أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الكناني - لماذا الكذب؟














المزيد.....

لماذا الكذب؟


سعد الكناني
كاتب سياسي

(Saad Al-kinani)


الحوار المتمدن-العدد: 5013 - 2015 / 12 / 14 - 23:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل 2003 لم نكن نعرف الصفات الأخلاقية لقادة مكونات العملية السياسية إلا بعد الاحتلال وتربعهم على المناصب الحكومية ،وتبين من خلال الوقائع اليومية وطيلة اكثر من 12 سنة ،ان هناك قاسم مشترك يجمعهم ألا وهو " الكذب والفتنة والابتزاز" .
والكذاب أيّاً كانت درجته من الكذب على شعبه، ثم يكذب ويكذب؛ حتـى ليصـدّق هـو كـذبه، ويجزم أنه صـادق رغـم نَـتـْن كذبـه، حتى ليشك مستمعـه في كذبـه ،وهذه طامّة ، إذ يصدّق الكذاب نفسه ، ويحيطها بسلسلة نارية وأخرى بشرية ممن تسعى لاهثة نحو مصالحها فحسب. تبرّر له كذبه وأفعاله النكراء المبنيّةَ على الحيلة والكذب، فيكون الكذب على الشعب العراقي كذباً مركباً معقداً.وهذه طامة كبرى، حين يشك كثير من الناس في كذبه، فيستحيل شـك بعضهـم يقينـا بصدقه !،قد يبرَّر لإنسان ما من عامّة الناس دأب الماكر على تضليلهم وتجهيلهم، وعمل فيهم فأس التبعية العمياء. يبرر تعصبه الأعمى. لكن، ما يذهلك ويثير استغرابك أن تجد مثقفاً، وربما حمل من الدرجات العلمية أعلاها. . قد أوقف دقات قلبه عن أن تنبض إلا بحياة صاحبه "المسؤول" وحياته معاً. . وأوقف خلايا عقله عن أن تدور إلا حول مجالهما معاً، وهو الكذب. حتى ارتبط هو بصاحبه ارتباط صورة بحقيقتها، فأصبح صورة منه في معناه ومبناه وفعله.وهذه الصورة تنطيق تماما على معظم مسؤولي العراق .
لم يعد الكذب عند "المسؤول" حالةً، بل ظاهرةٌ، تتجلى أكثر حين يتعلق الأمر بكرسي الحكم ، الذي خُطّ من حوله بأنواع الخطوط ومختَلِف اللغات ، يقرأها اللبيب ويفهمها: ممنوع الاقتراب ولو بجملة, أو كلمة، أو همسة، أو إشارة، أو حتى خاطرة!،وأكثر ما يرعب الحكام المستبدين، ويهزّ عروشهم. أن يحدث يوماً هذا الاقتراب حين يتيقظ الشعب العراقي بأكمله من خَدَره؛ فيعي حقوقه التي كان دأب أولئك الحكام إغواءهم عنها باختلاق الأزمات، وشغلهم بأقواتهم، وترهيبهم وترغيبهم وفسادهم. فما تلبث أن تعلو الهتافات المزمجرةً، وتصدع حناجرها ثائرة: (الشعب يريد تغيير النظام). . (الشعب يريد إسقاط النظام). .باسم الدين سرقونا الحرامية).
لماذا يريد الشعب العراقي التغيير؟، هل هي مؤامرة خارجية وعمالة داخلية ،الشعب العراقي الذي لازال جائعا وفاقدا لحريته وكرامته ويدركها جيدا قادة العملية السياسية وقادة الأحزاب "الإسلامية" المتخمون، حدّ المرض، أكلاً وشرباً ونهباً واستبداداً. . يدركونها وحدهم فحسب!.
إن التظاهرات التي خرجت من يوم 25 شباط 2011 ولازالت مستمرة في كل يوم جمعة. لم تكن في حقيقتها سوى ثورة ضد كذب المسؤولين وفسادهم.
كيف يكون الكذب مرفوضاً أخلاقياً وفي نفس الوقت يصبح زاد السياسيّ اليومي يعيش منه وعليه ؟ كيف نوفّق بين الكذب الذي يُذهب الثقة بين الناس ويزرع العدوات, وبين عمل "المسؤول" ، وهل كذب المسؤول السياسيّ لا يجلب النفور والاشمئزاز والعداوات؟هذه المقولة أعتقد أنها زُرعت في عقولنا بهدف تخديرها لنرضى كل أفعال السياسيين ونخضع لها ولا نناقش بها . فلا نرى ماذا يفعلون أو يخططون فتتحول الدولة إلى مزرعة شخصية وليس بيتا كبيرا للجميع يحتاجه الجميع. بيتا يحتاج الامان والحبّ والتعاون والتفاني.
منذ 2003ولغاية الان لم نسمع سوى "الكذب" ، بل فقدان الشفافية وكشف الحقائق حتى اصبح المواطن العراقي لايثق بكلام "المسؤول" بل لا يثق حتى بالقرارات الصادرة من الحكومة لان بعد مدة سيكتشف ان هذه القرارات مجرد "اكذوبة".
الدولة شراكة بين جميع المواطنين والنظام هو الجهة المؤتمنة على التنفيذ وهو مسؤول أمام الشعب صاحب المُلكية الحصرية لمقدرات الدولة . فالسياسة هي صدق بامتياز لأن الصدق يحمي الدولة نفسها من الشبهات ويحمي المقدرات ويكشف العيوب قبل استفحالها وتضخمها.الصدق يمنع التلاعب ويوقف الهدر ويسلط الأضواء على الجميع فيكشف المقصّر ويظهر المجدّ المخلص .الصدق يدفع الجميع للاعتراف بأخطائهم والاعتذار عنها وبالتالي حدوث الإصلاح الحقيقي وقيام الدولة المؤسسة الجامعة لجميع المواطنين،وهنا نجد أن المسؤول الصادق مع نفسه وشعبه يستطيع أن يبني دولة قوية ومجتمعا متماسكا ويستطيع أن يتبوأ وطنه مرتبة أعلى ويكون له دور فاعل أكبر وحضور مؤثر في العلاقات الدولية. والسياسة تحتاج إعداد ودراسة لا انفعال وتهور . تحتاج حسن اختيار وتدبر لكلّ ما هو أفضل والذي يصبّ في خدمة الشعب.فالنظام الأفضل والأصلح هو النظام الذي يحقق الأفضل لشعبه والذي يقوده لمراتب أعلى وأرقى.فالدول المتطورة هي الدول التي امتلكت الأنظمة الأفضل. والدول المتخلفة هي الدول التي امتلكت الأنظمة الأسوأ.إذا الأفضل هو من يحقق أفضل النتائج بشرط الصدق والشفافية ،فهل يعي المسؤول العراقي ذلك؟.لا اعتقد ذلك لأسباب تربوية وأخلاقية وشخصية .وستظل واحدة من إشكالات المسؤول العراقي هو "الكذب".



#سعد_الكناني (هاشتاغ)       Saad_Al-kinani#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجربة اكبر برهان ..سليم الجبوري أنموذجا!!
- ايها الخونة ..ملك الموت في طريقه اليكم
- معقولة؟!
- الى الرأي العام العراقي ...بالمباشر
- لا تطلبوا الإصلاحات من الخونة .. لان الآيس كريم لديهم أطيب م ...
- إليكم هذا الخبر -الفضائي-!
- لا ..يا سيادة رئيس البرلمان!
- يا شعب العراق.. الظلم والفساد يحيا بالسكوت!
- -شخابيط-!
- Who are you
- لجنة التحقيق في أسباب سقوط الموصل في حضرة المالكي!
- اتفاقيات جهانغيري حولت العراق الى مجرد أسم!
- ﺃ-;-ﻳ-;-ﻬ-;-ﺎ-;- ﺍ-;-A ...
- الكعكة هي التي تحكمنا!
- السيد العبادي.. لن يهلِّل لك الشعب حتى محاكمة المالكي
- احذروا أتباع (برنارد لويس)!
- دور الصحافة في توعية المجتمع
- جوابهم -لااحد فوق القانون -.. وسؤالنا إلى متى يظل المالكي فو ...
- ضوء في تطوير القوات المسلحة العراقية
- لا تصدقوا كل ما تسمعونه.. إليكم الحقيقة


المزيد.....




- أبرز المشاهير ونجوم هوليوود في زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز ...
- رئيس مجلس النواب الأمريكي يوجه رسالة لإيران بشأن المفاوضات - ...
- خان أمريكا ودخل السجن.. من هو نوشير غواديا مهندس طائرة الشبح ...
- روسيا تستولي على مستودع ليثيوم استراتيجي في أوكرانيا.. هل تن ...
- التطلعات الأوروبية في الخليج - مجرد صفقات سلاح؟
- مخرجات قمة الناتو في لاهاي في عيون الصحافة الألمانية والغربي ...
- السلوقي التونسي: كنز تراثي مهدد بالانقراض
- غرينلاند .. حين ينكسر الصمت
- -أطباء بلا حدود- تطالب بوقف مؤسسة غزة الإنسانية وسط اتهامات ...
- جامعتا هارفارد وتورنتو تضعان خطة طوارئ للطلبة الأجانب


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الكناني - لماذا الكذب؟