أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - رعب - المشاهد الكاملة















المزيد.....



رعب - المشاهد الكاملة


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 5038 - 2016 / 1 / 8 - 13:34
المحور: الادب والفن
    


الأعمال الكاملة
السيناريوهات (2)



أفنان القاسم


رعب
TERREUR


مشاهد
































































إلى الإنسان أينما كان






































المشهد الأول


كل شيء لا أخلاقي
كل شيء عادي، عادي جدًا
الناس يتبضعون في أروقة لافاييت
يبرز الممثل بلموندينو بوجهه المتغضن المبتسم بين الناس
يصيح بلموندينو: أنت الكاتب الشهير إيفانوف ألكسندروفيتش!
ينهض إيفانوف ألكسندروفيتش من فراشه
بلموندينو في غرفة الكاتب
يتابع بلموندينو: عشرات الروايات عشرات المجموعات القصصية عشرات المجموعات الشعرية عشرات الدراسات، فهل من سيناريوهات؟
يهتف إيفانوف ألكسندروفيتش: بلموندينو!
يقهقه بلموندينو والناس يتبضعون من حوله
يواجه الكاتب الممثل في أروقة لافاييت
أعظم كاتب في الكون!
يقهقه بلموندينو
إيفانوف ألكسندروفيتش في المرحاض، يحاول التغوط بصعوبة لإمساك شديد
إيفانوف ألكسندروفيتش لبناته الثلاث: بلموندينو يريد أن أكتب له سيناريو
تقهقه بنات الكاتب الثلاث
في غرفة الكاتب يقرأ بلموندينو: كل شيء لا أخلاقي، كل شيء عادي، عادي
يصحح إيفانوف ألكسندروفيتش: كل شيء لا أخلاقي، كل شيء عادي، عادي جدًا
بنات الكاتب الثلاث يتزوقن في فرع التجميل
يقهقه بلموندينو في أروقة لافاييت
كل شيء لا أخلاقي، كل شيء عادي، عادي يردد بلموندينو
كل شيء لا أخلاقي، كل شيء عادي، عادي جدًا يؤكد الكاتب من غرفته
لماذا عادي، عادي جدًا؟
لماذا عادي، عادي؟
لا أحب عادي، عادي جدًا
لا أحب عادي، عادي
لماذا؟
لأني أربط الأشياء بزمانها
يقهقه بلموندينو في غرفة الكاتب
هذه اللحظة من الزمان على الرغم من رعبها عادية جدًا
يقهقه بلموندينو في أروقة لافاييت وبنات الكاتب يتزوقن دومًا
أنا أربط الأشياء بمكانها، يقول الممثل، المكان يسيل على طريقته كالزمان، وهو يسيل إلى الأبد بشكل عادي...
يقهقه بلموندينو في غرفة الكاتب
...عادي
يقهقه بلموندينو في أروقة لافاييت
يصر إيفانوف ألكسندروفيتش على قول كل شيء لا أخلاقي، كل شيء عادي، عادي جدًا
يقهقه بلموندينو في غرفة الكاتب
بما أنك تصر على ذلك
ليس لأنني أصر على ذلك
إذن لماذا؟
لأن الحرب، في مكان ما، مكان لا يسيل كالزمان، وبالتالي حرب ممكنة في كل مكان، تحرق الأخضر واليابس، ولا أحد يرى في ذلك ما يوجب فعل أي شيء للحيلولة دون هلاك البشر
نحن لا نحتاج إلى تفسير الحرب كشيء عادي
كشيء عادي جدًا
نحن لا نحتاج إلى عدم تفسير الحرب كشيء عادي
كشيء عادي جدًا
لتفسير الحرب كشيء عادي أو عدم تفسير الحرب كشيء عادي هناك ما يبرر هذا أو ذاك دومًا، وهذا لا يهم، ما يهم أقواس قزح التي تتفجر خراء
يقهقه بلموندينو في أروقة لافاييت
شيء عادي، عادي
شيء عادي، عادي جدًا
يرافق بلموندينو إيفانوف ألكسندروفيتش حتى فرع التزويق بينما تتجاهل بنات الكاتب حضورهما
يقهقه بلموندينو
التحليل النفسي، يقول إيفانوف ألكسندروفيتش، عميق لأنه سطحي
لأنه بسيط
لأنه سطحي
الممثل والكاتب في غرفة هذا الأخير
يتابع الكاتب: كل ما يقوله المحللون النفسيون يبدأ من السطح وينتهي بالسطح لهذا هو عميق
يقهقه بلموندينو
يتابع إيفانوف ألكسندروفيتش: أقواس قزح التي تتفجر خراء، صورة سطحية للحرب، وبكلمات أخرى صورة أخلاقية، فالخراء يبقى إنسانيًا، والحرب كفعل مرعب شيء لا أخلاقي، إذن التحليل النفسي للحرب تحت صورها الأخلاقية يبقى سطحيًا لهذا هو عميق
هذه المرة لم يقهقه بلموندينو: أبي الرسام إذن كانت كل لوحاته سطحية
لهذا السبب سرقوا لوحاته من متحف اللوفر
بلموندينو يبحث عن لوحات أبيه في المرحاض بينما الكاتب يتابع: لأن كل لوحاته سطحية، العذراء الملوثة بدم طمثها، المسيح بلسانه بين فخذي مريم المجدلية، الله بشعاعه بين ردفي زوجته، الحواريون وهم يمارسون العادة السرية، يهوذا وهو يعاقب نفسه بقطع قضيبه، الكهنة اليهود وهم يدافعون دفاعهم الطبيعي عن عطاياهم... كل هذا (بلموندينو يبحث عن لوحات أبيه تحت السرير) يبقى إنسانيًا، فهي صور أخلاقية، وسيرة المسيح، خاصة صلبه كفعل مرعب شيء لا أخلاقي، فالتحليل النفسي للصلب بريشة أبيك (بلموندينو يبحث عن لوحات أبيه في جوارير المساحيق في أروقة لافاييت) تحت صوره الأخلاقية يبقى سطحيًا لهذا هو عميق
يجد بلموندينو بعض الأوراق المخطوطة في الجوارير، فيتصفحها في غرفة إيفانوف ألكسندروفيتش بعجلة قبل أن ينتزعها هذا منه
لم أنته بعد من كتابة كتابي عن أبيك، قال إيفانوف ألكسندروفيتش
هل سرقت لوحات أبي لكتابة كتابك؟ سأل بلموندينو
لا حاجة لي إلى سرقتها كي أكتب كتابي عنه
هل تعرف من سرقها؟
في هذه اللحظة من كتابتي أنا لا أعرف
ومتى ستعرف؟
إيفانوف وحده في أروقة لافاييت
لست أدري
بلموندينو وحده في الغرفة
ستقول لي
...
عندما تدري
...
ستقول لي من سرقها
...
انطفأت أضواء الأروقة


































المشهد الثاني


يسرع إيفانوف ألكسندروفيتش الخطى في الحي اللاتيني، والحي اللاتيني شبه فارغ من العابرين، السيارات قليلة، ومعظم الدكاكين ستائرها مسدلة
هل لديك حمى؟ يسأل الطبيب إيفانوف ألكسندروفيتش
لا، يجيب الكاتب برعب
هل لديك ألم في بطنك؟
لا
عندما تشعر بالألم في بطنك وعندما ترتفع حرارتك يكون لرعبك ما يبرره، الدم الذي جاءك... كم مرة؟
ثلاث مرات
حسنًا
ثلاث مرات في ثلاثة أيام متعاقبة
حسنًا
جرت العادة بمجيئه مرة أو مرتين
حسنًا
كل شهرين أو ثلاثة
ثلاث مرات في ثلاثة أيام متعاقبة هذا لا شيء، سأعطيك مضادًا حيويًا، وينتهي كل شيء بسلام
بسلام؟
أعني الردوب التي في أمعائك ستتوقف عن إفراز الدم
يتجه إيفانوف ألكسندروفيتش إلى مقهى في ساحة السوربون لم يضع القدم فيه منذ سنوات طويلة
وباقي الأدوية، يسأل الكاتب الطبيب، هل أداوم على أخذها؟
فقط الأيام العشرة الأولى من كل شهر، يؤكد الطبيب، وهو يقدم وصفته الجديدة لإيفان ألكسندروفيتش
نحن نغلق، يا سادة، يا سيدات، قال معلم المقهى بصوت خفيض، والأصوات الغاضبة تدوي من داخل جامعة السوربون
يريد إيفان ألكسندروفيتش الذهاب إلى المراحيض، فيصطدم كتفه بأكتاف الرواد المغادرين
نحن نغلق، يا سيد، يخاطب المعلم الكاتب، فلن يلبثوا أن يجيئوا
يدفع الرواد إيفان ألكسندروفيتش ليجد نفسه وحيدًا على الرصيف بعد أن اختفى الكل في الأزقة المجاورة
بعد ستة أشهر عد إليّ، قال الطبيب وهو يشد على يد إيفان ألكسندروفيتش، وإيفان ألكسندروفيتش في ساحة السوربون ينظر من حوله، والمقهى يسدل ستائره، فيرى أن لا أحد هناك غيره، بينما عادت الأصوات الغاضبة من داخل جامعة السوربون تدوي
لا داعي للخوف، طمأن الطبيب الكاتب
يضع إيفان ألكسندروفيتش يده على جبينه، وجبينه يحترق من شدة الحرارة
فقط عندما ترتفع حرارتك يكون لرعبك ما يبرره، يعيد الطبيب، وعندما تشعر بالألم في بطنك
يضغط إيفان ألكسندروفيتش بطنه بيديه، ويطلق أنينًا، ويجري باتجاه الجامعة
كفى عهرًا، صاح الخطيب بالطلبة المتجمعين في ساحة الجامعة، يحاولون أن يبلعونا قذاراتهم باسم الجمهورية، الجمهورية الجمهورية الجمهورية! قيم الخراء التي لهم لم نعد نريدها، نريد نهجًا جديدًا في الحكم وحكامًا جددًا
تدوي صيحات التأييد والتصميم، وإيفان ألكسندروفيتش يشق طريقًا صعبًا بين الطلاب الغاضبين إلى أن يتمكن من الدخول في المبنى
"الكولوسكوبي" تقول، يتابع الطبيب، لا سرطان لديك، التهاب أمعاء لديك، هذا كل ما هنالك، أما عندما تشعر بالألم في بطنك، وترتفع درجة حرارتك...
إلى أين، يا سيد؟ يسأل الحارس الذي يمنع بعض الطلاب من أخذ الدرج الحجري العريض، والصعود إلى قاعات المحاضرات
أريد فقط... يتلعثم إيفان ألكسندروفيتش
انصرفوا! يصيح الحارس بالطلبة، ولا يتردد عن دفعهم، فيتسلل الكاتب بقدم خفيفة إلى الطابق الأول، ليجد كل الأبواب مغلقة، وإلى الطابق الثاني، ليجد كل الأبواب مغلقة، وإلى الطابق الثالث ليجد كل الأبواب مغلقة ما عدا باب، يدفعه، ويجد نفسه أمام الطبيب الذي يتهيأ للذهاب
أشعر بألم شديد في بطني، يلهث إيفان ألكسندروفيتش، وحرارتي أشد ما هي عليه
أنت تتخيل ذلك، يرمي الطبيب
هات يدك، يرتعد الكاتب، وهو يضع يد الطبيب على جبينه
هذا لا شيء، يطمئنه الطبيب، هذا بسبب الجو العام
هذا بسبب...
الجو العام
تقول...
طلاب الخراء تحت
والطلاب: يسقط... يسقط... يسقط...
يفبركون دراجات نارية صدئة على صورهم لأنهم سئموا من كل ما هو جديد
من كل ما هو قديم، ولا تقل صدئة
أقول صدئة، صدئة
لم أنتظر أن تكون لطيفًا معهم إلى هذه الدرجة!
لا تعتمد عليّ كي أضيع وقتي لفعل ما يفعلون
أنا...
أنت لا وقت لك لتضيعه
أنا مريض
لهذا
لا، ليس لهذا
لماذا؟
لأنني لست كاتبًا ملتزمًا
صباح الخير، أيها الحزن!
صباح الخير، أيها العهر!
كل هذا لا يجدي نفعًا
أنا في حاجة ماسة إلى الذهاب إلى التواليت
هناك، يشير الطبيب إلى باب داخلي
يفتح إيفان ألكسندروفيتش الباب الداخلي بعجلة، ويدخل ليجد نفسه في مختبر، يكون الطبيب قد ذهب، والكاتب على وشك التفجر. ينزل الدرج الحجري العريض فاقدًا اتزانه، ولا أحد هناك، حتى الحارس اختفى. تتلقفه جموع الطلبة، وتدفعه معها إلى التظاهر، والأفواه الغاضبة تصرخ ضد السلطة، وهو يصرخ من آلام بطنه. يوقفهم رجال الدرك في قلب شارع سان-ميشيل، وتكون المواجهة. يلقي رجال الدرك القنابل المسيلة للدموع، ويطلقون رصاصهم المطاطي، فيصيبون العديدين. لا يقدر إيفان ألكسندروفيتش على الصمود أمام آلام بطنه، فيتفجر دمه
هناك جريح، يصيح أحد المتظاهرين
إيفان ألكسندروفيتش! يهتف آخر
من؟
الكاتب المعروف
في قلب المظاهرة!
الكاتب الملتزم هو هذا، في قلب كل تمرد، القلب النابض لكل المطالب
إصابته خطيرة وكل هذا الدم
عصابة مجرمين!
أمس سرقوا لوحات أحد الرسامين واليوم يريدون قتل أحد الكتاب
لأنهم لا يريدون أن يصبح كل شيء في أعين الناس أخلاقيًا، كل شيء غير عادي، غير عادي جدًا
لنحمله إلى عربة الإسعاف
لنحمله
























المشهد الثالث

أنت إيفانوف ألكسندروفيتش؟ تسأل الفتاة
أنا
اتبعني!
وتعطيه ظهرها
يصيح الكاتب بعد عدة لحظات من التبلبل: هيه!
لا تلتفت الفتاة، فيسرع إيفانوف الخطى من ورائها
لا تسألني إلى أين، تقول الفتاة، وهو يحاذيها
إلى أين؟
ماذا قلتُ؟
إن لم تقولي لي إلى أين فلن أذهب معك
إن لم تذهب معي فستندم
لن تكون فرصتي الوحيدة الضائعة التي سأندم عليها، حياتي كلها فرص ضائعة
ليست كهذه الفرصة
لن تكون فرصة الفرص
إنها فرصة كل فرصك الضائعة
بعد أن يمشيا طويلاً في حي شاتليه-لي هال، يدخلان في زقاق ينتهي بباب تفتحه الفتاة
ها هنا
تتركه يدخل وحده، وتذهب
في الداخل، يجدها جالسة في ثياب شفافة، فيشير إلى الناحية التي ذهبت منها بقلق
الأخرى أختي، تقول الفتاة، لا تسألني لماذا أنت هنا
لماذا أنا هنا؟
ماذا قلتُ؟
إن لم تقولي لي لماذا أنا هنا، فسأغادر في الحال
إن لم تبق معي فلن يكون هذا في صالحك
لن يكون تصرفي الوحيد الذي سيشذ عن القاعدة، حياتي كلها تصرفات طالحة
ليس كهذا التصرف
لن يكون أسوأ التصرفات
إنه أسوأ كل تصرفاتك الطالحة
بعد أن يدخلا من باب ويخرجا من باب يجدان نفسيهما قرب باب مسرح تفتحه الفتاة
ها هنا
تتركه يدخل وحده، وتذهب
في الداخل، يجدها في سرير على الخشبة عارية، فيشير إلى الناحية التي ذهبت منها بخوف
الأخرى أختي، تقول الفتاة، لا تسألني كيف كل هذا
كيف كل هذا؟
ماذا قلتُ؟
إن لم تقولي لي كيف كل هذا، فلن ألعب الدور المرسوم لي
إن لم تلعب الدور المرسوم لك، فستخسر كتبك في مماتك
لن يكون عقابي الوحيد في سلاسل الحكم عليّ بالإدانة، حياتي كلها عقابات ظالمة
ليس كهذا العقاب
لن يكون أشد عقاب
إنه أشد كل عقاباتك الظالمة
وبعد هنيهات: إيفان ألكسندروفيتش، اخلع ثيابك، والحق بي في الفراش، فأنا زوجتك
ينفذ الكاتب ما طلبت الفتاة، وخوفه يتحول إلى رعب
بعد موتك، تقول الفتاة، أنا من ستسهر على إعادة طباعة أعمالك في جميع أنحاء العالم، بفضلي ستكون ثروتك لا تقدَّر
ثروتي في مماتي، يتلعثم إيفانوف ألكسندروفيتش
في مماتك، فأنت خالد
آلامي غدت غير محتملة
لن تموت غدًا
يا ليتني أموت اليوم
آلامك لا شيء يقول طبيبك
هذا لأنه ساديّ
ليس لهذا
لأنه فاشيّ
ليس لهذا
لأنه يقرأ كثيرًا المجلات الطبية
ليس لهذا
لأنه ماذا؟
لأنه أسلوبه... مثلك
في الطب كذلك؟
في كل شيء
...
لن تتمنى الموت بعد عناقنا
أحب ثديك رغم أني لم أشرب منه
أنا لست أمك
أحب بطنك رغم أني لم أكن فيه
أنا لست أمك، قلتُ لك، إيفانوف ألكسندروفيتش
أحب فرجك رغم أني لم أخرج منه
أنا لست أمك، أنا لست أمك، يلعن دين!
يضمها فإذا به يضم الأخوات الثلاث، فيصيح من الرعب
نحن كلنا أمك، تصيح الفتيات الثلاث، وبالسكاكين يفجرن أمعاءه
بابا! تصيح من الصالون بنات الكاتب الثلاث اللواتي هن الأخوات الثلاث، ماذا جرى لك؟
كان كابوسًا، يجيب الأب
بابا! توقف عن وضع القطرات في عينيك، الكوابيس بسببها
سأصاب بالعمى
بابا! أنت لا تعرف صالحك
أعرف
تتصرف دومًا كالطفل
...
ماذا سنفعل بهذا التعس؟ سألت الابنة الصغرى
ليس فقط هو مزعج عندما ينام، علقت الابنة الكبرى
هو مريض على أي حال ولا فائدة من شفائه، أكدت الابنة الوسطى
كتبه بعد مماته ستكون ثروتنا هذا صحيح، لكن ذلك سيأخذ وقتًا طويلا مع رواج الكتاب الإلكتروني وثقافة التجهيل العالمي
هل وقّع على بوليصة التأمين على الحياة؟
وقّع عليها
والثلاثون مليون يورو كتبها باسمنا؟
كتبها باسمنا
وماذا ننتظر؟
الفرصة المناسبة
دمه لا يتوقف عن النزيف
الموت بسبب المرض لا يؤهلنا بقبض التأمين
إذن؟
ما العمل؟
نعم، ما العمل؟
لنأخذه إلى المسرح





























المشهد الرابع

كل كلمة تقرأ أو تسمع تحمل خطرًا على البشرية، أو هي بالأحرى تمثل خطرًا يثير الرعب، مع استعمالاتها الإيديولوجية تنتقل من كونها حروفًا ولغة إلى كونها أفعالاً وممارسة، وهذه في السياقين التاريخي والاجتماعي أفعالٌ لقتل وممارسةٌ لإجرام
تقول "مع استعمالاتها الإيديولوجية" إيفانوف ألكسندروفيتش، يقول الناقد في العلوم الإنسانية ميشكو، وهذا ما لم أره، وتقول كذلك "في السياقين التاريخي والاجتماعي"، وهذا كذلك ما لم أره
لأنك تنتمي إلى إيديولوجياك البورجوازية، يرد إيفانوف ألكسندروفيتش بهدوء، ولم تتحرر منها كما تحررت أنا
تقصد علاقتي برؤية العالم
أقصد رؤية العالم التي لك
الشيئان ليسا واحدًا، أنا أعترف، يقول ميشكو، بعد بعض التفكير، لكني مرتبط بمرحلة تاريخية، وأنا كناقد أبقى غريبًا عنها
باسم الموضوعية! يتهكم ألكسندروفيتش، تبقى غريبًا عنها باسم العلمية! بينما أنت تفعل كل شيء باسم موضوعيتك، وباسم علميتك، فتنتهي علاقتك برؤية العالم، وتجد نفسك في صميم رؤيتك للعالم حسب مراحل تاريخية لكل منها شروط للحقيقة تحدد ما هو ممكن وما هو مقبول، بينما رؤيتي للعالم حسب سياقات تاريخية لكل منها شروط للفعل تحدد ما هو غير ممكن وما هو غير مقبول، فلم أفصل بين السياقين السياسي والاجتماعي. في كل كتبي أنت لا تجد حدودًا بينهما، ألسنا نتكلم عن اللغة وخطرها على البشرية؟
أنت تقول اللغة وأنا أقول الخطاب
هذا فرق ثان ما بيننا، فالخطاب ابن اللغة، وهو يكون بأمر الإيديولوجيا، وبكلمات أخرى بأمر نظرتك إلى العالم، بعد استعمالها للكلمات. اللغة، يا صديقي، قحبة، دومًا ما تخضع للكيفية التي يريد فيها زبونها أن يضاجعها
برأيك لا شروط للخطاب تتبدل عَبر الزمن تبدل العلم بشكل متطور؟
هناك شروط للخطاب، لكنها لا تتبدل تبدل العلم بشكل متطور، تتبدل تبدل استعمالاتنا للغة بشكل متطور أو متخلف، وهذا الفرق الثالث ما بيننا. كل ما قيل عن الشيوعية أمس وما يقال عن الإسلام اليوم يؤكد ما أقول
بعد بعض التفكير، يقر العالم ميشكو: هناك شروط للخطاب تتبدل عَبر الزمن تبدل العلم بشكل متطور أو تبدل السياسة بشكل متخلف
بشكل متخلف أيةً كانت درجة العلم، يضيف ألكسندروفيتش، وأيةً كانت المرحلة، عندما يتعلق الأمر بالسياسة لا فرق هناك بين فرنسا والمملكة العربية السعودية
اللغة كما تقول قحبة، يتنهد ميشكو
وابنها الخطاب نغل
قواد
قواد في مرحلة ثانية، مرحلة إعادة إنتاج اللغة
ماذا لو كان ماركس معنا اليوم؟
لو كان ماركس معنا اليوم لرأى في صراعنا مع داعش صراعه الطبقي المحرك للتاريخ
تقول صراعه الطبقي؟
لأنه مثلك، ميشكو، حتى ولو كان مثلي
أنا لا أفهم
ماركس هو رؤية العالم التي له، يعني مثلي، وفي نفس الوقت علاقته برؤية العالم، يعني مثلك، مثلي يرى العالم بشكل موضوعي علمي، ومثلك يقيد نفسه برؤية للعالم عمادها موضوعيته هو وعلميته هو، فتتصارع اللغة لديه، وتفرض جورها عليه جورًا محوره الإنسان، ويكون ما يسمى "الصراع الطبقي"، الذي هو الصراع اللغوي، اليوم كالأمس، الفرق هو السياق التاريخي والسياق الاجتماعي فقط لا غير
في هونولولو هناك صراع بين أسماك القرش الكبيرة وأسماك القرش الصغيرة على أسماك السردين
لغويًا، وبالتالي سياقيًا، الصراع هو صراع طبقي، فلا صراع فعلي هناك، بما أن كل أسماك القرش صغيرة وكبيرة لا تنام على جوع بطنها. طبعًا هناك حالات استثنائية عندما يتحول الصراع بين أسماك قرش كبيرة وصغيرة من ناحية وأسماك قرش كبيرة وصغيرة من ناحية، فيكون الصراع طبقيًا، وتكون الحروب، وتكون الفاشية
وأسماك السردين؟
أسماك السردين سلعة ككل السلع للاستهلاك، وفي السياق العالمي اليوم أسماك السردين هي المهاجرون الذين يتم استهلاكهم بطريقة من الطرق ليكون كل المتصارعين شبعانين، وأنا عندما أقول "ليكون كل المتصارعين شبعانين" لا أعبر بكلماتي هذه عن المعنى الخفي للغة، ولكن عن أثرها الخفي، هل تتابعني، ميشكو؟ أثرها الخفي كما أقول، لا معناها الخفي كما تقول، فترضي اللغة النفوس، وتشبع الغرائز، وتحث على الصراع، وتبث الشقاق، وتذكي الأحقاد، وتدفع مصانع سيارات رونو إلى التطوير، وشركة ويندوز إلى منافسة شركة آيبل، والقروش إلى الحصحصة ما بينها على السردين، وبالتالي إلى التحكم بالتخمة على أفضل وجه، إلى آخره إلى آخره، فتُحرك اللغة التاريخ. ألم أقل لك إن اللغة قحبة؟ تحركه على حساب الشعوب العربية كسردين وكمستهلكين للسردين وباقي شعوب العالم، هكذا أنا أفهم التاريخ، هكذا أنا أفهم التطور، هكذا أنا أفهم الأزمة الاقتصادية من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي في بنوك الرأسماليين، هكذا أنا أفهم السخام العربي من المحيط إلى الخليج في طنجرة الأمريكيين. والسردين العربي (وكل سردين آخر) أمام عجزه التام أمام لغته ولغة غيره، أمام اللغة، يؤكد وجوده اليوم في قاع الفكر، ونحن الغربيين معه، فنفكر في انتهاء الفكر، انتهاء الإنسان، انتهاء الكون، تمامًا كما تقول، ميشكو، في سياق ثقافي آخر، السياق هناك سحري، وهنا خرائي: إنها الاستحالة العارية المطلقة لأن نفكر هكذا
يفتح إيفانوف ألكسندروفيتش كتبه على كلماته، ويبول عليها دمًا
توقف ألكسندروفيتش! يصيح الناقد الإبستمولوجي ميشكو بالكاتب الملعون، وهو يجذبه من ذراعه
دعني أفرغ مثانتي، يرجو إيفانوف ألكسندروفيتش
كنت أظن أن لديك ردوبًا في أمعائك
وكل هذا الدم، ها أنت ترى أن جهازي البولي غير ما كنت أعتقد
هالك
إنها الكلمة
لكنك لم تكن تعرف
إنها الكلمات
هل تشخ اللغة دمًا كذلك؟
تشخ، تخرأ، تشخر، تسعل، تلتذ، تنعظ، تتلوى، تتألم...
تراوح، تزايد، تعاند، خاصة تعاند
تقول ما لا يريد كاتبها
غصبًا عنه
فتفضحه
...
قرأت لشاعر "سنصير شعبًا حين نحترم الصواب وحين نحترم الغلط"، فتقول كلماته شيئًا آخر غير تاريخي، لأن هذه ليست شروط كل شعب، وغير شخصي، لأنه كشاعر لم يكن من هذا النوع
وماذا بخصوصك؟
ماذا بخصوصي؟
نعم، وماذا بخصوصك؟
أنا أسوأ منه
أنت أسوأ منه!
أنا أكثر منه افتضاحًا
أنا لا أرى ذلك
أنا أكثر منه إجرامًا
تقول هذا لأن اللغة قحبة أم لأن لغتك قحبة؟
لم أطرح على نفسي مثل هذا السؤال
هل تسمح لي بالإجابة عنك؟
أسمح
لأن لغتك قحبة، يلقي ميشكو قبل أن ينفجر باكيًا
لماذا تبكي؟ يسأل إيفانوف برعب
لا يجيبه الناقد العالمي، ويواصل البكاء






















المشهد الخامس

أنا أعمل بنصائح أخواتك، يقول إيفانوف ألكسندروفيتش للكلبة، عليّ أن أصون شرفك، عليّ أن أحافظ على أمنك، عليّ أن أسهر على شعورك بالسعادة، لهذا أغلق عليك الباب، فلا اختلاط بكلاب الجيران، ولا مجال للحرية كما كان عهدك بذلك، ولا تلبية لكل رغباتك، رغباتك الجامحة خاصة، وكل ما يتبع من حماقات تجعلك تشعرين بمتعة لا تعادلها متعة، متعة الأكل نعم، لهذا أشتري لكِ أطيب المأكولات، وإن شتتِ كذلك متعة النباح، لكنك أنت لا تنبحين أبدًا
تنبح الكلبة
لم أسمعك تنبحين منذ بداية وجودك! شيء غير سويّ أن تنبحي، فماذا تريدين؟ ليس موعد إطعامك. ماذا تعنين؟ أنني أحرص عليك بقمعي إياك؟ هذه هي الحقيقة كما تقولها اللغة، لكن أن تدرك الكلاب الحقيقة كما هي عليه في الكلمات، هذا يعني أنها بدأت تفكر، وأنا أعمل كل ما في وسعي على ألا تفكري، على ألا يفكر أحد غيري
تنبح الكلبة
هذا كثير! تنبحين ثانية! أنا هنا لأفعل كل شيء بدلاً منك، يأخذ إيفانوف ألكسندروفيتش بالنباح، هل رأيت؟ أنبح لو اضطرني الأمر في سبيل راحتك، على أن تبقي عاقلة
ينبح من جديد، فتنبح الكلبة
لا تنبحي، أيتها الكلبة! يصيح إيفانوف ألكسندروفيتش بها، ليس هذا في برنامج تدجينك! اسمحي لي زلة اللسان هذه، أعني الحفاظ على أمنك وسعادتك وحريتك
تنبح الكلبة بحدة
ربما أنت جائعة، هاكِ، كلي، رغم أن الوقت ليس وقت أكلك. لا تأكلين؟ إذن ليس هذا لأنك جائعة. آه! فهمت، تريدين أن تلعبي مع دمبتك المخملية. لا تلعبين؟ إذن ليس هذا لأنك بنت قحبة. ماذا تريدين؟ ليسه وقت نزهتك
تنبح الكلبة
شيء غير طبيعي كل هذا النباح! تعالي، سأداعبك، سأقرص ثديك، سأدغدغك من فخذيك، سأتركك تلحسين أصابعي
لكنها تعضه
بنت قحبة! يصرخ إيفانوف ألكسندروفيتش، وهو يقبض عليها من خناقها، ويعضها من فخذها، فتخدشه، وتقفز هاربة، وتختفي. أين أنتِ، يا كلبتي الصغيرة؟ لا تركبي رأسك! تعرفين جيدًا، في عالم مغلق، أنني سأجدك، وسأحطم أسنانك. يا كلبتي الصغيرة، يا كلبتي الصغيرة، يردد الكاتب بصوت مخادع! أين أنتِ، يا كلبتي الصغيرة؟... بنت قحبة كأخواتها، فما الذي دفعهن إلى تركها؟ لأنكَ تحب الكلاب، بابا! بينما أنا أكرهها كرهي للبشر، ليس كل البشر هذا صحيح، وبالتالي ليس كل الكلاب، خاصة الكلاب الطائعة، وهذه الكلبة لم تعد طائعة، تنبح، وتعض، وتخدش، وتختبئ في مكان لا أجدها فيه... ها أنت تقعين في يدي! غرفة أمك، قلنا لا تدخليها! لا تخافي، أنا لن أعضك! تعالي، بين ذراعيّ، يا ابنتي! هذه طفلة لطيفة! هذه طفلة جميلة! أيوه أنتِ طفلة لطيفة؟ أيوه أنتِ طفلة جميلة؟
يأخذ إيفانوف ألكسندروفيتش بمداعبة الكلبة من كل مكان في جسدها، فتتراخى، وتموء كالقطة، ملتذة، ويتصاعد مواؤها على قباب باريس
بنت قحبة! يهمهم إيفانوف ألكسندروفيتش، يكفي أن تعرف كيف تلذها
بعد أن يداعبها، يطعمها، ويخرج بها دون رسن، فهي ليست حمارة، وهو يريد أن يشعرها بأنه لا يفرض عليها إرادته، فالكلاب كالشعوب، تقودها دون أن تقودها
كالشعوب عندنا في الغرب، همهم إيفان لنفسه، في المملكة العربية السعودية وباقي بلدان الخراء تقودها بالسوط
لكنها في الحديقة العامة تفرض عليه إرادتها، لا تتحرك، لا تقوم بالدورة المعتادة، لا تتبول، لا تتغوط، فيصيح ألكسندروفيتش بها، يأمرها، يهددها، بلا فائدة، فيبتسم بعض العابرين
أولاد قحبة! همهم الكاتب وكله ندم لأنه لم يربطها برسن الحمار كما تفعل المتجبرات بناته
بدافع الحنق، يشج رأسها بحجر، فتصرخ الكلبة، وتعدو بأقصى سرعة، وتختفي. يأخذ إيفانوف ألكسندروفيتش بالهرولة، والرعب يستولي عليه، فماذا لو ذهب الحيوان دون أمل في الرجوع؟ يكتشف أنه يحب الكلبة حبه لبناته، فيأخذ بسؤال العابرين عنها: كلبة صغيرة "شي تسو" سوداء وبيضاء! كلبة صغيرة وظريفة! كلبة ستضيع في الحياة، ستلتهمها الذئاب، ستسحقها سيارات القصور بعجلاتها! وينفجر باكيًا، يبحث عن الكلبة في كل مكان من عادته أن يأخذها إليه، بدون فائدة. وهو يعود منكوس الرأس، يجدها بانتظاره أمام باب العمارة التي يسكن فيها
يا حبيبتي، يا ابنتي! يصرخ إيفان ألكسندروفيتش، وهو يشد كلبته بين ذراعيه، ويأخذ من خدها عشرات القبل
بابا! هذا الجرح في فخذها، تسأل بنات الكاتب الثلاث، كلب عضها؟
كلب، يتلعثم إيفانوف، كلب ضخم
بابا! هذا الجرح في رأسها، تعود البنات الثلاث إلى السؤال، من صنع صبي سيء التربية؟
من صنعي يعني؟ يرمي ألكسندروفيتش، وهو يحاول عبثًا إخفاء الحقيقة
بابا! هذا النباح، تقول البنات الثلاث، شيء غريب، لا؟
نباح ومواء!
مواء؟ كلبتنا كلبة وليست قطة!
أنتن تدللنها كثيرًا، لهذا السبب
نداعبها
تداعبنها
شيء طبيعي بين أخوات
ربما لأنني...
أنت تداعبها بشكل غير طبيعي
ماذا تقصدن؟
لسن ندري... أنت تداعبها كما لو كانت ماما
لا تبالغن!
لماذا لم نعلمها كيف تدافع عن نفسها؟
أنتن تدافعن عنها
لأنها صغيرة جدًا حتى ولو كانت كبيرة جدًا
أنا على صواب إذن، أنتن تدللنها، أنتن تدللنها كثيرًا
لم نشأ أن تكون بربرية كأخواتها في معابد التيبيت، واحدة صغيرة هناك مثلها تقوم بالحراسة كلبؤة
أترين؟ أنا على صواب عندما قلتُ تزأر
قلتَ تموء
الأمر واحد
لا، ليس واحدًا
جعلتن منها جبانة مثلكن
نحن جبانات؟
أعني... إنها أختكن على أي حال
ليسه طلب السَّفاد، وهي لا رحم لها
وما أدراني؟
أنت من أخذها إلى "الكلينيك"، فماذا قال لك الطبيب
لم يقل لي شيئًا
أنت على أي حال تنسى كل شيء
والله لم يقل لي شيئًا
أنت طوال عمرك لا تحب الكلاب
أحب الكلاب، أحب "شنغهاي"
شنغهاي لا تحبك
أحب شنغهاي وشنغهاي تحبني، وكأننا من فصيلة واحدة
لهذا لم تدافع عنها عندما عضها...
مثل شنغهاي لم أتعلم العض كما يجب
ماذا تعني؟
كلبتكن تخدش، يا عالم!
منذ قليل تموء، والآن تخدش
كلبتكن تموء وتخدش
سنبدل نوع أكلها ونظام حياتها كله، لأن كلبتنا كلبة وليست قطة
أحيانًا الكلاب قطط والقطط كلاب
في الكلام
في الواقع
بابا! أنت مجنون، يجب معالجتك!
بماذا أقسم لكن؟
بلا شيء، لأننا لا نؤمن بما تقول
ويتهكمن: الكلاب قطط والقطط كلاب!
ويتكلمن مع كلبتهن: هذا الكلب الذي عضك، لو أمسكناه لقطعناه إربًا














المشهد السادس

احملي ابني، تقول ابنة إيفانوف ألكسندروفيتش الصغرى لأختها الكبرى
يحمله إيفانوف
يريد أن يأكل، تضيف الابنة الصغرى
سأغلي له قليلاً من الحليب، يقول ألكسندروفيتش
أنتِ جميلة في ثوب العرس، تقول الابنة الوسطى للابنة الصغرى
احملي ابني
تحمله الابنة الكبرى
يريد أن يأكل
لا يبدو عليه الجوع
لا أجد الحليب، يصيح إيفانوف ألكسندروفيتش من المطبخ المفتوح على غرفة النوم
الحليب في الثلاجة
أنتِ بالفعل جميلة في ثوب العرس
الحليب ليس في الثلاجة
بابا صار أعمى!
تحمل العروس ابنها، وتذهب إلى الصالون المفتوح على غرفة النوم لتسلم على المدعوين
ها هو الحليب، تقول الابنة الكبرى لأبيها
بابا صار أعمى!
يصب إيفانوف الحليب في طنجرة صغيرة يضعها على العين الكبيرة للغاز ولا يشعله
بابا صار أعمى!
يتناول ألكسندروفيتش كأسًا، فتتكسر في يده
تشعل الابنة الكبرى الغاز
تتناول الابنة الوسطى كأسًا، فتتكسر في يدها
تتناول الابنة الكبرى كأسًا، فتتكسر في يدها
ثوب العرس بالفعل جميل، تقول الابنة الكبرى، وتتناول كأسًا ثانية، وتتكسر في يدها
العروس بدون ابنها في الصالون، وابنها بين ذراعي أختها الوسطى
لا يبدو عليه الجوع
الحليب لا يغلي
بابا أطفأ الغاز
بابا! لماذا أطفأت الغاز؟
بابا جميل في السموكنج
ثوب العرس جميل
يبدو بابا أصغر من عمره بكثير في السموكنج
بابا لا يكبر
بابا شاب في السموكنج وغير السموكنج
بابا! راقب الحليب عندما يغلي
يتناول إيفانوف كأسًا، وتتكسر في يده
تتناول الابنة الكبرى كأسًا، وتتكسر في يدها
يراقب إيفانوف الحليب، ولم يشعل الغاز
هل شرب ابني حليبه؟ تسأل الابنة الصغرى
بابا يراقب الحليب
لا تدعي بابا يحمله في السموكنج
لن يقيء عليه
سيقيء عليه
لم يأكل بعد
تقبل الابنة أباها من خده
أنت أحسن بابا في الوجود
الأختان الكبرى والصغرى بين المدعوين
تتناول العروس كأسًا، وتتكسر في يدها
تحمل الابنة الكبرى الطفل، وتدور بين المدعوين
يتناول ألكسندروفيتش كأسًا، وتتكسر في يده
تحمل الابنة الوسطى الطفل، وتدور بين المدعوين
بابا! ابني جائع
يلاحظ إيفانوف أنه لم يشعل الغاز، فيشعله خلسة
لا يبدو عليه الجوع، تقول الابنة الكبرى للصغرى
لا، لا يبدو عليه الجوع، تقول الابنة الوسطى للكبرى
بابا! عجل، تقول الابنة الصغرى، وهي تحمل كلبتها، وتدغدغها، وتدللها: أيوه أنتِ جائعة! أيوه أنتِ جائعة! والكلبة تهز ذيلها
لا يبدو عليها الجوع، تقول الأختان الكبرى والوسطى للعروس، وهما تدوران بين المدعوين، والمدعوون يداعبون "شنغهاي" كلما مضت الأخت الصغرى بواحد منهم
يضع إيفان ألكسندروفيتش بعض الرز في الحليب
بابا! راقب الحليب
يغلي الحليب بالرز، فيريد ألكسندروفيتش الانسحاب
بابا جميل في السموكنج
ثوب العرس جميل
يبدو بابا أصغر من عمره بكثير في السموكنج
بابا لا يكبر
بابا شاب في السموكنج وغير السموكنج
يتناول ألكسندروفيتش كأسًا، وتتكسر في يده، تشم البنات الثلاث رائحة الرز المحترق، فيسارعن إلى إطفاء الغاز، يكون أبوهن قد انسحب
في الشارع، ينصحه شرطي السير بألا يأخذ سيارته، بسبب حالة الطوارئ، أضف إلى ذلك أن قطار الضواحي الجديد يشغلونه لأول مرة
قطار آخر صيحة، أقصى راحة، أعظم هدوء، مجهز بكل التكنولوجيا الحديثة، ما أن يضع المرء القدم فيه حتى ينسى كل هموم يومه، ويشعر بنفسه كملك لا عربي، كقيمة لا تقدر بثمن، كسلطة لا تدوم إلى الأبد، فيسعى إلى استغلالها على الأقل خلال المدة التي يقضيها في سفره
يتوقف القطار فجأة بعرباته المفتوحة على بعضها، ليأخذ أحدهم بإطلاق النار على الركاب الذين يضغطون على الأزرار، فيجدون الأبواب موصدة، ولا يقدرون على النفاد بجلدهم
ترجو إحدى الراكبات إيفانوف ألكسندروفيتش أن ينقذ طفلها، فيحمله، ويركض به حتى آخر عربة، يكون الإرهابي قد اكتفى بما فعل بعد قتله للأم، يرمي سلاحه، ويضغط على زر، ويغادر على هينته
ينظر إيفانوف إلى الطفل الذي أنقذه، فيجد كلبتهم، يطير فرحًا، إلا أن فرحه لم يدم طويلاً
يعتقل رجال الدرك كل من بقي على قيد الحياة
لماذا؟ احتج ألكسندروفيتش، وهو في الطريق إلى المعتقل
ألم تفهم لماذا؟ رد رجال الدرك على السؤال بسؤال
...
أحيانًا لا داعي للكلام كي نفهم
...
نحن في مهنتنا هذه هي لغتنا
...
لأنكم شاهدتم كل ما جرى
كلبتي شاهدت لكنها لا تعرف الكلام
تريدنا أن نطلق سراحها؟
لن تقول الحقيقة لأحد
ستقول
لن تقول
ستموء
كلبتي ليست قطة
ستموء وستخدش وستعض
لن يصدقها أحد
هناك من سيصدقها
لكنهم لن يتكلموا
سيتكلمون
سيتكلمون عن كل شيء ما عدا الأساسي
في المعتقل، يعيد ألكسندروفيتش إلى المرأة ابنها
في الليل، يسمعها تصرخ، ورجال الدرك يضاجعونها
في المقبرة، يؤنب قائد الدرك رجاله: القتلى عددهم كبير، يفوق عدد القبور التي حفرناها













المشهد السابع

أمي ماتت منذ خمس سنين، أعرف سبب موتها، لكني أخذت جثمانها إلى المستشفى للتشريح، تركته في الطابق التحت الأرضي، ووجدت نفسي في الطابق الأخير. ابتسمت الممرضات لي، وأنا أدخل الحمام لأحلق، ففتحت عليّ الباب إحداهن، وضمتني من ظهري. فرشنا على السطح بساطًا، وجلس بيننا حفيدي. نهضت الممرضة، فقلت لحفيدي أن يناديها لأنني نسيت اسمها
ألكسندروفيتش، نادتني الممرضة، وهي تنظر من فوق، يأخذون سيارة أمك الحمراء إلى المحشر
ونحن في السرير، سألتها عن اسمها، فبكت
ونحن نأكل بوظة، سأل حفيدي لماذا لم تشأ جدته المجيء معنا، جدته تحب البوظة
ونحن نركب سيارة أمي الحمراء، سألتنا أمي إذا كانت البوظة لذيذة
تمشينا، أنا وحفيدي، في شارع الشانزلزيه، وأنا أحمله على كتفيّ
انظر! صاح حفيدي مشيرًا إلى الممرضة، وهي على وشك الإلقاء بنفسها من أعلى قوس النصر
سقطنا، أنا وحفيدي، من أعلى قوس النصر، ونحن نصرخ من الرعب، فاستيقظتُ من نومي
كان موعد تبولي ككل مرة على الساعة الثانية وإحدى وعشرين دقيقة بعد منتصف الليل، ساعتي البيولوجية مضبوطة هكذا منذ سنوات وسنوات، أقوم، وأنا يسحقني النعاس، وأشخ، أحيانًا أرغم نفسي على الشخ، تحت مداحل رغبتي في النوم، فلقيامي ثمن غال يجب عليّ أن أدفعه، ولو ببضع قطرات. بعد ذلك، أعود إلى السرير كفوج من الجنود المنهزمين، المثخنين بالجراح
أبقى مفتوح العينين، جسدي كالحديد، والعالم كالزجاج، لا أفكر، أو أنني أفكر أنني لا أفكر، فأسقط في التوهم، وهذا ما يدعى خداع الحواس
تسحقني مداحل رغبتي في النوم، فألعن، وأتوسل، أتمرد، وأخضع، أبكي دون دمع، أمر الدموع الدمع دون دمع، وأستسلم
أنظر في الظلام، ولا أنتظر، الانتظار والاستسلام شيئان متعارضان، ينتهي أحدهما بابتداء الآخر، أو يبدأ أحدهما بانتهاء الآخر
تهجم الصور
مشانق
أعدها: 47 مشنقة
مشانق تعلو كأعناق التنين، وتبصق النار
مشانق تعلق بها رؤوس الأنبياء
والأقمار
فتضيء فوانيس الحرية
في العواصف
مشانق
حقائق
حرائق
حدائق
أسمعُ أنغامًا رومانسية "لبرامز"، فأرتعد
أدفن رأسي في مخدتي، فتطاردني صور الموسيقيين، وهم يقومون بنفس الحركات الميكانيكية، على الكمان، على البوق، على الكونترباس، نفس الحركات المضحكة في كل هذا المصاب، نفس النوتة، وبالتالي نفس النغمة
أنغام صامتة
أنغام أراها تحت مداحل رغبتي في النوم، فقط أراها
كالمشانق في العواصف
أشمها
لها رائحة الغبار
رائحة الغضب
غبار باريس كغبار مكة للأنغام رائحة الحرية
تحت الدكتاتورية
دكتاتورية الدكتاتورية ودكتاتورية الديمقراطية
أنغام تصرخ بالصمت، وحركات، لا شيء غير حركات، كاريكاتورية كحركات الجلادين، لهذا يعجز الجلادون عن الجد إلا بحد السيف
بعد ساعات طويلة من عدم القدرة على العودة إلى النوم، تفتح أفعى ضخمة من فصيلة البواء فمها، وتأخذ بالتهامي من قدميّ، فساقيّ، فكفليّ، وأنا كلي استسلام، وكلي حبور، وكلما دخلتُ بجسدي في حلقها، كلما غبتُ بوعيي عن كل ما هو حولي، حتى يزلق رأسي أخيرًا في جوف الرحمة
بابا! هل نمت جيدًا؟ تسألني ابنتي الصغرى
كالعادة، أهمهم متثائبًا
كالعادة! كالعادة! تتهكم ابنتي الوسطى
أنا نمت كالطفل الوليد، تقول ابنتي الكبرى بمرح
بابا لا ينام جيدًا لأنه يفكر كثيرًا، تعود ابنتي الصغرى إلى القول
والله لا أفكر، أرد بعصبية
بابا! لا تكذب، تقول ابنتي الوسطى
بابا لا يكذب، تدافع عني ابنتي الكبرى
بابا يكذب، تصر ابنتي الوسطى على رأيها
ككاتب، شيء طبيعي ككاتب، تبرر ابنتي الكبرى
بابا مولع بالكذب، تؤكد ابنتي الوسطى
حياتنا كلها كذب، ترمي ابنتي الصغرى
هذا صحيح، أقول، حياتنا كلها كذب
حياتنا غائط! تقول ابنتي الكبرى
هذه السنة، لم يكن لنا قلب على الاحتفال برأس السنة، قالت ابنتي الصغرى
حياتنا غائط! تعيد ابنتي الكبرى القول
كما تقولين، تؤيد ابنتي الوسطى
يفعلون كل شيء لتكون حياتنا غائطًا، قلتُ
أترى بابا؟ تقول ابنتي الصغرى، أنت لا تنام جيدًا لأنك تفكر كثيرًا
الكبار الذين يتحكمون بمصائر البشر، أضفتُ
حياتنا غائط! تقول ابنتي الكبرى للمرة الثالثة
كما تقولين، تؤيد ابنتي الوسطى من جديد
يشنقون السعوديين، وحياتنا ليست غائطًا؟ تتساءل ابنتي الصغرى
يشنقون السعوديين
الحياة
يشنقون الحياة
باسم الكذب
يشنقون السعوديين باسم الكذب
أبناء الكذب يعدمون السعوديين باسم الكذب
المشانق هي الحقيقة، هتفتُ
الوحيدة
حقيقتنا
كل الحقائق
حقيقة الحقائق
بابا! أحبك، تقول ابنتي الكبرى، وهي تطبع قبلة على خدي
ونحن أيضًا نحب بابا، قالت ابنتاي الوسطى والصغرى، وهما تطبعان قبلتين على خديّ
المشهد الثامن

ونحن نتنزه في شارع الحرية، الشارع الرئيسي لمدينة غزة، تسألني الشاعرة أمينة أمين: إيفانوف ألكسندروفيتش، لماذا اخترت الإقامة في دولتنا؟ ليس لجوائز نوبلنا الثلاث في الأدب والطب والسلام التي لم تحصل عليها أية دولة في العالم في نفس العام؟
ونحن نحتسي كأسًا في الفراش، أجيبُ: رئيس دولة غزة ومعان جدير بجائزة نوبل للسلام، وذلك لتأسيسه دولة بلا جيش بلا سجون بلا حدود، دولة لكل شعوب العالم، والدكتور مازن الحسيني، حفيد المفتي أمين الحسيني، جدير بجائزة نوبل للطب، وذلك لاكتشافه الدواء الفعال الدواء الحاسم للإيدز، وأنتِ، أمينة أمين، جديرة بجائزة نوبل للآداب، لأن قصيدتك كوب شمبانيا من النوع الفاخر كهذه التي نشربها، وأقرعُ كأسي بكأسها، لكن سبب اختياري الإقامة في دولة غزة ومعان ليس هذا
ونحن ننظر إلى مئات الكتب المعروضة في فترينة إحدى المكتبات بمعظم اللغات، تعود الشاعرة أمينة أمين إلى سؤالي: هل السبب إذن، إيفان ألكسندروفيتش، حالة الطوارئ عندكم؟
ونحن نتعانق على الفرندة أمام البحر، أجيبُ: حالة الطوارئ في بلد حقوق الإنسان وصمة عار في جبين حكام بلدي، فإقرارها، مهما كانت الأسباب، يرجع بفرنسا إلى عصور القمع في القرون الوسطى، ويجعل منها أختًا للسعودية. وكذلك سن قانون فقد الجنسية، إذا ما حصل، سيحط من قدر جهاز العدالة عندنا، جوهرة استقلال القضاء في العالم. وبالتالي، سيؤدي الفعلان، الأول والثاني، إلى ضعضعة السلطتين التشريعية والتنفيذية، والتشكيك في كل قيمنا، لكن سبب اختياري الإقامة في دولة غزة ومعان ليس هذا
ونحن نمضي بماخور لصق مسجد، أعلقُ: انظري إلى المصلين، أمينة أمين، وهم يخرجون من المسجد، بعضهم لا يبالي بالعاهرات الواقفات غير بعيد هناك، وبعضهم لا يتردد عن الابتسام لهن
ونحن نعوم في البحر، تسألني الشاعرة أمينة أمين للمرة الثالثة: هل لهذا السبب، إيفانوف، أنت تقيم اليوم ما بيننا؟
ونحن نبتسم للعاهرات، أؤكدُ: عندما يبتسم المؤمن لعاهرة أو لا يبالي بها، هذا يعني أن أتركك تفعل ما تشاء، وتتركني أفعل ما أشاء، لا أتدخل في شئونك، ولا تتدخل في شئوني، أحترم سلوكك كما تمليه عليك حريتك دون المساس بحريتي. نعم، إنها الحرية على أكمل وجه، وأنا لهذا هنا
هيه، أمينة! تنادي إحدى العاهرات، ماذا تفعلين هنا؟
تعالي، تعالي، تهتف الشاعرة، تعالي سموك أعرفك على إيفانوف ألكسندروفيتش
سموك؟!
إنها ابنة الملك الأردني
آه، ما أعظم هذا البلد!
إنها المهنة التي اختارتها سمو الأميرة مع "حضارة قحبة"، كما أقول أنا، بكل حرية، كالمهنة التي اخترتها أنا مع "لغة قحبة"، كما تقول أنت، ألكسندروفيتش
آه، ما أروع إنسانه!
أقدم لكَ سمو الأميرة بسمة العبد الله، أقدم لكِ الكاتب الفرنسي إيفانوف ألكسندروفيتش الأشهر من نار على علم
إيفانوف ألكسندروفيتش! تصيح الأميرة بسمة العبد الله، أبي من المعجبين الكبيرين بك، كل أعمالك في مكتبته، قرأها كلها، فهو يتقن الفرنسية كالإنجليزية لغته الأم، أنا قرأت اثنين أو ثلاثة منها، أحب كثيرًا "رقص الفيل"، روايتك الجميلة عن جامعة هارفارد
أنا فخور جدًا بقراءتك لي
جائزة نوبل أمينة أمين استوحت من هذه الرواية ديوانها "الحب تحت نعل الريح"...
والذي بفضله حزتُ على هذه الجائزة العالمية، تقاطعها الشاعرة، وثلاثتنا نضحك مِلء شِدقينا
هل يريد كاتبنا العظيم أن يشرفني بمضاجعتي؟ تعرض سمو الأميرة، هذه المرة على حسابي
ليس اليوم، أعتذرُ، لكني أعدك بالمجيء مرة ثانية
سنرتب شيئًا عندي، تقترح الشاعرة الفذة، وهي تبحث بين العاهرات الواقفات على باب الماخور قبل أن تضيف: أنا لا أرى سمو الأميرة عائدة، ابنة صاحب الجلالة الملك السعودي، ولا "فتح" ابنة الرئيس الفلسطيني
ذهبت كل منهما مع زبون، توضح بسمة العبد الله
سنرتب شيئًا عندي مع ثلاثتكما
سأقول لهما
كم، يا آنسة؟ يسأل سمو الأميرة أحد العابرين
لا، شكرًا! تعتذر ابنة ملك الأردن
ألف دينار، يقترج الرجل
أعتذرُ، أنا لا أريد، تتأسف ابنة ملك الأردن من جديد
لن أطيل معك، يلح الرجل
قالت لكَ لا تريد، تتدخل أمينة أمين
وأنتِ؟ يسأل الرجل، وهو يحاول الالتصاق بالشاعرة
أنا لستُ... وتنفجر جائزة نوبل للآداب ضاحكة
هي معي، تدخلتُ
ألفا دينار، يقترح الرجل، وهو يلهث قرب شفتي الشاعرة الفذة
هل شكلي... تتردد جائزة نوبل للآداب، وهي تنفجر ضاحكة من جديد
لا، يسارع الرجل إلى القول، لهذا السبب
لا تلح، أقول للرجل، هي معي
لا تلح، يجيء صوت من ورائنا، وامض إلى حالك!
تحت أمر سموك، تحت أمر سموك، يكرر الرجل، وهو ينحني مبتعدًا
تعانقها الشاعرة أمينة أمين بحرارة، وهي تقول لها: الحمد لله على إنقاذك لي من هذا الأخطبوط
إنه رئيس مخابراتنا، تقول العاهرة السمراء
فتقدمها الشاعرة لي: هذه سمو الأميرة السعودية عائدة
تشرفنا، أهمهمُ، وأنا أشد على يدها إعجابًا بجمالها البدوي
وهذا الكاتب الفرنسي ألكسندروفيتش، تضيف أمينة أمين
بقده وقدوده؟ تهتف ابنة الملك السعودي
بقده وقدوده، تؤكد ابنة الملك الأردني
درسنا كتابك "بيغال" في السوربون، تقول الأميرة عائدة بحماس، وأنا لهذا السبب اخترت هذه المهنة رغم عظيم الصعوبات التي تعرفها لواحدة مثلي. أبي تبرأ مني، لكنه لم يزل يطاردني، وها أنت رأيت بأم عينيك كيف يرسل حتى رئيس مخابراته، لكنه لا يجرؤ على فعل أي شيء ضدي في دولة الحرية والديمقراطية، دولة غزة ومعان
سنتحدث في كل هذا عندي، تقترح الشاعرة أمينة أمين
فكرة ممتازة، تهتف الأميرة السمراء
أليس كذلك؟ تؤيد الأميرة الأردنية
هذا المساء؟ تقترح الشاعرة النوبلية
هذا المساء، تقول الأميرتان
قولا "لفتح"، ابنة الرئيس الفلسطيني، أن تأتي كذلك
سنقول لها رغم أن...
ماذا؟
أبوها يرى في مهنتها مهنة غير نظيفة
مهنته أنظف يعني
وهو يمنع خروجها في الليل منذ عدة أيام، يقول خوفًا عليها
سأكلم سكرتيرته
لا يريد أن يقتنع بأن المرأة حرة بجسدها تفعل به ما تشاء وفي أي وقت تشاء
تدخلتُ: أنا معجب بأبي سمو الأميرة بسمة، لأن النظام الحر لدولة غزة ومعان بدله، أريد القول أثّر في نظامه، رفع يد المخابرات عن أفواه الناس، وجعلهم يتنفسون بشكل طبيعي، مثالي على ذلك، وبلغتي الروائية، إذن فليعذرني جلالته، لم يعودوا يقولون جلالة الملك "المهمهم" مع بصقة "حفظه الله"! فَهِمَ الملك أنه ليس علبة خراء محفوظة!
تقهقه النساء الثلاث، وأنا أبتعد مبتسمًا
إلى هذا المساء، أهتفُ
نعم، إلى هذا المساء، تهتف الشاعرة الغزية، وهي تلحق بي، مع "فتح" أو غير معها
























المشهد التاسع

تنشد جائزة نوبل للآداب أمينة أمين:

ثديي فكرةٌ شِرِّيرةٌ للآلهة
لهذا كانتِ الأديانُ مضاجعَ للأذهانِ مُلَوَّثة

خصري غُلْمةٌ غِرِّيرةٌ للساسة
لهذا كانتِ الأعرافُ مواقعَ للإذعانِ مُلَوَّعة

فرجي نزوةٌ حِرِّيفة للفلاسفة
لهذا كانتِ الأوهامُ منابعَ للإنسانِ مُلَوَّنة

تتحرك الأفاعي الموشومة على أجساد الأميرات الثلاث، وتلتف حول جسدي، تعصرني بنعومة، تحررني برقة، تجذبني بأنامل المجهول، فتغدو لي أنامل أمي، تتلوى الأميرات الثلاث، وهن يلفظن اسمي، فتغدو لي ظلال أمي، تحتضن الأميرات الظلال، فتئن الظلال، وتأخذ الظلال بالتلوي، تقبلني الظلال، وتنهار الأميرات الثلاث على قدمي، فتغدو لي قدم أمي، تلعق الأميرات الثلاث أصابع قدمي، ويتصارعن على هذه الإصبع أو تلك

فكرتي ثديٌ شِرِّيرٌ للآلهة
لهذا كانتِ المضاجعُ أديانًا للأذهانِ مُلَوَّثة

غُلْمتي خصرٌ غِرِّيرٌ للساسة
لهذا كانتِ المواقعُ أعرافًا للإذعانِ مُلَوَّعة

نزوتي فرجٌ حِرِّيفٌ للفلاسفة
لهذا كانتِ المنابعُ أوهامًا للإنسانِ مُلَوَّنة

تنتقل العاهرات الثلاث بي من دائرة إلى أخرى من دوائر الجحيم التسع، في الدائرة الأولى أقطع حدود الجحيم إلى النعيم، في الدائرة الثانية أجعل من شهوتي عقلي، في الدائرة الثالثة أكون بشراهة الملوك، في الدائرة الرابعة أكون بجشع الرؤساء، في الدائرة الخامسة أقاوم اللَّذة بالغضب، في الدائرة السادسة أميت روحي، في الدائرة السابعة أمارس العنف، فأعض الأفخاذ، وأنتحر على أبوابها، في الدائرة الثامنة أمارس الغِش والخداع ككل قواد، ككل سياسي، في الدائرة التاسعة أخون أمي، أخون شعبي، أخون وطني

الآلهةُ ثديٌ شِريرٌ للفكرة
لهذا كانتِ الأذهانُ مضاجعَ للأديانِ مُلَوَّثة

الساسةُ خصرٌ غِرِّيرٌ للغُلْمة
لهذا كانَ الإذعانُ مواقعَ للأعرافِ مُلَوَّعة

الفلاسفةُ فرجٌ حِرِّيفٌ للنزوة
لهذا كانَ الإنسانُ منابعَ للأوهامِ مُلَوَّنة

يتسلل ملثمون إلى مضجعي، يقيدونني، ويغتصبون الأميرات الثلاث، يجرحونهن كما يُجرح الجنود في الميدان، ثم يجهزون عليهن
تعلن السعودية الحرب على الأردن، الحامي لدولة غزة ومعان، انتقامًا لشرف السعوديين، وتقول عن حربها جهادًا في سبيل الله، تقول عن الدولة الديمقراطية الأولى في العالم العربي دولة مارقة، وكنظام تعقد العزم على إرساء أسس الشريعة
يقاتل السعوديون بشجاعة نادرة، فيدمرون معان ثم غزة في عدة ساعات، ويهزمون الجيش الأردني شر هزيمة
بما أن فلسطينيي رام الله لا جيش لهم، تتبدى للإسرائيليين رؤى هستيرية، فيهبون للدفاع عنهم، يفجر السعوديون قناة "البحرين" (البحر الميت والبحر الأبيض المتوسط) أمام زحفهم، ويميتون الجنود المغاوير غرقًا، ولا يقف الأمر عند هذا الحد، يزحفون حتى تل أبيب، ويدمرونها تدميرهم لمعان وغزة
الغرب على رأسه أمريكا يتفرج
الفلسطينيون يقفون إلى جانب إسرائيل
تبدأ حرب المقاومة بين الإسرائيليين والفلسطينيين وبين السعوديين
تفجير قناة البحرين يعيق الإمدادات السعودية
ينقلب الحظ إلى صالح المقاومين، فيطردون العدو إلى الصحراء، لتذيب الشمس الأكعاب، ولتكون الرمال قبورًا
يعرف السعوديون الأحرار ما لم يعرفه أحد من قبل: دولتهم دولة مفلسة، عجزها بمئات المليارات، وما الحرب إلا لتسديد بعضها من الصناديق الممتلئة بالنقود للدولة الفتية، فتكون المقاومة بين سنيين وشيعيين وبين الحكومة
تسقط الحكومة، ويجتاح الشعب القصور
تكون الخطوة الأولى نحو تأسيس نظام ديمقراطي وبناء فاتيكان مكة والمدينة
بالمقابل، تكون الخطوة الأولى نحو تأسيس دولتين متحدتين: فلسطينية وإسرائيلية
تكون الخطوة الأولى نحو استراتيجية عالمية اضطرارية فائدتها تعود على الجميع، على مضض من أصحابها
هل فهمتم لماذا الصمت الأمريكي الصمت الغربي؟
هل فهمتم لماذا مصرع الأميرات الثلاث؟
هل فهمتم لماذا النظام العالمي هو نظام عالمي؟

















المشهد العاشر

ابنتي الكبرى، وهي صغيرة، كانت تحب الزنابق والسيارات، تريد أن تقطف كل الزنابق التي في الحدائق، وأن تحتضن كل السيارات التي تمر بها، ربما لأنها كانت تضارع الزَّنبق بياضًا، وتعرف أنها ستشتري سيارة فيراري
لماذا اخترتِها سوداء؟
لأني لا أحب اللون الأحمر
هناك ألوان أخرى غير اللون الأسود
اللون الأسود هو لون الفرح على عكس ما يعتقد الناس
ليس لهذا السبب تحبين اللون الأسود
أحب اللون الأسود لأنكما، أنت وماما، تركتماني في غرفة وحدي أنام، منذ الأيام الأولى من مولدي
أردنا أن نربيك على طريقتنا
ولأنني عندما كبرتُ قرأتُ "الزنبقة السوداء"
لهذا تحبين الزنابق؟
أحبها كلها ما عدا السوداء منها
على أي حال ليست هناك زنابق سوداء
أحب الخوف في الليل
لم تكوني تخافين
أحب الصراخ في الليل
لم تكوني تصرخين
أحب الضحك في النهار
لم تكوني تبكين
وعندما لا يكون الفصل فصل الزنابق، أحب اللعب مع الديدان، فللديدان كل الفصول ملاعب وحقول
كنتِ تحبين اللعب، آه، كم كنتِ تحبين اللعب!
في إحدى المرات، ضربتَني بسبب دودة كنت أحنو عليها بأصابعي، ومنذ ذلك اليوم، كرهت الدود، وأحببتك بابا، أكثر من كل الديدان التي على سطح الأرض

ابنتي الوسطى، وهي صغيرة، كانت تحب المعكرونة والكتابة، تريد أن تصبح كاتبة مثلي، وأن تأكل معكرونة على الغداء وعلى العشاء كل يوم، ربما لأنها كانت تضارع الإيطاليات سمارًا، وتعرف أنها لن تكون أعظم كاتبة
لماذا توقفتِ عن الكتابة؟
لأنني لا أريد أن أكون مثلك بابا
تكرهين بابا
أحب بابا، أحب كتابتك، أحبكما حبي للمعكرونة
بين المعكرونة وكتابتي ماذا تفضلين؟
المعكرونة
أرأيتِ؟
هذا لا يعني أنني لا أحب كتابتك
بين طبق من المعكرونة المطبوخة على الطريقة البولونية وبين أجمل رواية لي، قولي بصدق ماذا تفضلين
لماذا تلح بابا؟ أنت تعرف جوابي
أريد أن أسمعه من فمك
المعكرونة المطبوخة على الطريقة البولونية طبعًا
لهذا أنا أتقن طبخها
لماذا لم تتقن كتابة رواياتك كما تتقن طبخ المعكرونة على الطريقة البولونية بابا؟
لأسعدك
والقراء؟
لكل قارئ طبخته المفضلة
مسكين بابا
مسكين كل روائي

ابنتي الصغرى، وهي صغيرة، كانت تحب أمها والحليب، تريد أن تبقى لصق أمها، وأن تشرب الحليب بدل الماء لشد ما كانت تحبه، ربما لأنها كانت تضارع الابنات في حبهن لأمهاتهن، وتعرف أنها ستتوقف عن شرب الحليب
لماذا توقفتِ عن شرب الحليب؟
لأنه مليء بالمواد السامة
كل ما نأكل مليء بالمواد السامة
كل شيء ملوث
بما أن كل شيء ملوث
الحليب أكثر الأشياء تلويثًا
واللبن الرائب؟ والجبن؟ والثدي؟
الحليب في تصنيعه أقل تلوثًا
الثدي تصنيعًا!
الأم مصنع بابا
لهذا الرجال يحبون...
لا تضحكني بابا
طيب
أنا مصنع هذا كل ما أرغب وأتمنى
صغيرة أنتِ وأمك لهذا السبب
سأسمي بناتي وأبنائي بأسماء المعادن الثمينة والمجوهرات ليكونوا كَنزي
فرويد كان يعتبر...
فرويد مجنون بابا
مثلي
ليس مثلك
ليس مثلي
يتهته فرويد يتهته
يا ليتني أتهته
فرويد لم يعش في زمانه ما نعيشه في زماننا
الأم مصنع
للتلفونات المحمولة
والحليب؟
افتراضي

ابنتي الرابعة، أكبر أخواتها، وهي صغيرة، كانت تحب أن تكون كبيرة وأن تقرأ بودلير، ربما لأنها كانت تضارع بائعي أكبادهم في السعودية على طريقتها، وأن يكون لها رأي آخر غير رأيي في الشعراء العرب
لماذا تحبين اليوم أن تكوني صغيرة؟
شيء طبيعي بابا وأنا كبيرة
لكنك تبقين طفلتي التي لي
لكَ ليس لي
وهل نبدل العمر كثيابنا؟
يا ليت
أرأيتِ؟
لهذا أفكر اليوم كثيرًا فيمن يَعرِضون أجسادهم للبيع بالقطعة وأبكي عليّ
لعجزك عن فعل شيء من أجلهم
لاضطرارهم إلى فعل مثل هذا الشيء، خاصة في بلد ثري كالسعودية حكامه لصوصه
السعودية تشيخ
تحتضر وتموت بالتدريج
كم من حضارة زالت في جزيرة العرب!
السعودية كنظام إلى زوال إنها تلعب بروحها
إلى جهنم وبئس المصير!
لهذا أبكي
تبكين على أنظمة بائدة!
أبكي على أزمنة بائدة
لا تبكي، يا حبيبتي
بابا هل البكاء هو القصائد التي نعجز عن كتابتها؟
البكاء هو القصائد
رهيب ما تؤكد
بودلير لم يبك في حياته يومًا
لهذا هو بودلير
لهذا هو كبد سعودي للبيع






أعمال أفنان القاسم

المجموعات القصصية

1) الأعشاش المهدومة 1969
2) الذئاب والزيتون 1974
3) الاغتراب 1976
4) حلمحقيقي 1981
5) كتب وأسفار 1988
6) الخيول حزينة دومًا 1995
7) كوابيس 2013

الأعمال الروائية

8) الكناري 1967
9) القمر الهاتك 1969
10) اسكندر الجفناوي 1970
11) العجوز 1971
12) النقيض 1972
13) الباشا 1973
14) الشوارع 1974
15) المسار 1975
16) العصافير لا تموت من الجليد 1978
17) مدام حرب 1979
18) تراجيديات 1987
19) موسى وجولييت 1990
20) أربعون يومًا بانتظار الرئيس 1991
21) لؤلؤة الاسكندرية 1993
22) شارع الغاردنز 1994
23) باريس 1994
24) مدام ميرابيل 1995
25) الحياة والمغامرات الغريبة لجون روبنسون 1995
26) أبو بكر الآشي 1996
27) ماري تذهب إلى حي بيلفيل 1999
28) بيروت تل أبيب 2000
29) بستان الشلالات 2001
30) فندق شارون 2003
31) عساكر 2003
32) وصول غودو 2010
33) الشيخ والحاسوب 2011
34) ماكبث 2011
35) ساد ستوكهولم 2012
36) شيطان طرابلس 2012
37) زرافة دمشق 2012
38) البحث عن أبولين دوفيل 2012
39) قصر رغدان 2012
40) الصلاة السادسة 2012
41) مدينة الشيطان 2012
42) هنا العالم 2012
43) هاملت 2014

الأعمال السينمائية

44) إرهابيون 2015
45) رعب 2016

الأعمال المسرحية النثرية

46) مأساة الثريا 1976
47) سقوط جوبتر 1977
48) ابنة روما 1978

الأعمال الشعرية

49) أنفاس (مجموعة قصائد أولى – ثلاثة أجزاء) 1966
50) العاصيات (مسرحية شعرية) 1967
51) المواطئ المحرمة (مسرحية شعرية) 1968
52) فلسطين الشر (مسرحية شعرية) 2001
53) الأخرق (مسرحية شعرية) 2002
54) غرافيتي (مجموعة قصائد فرنسية) 2009
55) غرب (ملحمة فرنسية) 2010
56) البرابرة (مجموعة قصائد أخيرة) 2008 – 2010

الدراسات

57) البنية الروائية لمصير الشعب الفلسطيني عند غسان كنفاني 1975
58) البطل السلبي في القصة العربية المعاصرة عبد الرحمن مجيد الربيعي نموذجًا (جزءان) 1983
59) موسم الهجرة إلى الشمال للطيب صالح 1984
60) البنية الشعرية والبنية الملحمية عند محمود درويش 1984
61) بنيوية خاضعة لنصوص أدبية 1985 – 1995
62) دفاعًا عن الشعب الفلسطيني 2004
63) خطتي للسلام 2004
64) شعراء الانحطاط الجميل 2007 – 2008
65) نحو مؤتمر بال فلسطيني وحوارات مع أفنان القاسم 2009
66) حوارات بالقوة أو بالفعل 2007 – 2010
67) الله وليس القرآن 2008 - 2012
68) نافذة على الحدث 2008 – 2012
69) المشروعان مشروع التنوير ومشروع الدولة 2015

















على عكس ما يدعيه علم النفس، مجموعة "رعب" في مشاهدها العشرة هي كوابيس لأفنان القاسم سببها قطرات يضعها في عينيه ليحول دون ارتفاع ضغطهما، وبالتالي دون عماه. من هنا يأتي اللامعقول في المشاهد واللامدرَك، الفكرة المقلقة والرؤيا المرعبة، والتي يجعل الكاتب منها محورًا لداء العصر، والقلق الخاص بأجيالنا الحاضرة.

على عكس ما يدعيه فرويد، أفنان القاسم غير مسئول عن حالته، وبوعي مطلق يوظف كوابيسه لاستكشاف ضيق عيشنا الفردي والجماعي، ولإشباع رغباتنا المكبوتة.

على عكس ما يدعيه العديد من علماء النفس، وتأكيدًا لما يقوله فرويد ويونغ، هناك رموز وأحلام مشتركة للإنسانية: عجزنا أمام السياسة، عدم قدرتنا على القرار، عدم تصرفنا بحرية، خضوعنا، تيهنا، تركنا لعبة في يد الإعلام، تخيلاتنا الجنسية، شهواتنا، تناقضاتنا، جهنمنا التي هي من صنعنا، وجنتنا التي هي من صنعنا.

كل ما يرمي إليه أفنان القاسم الكشف عن أسرار النفس البشرية عن طريق ربطها بواقع غروب الحضارة اليوم، لتعبر مشاهد رعبه عن كافة مظاهر الشرط الإنساني.






* أفنان القاسم من مواليد يافا 1944 عائلته من برقة قضاء نابلس له أكثر من ستين عملاً بين رواية ومجموعة قصصية ومسرحية ومجموعة شعرية ودراسة أدبية أو سياسية تم نشر معظمها في عواصم العالم العربي وتُرجم منها اثنان وثلاثون كتابًا إلى الفرنسية والإنجليزية والإسبانية والروسية والعبرية، دكتور دولة ودكتور حلقة ثالثة من جامعة السوربون ودكتور فخري من جامعة برلين، أستاذ متقاعد عمل سابقًا في جامعة السوربون ومعهد العلوم السياسية في باريس والمدرسة المركزية الفرنسية وجامعة مراكش وجامعة الزيتونة في عمان والجامعة الأردنية، تُدَرّس بعض أعماله في إفريقيا السوداء وفي الكيبيك وفي إسبانيا وفي فرنسا...



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رعب - المشهد العاشر
- رعب - المشهد التاسع
- رعب - المشهد الثامن
- رعب - المشهد السابع
- رعب - المشهد السادس
- رعب - المشهد الخامس
- رعب - المشهد الرابع
- رعب - المشهد الثالث
- رعب - المشهد الثاني
- رعب - المشهد الأول
- إرهابيون السيناريوهات الكاملة
- إرهابيون - بكين - سيناريو10
- إرهابيون - واشنطن - سيناريو9
- إرهابيون - ستوكهولم - سيناريو8
- إرهابيون - موسكو - سيناريو7
- إرهابيون - غزة - سيناريو6
- إرهابيون - معان - سيناريو5
- إرهابيون - نيويورك - سيناريو4
- إرهابيون - الرياض - سيناريو3
- إرهابيون - باريس - سيناريو2


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - رعب - المشاهد الكاملة