أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - مشروع ستالين اللينيني ما زال حيّاً في الأرض















المزيد.....

مشروع ستالين اللينيني ما زال حيّاً في الأرض


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 5031 - 2016 / 1 / 1 - 17:52
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


مشروع ستالين اللينيني ما زال حيّاً في الأرض

خطب فردريك إنجلز فوق قبر كارل ماركس يرثي رفيق عمره فقال .. أن الماركسية هي النظرية العلمية التي تشرح تطور المجتعات البشرية . ولما كان تطور المجتمعات البشرية هو التاريخ، تاريخ الجنس البشري، فذلك يعني أن الماركسية إن هي إلا القراءة العلمية والموضوعية للتاريخ . وأنا أفضل هذا التعريف كي أقول أن الأحزاب الشيوعية بعمومها المنتشرة في كل بلدان العالم ليس بينها حزب واحد على الأقل ما زال حزباً ماركسياً وما زال يقرأ التاريخ قراءة علمية وموضوعية، بل إنها جميعها تنكر التاريخ إنكاراً تاماً فهي جميعها لم تعد تذكر ثورة أكتوبر الإشتراكية والاتحاد السوفياتي الذي كان إلى وقت قريب الدولة الأعظم ويمسك بأزمّة العالم قبل أن يصل خروشتشوف لقيادته على الرغم من أن الجغرافية السياسية في عالم اليوم ما زالت هي من صناعته . كيف يكون هؤلاء ماركسيين وشيوعيين وهم ينكرون التاريخ وكأن ثورة أكتوبر لم تكن، وكأن الإتحاد السوفياتي لم يتواجد في هذا العالم أو أنه غدا أثراً بعد عين، فراحوا يتبنون أفكاراً بورجوازية تنكر حقوق الطبقة العاملة !!

لا أيها السادة غير المحترمين، الأمر على العكس تماما مما ترون وتعتقدون . المشروع الاشتراكي اللينيني الذي زرعه ستالين عميقاً في الأرض غير قابل للخلع ؛ ما زال منزرعاً في العمق تلف حوله مشاريع البورجوازية الوضيعة المختلفة في العالم كله لتكون بديلاً عته وعبثاً تأخذ مكاناً قبالته فهو ينبذها بعيداً بقوة طرد جبارة بذات القوة التي كان نبذ بها مشروع الرايخ الثالث النازي لألف عام . البورجوازية الوضيعة الروسية وهي الأكثر مراوغة وانحطاطاً وإجراما وقد بذلت كل مقدراتها الهائلة في روسيا دون أن تنجح في استبدال المشروع اللينيني المنزرع عميقاً في الأرض الروسية، تلك البورجوازية الوضيعة المنحطة وطليعتها عشرات المارشالات ومئات الجنرالات في الجيش وقد استأجرت خروشتشوف وعصابته في قيادة الحزب نجحت في اغتيال ستالين والقيام بانقلاب عسكري من وراء الستار ضد الاشتراكية، وأرغمت الحزب على إلغاء خطته التنموية الخامسة خلافاً للقانون والتي كانت لو اكتملت ستكون برهاناً آخر، بجانب الانتصار في الحرب، على القوى العظمى للنظام الإشتراكي، وستكون أيضاً تحقيقاً لرد ستالين على تشكيل حلف شمال الأطلسي متحدياً بالقول .. " لن نحاربكم ولكننا سنهزمكم في المنافسة السلمية " . وهذه محطة هامة جداً في تاريخ المشروع اللينيني ومع ذلك لم يحدث أن استذكرها الشيوعيون والماركسيون الذين لا يقرؤون التاريخ ولم يعودوا ماركسيين .

ثمة دالتان قاطعتان تؤكدان أن المشروع اللينيني في الثورة الإشتراكية العالمية ما زال حيّاً في الأرض، بل هو الحقيقة الحية الوحيدة المتبقية في مسار التطور الاجتماعي إذ لا تطور اجتماعي بغيره . وهذا تحدٍ فاضح للبورجوازية الوضيعة في كل أركان الأرض .
الدالة الأولى : وهي أن الدول الرأسمالية الكلاسيكية لا تنتج بمقدار ما تستهلك وهي لذلك تغطي عجوزها المستمرة منذ أكثر من ثلاثة عقود بالاستدانة من الخارج حتى وصل مجموع ديون هذه الدول إلى ما نسبته 80% من مجموع ديون العالم وهو ما يوازي 60 ترليون دولاراً . مثل هذه الحقيقة الصارخة تشير إلى حقيقة واحدة قصراً وحصراً ألا وهي أن نظام الإنتاج في هذه الدول لم يعد نظاماً رأسمالياً طالما أن النظام الرأسمالي قام وتأسس أصلاً وتطور على أساس واحد ووحيد وهو التراكم المالي عكس القصور المالي الذي تعاني منه هذه البلدان التي كانت رأسمالية في النصف الأول من القرن العشرين أو تحديداً قبل سبعينيات القرن الماضي .
يدعي بعض الساسة البورجوازيين أن الرأسمالية وقد أدركت سوء استغلال العمال فتحولت بإرادتها إلى ما يسمى " اقتصاد السوق " . لكن هذا إفتئات على الحقيقة حيث أن السوق هو الآلية الوحيدة التي تحدد القيمة التبادلية للسلعة وليس للخدمة والمبادلات خلال العقود الثلاثة الأخيرة هي بنسبة تزيد على 75% تتم في مبادلة الخدمات وهي التي لا تدخل السوق نهائياً والسوق لا تمتلك الآليات التي تحدد قيمتها وبناء على هذا فالاقتصاد الخدمي لا يمكن اعتباره من اقتصاد السوق .
ثم أي اقتصاد هو هذا الذي يسميه بعضهم "اقتصاد السوق" ويسميه آخرون "اقتصاد المعرفة" دون أن يسد احتياجات الأمة من أسباب الحياة !؟ المعنى الوافي لكلمة "الإقتصاد" هو نظام الإنتاج الذي يسد احتياجات الأمة أو يزيد غير أن جميع الدول الغربية التي تتبنى اقتصاد السوق أو إقتصاد المعرفة بزعم الإقتصاديين البورجوازيين لا تنتج ما يسد حاجة شعوبها وهي لم تستبدل الاقتصاد الرأسمالي الكفوء المنهار باقتصاد كفوء آخر الأمر الذي يرتب عليها استبدال اقتصادها العاجز القائم باقتصاد كفوء في أبكر وقت ممكن قبل أن تدخل في حالة إفلاس كليّ . لن تفلح البورجوازية الوضيعة في بناء نظام للإنتاج يوفر كامل احتياجات الأمة بأدنى حدودها العصرية مهما ابتدعت من حلول . الإقتصاد الكفوء البديل للإقتصاد الرأسمالي، بل الأكثر كفاءة منه، هو الاقتصاد الاشتراكي مهما جهدت البورجوازية الوضيعة في مقاومة الإشتراكية والهروب من استحقاقها طالما أن التاريخ لا يعود إلى الخلف، إلى النظام الرأسمالي .

الدالة الثانية : وهي الحملة الشعواء على ستالين . لقد تم اغتيال ستالين يالسم قبل 62 عاماً على يد رفاقه الذين كانوا يعبدونه بشخصة وليس على يد أعدائه . وكان أول من قدح بشيوعية ستالين هو خروشتشوف الأمين العام للحزب الشيوعي السوفياتي وهو من كان قد شارك في عملية اغتيال ستالين كما يذكر مولوتوف رفيق لينين وستالين، لكن هذا الخروشتشوف عاد يشيد بقيادة ستالين للحزب لدى افتتاحه المؤتمر العام الحادي والعشرين للحزب 1959، ووصفه في العام 1960 بأنه أعظم من حارب الاستعمار، ثم في العام 1964 قال لرفاقه في قيادة الحزب " خراء ستالين أفضل منكم " ؛ ولا ينسى في هذا السياق الجملة الأخيرة في خطاب خروشتشوف السري الشهير منتقداً ستالين من خارج أعمال المؤتمر العشرين وكانت بالحرف .." كل هذا لا يجعلنا ننسى الخدمات العظمى التي قام بها ستالين لوطننا الاشتراكي " . البشرية جمعاء بكت رحيل ستالين المفاجئ، بكاه ونستون تشيرتشل الذي كان يصلي للرب كل صباح حالما يفيق من النوم لأن يحفظ ستالين لأنه الوحيد القادر على صيانة السلم في العالم، وبكاه وأجهش في البكاء أحد الكتاب الروس بينما كان سجيناً سياسياً في أحد سجون سيبريا، وبكيته أنا في 6 مارس 1953، وقد توفي حزناً على رحيله زهاء 300 مواطن سوفياتي .
ما الداعي إزاء كل هذا للحملة الشعواء المتعاظمة يومياً على ستالين والتي تشغل حيّزاً كبيراً في الأدب السياسي المتداول اليوم ؟ ألا يتذكر هؤلاء الداعرون في الأدب السياسي أن ستالين بشخصه تحديداً هو من أنقذ العالم من براثن غول النازية الذي كان سيستعبد العالم لألف عام ؟ لولا ستالين لكان هؤلاء الداعرون مجرد ماسحي أحذية لدى عسكر الألمان . نسى الداعرون هتلر بكل جرائمه ضد الإنساية فلا يذكرونه بسوء وارتدوا يهاجمون من خلصهم من هتلر ويغلضون نباحهم عليه .
هل يؤرق هؤلاء الداعرين انهيار المعسكر الاشتراكي بسبب ستالين كما يزعمون علما بأن المعسكر الاشتراكي والثورة الاشتراكية العالمية كانا قد وصلا أعلى القمم قبل رحيل ستالين ؟ أم يحزنهم المواطنون السوفييت الذين قتلهم ستالين وقد تجاوز عددهم الملايين كما يدعون !؟ هل هذا هو ما يدفع الصهاينة وعلى رأسهم سيمون صباغ منتيفيوري (Simon Sebag Montefiore) إلى ابتداع قصص وأكاذيب حول جرائم ستالين وهو الذي أنقذهم من الابادة التامة في أفران الغازعلى يد هتلر والنازيين ؟
ليس من شك على الإطلاق في أن أسباباً أخرى تكمن وراء كل هذه الأكاذيب والأباطيل بحق إنسان وهب حياته، كل حياته بكل تفاصيلها الدقيقة للحياة وهو يوسف ستالين أعظم القادة في كل العصور بكلمات ونستون تشيرتشل .
لن نستغرب كل هذه الحملة الشعواء المتعاظمة بشراسة على ستالين بعد أكثر من ستة عقود على وفاته، فستالين هو الخطر الوحيد الداهم الذي يتهدد البورجوازية الوضيعة في العالم صباح مساء . ما زال مشروعه اللينيني حياً في الأرض لم تستطع البورجوازية الوضيعة أن تلغيه بكل أحابيلها . لن يستقر أي اقتصاد في العالم بعد انهيار النظام الرأسالي في سبعينيات القرن الماضي سوى الاشتراكية . رضيت البورجوازية الوضيعة أم أبت فالإشتراكية اللينينية التي زرعها ستالين عميقاً في الأرض هي مآلها الوحيد .



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها -الشيوعيون- أبناء خروشتشوف بالمعمودية !!
- البورجوازية الوضيعة هي الموات
- ستالين البيروقراطي !؟
- الإمبريالية في الجوهر
- دور الإنسان في صناعة التاريخ
- البورجوازية الوضيعة تستعر في محاربة الشيوعية - 5
- البورجوازية الوضيعة تستعر في محارية الشيوعية - 4
- البورجوازية الوضيعة تستعر في محاربة الشيوعية 3
- البورجوازية الوضيعة تستعر في محاربة الشيوعية 2
- البورجوازية الوضيعة تستعر في محاربة الشيوعية
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 10
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 9
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 8
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 7
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 6
- (المفكر الإسلامي) لا يفكر على الإطلاق
- القطبة المخفية في الانتفاضة السورية
- ما بين مالثوس وماركس
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 5
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 4


المزيد.....




- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - مشروع ستالين اللينيني ما زال حيّاً في الأرض