تجربة البوليساريو في الاذاعة : من برنامج في الاذاعة الليبية الى اذاعة وطنية

السالك مفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 5033 - 2016 / 1 / 3 - 18:19
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

مرت يوم 28 ديسمبر 2015 الذكرى ال40 لتـأسيس اول اذاعة "وطنية" لجبهة البوليساريو والتي بدأت قبل اعلان الجمهورية الصحراوية، مباشرة بعد تعرض المنطقة لمسيرة الاجتياح المغربي -الموريتاني بعد اتفاقيات مدريد .
وشكل تأسيس تلك الإذاعة الوطنية "خطوة متقدمة" ليس فقط في الانتشار كونها اذاعة بدأت ب 4 كيلوات موجهة لمواطنين ليس لهم من وسيلة اتصال بديلة عن بقية الاذاعات التي كانت مسموعة وقتها وتبث من الطرفاية المغربية،او اذاعة العيون او اذاعة نواقشوط اوالاذاعة الجزائرية ، بل ايضا انها تضيف عنصرا جديدا ذا طبيعة سيادية بعد تأسيس المجلس الوطني الصحراوي المؤقت وحل الجماعة التي كانت تدير باسمها اسبانيا الاقليم وانضواء غالبية الاعضاء تحت لواء جبهة البوليساريو يوم 28 نوفمبر 1975، بحسب المراقبين.
ذلكم ان الاذاعة الوطنية سبقتها برامج اذاعية من دول صديقة لجبهة البوليساريو ومنشورات اعلامية،ابرزها برنامج "الساقية والوادي على طريق الحرية" 1974-1975 الذي كان يبث من الاذاعة الليبية "صوت الوطن العربي" حيث كانت ليبيا القذافي اول من دعم جبهة البوليساريو بالمال والسلاح. ثم كان "صوت الصحراء الحرة" من الاذاعة الجزائرية نوفمبر 1975 حتى يناير 1995،اضافة الى صدور اول جريدة رسمية صحراوية "الصحراء الحرة" نوفمبر 1975
هناك كذلك صوت الصحراء الحرة باللغة الفرنسية من لواندا الانغولية 1977-1982
كل ذلك تم في خضم الصراع واجيج المعركة التي راقفت مسيرة الاجتياح العسكري وتقسيم المنطقة وزحف اللاجئين صوب الحدود الجزائرية الصحراوية بحسب جبهة البوليساريو .
وقد مرت الإذاعة كمؤسسة والية اعلامية، بمراحل عدة وبمشاكل متعددة وفي جوانب مختلفة، الا انها بقيت الصوت المسموع في المنطقة طيلة اربعة عقود،كما كانت مدرسة مدت مؤسسات الدولة والحركة باطر في ميادين الاتصال والدبلوماسية رغم انها كانت "مدرسة عصامية" بحسب المراقبين.

75-1978: لم تكن قوة البث تتجاوز 4 كيلوواط ثم تطور 8 كيلوواط واخرى 10 كيلووات، واختصرت مدة البث ما بين نصف ساعة وساعتين يوميا ، في ظل ضالة الامكانيات (بدون استوديو ، فقط ب 2 آلة تسجيل من صنف ناكرا .. )
" كل شئ يسجل في الكاسيت "بوبينا" عبر الة التسجيل والمونتاج "ناكرا" ويتم البث من محطة كان يشغلها جزائريون بتندوف ثم لاحقا تواصل نفس العمل مع الصحراويين منذ 1978 مع مجئ المحطة الجديدة 10كيلووات 1978 ثم 20 كيلوواط سنة 1979، بحسب شهادة من عملوا بها خلال سنوات نهاية 1975 وبداية 1976 وكان اول تقني عمل بالاذاعة الوطنية سنة 1975 هو الاخ النعمة زين الدين رفقة اعلاميين، الفقيد سيداحمد احمدمحمود المعروف بالسيموناكي، ولحريطاني الذين سبق وان عملوا باذاعة العيون خلال الحقبة الاسبانية

تميزت تلك الفترة ب"ارتجالية" العمل حيث كانت تعتمد على بث اشرطة من الاغاني الصحراوية ذات الطابع التعبوي ثم البلاغات العسكرية حيث لعب "التقني" فيها الدور المحوري كونها اذاعة مثبثة على شاحنة
بدأ البث بايات قرانية ثم جنيريك"صوت الشعب الصحراوي المكافح" ونشيد "ثورة ثورة نار.. يا ثوار"..يستهل المقدم كلامه قائلا " هنا الاذاعة الوطنية الصحراوية".. ثم استبدل الاستهلال بعد اعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بالنشيد الوطني "انا الرفيق المستحيل ثم جنيريك " هنا الاذاعة الوطنية للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" بحسب شهادة احد الاعلاميين الذي عمل بتلك الاذاعة خلال سنوات 1975 -1992.

ومن اهم البرامج التي كانت تبثها بعد الاخبار و والتي كانت "حصرية" على البلاغات العسكرية والتعاليق، برنامج "لقاء المواطنين" الذي كان الهدف منه خلق تواصل بين العائلات الصحراوية التي شتتها الاحتلال ولم تعرف بعد مصير الكثير من افرادها بعد الاجتياح، فكان البرنامج "يروم بث اشعار للاخرين حتى يعرفوا انهم على قيد الحياة في ظل عدم وجود اتصالات، فكانت الاذاعة بمثابة حلقة الوصل بين الصحراويين خاصة الذين وقعوا تحت الاحتلال وذويهم الذين التحقوا بالمخيمات او الاراضي المحررة"، بحسب شهادة لحريطاني لحسن الذين كان من الاوائل الذين عملوا بالاذاعة الوطنية وبصوت الصحراء الحرة الذي كان يبث من الاذاعة الجزائرية .

وفي ظل الوضعية التي خلقها الاحتلال من تشتت البال وضعف الامكانيات، لم تدشن الاذاعة الوطنية بشكل رسمي الا في شهر يناير سنة 1978 على يد كاتب الدولة للتعليم والتربية وقتها،اعلي محمود، حيث دعمت بمحطة بث قوتها 8 كيلووات.
79-1987: وصلت قوة البث 20 كيلوواط، ارتفع عدد ساعات البث اليومي تدريجيا ليصل 4 ساعات ثم 6 ساعات، وتطلب الامر توسع في البرامج وتنوعها بين السياسية الاخبارية،والثقافية،كما باتت الاذاعة تتوفر على استوديو،وان ظلت كل المادة تسجل ثم تبث من محطة البث.

من البرامج الثقافية في الاذاعة الوطنية برامج "محو الامية" الذي رافق حملات محو الامية في الثمانينات مثل برنامج"خذ القلم" وبرامج مسابقة بين الدوائر.

وبدأت الاذاعة تغطي كل المنطقة اي الصحراء الغربية،جنوب المغرب،شمال موريتانيا وكافة شرق غرب الجزائر، وتسمع في جزر الكناري بحسب القائمين على المحطة يومها.

بخصوص طبيعة العمل بالإذاعة الوطنية خلال تلك الفترة يقول الاعلامي الصحراوي، محمد لمين نفعي ان الأخبار كان الإعتماد الكبير ينصب على العمليات العسكرية اليومية، الإعترافات بالجمهورية الصحراوية، زيارات الوفود بالخارج.
في تلك المرحلة وبالنظر لقلة الاطر تجد مقدم النشرة له ادوار مختلفة فهو رئيس التحرير اضافة الى انه المراسل الذي يقوم بالتغطيات بجانب بحثه عن المعلومات والترجمة و تحرير الاخبار كما يعد كذلك مجموعة من البرامج الاخبارية والسياسية والثقافية .

في هذا المقام يوضح المذيع والاعلامي محمد لمين نفعي "كنا نأخذ الأخبار المتعلقة بالقضية من تسجيل نشرة صوت الصحراء الحرة، وكذا التعاليق أيضا وإعادة إذاعتها، ضف الى ذلك البيانات الصحراوية والندوات الصحفية التي كانت كثيرة بجانب أخبار المناسبات الوطنية، علاوة على الإعتماد على ما يسجّله قسم التنصّت للإذاعات الخارجية من أخبار وتصريحات بالعربية واللغات الأجنبية."

من برامج الاذاعة :

من تلك البرامج التي كانت تبث بحسب سجلات البرامج المتوفرة بالارشيف الاعلامي نجد على سبيل المثال لا الحصر: "مع الصامدين" الذي كان يعده الاعلامي محمدسالم بشرايا، ثم تطور لاحقا ليصبح منذ نوفمبر1987 الى برنامج "الصحراء ما تنمباع" والذي ساهم في تأطيره نخبة من الاعلاميين بالاضافة الى محمدسالم بشرايا على غرار ابيه صلاحي ولحريطاني لحسن وذلك بالتزامن مع زيارة اللجنة الاممية الافريقية حيث شكل البرنامج جانبا مهما من "البرنامج التعبوي" باللهجة الحسانية الذي رافق زيارة تلك اللجنة يضيف لحريطاني لحسن .من جهته يتذكر الصحفي محمد لمين بعض التغطيات الاعلامية خاصة للمعارك والمناسبات،مضيفا "بالنسبة لروبوتاجات العمليات العسكرية أتذكّر فقط،اعدادي لرابورتاج تم انجازه مع التقني سعيد الذي استشهد في معارك أذويهب وأسويحات خلال مارس 1987."

هناك "مغرب الفضائح" الذي كان يعده الصحفي محمدفاضل الهيط ثم برنامج "المغرب من الداخل" الذي كان يعده المحجوب النعمة خلال التسعينيات،"واحة المستمعين" من تنشيط مجموعة من المذيعات على غرار احليلة باهية،لالة خطري ،امباركة المهدي،الزينة سيداحمد، "مسابقة الاسبوع" يعد بالتعاون مع وزارة التعليم والذي كان ينشطة الاعلامي محمد لمين نفعي وكذلك برنامج "بين الدوائر" ، "نساؤنا على درب التحرير" من اعداد خديجة حمدي، "اوراق ثقافية" السيد حمدي يحظيه وبرنامج "الاسبوع الرياضي" الذي كان يعده مصطفى محمد فاضل الامين العام الحالي لوزارة الثقافة...

ويحصي الاكاديمي الدكتورماء العينين اسلامة في شهادة دكتوراة عن "الاذاعة الوطنية" ديسمبر2015، ازيد من 120 صحفي مر بالاذاعة خلال الاربعين سنة اضافة الى عشرات البرامج الاخبارية والسياسية والثقافية، ويلاحظ ان الاذاعة بدأت على غرار بقية الاذاعات التي رافقت حركات التحريرير في افريقيا مثل حركة سوابوالناميبية، حزب المؤتمر في جنوب افريقيا والاذاعة الفلسطينية والاذاعة الكوبية

وعن التعاليق التي كانت تبثها الاذاعة الوطنية يضيف الكاتب انها سياسية خاصيتها الرئيسية " نداءات موجهة للراي العام الصحراوي والمغربي والموريتاني، لكن الملاحظة البارزة انها بدأت اذاعة "تعبوية" من سنة 1975 وحتى 1991 لتتحول الى اذاعة ذات برامج متنوعة ثقافية وتربوية منذئذ.

وعن برنامج "الصحافة في أسبوع" الذي كانت اذاعة البوليساريو تبثه، يضيف الاعلامي محمد لمين نفعي في شهادة مكتوبة عن المصادر قائلا " لم نكن نتلقى الجرائد الورقية، ولا نتوفر لا على هاتف ولا فاكص، بل كان قسم التنصّت للاذاعات هو الذي يمدّنا بالأخبار، وأحيانا ننقل بعض الأخبار من صوت الصحراء الحرة الذي يبث لمدة ساعة من الاذاعة الجزائرية وكذلك التعاليق."

في رحاب الثقافة والادب الشعبي" مجموعة من الشعراء برئاسة البشير اعلي والذي اشرف على تأطيره الاعلامي لمحاميد سيد محمد، "من وحي الاحتلال"
عن البرنامج يقول الاعلامي الصحراوي لمحاميد سيدي محمد " اول حلقة شارك فيها كل من الشعراء البشيراعلي، بيبوه، بادي محمدسالم وتميزت بادخال تحسينات من قبيل البكاء على -الاطلال والنسيب- في قصيدة للشاعر البشير عن امهيريز والطرطاك"
ويضيف ان دوره انحصر في "ادارة البرنامج" من حيث الاشراف من قبيل جمع الرسائل و البحث عن الضيوف،بعدما وضع له "صيغة جديدة" بدل القديمة والتي لم تكن سوى "جلسة مع شاعر" في عهدة كل من امربيه رب ومحمدفاضل الهيط . وتم اختيار الشاعر البشير كمقدم للبرنامج على اساس "الصوت الجوهري،وحسن الاداء بجانب جرأته" واثبت "جدارته" مع مرور الايام .

كان البرنامج اول "برنامج تفاعلي" يتوصل بالرسائل من المستمعين خاصة من الجيش ثم المناطق المحتلة .. واكتشف بعض الشعراء والمبدعين على غرار الشاعر الحسين ابراهيم .كما فتح البرنامج صيغة جديدة للتفاعل عبر"تطليع الكيفات" لاثراء المشاركات هنا يتذكر معد البرنامج اول "كاف يطلع"- بيت من الشعر الحساني بغية الانشاء عليه والتماه معه فكان – هو مشاركة من المناطق المحتلة تقول صحراوي نحيا بالنضال انموت ونضالي ساوي صحراوي ما عيني فالمال كافيني كوني صحراوي"

ومن ابرز"الكيفان" التي اطلقها البرنامج بذات الهدف ،طلعة للبشير ولد اعلي :
افطن ياحد وذا مثبوت كاعد فعدوك اتحب ايديه
كابل بالركة خوف اتموت ذا مالك غاية به ايريه
ولد دادم فرظ اعليه الموت والركة ما هي فرظ اعليه

وقد ساهم البرنامج ليس فقط في "التوجيه والتحريض، بل اثراء البرامج الثقافية والسياسية"، على سبيل المثال اطلاق حملة لفضح احد عملاء الاحتلال المغربي يتعلق الامر بولد بوعيدة الذي كان الاحتلال ينوي تعيينه كقنصل في نواذيبو الموريتانية وقد فشل في ذلك بحسب رواية لمحاميد.

هذا بالاضافة الى استفادة بقية برامج الاذاعة من ذلك والذي اسقط على بعض البرامج بشكل او باخر كما هو في برنامج نادي الادب برنامج شاعر وقصيدة وفي التنشيط .
من البرامج التي رافقت الاذاعة الوطنية برنامج من "تعاليم الاسلام " والذي لازال متواصلا .

من البرامج التي لم تعمر طويلا "من تراثينا الادبي"1994، برنامج تحقيقات الذي يهتم بالمؤسسات 1988-1989 لكن بقيت تعاني من ضعف شديد في التحضير والسطحية في المعالجة ، يرافقه ضعف الاداء وندرة الامكانيات ونقص في التجربة والاعتماد على الاجانب في الميادين التقنية ..
مصادر الاخبار:

خلال هذه الفترة كانت مصادرالاخبار" شحيحة" بالنظر لعدم وجود لا هاتف ولا فاكس،بل ان معد النشرة في غالب الاحيان كان هو مقدمها ويعتمد على مصادر محصورة في البيانات والبلاغات الرسمية التي كانت تكتب باليد وتحمل ختم مسؤول عسكري وهي متوفرة منها نماذج بالارشيف الاعلامي لوزارة الاعلام الصحراوية، ثم المعلومات التي يمدها الرسميون مباشرة للقائمين على الاذاعة بدءا من الوزير او مدير الاذاعة الذي كان يومها عضو في المكتب السياسي لجبهة البوليساريو.

اضافة الى قسم الاستماع للقناوات الاذاعية- التي يتم تسجيلها من خلال قسم الاستماع الذي يصدر يوميا نشرة باهم ما ورد عن القضية في كبريات الاذاعات مثل بي بي سي، اذاعة فرنسا الدولية،اذاعة الرباط،اذاعة العيون، صوت المانيا،اذاعة اسبانيا،صوت واشنطن، الاذاعة الجزائرية اضافة الى تسجيل صوت الصحراء الحرة الذي يذاع من الجزائر.
88-1989
: حصل تطور نسبي سواء في معدل البرامج ونوعيتها او في قوة البث التي وصلت 400كيلوواط (بفضل موجة مساعدة من بشار ) .. الامر الذي مكن من النقل الحي للاحداث ، وتضاعف نشرات الاخبار والمواعيد السياسية واالاجتماعية والتربوية .
وباتت الاذاعة تبث على موجتين : متوسطة 221م بذبذبة 1355كيلوسيكل، والثانية 520م .

90-1997: بعد توقف البث على الموجة المتوسطة المساعدة(400كيلوواط) وامام الوضعية التي فرضها وقف اطلاق النار، في افق تنظيم الاستفتاء، بادرت جبهة البوليساريو بشراء محطة بث حديثة (100كيلوواط،هاريس) من الولايات المتحدة وخلق البنية التحتية (استوديوهات، برامج )..

ملك المغرب يعترف بخطورة حرب ترانزيزستور

خلال تلك الفترة كانت الاذاعة تبث برامج تفضح النظام في المغرب، منها كتب وشهادات على غرار كتاب "صديقنا الملك" للكاتب الفرنسي الشهير جيل بيرو، وغيرهم من الكتب الثمينة مثل كتب "من يملك المغرب" للسياسي المغربي مومن الديوري،و"النخبة السياسية في المغرب" للكاتب الامريكي جون واتربوري، اضافة الى شهادات لشخصيات مثل ابراهام السرفاتي، وبرامج يعدها ضباط مغاربة وشهادات حية عن حقيقة الفساد وعلاقة المغرب باسرائل..

هذا بالاضافة الى ما تنشره بعض الصحف المغربية ومنشورات حركة الى الامام المغربية .. وتوظيف كذلك ما تنشره بعض الصحف والمجلات من دراسات ومقالات ورابورتاجات - التي تتوفر منها قصاصات بالارشيف الاعلامي لوزارة الاعلام- على سبيل المثال لا الحصر صحف جزائرية الشعب،المجاهد،النصر.. صحف فرنسية مثل جريدة "لوموند" و"لوموند دبلوماتيك"،لوفيغاريو،جون افري كافريك ازي.. اسبانية "البايس" ، "ايلموندو" و "ا بي سي" . هناك قصاصات لصحف دولية نيوزويك،التايم، وايرانية، وافريقية،لبنانية،مصرية مثل الاهرام ...

وهو ما جعل ملك المغرب يقر سنة 1987، بوجود "حرب ترانزيستور"، ولذا بادرت الدولة المغربية ومنذ 1992 الى التشويش على التقاط الاذاعة خاصة بمدينة العيون ، وفي سنة1994 بدأ التشويش على بثها بمدينة السمارة بل ان التشويش ظل مستمرا وطال حتى حجب المواقع والصفحات على الانترنيت خاصة وكالة الانباء الصحراوية وموقع اتحاد الصحفيين 2002 .

سنة 1999-2000: بدء العمل بهيئة تحرير التي شرع فيها منذ سنوات،لكنها بقيت بدون اطار بل ظل العمل يقتصر على شخص واحد او اثنين وفي سنة 2000 و 2001 انضمت عناصر جديدة لهيئة التحرير مع فريق اخر يقوم باذاعة النشرات الاخبارية وقراءة التعاليق .
- برامج سياسية وثقافية وتغطيات مباشرة عبر الهاتف الذي دخل الوزارة منذ 1998،مع بدء ادخال خدمات وكالات الانباء بتعاون مع وكالة الانباء الجزائرية مع ادخال خدمات الفاكس بعد التيليكس .
وعرفت سنة 1995 ادخال خدمات راديو الهواة "راديو باكيت" بفضل التعاون مع بعض المتعاونين من اذاعة الهواة من اسبانيا، مما سهل مد الاخبار الرسائل بالاسبانية.
و شهدت سنة 2000 طبع أول نشرة على الكمبيوتر من طرف رئيس التحرير، بحسب رواية مدير الاذاعة وقتها حمدي ميارة .

ومنذ 2002، بدأت الاذاعة تبث على الموجة القصيرة (41م) كما انها جهزت بالاعلام الالى الذي دخل استويوهات البث مع ربط مباشر بالمحطات الجهوية في الولايات الصحراوية المخيمات(العيون ، اوسرد، السمارة، الداخلة ) .
وبدأ كذلك العمل بالاعلام الالي بهيئة التحرير مع ادخال الانترنيت وخدماتها في مصادر الخبر وتغذية البرامج ..

وفي 04 ديسمبر 2005، شرعت الإذاعة الوطنية في بث برامجها بشكل مباشر على شبكة المعلومات الدولية،لكن ذلك لم يعمر جويلا بسبب اشكاليات تقنية
واليوم تبث الاذاعة اخبار وبرامج سياسية، ثقافية، رياضية على مدار 14 ساعة من البث اليومي

تبقى "معضلة" الكفاءات والامكانيات قائمة، بل "سيدة الموقف"، في ظل اوضاع عامة سكان المخيمات وضعف التأهيل ونقص التجربة وهجرة الكفاءات لجملة من العوامل والاسباب التي في مقدمتها فقدان الحوافز وتدني الخدمات بالنسبة للقائمين على برامج الاذاعة،بحسب القائمين على الاذاعة والتي توقف عندها الاكاديمي الصحراوي ماء العينين اسلامة بكثير من التفصيل في اطروحته لنيل الدكتوراة من جامعة البايس باسكو الاسبانية..

ورغم تلك الصعاب ، ظلت الاذاعة "جسر العبور ووسيلة الاتصال الجماهيرية المسموعة في المنطقة،قبل غيرها من وسائل الاعلام المحسوبة على جبهة البوليساريو في مرافقة ومواكبة لتطورات القضية الصحراوية طيلة اربعة عقود، لعبت كذلك دورا محورا في التعبئة وفي تماسك المجتمع وصيانة ثقافته.." بحسب مسؤولي جبهة البوليساريو.

كان دورها "بارزا" في انتفاضة الاستقلال التي اندلعت منذ ماي 2005 في مناطق الصحراء الغربية التي يسيطر عليها المغرب وفي جنوب المغرب والمواقع الطلابية بالجامعات المغربية والتي كانت شرارة قبيل ما سمي بالربيع العربي والتي بلغت اوجها في مخيم "اكديم ايزيك" 2010، وتبوأت الاذاعة ريادة في "كسر الصمت وفضح جرائم" الاحتلال المغربي وفي تقوية وتعزيز الهمم،خاصة بالنسبة للسجناء والمعتقلين في السجون المغربية بحسب شهادات موثقة في كتاب يوثق تجربة مجموعة 66 اسير حرب صحراوي الذين اطلق سراحهم سنة 1996 وتم تسليمهم لجبهة البوليساريو بواسطة الصليب الاحمر الدولي .

بقلم : السالك مفتاح / رئيس تحرير سابق للاذاعة الوطنية ومدير سابق لوكالة الانباء الصحراوية،مدير الارشيف الاعلامي

#السالك_مفتاح (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات