قصيدة الاستقالة

جمال الشرقاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5065 - 2016 / 2 / 4 - 10:45
المحور: الادب والفن
    

[1]
قررت
أن أستقيل من دولة الحب
و أعيش فى ثوب جديد
هذه استقالتي
قدمتها
مدموغة بإمضائي الوحيد
قدمتها يا أميرتي الريفية
و رميتكِ خلفي
قلباً شريد
[2]
قررت
و انتهى الامر يا سيدتى
فلست عبدا و لا عربيد
الاستقالة قدمتها
فقضى الامر
فالشاعر ابدا لن يعود
[3]
فالحب صار بدعة
اكذوبة كبرى
و نحن مصابون بالدوار
و التخلف و الجمود
[4]
اسف يا ملاكى
كنت بغيبوبة الحب اسعى
و الاجر كان زهيد
كنت بفتنة العشق اسعى
و كنت فى سجنكى يا سيدتى
مكبلا بين النار و الحديد
فصحيت
فرايت الملاك
يكسر تعاليم الشيخ
و يحترف "القفز " فوق الحواجز و الحدود
[5]
عرفت انى قذفت بنفسى فى النار
منتحر و ليس شهيد
و " الاربعين " تلومنى
فالملاك باع نفسه للهوى
و " التعليم الجامعى "
اضحى حجة لكسر القيود
[6]
الاستقالة قدمتها
يا سيدتى طائع مختار
و حتى لو عاد الملاك
فلن اعود فى القرار
[7]
لا تبكى يا ملاكى
قدمت استقالتى و انتهى الامر
و مزقت اوراقى فى وضح النهار
مزقت شكى فور اليقين
فودعت عقدة اوديب القديمة
و هجرت مدينتكى التى كنت اظنها فاضلة
مملؤة بالعناكب و العقارب و الدمار
و رميت خلفى عصر الحلم
و الحب و الشوق و الدمع و الانهيار
[8]
يا انتى
يا طفلة تلهو ببراءة
تحت اشجار النخيل
بقرب الجدار
لنبقى " قريبين "
لنبقى صديقين
نبقى بين الناس وضح النهار
لنبقى اى شىء
فانى عندما اكره
عندما تثور كرامتى
اكره الهزيمة و التولى و الفرار
[9]
آنستى
قتلتكى بداخلى سريعا
من اجل معنى تولى كالقطار
وودعت كل فاصلة عنكى كتبت
نفضت عن اربعين شمعة
اى ذرة من غبار
[10]
وودعتكى و استقلت
عففت نفسى عن اى منافسة مع الاخر
و الفكر و السهر و بكاء الديار
فانى كبير يا طفلتى
و الكبير
ليس لديه وقت ل ألاعيب الصغار
[11]
فانى راحل غدا
بعدما رميت عن كتفى
حمل ثقيل
من جمهورية الحب يا سيدتى
اعلم انى ليس لى بديل
سحبت اشواقى
و أنهيت مدة حبى
قبل ان يدفعنى صغيرتى
الامل الطويل
[12]
صغيرتى
اعلم جيدا بانكى غريرة
و اعلم
ان الاخر الذى يتسلى بكى افعوان
و اعلم جيدا يا صديقتى الصغيرة
ستعودين يوما من وهم الحب
مهزومة مكسورة
مثل اى بهلوان
[13]
اعلم جيدا بانكى
سوف تشتكين لاى مخلوق
و سوف تتهمين الزمان و المكان
و اعلم علم اليقين
ان لا احدا بعدى يملأ فراغى
و لا احد يعرف الطريق و العنوان
اعلم انه سيهرب لا محالة
و ستكتبين له رسائل الترجى
و تطلقين للجرح العنان
فلا يهمنى كل هذا
المهم يا سيدتى
انى قدمت استقالتى
و فات الاوان

كتبت هذه القصيدة فى الشرقية - يونية - الجمعة
3 - 6 - 2005 م الساعة 7 مساءا
جمال الشرقاوى - كاتب و شاعر -

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل