتشف وحدك
(أن الأمنيات في وقت الحاجة إليها لا تبالي)

تصيح في وجه المدى
فتلتفت إليك بوصلة السراب
يغزوك الضياع بما امتلك من جذوات الغسق
وأنت كما أنت تتكوَّر ككرة الثلج
تنام بالقرب من شجرة خوفك
تتحسس أشواك الصقيع
وهي تنبت كعشب بري في جدران أحلامك
 
لا تبكِ إن أمسى سقف خيمتك الممزقة
حلبة لمطرٍ يصارع مطره
أو إذا مدح الشتاء جلدك بقصائد البرد
ولا تشكُ لأحدٍ
متمنيا منه أن يمنحك أريج الرأفة
ففي هذا الزمن المصلوب على حائط القبح
ليس من طبع الإنسان أن يفي بوعده!

دعك من أبجديات التوسل
يا من تغرق فيك/في دخان بؤسك
ولا تنسَ أنك بحيرة زهو جافة
تقطن في خارطة اللا مبالاة
فمهما بكيتَ
وذرفتَ من مقلتيك لآلىء البراءة
أو غنيت
وأشرقت من زبد صوتك شموسٌ قزحيةٌ
فلن تبتسم لك وتعودَ إليك قوارب النجاة!!!
 
اكتب بطباشير دمك في مذكرة الرمل::
ضائعٌ أنا في وطني
سكاكينُ الوجع تتمشى في أعماق أعماقي
إلى مخيمي حياةٌ لا تأتي
من مخيمي موت لا يغادر!!
اكتب بنبض قهرك في مذكرة الذل::
براكين وحدتي تستأنف احتراقي
صلتُ و جلتُ في أنحاء بلادي
فلم أجد من يكسُني بشذا الدفء أو ضميرَ مناصرْ..!!



#ساري_سمير_الحسنات (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعود تذرف رماداً
- قصيدة أسيرة تحاول الهروب من ذاتها
- شتاء خجول
- لحن صباحي دامع
- حبر الحرب
- حالة غناء
- أنتِ أنا وأنا أنتِ
- حب ديمقراطي
- على شواطىء الفجر
- أسئلة على جدران الحياة
- ليتني كما أريد
- مزاجية الروح
- هي ضلي
- أرتدي حكمة أمسي لأمر إلى غدي
- الحد من الارهاب


المزيد.....




- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...
- طبول الـ-ستيل بان-.. موسيقى برميل الزيت التي أدهشت البريطاني ...
- بين الذاكرة وما لم يروَ عن الثورة والانقسامات المجتمعية.. أي ...
- كيف نجح فيلم -فانتاستيك فور- في إعادة عالم -مارفل- إلى سكة ا ...
- مهرجان تورونتو يتراجع عن استبعاد فيلم إسرائيلي حول هجوم 7 أك ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ساري سمير الحسنات - ‏لا تنسَ أنك بحيرةَ زهو جافة