أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ساري سمير الحسنات - حب ديمقراطي














المزيد.....

حب ديمقراطي


ساري سمير الحسنات

الحوار المتمدن-العدد: 4647 - 2014 / 11 / 29 - 17:38
المحور: الادب والفن
    


حُبٌ دِيمُقرَاطِي

يُـثمِلَـني اِنتِظاري يُـبقـيـنـي منسجماً فِي حِيرَتِي
مُنزَلِقاً بَينَ صَخْرَتَي الوَعْي واللاوعِي
لا بَرِيداً يَأتِي مِنكِ تَصلُبِين عَلى خَدُه الشَفَاف
ظُل شَفَتيكِ الأحمَرُ وتُخبِئين في جَيبهِ الصغِيرُ
اِبتِسَامتِي الثُكلى
كُلْ شَيء جَمِيلْ يَذْهَبْ مِنِّيْ إِليكِ وَلا شَيء يَعُوْدُ
حَتّى وَلوْ قَبِيْحٌ مِنكِ إِليّ
يُثمِلنِي اِنتِظَارِي!!!
فلم أعُد
غَدُ غَدِي
وَلا
حُلمُ حِلمِي
عُودِي لي
مِن قُصُورِ اللا وِجُود إلَى كَهفِ الوِجُود
لتبوحَ أجسَادُنَا بِعِنَاقاتِها الصامِتة
دُونَ أن تبددها غريزةُ الأموَاجِ
ولِتَرثُو شِفَاهِي شِفَاهِكِ بشهدِ قُبلَاتُها
فمَا زَالت قِبلَتُنَا اليتيمةَ الأولى مُقِيمةُ
فِي ذَاكِرةِ الشارعِ الضيقِ
فِي حَيُنَا الشَامِي الذِي خبزهُ الحِصَارُ
وقضمته الحربُ
عُودِي
فَمَا رِثَاءُ الحَبِيبُ لِلحَبِيبِ سِوَى العِناقَاتِ و القُبَلاتِ
مَا مِن أُغنِية مِكسُورةً يُرَمِمُها لِسَانِي إلا ومَرَرتُ
فِي أَنحَائِها وغَرستُ أسمَكِ فِي أَزِقَتُها
مَا مِن وَردةِ أُلامِسُهَا بِنَظَرَاتِي الربيعية إلا
وفَتَحَت عَينَهَا وذرَفَت عَصَافِيراً وَفَرَاشَاتِ
وَاشِمَة عَلى أَجنِحَتُهَا صُورَك
عُودِي فَرُؤيَاكِ رَبِيعَاً تزهرُ بِهِ بيلَسَانةُ قَلبِي
عُودِي لأُؤرجٍحَ نَظراتِي فَوق أُرجُوحَة خَصرِكِ
وأزُركِشُها بِطِيفِ وَجهَكِ
مَا مِن وَرقة أَعُـدها لأرتبُ جَداولي اليَوْمِية
إلا وافْتَرشتِ بَياضِها قصيدةٍ عَلَى هَيْكلِ
اِمرَأةُ ووضعتِ عِنوَانَهَا
(حُب دِيمُقرَاطِي)
كُلمَا حَدقتُ بِها تَطَاير رَذاذُ حُرُوفَهَا
وَطَافَ حولِ قَلمِي
وغَمدَ بِي شَوْكة الشكِ بأنَنِي سَاحر
أُرَاقِص الكَلِمَات
وشَاعرٌ أنْثَوي بكلِمَاتِي أَبـنِـي حَضارة النِسَاء
مَن أَنَا؟
بكَّاءً
كَما ألِفنِي زَمَانِي
لِيُقرِأَنِي وَاقِعِي
بِلُغَةِ الأَرَقِ!
وأَنَا إن لَم تَجتَاحنِي غِوَايَاتُ التَنَاقِض المُّر
فِي تَعّرِيف ذَاتِي
أَنَا شَذَى عُطرك
السَابِحُ فِي أَعمَاقِ الرياحِ الهاربةِ
مِن ثَورةِ الغُبَارِ المُتَحَرِر حَدِيثاً
مِن قيدْ الركامِ
أنَا إنحِنَاءُ النَايَات فَوقَ هاماتِ الليالِي
المَريضةُ ببعدَنا
أَنَا صِراَعُ الأَرصِفةُ الحَالِمة بامتصاصِ
خُطاكِ
يُوجعنِي بُعدِكْ
مَا مِن لَحظة تَمضِي إلى هَلَاكُها إلا وأُرجِم بجذواتِ اللَعنةُ عَواصف
الفراق
التي لَفَحت شَملُنَا
فَآه آه مِنهَا
آه مِنهَا
هِي
الحَياةُ التِي تَمتَلِكنَا ولا نمتَلِك مِنهَا سِوىَ أوجَاعُهَا
آه آه
لا خَيراً فِي خَافقٍ خَلا مِن الحُبِ
لا حرباً يباركُ بِها الربُ
أَغدُو ويَتَعَترُ هَذَيَانِي بِهَديلٍ يَحتضرُ لِحمامةِ
أرتوتْ مِن مَاءِ رصَاصَة والعَكسُ يَقِين
أَغدُو مُرافِقاً وِحدَتِي الضَاجِرةُ مِنِي
فَتَعتَرِينِي دِمَاءُ الشِتَاءُ البيضاءُ
فأَرَى مَا وأَرَى
سِوَى سَرابُ
يَلُوحُ لِي مِن شُرفَةِ الأُفقِ البعيد
أَغُضُ الطَرفُ عَنهُ ليغضُ شبحهُ عَنِي
وأُنَادَيكَ
يَا سَيِدَتِي لنتحَالفْ فِي الذكرَى كَمَا تَحَالَفْنَا
رُغْمَاً عَنَّا
فِي الفُرَاقِ
حَالِفِينِي وجَالِسِينِي فِي بَسَاتِين ذَاكِرَتِك
فَهَا أَنَا أُجَالِسَكِ تَحتَ سَروة ذَاكِرَتِي
ولِنَتَحَدَ فِي الغِنَاءِ
بِسِمفُونِيةِ الجَفَاءِ
لِتَشُقَ بِصَدَاهَا
جُدرَانِ السماءِ
ولِنُغَنِي أُغنِيَتَنَا الصَغِيرةِ
لِحُضُورَنَا الحَاضِر فِي الغِيَابِ
(حَبِيبَيِن أِلتَقَيَنا وأَفتَرَقنَا حَبِيبَين)
(حَبِيبَيِن أِلتَقَيَنا وأَفتَرَقنَا حَبِيبَين).



#ساري_سمير_الحسنات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على شواطىء الفجر
- أسئلة على جدران الحياة
- ليتني كما أريد
- مزاجية الروح
- هي ضلي
- أرتدي حكمة أمسي لأمر إلى غدي
- الحد من الارهاب


المزيد.....




- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...
- وزير الثقافة والاتصال الموريتاني يوضّح موقف نواكشوط من من مق ...
- جودة خرافية للمباريات.. تعرف على أحدث تردد قناة MBC أكشن 202 ...
- -الدين المعرفي-.. هل يتحول الذكاء الاصطناعي إلى -عكاز- يعيق ...
- هوليود تنبش في أرشيفها.. أجزاء جديدة مرتقبة لأشهر أفلام الأل ...
- رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار: التعاون الثقافي مع روسيا ...
- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...
- عودة الأدب إلى الشاشة.. موجة جديدة من الأعمال المستوحاة من ا ...
- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...
- الدويري: هذه أدلة صدق الرواية الإيرانية بشأن قصف مستشفى سورو ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ساري سمير الحسنات - حب ديمقراطي