أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سندس القيسي - أنت كافر














المزيد.....

أنت كافر


سندس القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 5046 - 2016 / 1 / 16 - 14:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أنت كافر

نخاف من مناقشة الدين بسبب هاتين الكلمتين. ما أسهل التكفير في العالم الإسلامي، ولا أقول الإسلام.

يصبح من الصعب في هذا الزمن أن تقبل فكرة ما، أو برنامجًا سياسيًّا ما دون ان "تجادل في الأمر". فما بالك بدين بحاله؟

نحن في المنطقة العربية، مسلمين وغير مسلمين، نتشرب الدين تشريبًا، منذ الطفولة وحتى الممات. كل ذلك دون أن نناقش أو نجادل، مع أن القرآن يقول: "وجادلهم في الأمر" و"وجادلهم باللتي هي أحسن".

لكنا نخاف من رصاصٍ قد ينطلق في وجهك، يفضحك ويقول: "أنت كافر"، رغم أن الدين الإسلامي يقول: "لا إكراه في الدين"،
إلا أننا لم نتعلم المناقشة. تعلمنا أن نأخذ مواقف، وَيَا قاتل وَيَا مقتول. تعلمنا أن نرسم حدودًا بيننا وبين الآخر.

في الحقيقة، إن الدين من مكنونات الهوية، أي هوية إنسانية، ومن الصعب أن تخرجه من أي ثقافة وحضارة. إن الدين يتحكم في كل شيٍء فينا، بدءًا من مأكلنا وانتهاء بملبسنا. وهذا في كل مكان في العالم لكن بدرجات متفاوتة.

هل كل ذلك مدعاة لرفض الإسلام السياسي؟ هل ذلك يعني أن نصادر حقهم في الحوار والحكم الديمقراطيين ؟ هذا سؤال مفتوح، أعتقد أن الرد عليه يتراوح ما بين نعم ولا. وعلينا التفكير فيه مليّا.

بعض الأطراف الديمقراطية ترفض مشاركة الإسلام السياسي برمته. أولًا من منطلق العلمانية، ومبدأ فصل الدين عن الدولة. لكن الشعبية التي تحظى بها الأحزاب الإسلامية، تجعلنا لا نتجاهل حق الشعب في الإختيار. وإلا بعدها، يمكن أن نصبح قوة قمع وليس ديمقراطية.

الإشكالية الأولى: هنا هي كالآتي؛ الأقليات الدينية الأخرى والأقليات الليبرالية والديمقراطية وغيرها، تصبح مهددة الوجود. وبالطبع يجب التفكير في مصير هذه الأقليات جديًّا، إذ أننا لا نتشجع للحكم الإسلامي بشقيه السني والشيعي، لما نرى في الدول العربية والإسلامية من معضلات غير قادرة على التعامل مع متطلبات العصر. وفي المحصلة، هذا التخلف والرجعية هو ما يقود المنطقة إلى الهلاك، لعدم وجود قيادات ذات رؤية بعيدة المدى.

نحن نعرف أن أوروبا تفكر وتخطط لعشرات وربما مئات السنين، بينما تتصرف الدول العربية على أساس: " راحت السكرة وإجت الفكرة". يعني التفكير العربي على عكس الأوربي، غير عقلاني وانفعاليًا ومصضربًا. ويأتي متأخرًا كردة فعل، الأمر الكارثي.

وهناك حلّان للأقليات الأخرى، إما أن تنطوي تحت لواء حكم الإسلاميين. وإذا كانت محظوظة، تنتهي بالتعامل مع نظام إسلامي في دولة علمانية، كنظام الرئيس التركي، الطيب رجب أوردوغان. وإن لم تكون محظوظة، ربما وجدت نفسها تحت إمرة داعش. وهذا هو الخطر الكبير.

الإشكالية الثانية هنا: كيف يمكن أن تحكم الأقلية الأغلبية؟ هذه الأقليات، التي تعتبر نفسها نخبوية ومتعلمة ومثقفة وليبرالية وديمقراطية. هل ستحكم بغير الديمقراطية؟ هل ستضحك على الناس؟
ويجب أن لا تنسى هذه الأقلية أنه يجب نسف مفهوم الدولة الدينية برمته، خاصة في لبنان وإسرائيل كذلك.

وهذه الأقلية لديها نموذج معتمد في حكمها، ألا وهو النموذج الديمقراطي الراقي، والذي يحظى بمصداقية، لأنه حقق لمواطنيه بالفعل، وإلى درجة كبيرة، قيم العدالة والرفاه الإجتماعيتين. وهذه قيم رائعة.

وعلينا أن نفصل بين الديمقراطية والرأسمالية لأن الأخيرة تهدد الديمقراطية. والرأسمالية هي التي علنيا أن نكون حذرين منها، إن أردنا تحقيق الحلم المنشود بالديمقراطية الحقيقية.



#سندس_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإضطهاد المسيحي
- الإسلام: ظالمًا أم مظلومًا؟ رد على منال شوقي
- الأوروبي البدوي 3
- دوّي الله أكبر
- الأوروبي البدوي 2
- بريطانيا الحب والملاذ والعتب الكبير
- الارهاب والكباب وشارلي ايبدو
- العربي الأوروبي
- الأوروبي البدوي!


المزيد.....




- فيديو لقبر النبي محمد من الداخل.. حقيقي أم مفبرك؟
- القوى الوطنية والإسلامية: الحرب ستكون على أبواب مصر باحتلال ...
- قائد الثورة الاسلامية سيلقي خطابا بذكرى رحيل الامام الخميني ...
- عالم مصري: الحضارة المصرية عقدة اليهود التاريخية ومستهدفة من ...
- رحلة العائلة المقدسة: المسيح في مصر بين المصادر الدينية القب ...
- فرحهم وسليهم.. مع أحدث تردد لقناة طيور الجنة 2024
- “اغاني اطفال طوال اليوم “ اضبطي الآن تردد قناة طيور الجنة عل ...
- حاخام يهودي يدعو لإبادة الفلسطينيين ويتفاءل بأحداث السابع من ...
- “استقبل الآن” ترددات القنوات الدينية الإسلامية 2024 بأعلى جو ...
- أكبر 10 دول منتجة ومصدرة للقطن في العالم.. بينها إسلامية


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سندس القيسي - أنت كافر