أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - سوريا موحدة جديدة قادمة















المزيد.....

سوريا موحدة جديدة قادمة


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 4953 - 2015 / 10 / 12 - 15:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نقلت الوقائع الدولية في الأيام السورية الماضية ، سيرورة الأزمة في سوريا والحرب عليها ، إلى مرحلة جديدة قد تكون حاسمة . وقدمت الإجابات الواضحة ، على كثير من الأسئلة التي كانت معلقة ، وأجلت الغموض الذي يمارس عمداً ، لتغطية الكثير من التآمر ، والكثير من النفاق ، حول الرأس المد بر لا نفجار الأزمة السورية ، بالشكل العنيف المتصاعد ، الذي وصل إلى الحرب .. وإلى كل هذا الدمار الهمجي .. ولمصلحة من ترخص كل هذه الدماء السورية بصورة متوحشة . كما قدمت الإجابات أيضاً ، على الأسئلة المعلقة منذ سنوات طويلة ، المتعلقة بأطياف من المعارضة ، حول علاقاتها .. وارتباطاتها بالخارج ، وحول معادلة ( داخل / خارج ) في الأزمة السورية .

فمن جهة ، أكدت هذه الإجابات والوقائع ، أ ن الخارج المتمثل بأميركا ، وبقية منظومة الدول الغربية الاستعمارية العريقة ، وملاحقها من الكيانات العربية والإقليمية الموالية لها ، بما فيها إسرائيل ، كانت تعمل قبل سنوات من ( 2011 ) على تنفيذ استراتيجية شرق أوسطية جديدة ، مرتبطة بسلسلة حلقات تآ مرية عدوانية ، للهيمنة على العالم . وكانت قوى هذه المنظومة تعد مخططات عملياتها في البلدان العربية ، متضمنة حتى التفاصيل الجغرافية ، والمكونات السكانية التاريخية الموروثة ، في مسارح العمليات المحددة . وكذلك آليات الحركة التنفيذية ، على كل المستويات ، النفسية ، والثقافية ، والإعلامية ، والسياسية ، والأيديولوجية ، والمسلحة .. والحرب .. وخرائط البلدان المستهدفة ما بعد الحرب . وبرهنت أنها سيدة مسارح العمليات العدوانية والتدخل .

ومن جهة ثانية ، مع وضع هذه المخططات قيد التنفيذ ، برزت الحاجة الوطنية المشروعة ، إزاء هذا الهجوم الخارجي النوعي التعددي الكبير على البلدان العربية ، إلى مساندة خارجية صديقة ، تملأ الفراغ الناتج عن التفاوت في ميزان القوى , وخاصة حين أقدمت زعيمة تلك المنظومة على العدوان على العراق ( 2003 ) وهاجمت إحدى دولها إسرائيل لبنان ( 2006 ) وهاجمت غزة ( 2008-2009 ) ، ومن ثم أقدم " حلف الأطلسي " القوة الضاربة الجماعية في المنظومة ، على العدوان على ليبيا ( 2011 ) . وحين زجت تلك المنظومة قوى الإرهاب الدولي ، الواسعة العدد ، والخبرة ، والحاملة لفكر التكفير المتخلف ، والأسلوب الهمجي المتوحش ، في ليبيا ، وسوريا ، والعراق ، واليمن ، لتحقيق مآربها ، التي بات العالم كله يعرفها ، ويرى اتساع وعمق جرائم تدخلها في حياة الشعوب ، لتدمير مقومات كياناتها الوطنية ، وحضاراتها ، وتمزيقها . ويرى أشكال النهب ، والسبي ، والاغتصاب ، والعبودية التي تمارسها حيث حلت وسيطرت ، ويرى تواطؤ ودعم تلك المنظومة للقوى الرجعية ، والدينية المتطرفة للاستيلاء على الحكم ، وإعادة الشعوب تحت سيطرتها إلى عهود القرون الوسطى .

من جهة ثالثة كشفت هذه الإجابات .. والوقائع .. الصراخ المنافق الصادر عن شخصيات ، وقوى ، تسمي نفسها " معارضة ، ضد ما سمته " تدخل " من قبل إيران ، وحزب الله ، وروسيا . الصراخ الذي لا يرمي إلى الدفاع عن استقلال وسيادة البلاد ، بوجه عدوان قائم ، وإنما يرمي ، بغباء ، إلى تسويغ التدخل الخارجي الذي تمارسه منذ سنوات ، منظومة دول وتنظيمات الإرهاب الدولي في سوريا بأسوأ الأشكال المتوحشة . ويرمي إلى استمرار حرب الإرهاب الدولي ، لاستمرار الحصول على الارتزاق ، والامتيازات ، في هذه الحرب ، وعلى ما يمكن أن يحصلوا عليه ، من القفز إلى السلطة ، بواسطة الحرب ، وبدعم الإرهاب الدولي . ويرمي بشكل خاص إلى التغطية على انحرافاتهم السياسية ، وارتباطاتهم الخارجية المشينة المدانة .

وصراخ هذه الشخصيات والقوى ، لم يأت غريباً عن سلوكياتهم ، وإنما يأتي انسجاماً مع تاريخهم ، وبنيتهم السياسية ، والأخلاقية الانتهازية . فهم منذ أولى خطواتهم " المعارضة .. المعادية للوطن " كانوا منغمسين في علاقات مريبة مع الخارج . بل وبعضهم لم يخجل يوماً من ارتباطه العلني ، خاصة في مرحلة ازدهار طروحات " العولمة " مع الأطراف الأكثر سوءاً ضد سوريا . ابتداء مما سمي " هيئات المجتمع المدني " الممولة من قبل هيئات وجهات دولية مشبوهة ، ومتابعة ، باللقاءات التلفزيونية ، المحرضة على تشويه السياسة ، وعلى انحرافات الأساليب الديمقراطية في التغيير السياسي في البلاد ، وصولاً إلى الخيار المسلح ، والانخراط في الإرهاب الدولي ، لإسقاط الدولة تحت عنوان إسقاط " النظام " . وكانت تتم تغطية كل ذلك بأسماء وشعارات مذهبية ودينية وسياسية مموهة بالبراءة ، لخداع البسطاء المهمشين ، وتجنيد المرتزقة المغامرين ، وجذبهم إلى تنظيماتهم المسلحة .

ومن أسف تبرز في هذه الأيام طروحات ، صادرة عن " معارضة " من طيف آخر ، غير مطابقة للواقع . فهي ترى أن التدخل الأجنبي قد جاء بعد تفاقم الأزمة . وبذلك تنفي تخطيط وإعداد الخارج المسبق للتدخل في سوريا ، وتخفف من مسؤوليته السياسية والأخلاقية في التدخل ، وتدين " النظام " لأنه أوصل البلاد إلى هذا التردي ، وتغمز من قناة مشروعية " التدخل الصديق " . بمعنى ، لو أنها كانت هي تدير البلاد ، لما حصل ما حصل .. الجغرافيا السياسية تسقط أهميتها دولياً .. ومخزون سوريا من الطاقة ، لن يكون مثيراً لمطامع الاحتكارات البترولية والدول الإمبريالية .. ومخطط الإمبريالية للهيمنة على الشرق الأوسط والعالم سيتوقف .. !! ..

لم يعد الدخول في تفاصيل هذه المرحلة من الضرورة بشيء . إذ أن هذه التفاصيل صارت معروفة جيداً من قبل الأكثرية الساحقة من الشعب السوري ، من جهة ، وأن مفاعيلها فقدت صلاحياتها السياسية والواقعية من جهة ثانية . الشواهد على ذلك كثيرة .. وفي مقدمها .. استباحة الإرهاب الدولي للشعب والوطن .. والتدمير .. والدم المسفوك بوحشية .. فوق الأرض السورية .

فقط يمكن الدخول إليها ، والتعامل معها ، من زاوية معالجة الأخطاء الناتجة عن صدمة فشل الفعل السياسي المعارض ، في تحقيق أهدافه المتعلقة بمرحلة سياسية مضت ولن تعود .. وصدمة الإحساس بالفوات إزاء تسارع الأحداث ، واحتدام وتنوع التفاعلات السياسية الداخلية والدولية الصديقة ، التي باتت في حالة شراكة مباشرة في معركة الأزمة والحرب .. وصدمة التحولات الكبيرة التي خلقتها الحرب .. والتي ألغت دور ومفهوم المعارضة التقليدي ما قبل الحرب .. واستدعت دوراً بديلاً سياسياً مشاركاً في الحرب ، وفي الدفاع عن الوطن . وغير ذلك يعني الانقراض .

إن النظام الذي كانت تستهدفه المعارضة قبل الحرب انتهى .. ليس النظام الآن كما كان قبل الحرب .. ولن يكون كما هو عليه الآن بعد الحرب .

القادم من الأيام يحتاج إلى طبقة سياسية .. حاكمة .. ومعارضة .. مغايرة تماماً للطبقة السياسية التي تولت الحكم والمعارضة في الخمسين سنة الماضية ، وذلك على كل المستويات ، الهيكلية .. والسياسية .. والحركية .. والأهداف المنشودة .. والمهام المطروحة .

إن سوريا الآن تتجدد .. تجدد استقلالها .. ودولتها .. وبنيتها الوطنية والاجتماعية . إنها الآن بحاجة إلى كتلة وطنية جامعة تضم كل أطيافها السياسية والشعبية المناضلة .. لتتحرر من الإرهاب الدولي .. وتضمد جراحها .. وتعيد بناء عمرانها .. وتتقدم موحدة قوية ديمقراطية مزدهرة .



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل بدأت نهاية الإرهاب في سوريا ؟ ..
- أيلول أسود بشع آخر
- دفاعاً عن هوية المسجد الأقصى ووجوده
- المؤتمر النقابي الدولي بدمشق .. توقيته وأهميته
- لا بديل للوطن .. العودة للدار هي الحل
- حرب البؤساء العادلة
- بيان مجلس الأمن والتجربة السورية
- أردوغان وسوريا المستعصية على الفتح
- آفاق
- المطلوب قبل فوات الأوان
- دفاعاً عن سوريا ووحدتها أرضاً وشعباً
- معركة ميسلون بين الأمس واليوم - إلى يوسف العظمة -
- الرعب الإسرائيلي المتجدد من التاريخ
- لماذا تريد أمريكا رحيل الرئيس ؟ .
- السلام والأمان والأمل .. بين الممكن والمعجزة .
- الريحان .. والأمير والسلطان إلى ضحايا كوباني
- موسم الغزو البربري المفتوح
- ارتدادات الحرب السورية
- ما ذنبنا .. ؟ ..
- الوحدة الوطنية .. أو الضياع


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - سوريا موحدة جديدة قادمة