علنا نتعض !!

سجى السعداوي

الحوار المتمدن-العدد: 5034 - 2016 / 1 / 4 - 01:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

علنا نتعض !!
سجى السعداوي
منذ يومين ونحن نعيش مناكفات وسجالات احدثها خبر اعدام السعودية لرجل الدين الشيعي نمر النمر، الذي استقبلته العديد من البلدان بين التأييد والاستنكار، ولم يتوقف الامر عند هذا الحد، فبان كي مون اختار الفزع هذه المرة بدلاً من القلق في تناوله خبر الاعدام، الذي يقابله جرائم ترتكب بوحشية بحق الشعبيين العراقي والسوري اللذان يذبحان امام انظار العالم، الذي فطن مؤخراً الى خطورة التنظيمات الرديكالية بكل اطيافها وطوائفها، بعد ان اكتووا بنيران الارهاب الذي نقف امام توقيتاته حيارى، فقد حول المنطقة ساحة عظيمة لتصفية حسابات الدول الكبرى، والطامة نحن الخاسرون في كل الاحوال.
ان اعدام رجل الدين السعودي (اضع خطين تحت السعودي)، فتحت افواه كنا نامل منها التحلي بالهدوء والحذر في تناول القرار بغض النظر عن اسبابه ودواعيه التي هي شان داخلي لبلد يمتلك منظومة لا تقل شدة او قسوة عن اي منظومة عربية، تتخذ الدين كسلاح يسلط على رقاب البشر.
والمضحك المبكي ان العراق تناول الحدث بحساسية لامست شغاف قلوب الطائفيين، وهنا لا استثني احداً من الجانبين وخاصة السياسيين منهم الذي يفترض انهم يديروا بلداً يعيش مأساة حقيقية ووضع لا يحسد عليه، فثلث العراق خارج سيطرة الدولة بعد سيطرة تنظيم داعش ارهابي، والانكى من ذلك اننا نعيش تحت ضغوط نفوذ دول نعلم جيداً انها لا تريد لنا الخير سوى ان نكون ادواة في معاركها المعلنة، فيما اننا بعيدون من حساباتها في اتفاقات الغرف المظلمة وكواليس مصالحها التي لمسناها في مواقف كثيرة ان ضحايانا لا قيمة لهم عندهم.
وهنا لا يمكن لنا ان نحصي ضحايانا وخسارتنا التي كانت الحطب الذي توقد به الكثير من حروب الانابة والنيابة وكلشي وكلاشي، فلم نلمس خلال هذه الجولات التي اخذت اعمارنا واعمار اطفالنا، استهجاناً من تلك الدول التي تصب طائفيتها في كل مناسبة وموقف ايهاماً منها انها معنا الا في قرار قتلنا.
فعندما قتل 1700 من ابناؤنا في سبايكر، او عندما نحرت داعش 400 شخصاً من عشيرة البو نمر، لم نرى امارات القلق على اولئك الذين ينتصرون للمذهب وهم يرقبون بمكر ذئب، شبابنا وهو يقتل بدم بارد تحت شعار نصرة المذهب والدين، دون موقف يستهجن من خلاله الدماء التي تراق هنا وهناك وحيث من يريد ان يعيش وهم السلطة، وهنا يجبرني ما اجده اسفافاً وتحقيراً لتضحيات ابناء العراق الى طرح تساؤل بعيد عن التشفي والحقد الاعمى الذي يولد الفتن، الا كان الاجدر بنا ان نستهجن ان نكون تبعاً لاحد، فما حك جلدك مثل ظفرك؟ كما يقال، ولكن للاسف لا حياة لمن تنادي ..

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل