الادراك و الحرية وجهان لعملة واحدة

تغريد الكردي

الحوار المتمدن-العدد: 5025 - 2015 / 12 / 26 - 00:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

مزيجٌ كيميائي طاعنُ في التعقيد المخلوق المتطور ليكون بشراً ..
الفرح , النسيان , الألم , الذاكرة , قدرة الاستمرار و حاجات أُخرى تختزنها الروح كرغبات كُلها تصل الدماغ دفقاتٍ ومضية في ذات اللحظة و له القدرة , كل القدرة على العيش بها .. أضف اليها العداء , رغبة التفوق و الأنا بكل معانيها ,
مجهودٌ عظيمٌ يبذلهُ هذ الكائن المتعدد الخلية ليكون .
طفلٌ في ربيعهِ الثالث عشر يعتنق فكرا سَنهُ لهُ رجل دين , لايرفض الاستماع لكَ فقط إنما يُهاجمكَ بشراسة أن غالطت فكرهُ .
سيدة تقضي الليلة السابقة قبل مقابلة عمل بأمكانها قَلب موازين حياتها في دردشة بلا معنى على الهاتف ,
و أخرى تسهر لساعة متأخرة في ترتيب حاجيات اطفالها المتناثرة و هي ستخضع لذات المقابلة السابقة في الصباح التالي .
شاب لا يملك من حياتهِ إلا ثيابهُ يسعى لغرق البحر هربا و حول عنقهِ فقط الهاتف و كبشة أحلام ,
و آخر يعترض على بعثة الى دولة معينة بحجة الجو المثلج هو بحاجةِ مكانٍ أكثر دفئاً .
تخيل الان الاشخاص الخمسة في واحد بكامل الهيئة يتحرك أمامك , حواسهُ الخمس جاءت مما أمتاز به كل واحد منهم ,
العينان ربما لأحدى السيدتين و الأنف لأحد الشابين و هكذا تابع التخيل ..
الفرضية تقول ( النتيجة ربما ستكون مسخاً أو معجزة بمعناها الجمالي ) ,
الحقيقة أن النتيجة تشبهني و تشبهكَ جدا مع فارق نسب الصفات طبعاً .
و يبقى السبب الرئيسي في تميز بعضنا على البعض الآخر ( الأدراك ) .
لا تكفي القراءة عن الحقائق و محاولة حفظها غيباً أو احيانا محاولة فهمها , أدراكها فقط يجعلك ترى ما خلف الطريق المظلم و ربما نهايته ,
أدراك الحقيقة بملامستها جسداً , روحاً , عقلاً و العيش معها وقتاً طال أو قصر غير مهم لان النهاية دائما تستحق الانتظار ..
فحينها تجد نفسك حراً من كل قيد صاغه المجتمع أو الدين أو العائلة أو حياةٍ مهما كانت أنت لم تدخلها بأرادتك , و يكون التحليق و محاولة أعادة خلق ذاتك مع استمرار أدراكك لحقيقة تلو أخرى أمرٌ رغم صعوبته يُجيب على التساؤل الوجودي .. لماذا أنا ؟ .. لماذا هنا ؟ .

#تغريد_الكردي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل