أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امير عبد عباس - العاقبة الاخلاقية














المزيد.....

العاقبة الاخلاقية


امير عبد عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5065 - 2016 / 2 / 4 - 18:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العاقبة الاخلاقية
من الظواهر المنتشرة في مجتمعنا العراقي خاصة والمجتمعات العربية عامة,و التي تنم عن جهل واضح وموروثات بالية لاتمت بثقافتنا وحضارتنا وديننا بشيء.

سيادة وهيمنة رجال يمتون بصلة قرابة ( للنبي محمد) .حيث أستغلوا جهل عوام الناس لتكريس هذه ( الهيمنة الوهمية ) بأبشع الأستغلال للأسف ,وأصبحوا بفضل هذه الصلة والقرابة هم الآمرين والناهين ولهم كلمة الفصل في كل المنازعات .
وبما أن عوام الناس يتمتعون ببلادة فكرية وجهل واضح أصبح البعض من هؤلاء (السادة) سلاطين وزعماء على عقولهم وفكرهم حيث أمسوا بنظر هؤلاء الناس مقدسين ومسددين من الله ,وبالتالي يتمتعون بمزايا خارقة لا يمتلكها اي انسان عادي .ومن هذه المعاجز او الخوارق انهم اصبحوا يمتلكون (شارة) او( حوبة ) والحوبة مثل ماهو معروف تعني( العاقبة الاخلاقية) او لعنة الحق المهدور ,اي أنه أذا ظلم شخص شخص آخر ولم ينصفه فانه أذا ماأصيب بأنتكاسة مافنقول عنه (حوبة فلان).
ويبدوا أن مصطلح ( الحوبة) في مجتمعنا حُصرت فقط على هؤلاء (الرجال السادة ) ويعتبرون أن باقي الناس لاحوبة ولا شارة لهم ..فأنت عندما تمس أحد السادة بكلام بذيء أو فعل مشين فالويل لك من حوبة هذا السيد الجليل .متناسين أن اي شخص يظلم عنوة وبدون أي جريرة ستبقى لعنته تلاحق من سلب حقه لافرق بين من أدعى صلته بالنبي أولم يدعي .
سأدعم كلامي هذا ببعض الشواهد الغير خافية على الجميع, كلنا يعلم بقصة سيد( حمدالله )عندما أرادت الحكومة بجرف المكان (الميزرة ) او( المجزرة ) لتسوية الارض لبناء وزارة الداخلية, فجميع( الكرابات والبلدوزرات) توقفت عن الحركة عند وصولها لهذا المكان ولاأحد يعلم السبب وعند التحري والأستفسار توضح بأن هذا المكان هو مكان غسل السيد حينما وآفاه الاجل .عندها قامت الحكومة بأعادة ترميم هذا المكان وبمساعدة الناس آنذاك بنوا قبة على المكان وأصبحت زيارته طقسا معروفا ولحد هذا اليوم .
لاأعلم مدى صحة هذه القصة ويبدوا ان المخيلة الشعبية أضفت طابع القداسة لهذا المكان ,ويبدوا ان الحكومة آنذاك و لدواعي أجتماعية وسياسية قامت بهذا البناء وانتشر الخبر آنذاك بأن السيد يمتلك (شارة) و(حوبته) هي من قامت بتعطيل هذه (الكرابات والبلدوزرات).وأصبح للسيد لحد هذا اليوم مكانة لاتقل عن السادة المخضرمين و المعروفين اللذين عرفهم تاريخنا.ولا أعلم أن من سخرية أو حسن أو ظلم القدر تحول هذا المكان الى ملتقى للعشاق يؤمه كل من ألمه وله العشق والحب والهيام من كل حدب وصوب.
روي لي أحد اصدقاءي عندما كنت تلميذاً في مرحلة الابتداية قصة عجيبة بكل تفاصيلها, وهو من نسل النبي طبعاً (سيد معروف).يقول كنت صغيرا وحدثت مشاجرة مع أقاربنا أيضا( سادة ),فنهرهم أبي بأقذع الألفاظ وتعدى بكلام نابي على كبيرهم وبما أن كبيرهم عنده (حوبة) يقول والعهدة عليه,غضب أمام الناس وبحركة سريعة مصحوبة بموجة غضب عارمة أدار خاتمه الأيمن ورفع يديه الى السماء داعياً ومتوسلاً الى الله أن يطلع (حوبته) بهم. وبعد أشهر وأذا بالموت يحصد جميع أفراد أسرتي واحد تلوا الآخر منهم من مات موت طبيعي والآخرين بحوادث سير أو ماشابه,حيث لم يبقى منهم أحد سالم من قبضة عزراءيل كما يروي.والعجيب بالامر ان صديقي هذا ذهب ضحية أحدى السيارات المفخخة التي انفجرت باحد شوارع بغداد.بالتالي تيقن الناس بان هذ السيد عنده شارة وأصبح ذو مقام محمود ومكانة لايستهان بها.
وهنالك الكثير الكثير من القصص العجيبة لايسعني المجال هنا لذكرها لذا اكتفيت بهذا القدر.
يبدوا أن مجتمعنا أصبح أسيراُ لهذه الصدف الآنفة الذكر والقداسات الموهومة غير آبه ما وصلت اليه البشرية من رقي وتطور في جميع الأصعدة لذا نرى مجتمعنا وكانه صورة جامدة لاتتحرك .
عندما نضع هذه الظاهرة في مرجل التجربة العلمية نخرج بنتيجة مفادها بأننا جميعا مغدورين بهذا الموروث البالي ومن تصرفات بعض هؤلاء السادة التي نخرتنا وما زالت تنخر بجسدنا المهترء أصلا.
لاأريد أن أدخلكم بمعمعة العلم والتجربة لتحليل هذه الظاهرة وأود أن أختصرها لكم, بأن جميع هذه القصص و(الشارات والحوبات) التي يتمتع بها هؤلاء الرجال أغلبها محض صدفة والنزر اليسير منها لعنة واللعنة كماهو معروف ليست محصورة ببعض الناس وأنما يتساوى بها الجميع وسأدعم دليلي بهذا المثال الذي حدث مع عالمنا المبجل فرنسيس بيكون الفيلسوف المعروف صاحب كتاب المقالات الذي ذاع صيته في تاريخ الأدب الانكليزي آنذاك.
حيث كانت نهاية هذا الفيلسوف مأساواية ومدعاة للسخرية أيضا.وأتت من حيث لم يحتسب ,ففي أحد الأيام وبينما هو يمتطي جواده ويسير به اذ أخذه تفكيره العلمي والتجريبي الى أيجاد وسيلة لحفظ الجسم البشري من البلى بعد الموت, وأسترسل في التفكير ثم خطر على عقله أنه ربما يكون لدرجة الحرارة المنخفضة تأثير قوي في ذلك المجال, وبسرعة مذهلة نزل من فوق جواده ودخل على أحد المزارع التي كانت قريبة عليه فدخلها وأتى بدجاجة وذبحها وملأ جوفها ثلجا ثم حملها معه الى منزله ليلاحظ مايحدث لها,وعندما وصل الى البيت أحس بقشعريرة باردة تسري في أوصاله فسقط مريضا ,فحاول تدفءة جسده والذود عنه بشتى الأدوية والأطعمة والأشربة المسكنة فلم تنفع له وكان الموت حليفه .
أتساءل هنا هل كان سبب موته هو ذنب الدجاجة التي ذبحها دونما جريرة؟؟ أم بسبب الثلج الذي ملأ جوفها به؟؟ ,أم ماذا أغلب ظني لو كان بيكون كان قد ذبح سيد معروف لكان جواب عوامنا كالآتي (ها شكلنا هاي حوبته مو كلنا السيد يشور) .وانا أقول ربما (حوبة) الدجاجة هي التي أودت بحياة بيكون ربما ؟؟؟



#امير_عبد_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطني درب
- نقد فتاوى غريبة ! احمد الفنجري انموذجاً
- الاستهواء
- صورة (سيلفي) مع الزهاوي !
- السياسي العراقي يفند (ثورندايك)
- خرافاتنا الى اين؟
- المرض النفسي( 2_2)
- المرض النفسي (1_2)
- ايهما احق
- التمهيد للدولة المدنية
- تسييد العقل
- غرس النارنج


المزيد.....




- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امير عبد عباس - العاقبة الاخلاقية