أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داليا عبد الحميد أحمد - تقييد العقل بالروح مهنة رجل دين















المزيد.....

تقييد العقل بالروح مهنة رجل دين


داليا عبد الحميد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5015 - 2015 / 12 / 16 - 15:06
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    




شعب عاطفي وليس شعب متدين بطبعه كما يردد ونردد ..فالدين علاقة روحية خاصة بين الإنسان وربه وليست صفة دولة أو مجتمع ومحاولات صبغة المجتمعات والدول بدين معين هو سطوة وتحكم ووصاية من قبل المؤسسات الدينية والجماعات الدينية ..

فالعاطفة الدينية الكاذبة تتكون جماعيا بالتكرار ترغيبا وترهيبا وزمنا. العاطفة الجماعية هي نتاج توجيه للمشاعر الدينية والنفسية التي تمس الفرد وتتشابه إجتماعيا فتغدو مؤثر مضمون سياسيا وسلطويا وإعلاميا. ذلك الكنز المجتمعي داخلنا له رابط خارجي وهو الخوف من العقاب الإلهي دنيوي ويوم القيامة فتحولت المشاعر والإحساس لأداة لعجز الإنسان
وبإستخدام العاطفة الجماعية لرغبة القرب من الله والثواب كانوا وسيط بيننا وبين الله حتي لا نتجرأ أن نصل له إلا عن طريقهم
دمروا عقولنا بإستخدام روحنا. نفذوا للروح وأوهموها بطريق دائم عالي الصوت فوقيا صوب الجميع إتهاما من الندم وإحساس الذنب والتقصير بإستخدام الارهاق والشقاء والاجهاد عبادة وإفراط وحتي تمام الوصول للحظة السقوط الانساني وضعف الروح المعنوية والتيه والهروب استغلوها ليستخدم كلا منا روحه ليقيد بها عقله ويمنعه من التدبر والبحث عن القيمة وتمام مراقبة كلا للأخر

لو بقي لك عقل قد تغلب روحك، و كيف تتزن بروح تعمل سجان ورقيب علي عقلك.
لو لم يبقي فيك روح وعقل هل تستطيع أن تعود إنسان.. تعيش بالجسد فقط وروحك تحولت لأداة تقيد عقلك وتقف حاجز وعائق لمنع الهروب والبحث عن الخروج من تلك الدائرة المغلقة داخل ذاتك وخارجها في مجتمعك. قبل أن تكون جماعتك فلا إختلاف فلا رد فلا اجابة ولا أسئلة كل ما يحوطنا أوامر بين الحرام والحلال يجوز لا يجوز وإختلاف العلماء ( حفظة التراث ) رحمة تكرار الأكاذيب بالتحايل والتأكيد عليها أسموه إقناع

وفي بحثنا عن الحل بعد إنكشافهم المجتمعي يظهر بغيابهم بقاء المشكلة وهي ضعف الروح وهوانها وقيود العقل. لا يجب أن نسعي عن طرق تحرير العقل فقط ولكن إعادة الروح الي وظيفتها الأساسية من سمو ورقي هدف لا يقل أهمية
فيتلاقي كل من الروح والعقل ليعود الانسان بكامله لا يجب أن يكون قيد العقل علي الروح أو قيد الروح علي العقل ولكن بقوة كلاهما وتناغم التواصل والصلة والعمل فعقل يفكر وروح تسمو وكلاهما يحرر الإنسان المادة وهو الجسد ليتخلص من الوسطاء وحواجز الوهم والخرافات ومعهم ضعفه ودونيته بشهوات تلغي العقل

لا تترك روحك ذليلة لوسيط بينك وبين الله لتحرم ذاتك من نعمة العقل الواعي وتظل روحك خائفة معلقة معذبة مترددة لا تقوي علي الحياة ومعرفة الله وتمنع إتقان العمل والانتاج والابداع والمعرفة والتعلم والتواصل

نعم من يستغل ضعف الروح في تقييد العقل مجرم وقاتل لمعني الحياة فينا

هكذا كان الواقع بترك السياسية ومنافع السياسة لرجال الدين والجماعات بمساحة تزيد كل يوم في مجتمعنا وواقعنا عشرات السنين يملأون المجتمع ينتشرون يحاصرون وفي نفس الوقت تغيب مساحة الفراغ الفكري بمحاربة السياسة للمفكرين والخواء الروحي بقيود سياسية ودينية تحاصر الفنون بتركيز علي المادة والهرولة وراءها لسنوات طويلة تزيد وتخفت حتي تملكوا ونفذوا من الجمع العاطفي المألوف الأمن الي الروح البائسة والضعيفة والهاربة وكأنهم الطريق إلي جنة يوم الحساب وبها قيدوا عقل قليلي المعرفة ومنعوا نموه فكان الحال ولم يفهم ذلك إلا من عشق الفنون والقراءة المتنوعة.


وفي اطار محاولة معالجة ذلك طريق العقل فقط لن يجدي فالروح ليست بالشئ السهل الذي نغفله ونتركه مريض يصارعنا كلما حاولنا فك قيود العقل وإطلاقه من محبسه فستمانع الروح الأسيرة الضعيفة التائهة الهاربة المسكينة فعلينا بتقوية روحنا بأن نلفظ كل وسيط بيننا وبين الله وزيادة قدرة الحواس وعلاقتها بالطبيعة والحياة لتحقق السلام الداخلي الحقيقي والإحساس الذي مات ولم يعد يقوي علي الملاحظة والمشاهدة و الدقة والتركيز والإنتباه والتفكيك والربط والإهتمام والتأمل والإنصات والتذوق والتعبير عن الذات وأيضا محاولة الإبتعاد قليلا لدقائق يوميا عن القبح و الضوضاء التزاحم والتلوث والغيبوبة ومحاولة الهدوء لا الصمت والنوم ولا الفراغ وعلي المستوي الجماهيري والشعبي لا أجد أهم من الفنون المبهجة المطعمة بثقافة ذكية واعية وعلي رأسها المسرح في كل حي فالمسرح يجمع كل الفنون بطريق ينقي الروح ويفسح الطريق لتكوين وعاء فكري مشترك ومستوي من الذوق والتذوق وتفكير وضمير جمعي مسارا للوعي ثم الإدراك والفهم والتمييز والمعرفة والبحث وإتساع الافق بشكل تدريجي لمعني الحياة وقيمتها وقيمة الإنسان فيها.

أما عن المؤسسات الدينية فلماذا لا تتحول الآن ولفترة لمهمة محو الأمية وإنتاج معاجم للغة العربية مبسطة وذات قيمة ألا يدري صاحب القداسة أن الله يأمرنا بالتدبر وإعمال العقل وذلك لن يكون إلا بالقراءة وعلاقة حب بين الإنسان وربه وليس بإتباع الفتاوي والسؤال عن رأي الدين وعدم مساس كتب التراث والإيمان بها فذلك قمة العجز الذي يريده أي متسلط. روح تغلق منافذ العقل.

عندما تتحرر الروح وينضج العقل تاركا كل القيود الوهمية الزائفة وقتها سيدرك الانسان معني ثقته بذاته وأن جسده محكوم بالزمان والمكان وأين هي أخر حدود الأخر. وقتها يصبح للعقل معني وللروح قدر وثمار لذلك التحرر وهو المستقبل والحُلم الفردي والجماعي.


تحريم الرسم والموسيقي والغناء والرقص والتمثيل والإستخفاف بقيمتهم طريق لسد منافذ الروح فلا تحيا وتعيش بل تنغلق وتتعايش وغياب دور الدولة في إعادة الشارع والمدرسة للفنون والجمال والقيمة هو أكبر كارثة وجريمة نعيشها فليس دور الدولة أن تحمينا من حامل السلاح وتطعمنا وتكسينا ولكن دورها أن تحافظ علي روحنا من القيود وعلي روحنا من الإستغلال الديني والوصاية عقولنا من التسطيح والإنحطاط فلسنا مادة وعمر قصير بل روح وعقل وقلب ومادة وأجيال تتطور

فقوة مصر الحقيقية علي مر الأزمان قوة ناعمة أن تشع فن وفكر فلا حصر لقامات الفن والفكر في مصر وقتل تلك الروح الإبداعية هو تدمير حقيقي لميزة الشخصية المصرية.
أخطر ما تمر به مصر الآن هو وصاية الأزهر بعد ضعف الجماعات في التأثير مجتمعيا فبدل أن نتجه الإتجاه الصحيح لحصر الدين عن الوصاية الإجتماعية ورفع قدرة المجتمع إنسانيا وثقافيا وعمليا نري الأزهر لا يرضي بالاحترام فقط بل يصر علي قداسة الإنغلاق والإتباع



#داليا_عبد_الحميد_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الارهابي هل يعقل ان يظل يمتلك حقوقه السياسية؟
- الخوف المَرض..
- في إنتظار الحكم بحل الاحزاب الدينية..
- التعليم والثقافة أمن قومي للدولة المدنية
- أعلام الإسلام السياسي دعوة لحرب دينية
- تغطية المرأة لإرضاء المجتمع الذكوري
- عذابات وعقوبات نفسية من إبتداع السلفية
- لماذا إرتديت الحجاب؟!
- محاط بالشكوك إلي أن يثبت العكس
- هل حقا يوجد طب نبوي و طبيب مسلم؟..
- شعراء العامية ملامح مصر وذاكرتها
- ليس دفاعا عن د. خالد منتصر
- الاهتمام الفضيلة الناقصة ..
- لهذ لا ننتظر من الأزهر تجديداً ولا إصلاحاً
- لهذا لا ننتظر من الأزهر تجديداً أو إصلاحاً
- المربع صفر تكراراً ..
- عن المرونة كمفهوم قديم حديث
- التدين هروبا ..
- ننضج بالتدرج من الإحتياج إلي التعاون ثم المسئولية
- نكره التآمر! .. أم نخاف التآمر! .. أم لا نستطيع التآمر! ..


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داليا عبد الحميد أحمد - تقييد العقل بالروح مهنة رجل دين