أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - معسكر بعشيقة والصراع على شمال العراق















المزيد.....

معسكر بعشيقة والصراع على شمال العراق


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5059 - 2016 / 1 / 29 - 01:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان إعلان السورجي في كانون الاول الماضي عن وصول الاتراك الى معسكر بعشيقة بمثابة إشارة التنبيه للمدى الذي بلغه الصراع حول شمال العراق بمعية الاطراف المتحالفة مع الاتراك. وقد ارتفعت خطورة الموضوع مرة اخرى من خلال خبر شحنة الاسلحة التي اعلن عن وصولها اليه مؤخرا.

اكتنفت ظروف وجود المعسكر بالغموض مع إهمال إعلامي لما كان يجري بشأنه إلا من بضعة اخبار كالعادة. كان خبر الاعلان عنه في تشرين الاول 2014 حيث نقل عن العبيدي وكان ما زال نائبا وقتها عن حصول محافظة نينوى على قطعة ارض بمنطقة سهل نينوى الواقعة تحت حماية البيشمركة لتحويلها الى مركز تدريب باسم معسكر تحرير نينوى. واوضح بأن التدريب سيؤمن من قبل الحكومة والتحالف الدولي. ومن احمد الجبوري النائب عن نينوى علمنا بان موافقة المركز قد اتت عن طريق هيئة الحشد الشعبي وكذلك الرواتب.

بعد هذا الإعلان نسي امر المعسكر ولم يعد يذكر في الاخبار حتى شهر حزيران من السنة الماضية حين اعلن فجأة عن نية الداخلية لنقله خارج إقليم كردستان ! إذ قيل عن التوصل الى علم الوزارة عن تواجد متطوعون وهميون فيه. يلاحظ هنا عن ان هذا التقرير لم يظهر الى العلن إلا بعد ان تم نشر تقرير سقوط الموصل في ايار 2015 والذي جرى فيه تثبيت مسؤولية محافظ نينوى في سقوط المدينة وإقالته لاحقا. لا ندري لماذا جرى الانتظار حتى الانتهاء من إعداد هذا التقرير النيابي لاعلان نقل المعسكر ؟ فهل يعقل بأن الداخلية لم تكن تعرف بحقيقة ما جرى في المدينة او حتى في المعسكر من خلال مصادرها ؟ وكيف جرى التأكد من وجود الوهميين مع تواجد المدربين (حكوميين او من التحالف) فيه ؟ لا يمكن ان تكون القضية متعلقة فقط بالوهميين إن صح هذا ليكون خلف قرار نقل المعسكر ، فماذا كانت اسباب الداخلية للقيام بسحبه الى خارج الاقليم إذن ؟

ويبدو بأن لحظة الاعلان عن نقل المعسكر كانت مناسبة لانفلات الالسن بما كان مخفيا. فعرفنا مثلا بأن رواتب متطوعي المعسكر قد اوقف صرفها منذ شهر شباط وربما قبله. ومن نفس النائب احمد الجبوري (في المقابلة المذكورة اعلاه) حصلنا على تكملة مثيرة للمعلومات وهي ان بعد قطع الرواتب الحكومية... تولى الاتراك دفعها بواقع 500 دولار شهريا لكل منتسب ، وإن القنصل التركي في الموصل قد شوهد وهو يوزع هذه الاموال بنفسه ، عدا عن توليهم تدريب المتطوعين هناك بانفسهم ! ما يثير لدينا الدهشة وحتى الغثيان الشديد هو غياب كل رد فعل من الحكومة بعد انقلاب وضع المعسكر نحو هذا الحال واستمراره هكذا. بل هو التساهل والتهاون التامان !!.. حتى اتخاذ قرار نقل المعسكر في حزيران (وتنفيذه في شهر تموز اللاحق). اي انه جرى انتظار ستة شهور كاملة حتى يبادر الى عمل شيء ما. فهل كان الوزير الغبان ورئيسه العبادي فعلا جاهلان لاوضاع المعسكر خلال كل هذه الفترة ؟ والسؤال الآخر هو لماذا انتظرا شهورا منذ لحظة قطع الرواتب حتى صدور تقرير سقوط الموصل وتنحية النجيفي لنقل المعسكر ولم يقما بنقله رأسا من لحظة ايقاف صرف الرواتب إن كان هذا هو الحل الامثل (ولو إننا لا نراه إلا حلا في غاية الاعوجاج وسنوضح لماذا) ؟ ولماذا جرى السكوت عن صرف الرواتب التركية فيه بعد قطع الرواتب الحكومية وحتى دخول القوات العسكرية التركية فيه في كانون الاول الماضي ؟ لاحقا في تشرين الثاني الماضي جرت زيارة العبيدي للمعسكر بوجود الاتراك فيه وهو عمل اقل ما يمكن وصفه به هو الخيانة العظمى ويتوجب محاكمته على هذا الاساس. فكيف يجرؤ على زيارة موقع تتواجد فيه قوات اجنبية تغدق فيه الاموال لمرتزقة وهو ما يفسر بأن الحكومة لا تمانع فيه ؟

حسب الاخبار التي لا نعرف مصداقيتها ذكر بان من جرى نقلهم من المعسكر هم منتسبو شرطة المحافظة اي انهم يتبعون الداخلية. ومن بقي في المعسكر بعدها هم المتطوعون التابعون للنجيفي كما نظن ممن استمر الاتراك بالصرف عليهم.

لمحافظة الموصل خصوصية واضحة لكونها خط التماس السياسي والعسكري للمركز مع اقليم كردستان. وهي المركز الرئيسي لتواجد الحكومة المركزية في كل شمال العراق. بالمقابل لابد ان البرزاني يعتبرها من ضمن مناطق نفوذه لهذه الاسباب وكذلك داعميه الاتراك من خلفه. هل انشيء معسكر بعشيقة بهدف تحرير الموصل فقط كما اشيع ام ان إنشاؤه كان لغرض تلبية حاجات اخرى املتها ظروف المنطقة والامن الوطني كما نعتقد ؟ ما تكون اهمية هذا المعسكر لتصرف عليه تركيا اموالا وترسل اليه قواتا ؟ لا يبدو لنا بأن خيار الموقع قد ترك للصدفة. فعند التدقيق فيه يلاحظ وقوعه على مقربة من الخط الفاصل بين المناطق التي يسيطر عليها داعش وباقي مناطق سهل نينوى الواقعة تحت سيطرة الاقليم.. فهل كانت الفكرة الاساسية هي لوضع اية قوات في المنطقة بهدف تأمين تواجد عسكري عراقي ولو بحده الادنى بعد انسحاب الجيش من كل الشمال (خصوصا وإنه لم يكتمل تشكيل غرفة عمليات نينوى الجديدة ولم تحصل على قائدها وقتها) وكذلك لوضع حاجز امام تمدد الدواعش باتجاه الاقليم بعد محاولتهم الاولى في آب 2014 ؟ فإن كانت هذه هي حقا احدى اهداف إنشاء المعسكر فلماذا جرى قطع الرواتب عنه بفترة وجيزة بعد إنشائه ونقل منتسبي الداخلية منه الى خارج الاقليم وتركه شبه فارغ إلا من حشد النجيفي ؟ قطعا لن نحصل على اجوبة شافية لهذه الاسئلة..

كذلك إن كان المعسكر فعلا محاولة لتأمين موطيء قدم في المنطقة بعد انسحاب الجيش ، فهل جرى تزويده بالاسلحة ؟ من الاخبار علمنا ان ثمة اسلحة قد جرى إرسالها للمعسكر بداية شهر كانون الاول 2014. هل جرى استلام هذه الاسلحة ام انها تسربت لداعش او لاطراف اخرى في الاقليم ؟ وهل يكون هذا التسرب يا ترى هو سبب نقل المعسكر وسحب الدعم الحكومي عنه ؟

نعتقد بأن من اهداف الاتراك في تعزيز قواتهم في بعشيقة هو لتعويض الوهن الذي اصاب سلطة البرزاني مؤخرا. والتمهيد لهذه العملية كان بوضع اليد على الموقع عبر المدربين بداية منتهزين فرصة قطع الرواتب ولاحباط إرسال اية قوة عسكرية عراقية للتمركز فيه في اي وقت لاحق. من الواضح بأن هذه اللحظة كانت بداية فقدان السيطرة على المعسكر. لذلك نرى بأنه كان يتوجب نشر قوات عراقية فيه لمسكه ولتعديل الاوضاع فيه ولمنع احتلاله من اية قوى اخرى بدلا من سحب القوات منه والتنازل عنه كليا لتركيا لاحقا كما رأينا.

يستنتج من هذا بان معسكر بعشيقة قد اصبح نقطة الصراع للسيطرة على شمال العراق بين الدولة العراقية وتركيا الداعمة لداعش والبرزاني. وقد انتهت الجولة الاولى (التي نرجو ان تكون فعلا مجرد جولة ، لا نهاية المطاف) بهزيمة كاملة للدولة العراقية بسبب سوء الإدارة والفساد في اعلى السلطة. ونحن نرى انه لابد للدولة من استرجاع هذا المعسكر بأية طريقة ولو بالقوة لتأمين استعادة الموصل لاحقا وكذلك لتأمين خلو المنطقة من اي سند قريب للدواعش دون انتظار تحرير الانبار وكركوك. فلا يجوز التهاون مع تواجد قوى عسكرية اجنبية تعبث داخل حدود بلدنا من خلاله. ويتوجب عدم الركون فقط الى مجلس الامن الذي لا تبدو عليه العجالة في هذا الامر خصوصا مع الاداء الضعيف للدبلوماسية العراقية ، بل الضغط العسكري على الاتراك بموازاة الضغط السياسي. كذلك ارى انه يتوجب العمل لوضع الاميركان عند حدهم كونهم عند دعمهم للاحتلال التركي قد وضعوا انفسهم علانية بمواجهة العراق واثبتوا للمرة الالف بانهم ليسوا من اصدقائه ، بل في خندق اعدائه. ارى ايضا بتوجب إنهاء وجود ما يسمى بحشد النجيفي لطالما كان ضد مصلحة البلد بنفس وقت استعادة السيطرة على المعسكر. فليس ذاك المتخابر مع دول اجنبية داعمة للارهاب هو من سيقوم بتحرير ما عمل على تسليمه لهم بنفسه.

حدسي هو انه كما جرى مع مقالتي السابقة حول معسكر بعشيقة ستتغاضى الحكومة كمجلس النواب عن الموضوع كالعادة وسيتعمدون تجاهل متابعته...



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تطوع العبادي كسلفه للعب دور القاتل الاقتصادي ؟
- الهروب والخلاص من القائم
- تذكير لعقود التراخيص النفطية
- اسئلة حول التواجد العسكري التركي قرب الموصل
- الخلافات حول استراتيجية تحرير سنجار تطيل بقاء المدينة تحت سي ...
- الإضرابات تنتشر في إقليم كردستان بسبب تأخر دفع الرواتب
- نريد من رئيس مجلس النواب عدم الخروج عن اطار وظيفته
- الاميركان يلوذون بمسرحية للحفاظ على مصالحهم
- أسهو من اللجنة المالية النيابية ام محاباة ؟
- كيف سيتم تحرير كركوك ولأية نتائج على الارض ؟
- نطالب بنشر محضر استجواب وزير الدفاع
- ما الهدف من إعادة قوات الاحتلال الى العراق ؟
- مرة اخرى حول الكذب والتضليل في موضوع الكهرباء
- عاجل : عمليات بغداد تمهد مع داعش لاسقاط بغداد
- هل البرزاني والحكومة جادون في محاربة داعش ؟
- امريكا وبريطانيا تغضان الطرف عن مبيعات نفط داعش – مقالة مترج ...
- الكذب والتضليل في موضوع الكهرباء
- مقدمات سقوط دولة حزب الدعوة
- ما لم يرد كشفه العميد الركن عبد المحسن فلحي الضابط في عمليات ...
- الخلافات الكردية تحتدم مع اقتراب نهاية ولاية البارزاني الثان ...


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - معسكر بعشيقة والصراع على شمال العراق