أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامر إسلامبولي - ضرورة اندماج المسلم في ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه














المزيد.....

ضرورة اندماج المسلم في ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه


سامر إسلامبولي

الحوار المتمدن-العدد: 5055 - 2016 / 1 / 25 - 12:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أيها الأخوة اللاجئون إلى حماية مجتمع آخر، انتبهوا فأنتم بداية ضيوف، والضيف يلتزم بقواعد البيت فلا يعبث بأثاثه ولا يسخر من أهله ويحفظ عينه ويده، ويرد الإحسان بالإحسان، وبعد انتهاء فترة الضيافة إن رحلتم فبالسلامة ، وإن بقيتم صرتم من أهل البيت لكم مالهم وعليكم ما عليهم، و جميعاً تحت القانون ينظم علاقاتكم ويحميكم من عدوان بعضكم على بعض، ويكفل ثقافة كل منكم وحريته طالما لا يؤذي غيره ولا يعبث بمقومات البلد .
أيها الأخوة الكرام
ليس المطلوب من الإنسان - إنْ أسلم - أن يصير عربي القومية، ويُطلق لحيته، ويلبس الجلابية. فالإسلام ليس دعوة قومية، وإنما هو دعوة إنسانية، فعندما يسلم الإنسان - رجلاً أو امرأة – الفرنسي، أو البريطاني، أو الهندي، أو التركي... إلخ، ليس المطلوب منه أن ينخلع من قوميّته، ويترك لُغته، ويهجر عادات قومه في الملبس، أو المأكل، أو المشرب، أو في الآداب العامة، والتقاليد، ويصير بين قومه غريباً، ووحيداً، ينتمي إلى قومية أخرى، لا وجود لها بالنسبة له إلاَّ في الذهن فقط، بينما الواقع أنه يعيش ضمن نظام وعادات وآداب المجتمع الذي يقيم فيه، وإن حصل هذا الانفصام بين الانتماء القومي الذهني للعرب، والواقع الاجتماعي الذي يعيش فيه، سرعان ما يلفظه المجتمع، ويجتنبه، ويصير هذا الإنسان القومي مرفوضاً من المجتمع الذي يعيش فيه، وبالتالي؛ يقوم الفرد برَفْض المجتمع، ويتطرَّف في أفكاره، بل وممكن أن يصير عدوَّاً لهذا المجتمع، ويستبيح أمواله، ونساءه، ودماءه، رغم أنه يعيش في حمايته، وعنايته، وخيراته.
لذا؛ ينبغي التفريق بين الانتماء إلى الإسلام والانتماء إلى القومية العربية، فالإسلام دين الله للناس جميعاً، والقومية عِرْق مرتبط بجَغرافية وتاريخ وثقافة مجتمع معين، والإنسان في مشارق الأرض أو مغاربها عندما يدخل في الإسلام لا يشترَط له أن ينتمي إلى القومية العربية، ويحمل ثقافتها، وآدابها، وعاداتها، وتقاليدها، فينبغي تخليص الإسلام من هيمنة الثقافة العربية عليه، وإزالة عملية التعريب القومي للإسلام ثقافة عنه، وإرجاع هوية الإسلام الحقيقية له هو دين إنساني عالمي، نزل بلسان عربي، وليس بثقافة القومية العربية، وبالتالي؛ فنحن مُلزَمُون بنظام اللسان العربي لنقرأ الخطاب القرآني من خلال إسقاطه على محلّه من الواقع، مع اجتناب الثقافة القومية العربية، كونها تفاعلاً قوميَّاً زمكانيَّاً، مع الخطاب القرآني الخالد، ومراعاة البُعْد الثقافي العربي للقرآن.
لذا؛ ينبغي على كلّ مسلم أن يحافظ على عملية انتمائه، وولائه للمجتمع الذي يعيش فيه، ويحترم قانونه، ويتقيّد بآدابه، وتقاليده، وعاداته، ما لم تخالف أحكام الدِّين الإسلامي ( الذي نزل بالقرءان)، فإن عارضتْ أو خالفتْ أحكام الدِّين، يجتنب هذه الأمور المخالفة فقط، مع استمرار التزامه بالقانون، والآداب العامة، والتقاليد، ومن هذا الوجه؛ بعث اللهُ الأنبياءَ والرُّسل من قومهم، يتكلَّمون بلسانهم، ويتقيّدون بآدابهم، وتقاليدهم، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (إبراهيم 4).
وقال: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ } (التوبة 122).
ويكون مقياس ولاء الإنسان المسلم في مجتمعه هو العدل والظلم، فيشجب، ويستنكر، ويرفض أيَّ موقف ظالم صدر من دولته تجاه أيّ دولة أو مجتمع في العالم، بصرف النظر عن القوميات المختلفة، مع الالتزام بالقانون العام للمجتمع، وعدم الخروج عليه، وعدم الإفساد في المجتمع، مع محاولة الاندماج في تقاليد المجتمع الجديد الصالحة والتي لا تخالف الإسلام ولا تضر في الصحة العامة ولا تخدش الحياء، وكل مجتمع له معاييره ينبغي التعرف عليها كما ينبغي تعلم لغة المجتمع لسهولة التعايش معه والتفاهم والاندماج ليصير أحدكم مواطناً صالحاً، وفي حال لم يستطع أحدكم تقبل سلوك أو عادة معينة يجتنبها وحده ولا علاقة له بغيره ولا ينكر عليه .
الحرية للجميع ما لم يخالف القانون أو يضر غيره، وكل واحد له دينه يمنعه ويضبط سلوكه.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية ثقافية دستورية
- رؤية ثقافية سياسية
- الفرق بين الإرهاب، والجهاد، والقتال، والمقاومة
- العلمانية غير العلمية
- هل الحنفاء المسلمون معتزلة
- كتاب نهج البلاغة منحول في معظمه على علي بن أبي طالب
- استغلال فكرة المهدي عند المسلمين من قبل بريطانيا وروسيا وأمر ...
- مصداقية كتب التاريخ القديمة ؟ ومقدمة ابن خلدون نموذج
- التحسين والتقبيح العقلي
- الرد على من قال إن السريانية أصل لدراسة القرءان


المزيد.....




- 31 دولة عربية وإسلامية تدين تصريحات نتنياهو وخطة الاحتلال ال ...
- وزراء خارجية 31 دولة عربية وإسلامية يدينون تصريحات نتنياهو و ...
- -إسرائيل الكبرى-.. 31 دولة عربية وإسلامية تصدر بيانا مشتركا ...
- فلسطين تحذر من هجمة إسرائيلية -غير مسبوقة- على الكنائس
- حركة طالبان الأفغانية تحيي الذكرى الرابعة لاستيلائها على الس ...
- 31 دولة عربية وإسلامية تهاجم تصريحات نتنياهو وخطط الاستيطان ...
- في ذكرى السيطرة على أفغانستان.. زعيم طالبان يُحذّر من أن الل ...
- الرئاسية العليا: الاحتلال يستهدف الكنيسة الأرثوذكسية في القد ...
- إسلاميون أجانب يطالبون الدولة السورية بمنحهم الجنسية
- زعيم طالبان يحذر الأفغان: الله سيعاقب بشدة الذين لا يشكرون ا ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامر إسلامبولي - ضرورة اندماج المسلم في ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه