أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عساسي عبدالحميد - ساويرس ....والدولة العميقة ....














المزيد.....

ساويرس ....والدولة العميقة ....


عساسي عبدالحميد

الحوار المتمدن-العدد: 5043 - 2016 / 1 / 13 - 01:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أن يصف رجل الأعمال "نجيب ساويرس" مؤسس حزب المصريين الأحرار مؤخرا الرئيس السيسي بالنسخة المطابقة لمبارك ، فاعلموا أن تصريحات الرجل هي ذبذبات ترمومتر خطير تنبئ بشيء ما سيقع..(...).
================
كان حزب المصريين الأحرار يراهن بقوة على الفوز برئاسة البرلمان المصري لتشكيل حكومة، وكان يراهن في ذلك على مساعدة ودعم الدولة العميقة،فهل كانت هناك كولسة ما ؟؟ (( أي عمل وراء الكواليس )) منعت حزب ساويرس الليبرالي ذو النزعة العلمانية من الفوز برئاسة البرلمان، وبالتالي تشكيل حكومة قد تكون منقذة لمصر من مزبلة الوهابية التي نجح النظام السعودي في إغراق المصريين فيها؟؟ فكانت النتيجة أن تنكر الملايين لثقافة الهرم وتعلقوا بأستار الكعبة وآلهة العرب الملعونة (...)
================
هل كانت الكولسة فعلا بتوجيه ورعاية وتتبع من الدولة العميــــــــقة تفاديا للتدافع الرهيب، والاصطدام مع الاسلاميين وإرضاء لهم في محاولة من النظام لمسك العصا من الوسط في اطار مقاربته الأمنية؟؟...
وهل فعلا للدولة العميقة بلوبياتها الاقتصادية و الأمنية والقضائية والدينية والفنية كل هذه القدرة على التحكم في المشهد السياسي والمسك بمقوده؟؟ ، بما فيها اللوبي الفني (( فالفنان في مصر كان وسيلة من الوسائل العديدة لضبط الأمن لدى عبدالناصر ومبارك و عند السيسي الذي اصطحب معه في زيارته الرسمية لألمانيا و فدا يتكون من وجوه فنية مشهورة وفي مقدمتهم يسرا بابتسامتها المدوية ، شاهدنا تلك الوجوه تحمل أعلام مصر وصور الرئيس وهي تلوح بأياديها للمشاهد مرددة ملحمة " تسلم الأيادي "، وهكذا استعمل عبد الناصر شعبية أم كلثوم وعبدالوهاب و عبدالحليم للتأثير على المواطن واستدرار عطفه، وفعلها حسني مبارك عندما كان يقوم بتدشين مشاريع في شرق العوينات ومفيض توشكي... أو عندما كان يستقبل المستثمر السعودي الوليد بن طلال (...).

واللوبي الديني كذلك ركيزة هامة في هذه الدولة العميقة التي تقص أجنحة الأقباط و العلمانيين، فهاهو الأزهر يرفع عصيه ومساوطه في وجه البحيري و ناعوت و القمني وفي كل وجه صوت حداثي حر باسم الدين وسط صمت مطبق لفخامة الرئيس الذي لم ينبس ببنت شفة وهو يرى البحيري يقاد للزنزانة الباردة في حين ينعم برهامي صاحب الوجه الشبيه بالمؤخرة المشقوفة بالحرية الكاملة و هو يسب الأقباط وعقيدة الأقباط في حله وترحاله ..(...)
================
للحاكم في مصر ((والسيسي ليس استثناء )) تلك اليد السحرية الطويلة التي تتقن فن الكولسة بمهارة عالية ، والأنامل الخفيفة الحركة الشبيهة بأنامل ساحر السيرك الذي يبهنا وهو يخرج من قبعته السوداء أرانب و حمائم بيضاء ثم يحولها في رمشة عين أمام دهشتنا واستغرابنا لسلسلة من المناديل الملونة المترابطة الطويلة، ثم يعيد قفازه الأبيض لأصابعه وينحني لنا انحناءة الجنتلمان الرائع فنصفق له بحرارة ..(...)
================
نعم، للدولة العميـــــقة تلك اليد الطولى الضاربة والناعمة في نفس الوقت، والتي بإمكانها التحكم في طبيعة ولون المؤسسات والفرق البرلمانية والتنظيمات الحزبية والنقابية التي تخترق مفاصلها حتى وان كانت معارضة ، وأن تعمي أعيننا بسحر الصناديق الزجاجية الشفافة التي لا يأتيها البطل من خلفها أو من قبلها بحضور مراقبين أجانب يجمعون على نزاهة الاستحقاق سواء كان بلديا أو برلمانيا أو رئاسيا أو تعديليا كتعديل ومراجعة فصل أو مادة في الدستور ..(...)
================
في مصر، كما في المغرب والجزائر وتونس وفي كل المدعشات والسلطنات العربومانية تمتهن الدولة العميقة فن الكولسة بحرفية عالية، لأنه صمام أمانها وديمومتها ومنبع المال لمافياتها ورجال أعمالها ، وتتقن مسك الخيوط من وراء الستار، الدولة العميقة المخيفة تبقى ولو بمجئ الثورات الكاذبة و فرار الحاكم للاستجارة بأستار الكعبة و أحجارها كما فعل زين الهاربين بنعلي، تبقى جذورها غائرة في التربة العميقة ولو بسحل الحاكم وقتله و طمره في قبر مجهول كما صار مع صاحب الخيمة الخضراء، أو محاكمته وهو مجرور على سرير أبيض ناصع كما حدث لمبارك ...(...)
================
و في قلب دولة الخوف والرعب يسير الرئيس السيسي فوق حبل طويــــل كبهلوان السيرك المروض عاضا على شفتيه، حاملا عصا التوازن بين يديه، و فوق رأسه فتاة رائعة الجمال اسمها مصر ، و على مدرجات السيرك ثلاثة أصناف من الجمهور صنف يتمنى لو يسقط البهلوان من أعلى الحبل و صنف ثاني يضع يدع على قلبه و يطلق العنان لصلاة مجنحة ربانية حتى يعبر الحبل بسلام ، أما الصنف الثالث فجاء للسيرك من أجل الفرجة والترويح عن النفس ليس إلا...(...)
================
فهل فعلا ظلمت الدولة العميقة حزب ساويرس ؟؟ أم أن نوع الكولسة الذي مارسته في تشكيل البرلمان الأخير يمكن أن نموضعه في خانة الحكامة الرشيدة والحفاظ على السلم الاجتماعي تفاديا لتهييج عش الدبابير أو تخوير جحر الأفاعي السامة بالعصي والمراود ؟؟



#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -تأبط شرا- في زيارة مرتزقة باكستان، أما بعد ....
- السيسي ، بين البحيري المسجون وبرهامي الحر الطليق ..
- شمس زرادشت الساطعة من إيران ستعمي أعين آل سعود..
- ليبيا، مفقسة داعش الجديدة التي تعول عليها واشنطن ؟؟
- الحفاظ على إيران و تفكيك السعودية...
- آل سعود ينفذون حكم الاعدام في حق الشيخ النمر
- الويل لك يا سلمان......
- روزفلت والملك عبد العزيز أيقظا وحش الارهاب من موته السريري . ...
- انهيار وشيك لمملكة آل سعود ....
- مثل المتقاعد في المغرب كمثل حمار يحمل أعباء
- ايران، من النادي النووي الى عصرالامبراطوريات التي ستحكم العا ...
- الإجرام الدبلوماسي -عادل الجبير نموذجا-
- حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول ببحر فارس .
- عندما تحطمت قومية عبد الناصر أمام أصنام آل سعود .....
- السعودية تنوي محاربة الارهاب.....
- قتلة هشام بركات يتربصون بالبابا تواضروس والسيسي
- الجمعة الحزينة،يوم ذبحت فرنسا مواطنيها بسيف داعش...
- سيف المافيات الدولية فوق رقاب آل سعود
- السعودية هي من تقول لداعش -اقرأ باسم ربك الذي خلق -...
- من نصائح -إيزنهاور- إلى تنظيم الإخوان....


المزيد.....




- شاهد.. فلسطينيون يتوجهون إلى شمال غزة.. والجيش الإسرائيلي مح ...
- الإمارات.. أمطار غزيرة وسيول والداخلية تحذر المواطنين (فيديو ...
- شاهد: توثيق الوصفات الشعبية في المطبخ الإيطالي لمدينة سانسيب ...
- هل الهجوم الإيراني على إسرائيل كان مجرد عرض عضلات؟
- عبر خمسة طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- حماس تؤكد نوايا إسرائيل في استئناف الحرب على غزة بعد اتفاق ت ...
- أردوغان يبحث مع الحكومة التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران
- واشنطن وسعّت التحالفات المناهضة للصين في آسيا
- -إن بي سي-: بايدن يحذر نتنياهو من مهاجمة إيران ويؤكد عدم مشا ...
- رحيل أسطورة الطيران السوفيتي والروسي أناتولي كوفتشور


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عساسي عبدالحميد - ساويرس ....والدولة العميقة ....