أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند صلاحات - والنساء أيضاً... برعاية برنامج محاربة الإرهاب















المزيد.....

والنساء أيضاً... برعاية برنامج محاربة الإرهاب


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 1367 - 2005 / 11 / 3 - 11:18
المحور: الادب والفن
    


سأعلن الحرب اليوم ولن أتردد، فلا شيء يخيفني، إذ لم يبقَ لدينا ما نخاف من أجله فكل شيء صادروه في الحرب، حرب ساخنة أو باردة، حرب فاترة أو ربما دافئة لا يهم، المهم أنها حرب.
وأنا أعلنت الحرب ضد الحرب وقرعت طبولها، استغرقتُ في العصيان دون أن أبالي، فلا شيء يستحق أن أبالي لأجله، وأعلنت الحرب ضد النساء، بل ضد حبيبتي تحديداً فهي قبيلة كاملة من الإرهابيات.

حبيبتي تُمنع من زيارتي بسبب إجراءات مكافحة الإرهاب، أسواق المدنية تُغلق بسبب الحرب على الإرهاب.
سيادة الدويلات الصغيرة والكبيرة تنتهك بحجة الحرب على الإرهاب.

مع أنني أيضا ضد الإرهاب بكل أشكاله المادية والمعنوية والنفسية والتشكيلية ، وألوانه الخضراء والصفراء والحمراء والزرقاء، والإرهاب باسم تمثال الحرية الذي أكره حتى تفاصيل جسده الساكنة أو المتحركة، أكره أصوات الانفجارات المزعجة بلا سبب

ملعون أبو الإرهاب ....

صوت الرصاص في الشوارع يزعجني بل ويأرِّق نومي حين يلهو بالبنادق بضع صبية صغار يمثلون دور النضال المسلح على أنفسهم، تماماً كما كنا في الطفولة نمثل دور الشرطي واللص.

صوت صواريخ أمريكا تبدد سكوني وطمأنينتي، وأصوات الأطفال الجرحى نتيجة التفجيرات المجنونة في الأسواق، والصواريخ العابرة للقارات أيضا تجعل كل ما بداخلي يبكي، ليس بسبب تأثري كأمل دنقل بعيني حبيبتي - فأنا قليل الإحساس قليل التأثر - إنما صوت الطفولة البريئة وهي تغتصَب مشهد غير إنساني، وأنا رغم بلادتي إنسان.

مشهد المقابر الأثرية التي تحتوي أجداث أجدادي وتدوسها البلدوزرات في بابل يدب في صدري الإرهاب، ويجعلني أقرر أن أخوضَ الإرهاب ضد الإرهاب.
مقامات نينوى، ومقامات البصرة وكربلاء تدكها المدافع والطائرات تحرضني ضد الإرهاب

الحزن البغدادي والفلوجي يسكن أعين الرجال هو الإرهاب.

ملعون إذاً أبو الإرهاب الدولي والشخصي، وكذلك ما يعلنه مخصي من حرب على الإرهاب.


والنساء أيضاً سببٌ فاعلٌ جداً غير الدين أو الانفعال الديني والعاطفي في توليد الإرهاب الدولي، وإشعال فتيل الحرب الثورية والإرهابية.
ماري أنطوانيت سببت ثورة فرنسية بسبب بسكوتة، والرئيس الأمريكي السابق بل كلينتون قصف المستشفيات ومصانع الأدوية في السودان و أعلن الحرب على الإرهاب انتقاماً من مونيكا لوينسكي، وتحمّل العالم خطأ مونيكا حين أفصحت بكل ديمقراطية غير مسبوقة عن علاقاتها المشبوهة مع رئيس الدولة .

حتى في التاريخ سقطت تدمر أيضاً بسبب تعنت زنوبيا وتمسكها بدعم إرهابيين عرباً مجهولي الهويات، والزير سالم هجر أخاه بسبب الجليلة فجعله عرضة لإرهاب جساس فقتله بتفجير حصانه غدراً، لكن المؤرخ الشاعر الذي دوّن تفاصيل الحرب هذه زوّر الحدث وقال أنه طعنه كي يناسب المشهد كتابة الوصية على الصخر بالدم لأنه يحق للشاعر ما لا يحق لغيره باستثناء ممارسة الإرهاب الشعري، فلو كان كليب قد اغتيل على طريقة رفيق الحريري لما كان هنالك آثار وصية يكتبها ليعلن عن القاتل الحقيقي، ولكانت أمريكا حينها أيضاً اتهمت سوريا بقتل كليب وفرضت عليها عقوبات عبر مجلس القبائل الدولي، لكن لحسن حظنا أن التاريخ كان في صفنا يومها، ولحسن حظنا أيضاً أن التاريخ كاذب كما قال مارك توين.

ملعون أبو الإرهاب الذي يمنعني من الخروج من بيتي لشراء سجائري وقلم حبر آخر بدل الذي نفذ الآن، بسبب حظر التجوال الإرهابي جداً الذي تفرضه علينا قوات الإرهاب الصهيوني، عفواً قوات الجيش الإسرائيلي، فأنا لست بقوة أحمد نجاد كي أقرر مسح إسرائيل من الوجود، وبصراحة أكثر أخشى غضب كندا وفرنسا بأن تنضما لحلف محاربة الإرهاب ضدي بحجة أني صرحت تصريحات نارية جداً ضد إسرائيل، فإسرائيل أيضاً امرأة فاجرة، والمس بجلالة قدرها المصون حرام شرعاً حسب شريعة وقوانين محاربة الإرهاب.

حتى حين قررتُ الهجرة هرباً من هذه الحرب المجنونة على الإرهاب قرر ضباط الجمارك إيقافي، ومصادرة تصاوير أصدقائي بحجة أن إحدى التصاوير تحمل صورة صديق لي أصلع يشبه واحداً من منفذي إحدى الهجمات الإرهابية في زمبابوي ضد جنود أمريكيين، ولم يسمح لي الضابط أن أسأله: ماذا كان يفعل الجنود الأمريكان في زمبابوي؟

وحين وصلت للقطب المتجمد قرر جنود القطب أيضاً مصادرة معطفي الشتوي وسجائري وهاتفي النقال خشية أن أتصل بجهات إرهابية لتنفيذ هجمات ضد البطاريق الآمنة في بيوتها وصوامعها، واعتبروا السجائر مضرة بالطبيعة، والإضرار بالطبيعة نوع من الإرهاب المتعمد، لذلك استصدروا من مجلس الأمن الدولي قراراً يقضي بإيداعي تحفظياً في معتقل جوانتانامو لأظل أستمع هناك لخطابات الرئيس الكوبي فيدل كاسترو الذي ما زال حتى اللحظة يهدد بالثورة ويزيد ويعيد بلا فائدة، ولا أعرف لماذا الرئيس الأمريكي لا يتكلم مثله كثيراً، فالرئيس الأمريكي يقف أمام التلفاز ثلاثة دقائق فقط لتكون كافية بإسقاط نظام دولة بأكملها، أو إيقاع عقوبة بدولة، أو انتهاك سيادة دولة، أو الإعداد لضربة إرهابية ضد سوريا

هل حقيقة أن اللغة الإسبانية تحتاج للكثير من المفردات لتوضيح الفكرة وفي النهاية لا يحصل شيء، بينما الإنجليزية قادرة على إيجازها وإعلان حرب على الإرهاب خلال أقل من دقيقتين لخطاب رئيس !

بالفعل ملعون أبو الإرهاب الذي أوصلنا لمرحلة الإرهاب، إرهاب الدول، إرهاب الإرهاب ضد الإرهاب الذي جاءت به دول الإرهاب من أجل النفط.

لذلك قررت أن أعلن التمرد على الأمر الواقع، أو المرّ الواقع.

سأعلن الحرب ضد الحرب على الإرهاب، وأنا على علم تام بقواعد الرياضيات، لذلك أعلم أن سالب السالب موجب، وإعلان الحرب ضد الحرب سلام.

أنا مع السلام، جبناً وخوفاً وتضرعاً لله أن يحفظ سوريا من كيد الطغاة..
وسأعتكف في البيت ثلاثين سنة معلناً الاحتجاج السلمي ضد الحرب على سوريا التي قرر الرئيس الأمريكي اللاحق إعلان الحرب ضدها بحجة محاربة الإرهاب.

سأعتكف ولكن الاعتكاف أيضاً تعبير رفض، والرفض إرهاب، لكنه سلمي جداً جداً، وهو تيمناً بشريعة الجامعة العربية التي تعلن التنديد دائما.

سأعتكف حتى تجد حبيبتي مدخلاً بين أزقة لم يضع جنود مكافحة الإرهاب حاجزاً عسكرياً للتفتيش عليه، وتأتي لي سريعاً لنشرب فنجان قهوة سوداء، سوداء جداً كوجه الإرهاب، ونعلن معاً تضامننا ضد الحرب على سوريا، وضد الإرهاب.

ملعون أبو الإرهاب مرة أخرى ...
وملعون من ينتظر امرأة مشبوهة بممارسة الإرهاب في العشق، فقد اضطررت البارحة لزيارتها في غوانتانامو لأنها مارست ضدي إرهاباً، ولم تنسحب من بيتي في الوقت المحدد الذي أقره مجلس الأمن بقراره القاضي بانسحابها من بيتي وعدم التدخل في سيادة بيتي أو جسدي، ولأنها سمحت لقطرات عرقها أن تتسلل فوق جسدي عبر الحدود الدولية الممنوعة، وسمحت لشوقها الإرهابي بالتسلل عبر حدود فمينا.

هل كانت حبيبتي على علاقة بأبي مصعب الزرقاوي كي يتصبب منها عرق غزير بهذا الشكل المجنون، وكي تمارس إرهاباً عاطفياً على الجسد ؟

ملعون أبو الإرهاب...



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليست مرثية على القبر
- مدفع الإفطار
- وردٌ على النافذة
- تأملات في زمن ضياء
- حيثما تكونين سأصلي
- أزمة الماركسية العربية وفخ الصراع الديني
- اغتيال التراث الفلسطيني ... اغتيال الهوية
- الهوية الثقافية بعد الاندحار الصهيوني من غزة ...
- ندوة تجمع الأدباء والكتاب الفلسطينيين في نابلس ... خطوة حقيق ...
- نزع سلاح المقاومة الفلسطينية ... عن أي سلاح يتحدثون !!
- رسالة إلى الجندي الأمريكي القادم للعراق ...
- غزة أولاً ... تسويق مشاريع التسوية بأثواب النصر
- ذاكرة الغرفة206
- -ذاكرة غرفة-
- البعد التاريخي في رواية الشهيد غسان كنفاني -رجال في الشمس-
- مدرسة المشاغبين العرب
- لماذا لم يقرعوا جدران الخزان بعد
- في الزنزانة الأخرى
- - تغار من الأقلام-
- ما جنته واشنطن من تفجيرات لندن الأخيرة


المزيد.....




- بثمن خيالي.. نجمة مصرية تبيع جلباب -حزمني يا- في مزاد علني ( ...
- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند صلاحات - والنساء أيضاً... برعاية برنامج محاربة الإرهاب