أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله العبادي - العرب ومازق التشرذم














المزيد.....

العرب ومازق التشرذم


عبدالله العبادي
الكاتب الصحافي


الحوار المتمدن-العدد: 5046 - 2016 / 1 / 16 - 13:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العرب ومازق التشرذم
لعل المتتبع للأحداث الجارية في العالم العربي يتساءل عن الدور الدي يمكن ان تقوم به الدول العربية لحل الخلافات الحاصلة ووقف الحروب والازمات التي تعصف ببعض شعوبها، والتي تؤدي مجتمعاتها ثمن ذلك بالمزيد من الانقسامات واعمال العنف والانهيارات السياسية والاقتصادية وتفاقم الاوضاع الاجتماعية المأساوية، في غياب مؤشرات الانفراج والحلول السياسية لتهدئة الوضع والخروج من النفق المظلم.
الوضع في سوريا يعتبر الأسوأ على الاطلاق، ازمة لاجئين، حصار مدنيين، حرب اهلية شرسة وتدخل اجنبي ينقل الحرب على الارهاب وتضارب المصالح الاجنبية الى الاراضي السورية. كما ان الاوضاع ليست بأفضل الاحوال في كل من اليمن والعراق وليبيا، دون ان ننسى القضية الفلسطينية قضية العرب الاولى وصراع الفلسطينيين من اجل الارض والكرامة.
امام كل هاته التحديات والمخاطر المحدقة بالوطن العربي يبدو غياب الوعي العربي عن استيعاب ما يحدث بالمنطقة وغياب وجهة نظر موحدة سواء من طرف النخبة السياسية أوالنخبة المثقفة، فالأولى يغلب عليها طابع المصلحة الذاتية في حين ما يجمع المثقفين العرب اقل بكثير مما يفرقهم لضيق مساحات التفكير والخلفيات الايديولوجية وانعدام مشروع فكري شامل يأخذ بعين الاعتبار الماضي ووقائع الحاضر من اجل بناء منظومة فكرية متكاملة لمستقبل الشعوب العربية.
في هدا الصدد وفي اطار العمل المؤسساتي، يتشبت العرب –ويأملون- دائما بالجامعة العربية كأداة لتفعيل العمل العربي المشترك وتنظيم الشؤون الاقليمية وبث الانسجام وتوحيد الاهداف بين الدول الاعضاء.
لكن الجامعة العربية كمنظمة تفتقر الى التنظيم الاقليمي الفعال، رغم الجهود المبدولة والتي بدلت من اجل الوحدة العربية وكذا الرأسمال المادي والمعنوي الدي وظف من اجل الوحدة. فالخلافات وضياع الرؤية الموحدة وغياب التنظيم الناجع حال دون ترجمتها الى واقع، فضلت بدلك الجامعة العربية مؤسسة لا فاعلية لها ولا تأثير في الاوضاع والصراعات الحاصلة بين الاقطار العربية.
ورغم التحولات الحاصلة في المنطقة لازالت الجامعة العربية كما كانت مند عقود تنقصها الرؤية الشمولية والتاريخية والمستقبلية القادرة على توحيد الصفوف وكذا المصالح المتناقضة ولم الشمل وتحديد الاهداف المشتركة ووسائل العمل على تحقيقها وبلورتها على ارض الواقع. ولدلك فهي بحاجة الى انتاج رؤى واضحة بعيدة عن تضارب المصالح الضيقة، رؤى ومشاريع تنظر الى الواقع ليس كقدر محتوم بل كتحديات يجب تكاثف الجهود لمواجهتها والخروج من الوضع الحالي ووضع برنامج عمل بعيد المدى يضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار.
فالجامعة العربية بحاجة الى اعادة النظر في مشروعها واهدافها واطارها السياسي والقانوني وفاعلية جدول اعمالها لتوحيد المصالح المتناقضة والمتباينة للدول الاعضاء من اجل خلق تكتل اقتصادي واستراتيجي على غرار مناطق اخرى من العالم.
انها بحاجة الى نخبة سياسية مثقفة تتمتع بحسن وبعد النظر وجرأة الدفاع عن القضايا العربية وكدا التعامل معها بكل موضوعية في اطار المصلحة العامة بعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة والتي لا تزيد الا من تأزم الوضع الراهن. نخبة قادرة على جمع شمل كل الاطراف والاطياف وتغليب المصلحة العليا وقادرة ايضا على صياغة حلول انية وبرمجة افكار لصياغة مشروع عربي وموقف عربي موحد يحظى باحترام الداخل والخارج، ويعطي للمؤسسة دورا رياديا لحل المشاكل والخلافات الراهنة والمستقبلية.
وفي المقابل يبقى وجود هده المؤسسة في الضمير العربي حاضرا، وقد يجسد في اللاوعي العربي حلم الوحدة حتى وان لم يتحقق ابدا. لكن على الاقل هناك اجماع على بقاءها، ربما يعطي لرجال السياسة انطباع الاطمئنان والالتقاء بين الفينة والاخرى، حتى ولو كانت اللقاءات فارغة الاطار والمضمون.
عبدالله العبادي. كاتب وباحث



#عبدالله_العبادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في نقد الواقع الاجتماعي العربي
- أيّة ديمقراطية ، لأيّ مجتمع ؟
- الحداثة والعلمانية في المجتمع العربي
- اغتراب الذات عن الواقع
- في انتاج الهيمنة الطبقية
- صناعة السلطة في الوطن العربي
- في نقد الأزمة
- طفولة مهمشة أم مجتمعات قاصرة؟ وجهة نظر سوسيولوجية
- أزمة مهمشين أم أزمة نخب عربية ؟
- أسئلة سوسيولوجية في فكر الإقصاء التعليمي
- وظيفة المدرسة والرأسمال الثقافي للطفل - الجزء الثاني
- وظيفة المدرسة والرأسمال الثقافي للطفل - الجزء الأول
- مدرسة إعادة إنتاج الطبقات - الجزء الثاني
- مدرسة إعادة إنتاج الطبقات - الجزء الاول
- نحو اعادة التفكير في مفهوم الاسرة والتربية
- مثقفوا الزمن الرديء
- مسالة المدرسة: الوصل والفصل بين التربية والتنمية
- التربية رأس مال مصير الانسانية


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله العبادي - العرب ومازق التشرذم