أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بدر الدين شنن - كلمات ما قبل الأخيرة














المزيد.....

كلمات ما قبل الأخيرة


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 5057 - 2016 / 1 / 27 - 13:11
المحور: الادب والفن
    


أكتب لك يا بني .. بين البيان والتقرير .. بين الاعتراف والعرض الحزين .. قدر ما تستطيع أصابعي المرتعشة .. من أثقال وامتحانات الزمن .. أن تكتب .. ربما .. هي الكلمات ما قبل الأخيرة .. لتعرف أكثر .. وأوضح .. لماذا نحن نكابد .. من جحيم التخبط الشامل والإرهاب الفظيع .. ولماذا ندفع الثمن .. كل هذا الدم .. وكل هذا الدمار المريع .

في غفلة من ذاكرة التاريخ الثرية .. وغفوة في أروقة العقول الذكية .. وحقبة من انقساماتنا الدموية والقهرية .. دقت أبوابنا .. اقتحمت أسوارنا .. أقوام إرهاب وحشية .. حمالة التعصب والجاهلية .. أيديولوجيتها أقدم من القدم .. فاقدة .. للقيم الاعتبارية .. منقولة بآليات .. برية .. وبحرية .. وجوية .. من الصين .. والقوقاز .. والدول العربية .. مغربية .. ومشرقية .. من بلدان أوربية وآسيوية .. ومن الطرف الآخر من الأرض .. من الولايات الأمريكية .. تنفيذاً لغايات سلب ونصب دولية .

أسقطت من أيدينا .. كل القيم .. والشواهد الإنسانية .. وما احتواه العقل والعلم من المعالم الحضارية .. وأفقدتنا التراحم .. والصواب .. والأخوية .

لم يعد أطفالنا يا بني .. أكبادنا تمشي على الأرض . صار بعضهم مشروع قتل .. واغتصاب .. وصارت أكباد بعضهم .. لقمة وحش يحمل السمات البشرية .. أو سلعة تجارية .

لم تعد لنسائنا يا بني .. حصانة الحرائر .. أي حرة يخطفها الإرهاب .. هي أسيرة .. خاضعة للنكاح باسم الجهاد .. أو تفرض عليها أشغال العبدة السبية .

لم يعد لنا عنوان دائم .. من خيمة .. إلى مدرسة .. إلى بلدة آمنة سورية .. أو غير سورية .

وانتفى من أقوالنا .. ما نحب من الكلمات .. حق .. عدل .. حرية .. تلك التي ملأنا الدنيا صخباً .. واجتماعات .. واعتصامات .. من أجلها . وأعلنا على الملأ .. أن لنا الحق .. بالثورة .. باسمها .

والساسة .. من كل ألوان السياسة .. انقسموا .. أكثر مما كانوا منقسمين .. حتى في الحزب الواحد .. والتيار الواحد .. صاروا منقسمين . أكثر ما يشغلهم .. كيف يستأثرون بالسلطة .. أو يحصلون على السلطة .. وامتيازات السلطة .. وفي حرب الإرهاب الدولية الجارية علينا .. صار الدولار عند البعض .. مقدمة لاستلام السلطة .. أو يعادل السلطة .. ومن أجل السلطة والدولار يجرون لاهثين .. نحو الشرق .. ونحو الغرب .. ليجمعوا.. المال .. والرجال .. والسلاح .. والداعمين .. والظهور في اللقاءات السياسية التآ مرية .. والمنابر الإعلامية .

واللقاء بين أهل الحكم .. وأهل الاعتراض .. من الطرفين مرفوض أو مشروط بالإقصائية .. مهما كانت حالة الوطن بحاجة إليه .. ومصيرية .. والبعض عمق الانقسام .. إلى حد التذابح .. وارتهن للأجنبي .. وباع الوطن والقضية .

وحده الإرهاب .. يملك السطوة على الناس .. والمساحات الجغرافية .. كدولة شرعية . ينهب .. يقتل .. يذبح .. يهدم .. رافعاً أعلامه السوداء .. فوق كل ما يسطو عليه .. مطلق الصلاحية .

كل من صاروا تحت سلطة الأمير رعية .. من لا يبايع الأمير .. يغدو بلا رأس .. أو يساق سوق البعير والبهائم الغبية .

حصيلة حرب الإرهاب " الجهادية " حتى الآن .. القتلى تحسب بمئات الآلاف .. والمهجرين والنازحين بالملايين .. والخسائر في البناء والعمران .. بمئات المليارات من الدولارات .. والوقت لاستعادة نبض الحياة كما ينبغي أن تكون .. وإعادة البناء كما كان .. يحتاج إلى أجيال .. وعقول .. وإرادات أبية .

في غمرة الجوع .. والموت .. والتشرد .. لم نعد نسأل يا بني عن الوطن .. وإن سألنا .. ’نسأل .. عن أي وطن تسألون .. ؟ ..

ولم نعد نسأل يا بني .. عن الدولة .. وإن سألنا .. ’نسأل .. ومن هذه الدولة تكون .. ؟ ..

صرنا يا بني .. موزعين .. بين داخل وخارج .. نازحين ولاجئين .. ومحاصرين .

احتمال ضعيف جداً .. أن يختار شعب آخر .. مثل ما نحن اخترناه .. واعتبرناه .. مشروع تغيير ذكي .. لكنه صار بانقساماتنا وتذابحنا .. واقتحام أقوام الإرهاب أسوارنا .. مشروع أشرار .

لا شعب آخر يمكن أن يؤثر مسارنا .. الذي سميناه ثورة .. بعد أن صار هذا المسار مقبرة للثوار .

وانطوت شعوب على جراحها .. خشية .. أن تحرفها أقوام الإرهاب الهمجية .. كما حرفتنا .. وأن تجرفها إلى الكارثة .. كما جرفتنا .

وباتت العيون من كل فج واتجاه .. ترمقنا .. لعلنا نخرج من الجحيم .. لعل آفاق الخلاص تفتح مرة أخرى .. للشعوب المقهورة تحت هيمنة الإمبريالية

بضع كلمات خاصة إليكم .. إلى جيلكم الذي ورثته الظروف .. كل هذه البلايا والكوارث .. إن تجاوزتم انقساماتنا اللاعقلانية .. والنقص في إدراكنا المسؤولية الوطنية .. أنتم .. وأنتم .. وأنتم .. المخلص المنتظر . سوريا بانتظاركم .. كل سوري وسورية .. وكل عشاق الحرية .. بانتظاركم .



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أية هيئة ؟ .. أي حل سياسي ؟ ..
- نوع من الحرب
- دفاعاً عن آمال العقلانية والعلمانية والتقدم
- التحالف العدواني التوسعي الجديد ومخاطره
- الأرض السورية تقاتل
- إنها البرهان
- من الربيع العربي إلى التحالف الإسلامي
- الذين يرسمون خريطة سوريا الآن وغداً
- سقوط قناع التحالف الأميكي الدولي
- - الناتو - يزحف إلى دمشق .. وسوريا تقاتل
- الحل السياسي بين الإرهاب والتدخل الخارجي
- جلالة الشهيدة
- داعش يغزو فرنسا
- - فيينا 2 - والرهانات المتعاكسة
- الجري وراء الحلول السياسية في زمن الحرب
- مقومات الحل السياسي الوطني في سوريا
- صانعو الحلول الوطنية المشرفة
- فلسطين في القلب
- سوريا موحدة جديدة قادمة
- هل بدأت نهاية الإرهاب في سوريا ؟ ..


المزيد.....




- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...
- صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من ...
- محللون إسرائيليون: فشلنا بمعركة الرواية وتسونامي قد يجرفنا
- فيديو يوثق اعتداء على فنان سوري.. قصوا شعره وكتبوا على وجهه ...
- فيديو.. تفاصيل -انفجار- حفلة الفنان محمد رمضان
- جواسيس ولغة.. كيف تعيد إسرائيل بناء -الثقافة المخابراتية-؟


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بدر الدين شنن - كلمات ما قبل الأخيرة