أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد شبل - االسبكية والوهابية!














المزيد.....

االسبكية والوهابية!


السيد شبل

الحوار المتمدن-العدد: 5005 - 2015 / 12 / 5 - 18:27
المحور: الادب والفن
    


منطق "السبكية" متواجد على الساحة السينمائية منذ السبعينات وليس وليد الألفية الثالثة كما يتوهم البعض، هذا المنطق مخاصم للفن بشكل جذري، وفي قرارة نفسه يحرّمه، وأصحابه مؤمنون أنهم يقدمون سلعة تجارية بها كثير من الذنوب التي لا بد منها للبيع (لا فن ولا يحزنون!)؛ وعليه فهم أشد الناس حرصًا على الاستغفار من تلك الذنوب، وتطهير الأرباح في أسرع وقت (سنعود لذلك فيما بعد).

الإشكالية أن تلك السلعة التجارية التي هي مزيجٌ من الشبق الجنسي والابتذال والسوقية مدرجة، رغم مشيئة الجميع، تحت بند "فن سينمائي". وهذه مسألة تضرب الذوق العام، في مقتل. والمجتمع مجرّد من الأسلحة في مواجهتها، حتى سلاح المقاطعة لا يجدي نفعًا.. لأنها، حتمًا، ستجد منفًذا للجمهور العام، وستؤثر ولو في فئة ضئيلة منه، وتلك الفئة ستسعى لتسيّد المشهد وقيادة ركب "الموضة"، وستكافح حتى تكون لها الغلبة في الشارع باستنادها إلى الهالة المصاحبة لشخصية البطل السينمائي، وإلى الثقة التي تبعثها تلك الهالة في النفوس.

لكن هناك ما هو أعجب، وهو ما يمكن أن نسميه تقاطع مصالح "الوهابية" و"السبكية"، لأن تابعي المسارين يعزفون على ذات الوتر رغم أنهم يبدون للوهلة الأولى متناقضين. فزعماء الوهابية (الفاسد وجدانهم، والذين لا حظ لهم في عبادات الباطن الذوقية) لا يريدون فنًا محترمًا (لا يريدون أسامة أنور عكاشة وكرم النجار وعاطف الطيب وصلاح أبوسيف ومحمد فاضل..) حتى تظل دعايتهم ضد الفن، باعتباره رجسًا وشرًا محضًا، تجد منطقًا تستند إليه.

و"السبكية" -كمنهج لا كعائلة-، ببضاعتهم الرديئة، يقدمون لهم ما يريدون.. ثم يعودون، لإيمانهم بأن ما قدموه محرّم من الأصل، فيتوبون على أيديهم، ويتذللون في محرابهم، ويساهمون في تمويل فعالياتهم، والإنفاق على مساجدهم، ودعم مشاريعهم الخيرية وغير الخيرية.. بكل ما يلزم وفوق ما يلزم، وبالتالي يمنحونهم "السلطة" و"الرئاسة" التي تطلبها نفوسهم من تحت عباءة العمل في المجال الديني. وهلم جرا.. ليكتمل سريان تلك الدائرة التي تسحق وتشوه كل ما هو جميل وروحاني وأصيل في الدين والحياة.

ولا يفوتنا -ولا يصح أن يفوتنا- إغلاق هذ الباب قبل الإشارة إلى أن الأعمال ذات المزاج "الليبرالي الغربي" التي لا تدخر وسعًا في الانقضاض على سائر التقاليد المجتمعية (حسنة أو قبيحة)، واستعراض عضلات "التحرر" بتقديم مشاهد العري والهجوم على الممارسات التعبدية، والبحث عن كل سيء واستثنائي في الحياة لتركّز الكاميرا عليه وتبرزه وتعممه.. هي ركن أساسي في هذا التحالف السبعيناتي الكئيب، وإن كانت مختلفة عن حلفائها في الصورة وبعض التفاصيل!.



#السيد_شبل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورجي والدولجي.. وانتحار المنطق!
- توثيقي: كيف دعم جيش الاحتلال الصهيوني العناصر المتمردة في سو ...
- في ثمان نقاط.. ما قبل وما بعد إسقاط الطائرة الحربية الروسية!
- النضال بالمقلوب !
- عن -الحقوقي- الذي أثار قلق -بان كي مون-!
- عن شرم الشيخ التي سحرتنا، نتحدث.. بقلم: السيد شبل
- رسائل غير مشفرة !
- المثقفون العرب!
- سبع معلومات لا تفوتك عند الحديث عن الأمم المتحدة !
- كيف توظف أوروبا قضية اللاجئين السوريين لصالحها ؟.. بقلم: الس ...
- لا بديل عن دور الدولة
- الجمهورية العربية المتحدة تنتصر
- من يتهم الغرب بالإبادة الجماعية ؟!
- الجزر المنعزلة داخل المجتمع الواحد!.. بقلم السيد شبل
- الإنسان قبل الأيدولوجية
- الربيع العربي وفقًا للمفهوم -الثوري- الأمريكي
- الدولة لا تزال في قبضة النظام السوري.. لأنه لم يفقدها من الب ...
- أوكرانيا.. وما تكشفه من أسرار اللعبة الدولية
- وكالة المخابرات الأمريكية.. تاريخ حافل من التجارب في البشر
- بعد لطمة اليونان.. القارة العجوز ليست عصية على التأديب


المزيد.....




- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...
- عبد الله ولد محمدي يوقّع بأصيلة كتابه الجديد -رحلة الحج على ...
- الممثل التونسي محمد مراد يوثق عبر إنستغرام لحظة اختطافه على ...
- تأثير الدومينو في رواية -فْراري- للسورية ريم بزال
- عاطف حتاتة وفيلم الأبواب المغلقة
- جينيفر لوبيز وجوليا روبرتس وكيانو ريفز.. أبطال أفلام منتظرة ...
- قراءة في ليالٍ حبلى بالأرقام
- -الموارنة والشيعة في لبنان: التلاقي والتصادم-
- -حادث بسيط- لجعفر بناهي في صالات السينما الفرنسية
- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد شبل - االسبكية والوهابية!