أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - رعب - المشهد العاشر














المزيد.....

رعب - المشهد العاشر


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 5036 - 2016 / 1 / 6 - 15:51
المحور: الادب والفن
    


ابنتي الكبرى، وهي صغيرة، كانت تحب الزنابق والسيارات، تريد أن تقطف كل الزنابق التي في الحدائق، وأن تحتضن كل السيارات التي تمر بها، ربما لأنها كانت تضارع الزَّنبق بياضًا، وتعرف أنها ستشتري سيارة فيراري
لماذا اخترتِها سوداء؟
لأني لا أحب اللون الأحمر
هناك ألوان أخرى غير اللون الأسود
اللون الأسود هو لون الفرح على عكس ما يعتقد الناس
ليس لهذا السبب تحبين اللون الأسود
أحب اللون الأسود لأنكما، أنت وماما، تركتماني في غرفة وحدي أنام، منذ الأيام الأولى من مولدي
أردنا أن نربيك على طريقتنا
ولأنني عندما كبرتُ قرأتُ "الزنبقة السوداء"
لهذا تحبين الزنابق؟
أحبها كلها ما عدا السوداء منها
على أي حال ليست هناك زنابق سوداء
أحب الخوف في الليل
لم تكوني تخافين
أحب الصراخ في الليل
لم تكوني تصرخين
أحب الضحك في النهار
لم تكوني تبكين
وعندما لا يكون الفصل فصل الزنابق، أحب اللعب مع الديدان، فللديدان كل الفصول ملاعب وحقول
كنتِ تحبين اللعب، آه، كم كنتِ تحبين اللعب!
في إحدى المرات، ضربتَني بسبب دودة كنت أحنو عليها بأصابعي، ومنذ ذلك اليوم، كرهت الدود، وأحببتك بابا، أكثر من كل الديدان التي على سطح الأرض

ابنتي الوسطى، وهي صغيرة، كانت تحب المعكرونة والكتابة، تريد أن تصبح كاتبة مثلي، وأن تأكل معكرونة على الغداء وعلى العشاء كل يوم، ربما لأنها كانت تضارع الإيطاليات سمارًا، وتعرف أنها لن تكون أعظم كاتبة
لماذا توقفتِ عن الكتابة؟
لأنني لا أريد أن أكون مثلك بابا
تكرهين بابا
أحب بابا، أحب كتابتك، أحبكما حبي للمعكرونة
بين المعكرونة وكتابتي ماذا تفضلين؟
المعكرونة
أرأيتِ؟
هذا لا يعني أنني لا أحب كتابتك
بين طبق من المعكرونة المطبوخة على الطريقة البولونية وبين أجمل رواية لي، قولي بصدق ماذا تفضلين
لماذا تلح بابا؟ أنت تعرف جوابي
أريد أن أسمعه من فمك
المعكرونة المطبوخة على الطريقة البولونية طبعًا
لهذا أنا أتقن طبخها
لماذا لم تتقن كتابة رواياتك كما تتقن طبخ المعكرونة على الطريقة البولونية بابا؟
لأسعدك
والقراء؟
لكل قارئ طبخته المفضلة
مسكين بابا
مسكين كل روائي

ابنتي الصغرى، وهي صغيرة، كانت تحب أمها والحليب، تريد أن تبقى لصق أمها، وأن تشرب الحليب بدل الماء لشد ما كانت تحبه، ربما لأنها كانت تضارع الابنات في حبهن لأمهاتهن، وتعرف أنها ستتوقف عن شرب الحليب
لماذا توقفتِ عن شرب الحليب؟
لأنه مليء بالمواد السامة
كل ما نأكل مليء بالمواد السامة
كل شيء ملوث
بما أن كل شيء ملوث
الحليب أكثر الأشياء تلويثًا
واللبن الرائب؟ والجبن؟ والثدي؟
الحليب في تصنيعه أقل تلوثًا
الثدي تصنيعًا!
الأم مصنع بابا
لهذا الرجال يحبون...
لا تضحكني بابا
طيب
أنا مصنع هذا كل ما أرغب وأتمنى
صغيرة أنتِ وأمك لهذا السبب
سأسمي بناتي وأبنائي بأسماء المعادن الثمينة والمجوهرات ليكونوا كَنزي
فرويد كان يعتبر...
فرويد مجنون بابا
مثلي
ليس مثلك
ليس مثلي
يتهته فرويد يتهته
يا ليتني أتهته
فرويد لم يعش في زمانه ما نعيشه في زماننا
الأم مصنع
للتلفونات المحمولة
والحليب؟
افتراضي

ابنتي الرابعة، أكبر أخواتها، وهي صغيرة، كانت تحب أن تكون كبيرة وأن تقرأ بودلير، ربما لأنها كانت تضارع بائعي أكبادهم في السعودية على طريقتها، وأن يكون لها رأي آخر غير رأيي في الشعراء العرب
لماذا تحبين اليوم أن تكوني صغيرة؟
شيء طبيعي بابا وأنا كبيرة
لكنك تبقين طفلتي التي لي
لكَ ليس لي
وهل نبدل العمر كثيابنا؟
يا ليت
أرأيتِ؟
لهذا أفكر اليوم كثيرًا فيمن يَعرِضون أجسادهم للبيع بالقطعة وأبكي عليّ
لعجزك عن فعل شيء من أجلهم
لاضطرارهم إلى فعل مثل هذا الشيء، خاصة في بلد ثري كالسعودية حكامه لصوصه
السعودية تشيخ
تحتضر وتموت بالتدريج
كم من حضارة زالت في جزيرة العرب!
السعودية كنظام إلى زوال إنها تلعب بروحها
إلى جهنم وبئس المصير!
لهذا أبكي
تبكين على أنظمة بائدة!
أبكي على أزمنة بائدة
لا تبكي، يا حبيبتي
بابا هل البكاء هو القصائد التي نعجز عن كتابتها؟
البكاء هو القصائد
رهيب ما تؤكد
بودلير لم يبك في حياته يومًا
لهذا هو بودلير
لهذا هو كبد سعودي للبيع








#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رعب - المشهد التاسع
- رعب - المشهد الثامن
- رعب - المشهد السابع
- رعب - المشهد السادس
- رعب - المشهد الخامس
- رعب - المشهد الرابع
- رعب - المشهد الثالث
- رعب - المشهد الثاني
- رعب - المشهد الأول
- إرهابيون السيناريوهات الكاملة
- إرهابيون - بكين - سيناريو10
- إرهابيون - واشنطن - سيناريو9
- إرهابيون - ستوكهولم - سيناريو8
- إرهابيون - موسكو - سيناريو7
- إرهابيون - غزة - سيناريو6
- إرهابيون - معان - سيناريو5
- إرهابيون - نيويورك - سيناريو4
- إرهابيون - الرياض - سيناريو3
- إرهابيون - باريس - سيناريو2
- إرهابيون- تل أبيب - سيناريو1


المزيد.....




- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - رعب - المشهد العاشر