النازح وحق العودة..

سجى السعداوي

الحوار المتمدن-العدد: 5028 - 2015 / 12 / 29 - 02:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

النازح وحق العودة..
سجى السعداوي

لا يفصلنا عن تحرير الرمادي الا ايام وفقاً لتصريحات مسؤولينا سواءً السياسيين منهم او الامنيين، وقد كانت بشائر تحرير المجمع الحكومي فاتحة الامل في تحقيق النصر الكامل كما خطط له، وبالرغم من سير المعارك البطيء الا ان كل الدلائل تشير الى ان المعركة تنفذ بطريقة عملية وهذا ما لم يحصل خلال عملية تحرير صلاح الدين وديالى.
وبالرغم من ان الاعلام اربكنا خلال اليومين الماضيين سيما ما يتعلق بوضع المدنيين الذين حوصورو في مناطق تشهد اعنف المعارك ضد تنظيم داعش الذي اتخذ من المواطنين دروعاً بشرية لتحميهم من استهداف القوات الامنية التي تخوض حرباً شرسة قدماً نحو تحرير كامل مدينة الانبار، فالاخبار المتواترة تشير بشكل جلي بان الوضع كارثي ويحتاج الى تحركاً سريعاً من الحكومة وتحديداً من القوات الامنية المرابطة هناك.
ولعل ابرز ما يواجهنا ايضاً، بعد اتمام عملية التحرير التي نتمنى ان تسير وفق ما خطط لها، محاولات بعض الاطراف (سيما تلك التي تريد خلط الاوراق) العمل على سرقة النصر والتحكم في مقدرات مناطق خسرت الكثير بسبب سياسية اولئك الذي كانوا يتولون زمام الحكم في البلاد، وهنا لا نستثني الاقربين منهم ايضاً، الذين سيحاولون استغلال الاوضاع فارضين افكارهم الطائفية واجنداتهم من اجل سرقة نصر كتب بتضحيات الجيش والشعب.
ولن ننسى معاناة النازحين فهذه الشريحة عانت الكثير وفقدت الشعور بالاستقرار والامان وبرعاية الدولة حيما تركتهم في العراء يعانون اسوء ظروف انسانية تمر على لاجئ داخل بلده، ومن سخرية القدر ان نرى الكثيرين منهم منعوا من دخول بغداد وبعض المحافظات ما جعلهم يتعرضون لابشع محاولات الابتزاز التي لم تشهدها البلاد من قبل، ولم يقتصر الامر عند هذا الحد، فلقد ساوموا الكثيرين ومنعوا المئات من العودة الى مدنهم ومنازلهم بذرائع واتهامات شتى تكاد تكون جاهزة لهم في كل وقت وزمان.
ويبدو ان اشراف رئيس البرلمان على عودة العشرات من اهالي جلولاء في ديالى ما هي الا رسالة لكل السياسيين بان ياخذوا دورهم في الوقوف مع الشعب، والعمل على تاهيل مناطقهم المنكوبة جراء الحرب والخراب الذي خلفته العصابات الطائفية، فالمسؤولية لن يتحملها الجبوري لوحده فالكل مطالبين بموقف مشرف ازاء ما يتعرض له النازحين من ذل وامتهان على يد ثلة تريد للعراق واهله الخنوع لمبدأ فرض سياسة الامر الواقع البعيدة عن منطق العقل.
ان للنازحين حق يجب العمل على تحقيقه بالرغم من الاعتراضات والمعوقات وهو امر يحتاج الشجاعة والاصرار، والوقوف بوجه من يستعمل حق هذه الفئة كورقة ضغط في مناطق شاع بها الظلم الاستبداد باسم الدين والطائفة.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات