نجم خطاوي
الحوار المتمدن-العدد: 1368 - 2005 / 11 / 4 - 12:02
المحور:
الادب والفن
في درس العربية
قبل ثلاثين عاما
ضجر المعلم
فأنشدنا شعرا
(نصي ثلج
نصي نار
لا النار
دفتلي الثلج
ولا الثلج
طفالي النار)
.....
المعلم
ضاعت أخباره
بين الحروب
والدهاليز
والغرف الموصدة
والتلاميذ
احتموا
بالبحار
والمحيطات
والمنافي
.....
أتراها
مفارقة عجيبة
أم قسمة
سيئة الطالع
أن نردد
نحن البقية
تلك القصيدة
(....)
كما المعلم
قبل ثلاثين عاما
سفوح
عند السفوح
تبدو القمم
مخيفة وعصية
كفرس جموح
أو
كلذة مستحيلة
.....
في القمم
تبدو السفوح
أليفة
وكريمة
ليل الجبال
واحتمينا بالليل
من الليل
والعواسج
والوطاويط
وسرنا
غافين
على مخداته الجمر
.....
عميقا ومخيفا
كان الوادي
عند حافاته
قال الدليل :
سنستريح هنا
.....
واسترحنا
مستحمين
وسط دخان
خشب البلوط المحترق
و رائحة الشاي
والكر كرات
وهي
على كل حال
فرصة لا تعوض
لشطف الجوارب
وشرب السجائر
والثرثرة
.....
ثم سرنا
محتمين
بالنوايا
والحجر الجبلي
يلفنا الصمت
وسط السهول
والعيون محنطة
صوب السماء
التي بدت
صافية ونقية
وزرقاء
.....
في البعيد
لاحت هليكوبترات الحكومة
وتفرقنا
محتمين بالعشب
والبنادق
وووووووووووو
كرم
كريما
كان الدكتاتور
وشهما
في مجده الحديدي
أكرمنا
الحروب
والفواجع
والكوارث
وفي هزائمه
أورثنا
الذئاب
والثعالب
والتماسيح
والسراحيب
والثعابين
والحيتان
والأخطبوطيات
.....
إذن
لم يبق لنا
سوى الثناء
للدكتاتور
لمجده الحديدي
ولإرثه الثمين
السويد
في العشرين
من كانون الأول
2005
#نجم_خطاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟