حمدى السعيد سالم
الحوار المتمدن-العدد: 5009 - 2015 / 12 / 10 - 14:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما حدث فى 25يناير كان تآكلا فى معظم مؤسسات الدولة مما أدى الى تصدعها بسرعة....
لذا فى الحالة المصرية لم تبق إلا مؤسسة واحدة قادرة على حماية البلاد وهى القوات المسلحة المصرية....
ان تآكل الشرعية لدى المؤسسات جعل المحافظين حتى فى المحافظات التى لم تجر بها اى اضطرابات يتركون مواقعهم ويغلقون أبواب مؤسساتهم ويهربون الى بيوتهم.....
الاضطرابات كانت فى الاسكندرية والقاهرة والسويس ....
فلماذا انهارت المؤسسات فى قنا وسوهاج والبحر الأحمر وبعض محافظات الدلتا والحدود دون مواجهات تذكر؟ ....
حتى الذين كانوا يتحدثون عن الفلول وعن الحزب الوطنى ...
اين كان الحزب واعضائه 2 مليون يوم الانهيار؟!!
كيف ذاب هذا الحزب تماماً وكأن سائلا حارقا قد تم رشه فأدى الى تآكله فى لحظة؟!!...
كيف انهارت مؤسسات الأمن كلها؟ ...
وما هى العوامل التى أدت إلى هذا الانهيار السريع، ولماذا لم يدافع احد عن نظام الحكم أو عن الرئيس كما نرى الان فى سوريا ؟ ....
اين كان من يقولون بولائهم للرئيس مبارك اليوم أو يعلنون محبتهم له؟...
ألم تكن تلك المحبة موجودة يوم الانهيار؟؟...
أين الولاء الذى يجعل من هو جزء من النظام يموت دفاعا عن مصالحه؟!!!...
الإجابة هى :
إن المؤسسات الوطنية لم تكن قادرة على حمل نظام حكم انتهت صلاحيته لمدة تتجاوز ال 30 عاما؟ ...
فتحول هذا النظام المتكلس المنتهى الصلاحية كما يتحول الأسمنت او الجبس إلى تراب بعد فترة فتنهار الأبنية على من فيها.....
الغريب لماذا لم ينهار أو يتآكل النظام الاجتماعى المصرى بعد كل هذه الثورات ولم يتغير؟ ....
الإجابة هى :
النظامان السياسى والاجتماعى مختلفين للدرجة التى يكون فيها انهيار احدهما ليس انهيارا للآخر...
اى ان نظام مبارك ليس نبتا طبيعيا لمجتمعه؟....
فلو كان نظامه السياسى انعكاسا للنظام الاجتماعى لحدث تغير فيهما معا....
لذلك أرى كمحلل سياسى واستراتيجى أن فكرة الثورة والثورة المضادة وكل المفاهيم المتداولة تؤدى إلى السقوط اكثر فى الحفرة ومزيد من تآكل المؤسسات، وتجعلها غير قادرة على تحمل أعباء بناء النظام الجديد؟ ...
لذلك لا يمكن بناء نظام جديد يتجاوز أسباب انهيار الأنظمة السابقة إلا بدراسة تشريحية وموضوعية لأسباب الانهيار الذى حدث....
ابعدوا عن الشخصنة الفكرية والعبثية السياسية من خلال تبنى افكار أكثر عبثية ترى أن تغيير مبارك أو مرسى وإزاحة الأشخاص أو حتى عودة بعضهم فيه الخلاص من النظام السابق ....
فكروا برؤية مختلفة سياسيا وإجتماعيا فالثورات ليست هى الحل !!!
حمدى السعيد سالم
صحافى ومحلل سياسى واستراتيجى
#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
إضافة إلى المفضلة
للاتصال بالكاتب-ة
