نوع من الحرب

بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 5046 - 2016 / 1 / 16 - 13:19
المحور: الادب والفن
    

قالوا له
لما رأوه يبكي
لا ..
لست أنت الذي
يبكي .

إن السنديان ينكسر
ولا يبكي
الصخر ينفجر
ولا يبكي
والحصن ينهار
ولا يبكي .

وأنت كم مرة
عذبوك
هجروك
خانوك
ولم تبك ..

رد والغصة تحرجه
أنا لا أبكي مما حل بي
قالوا :
وما هذه الدموع
إنها تحكي .
قال :
ربما انهمرت
إذ رأت القلب
يبكي
وطني الذي
يتفزر .

انظروا كيف صرنا
بعد أن صار الوطن
تجارة
والسياسة
قذارة .

إنهم استزلموا
للشيطان
واستقدموا
الغيلان
ودمروا البلدان
ليأخذوا الوزارة .

كل شيء بات عرضة
للاغتصاب
الدار
والأرض
وعفة الحرائر
والعذارى .

والمنقذ المزعوم
يكفرنا
يذبحنا
يسرقنا
يستبيحنا
أصبحت كل مدينة
تحت سطوته
إمارة .

قالوا :
وما نفع بكاء
العين والقلب
أمام حرب
بالقتل
والنهب
والخيانة
تتجذر .

ابتلع الصمت وقال : أنا لا أبكي
حزناً
ولا خوفاً
من أثمان الخيار
الصعب .

أنا أبكي فقدان
الريادة
والسيادة
والسمت
والدرب .
إنه نوع من التمرد
نوع من الحرب .

لعل الذات تتقد
تقوى
تعطي
حتى يصبح الحصن
قاهراً لا يقهر
والصخر للعمران
أبيض
وأصفر
ومرمر
والسنديان يعلو
شامخاً
أكثر .. فأكثر .

#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات