أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عدنان مشهي - الخلق والإبداع في ديوان - كبرياء متفحم- للشاعرة ماجدة بطار














المزيد.....

الخلق والإبداع في ديوان - كبرياء متفحم- للشاعرة ماجدة بطار


عدنان مشهي

الحوار المتمدن-العدد: 4999 - 2015 / 11 / 28 - 21:11
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


دلالات العنوان
ينقسم عنوان الديوان إلى كلمتين عميقتين في دلالاتهما
كبرياء :وتعني الترفع والتجبر
متفحم :وهي من التفحيم أي التحول إلى فحم
وهذا العنوان إن دل على شيء فإنما يدل على أن الديوان يتطرق لموضوع يهم الرجل في جبروته وطغيانه العميقين
وهنا نطرح السؤال ما دلالة الوردة التي اختارتها الشاعرة كرسمة خاصة لغلافها وهي من إبداعها ؟هل الوردة هي الأنثى الشاعرة ؟إذا كان الأمر كذلك فالوردة ترمز للصفاء والبهاء والجمال
يعتبر "ديوان كبرياء" متفحم هو أول باكورة أنتجتها الشاعرة ماجدة بطار من مدينة أسفي ،وفيه تتغنى بالذات الحزينة المفعمة بالجرح والألم، وتتغنى بكبرياء رجل فظ لا قلب له ولا روح ولا عاطفة ،هذا الإحساس النابع من قلب الشاعرة يجعلنا نقف في حضن كلماتها لاستكشاف معاناتها الصادقة العفوية الخارقة للعادة ..
صدر هذا الديوان في طبعته الأولى سنة 2014 عن مطبعة safigraphe بأسفي، وهو ديوان اعتمدت فيه الشاعرة أسلوبا رائقا رائعا متميزا بلغته الجريحة الغرامية والعاطفية التي تتأرجح بين الكآبة والتمرد على المعانات والكبرياء.
في قصيدتها " حب يتيم" تقول الشاعرة
"لم اذكر يوما
أن شحذ قلبي
حبا يتيما
على قارعة طريق
لم يسبق له
أن التقط فتات
نحيب اخرس
لم يخدش مخيلة
رجل مستهتر.."ص 12
وهنا إشارة للشاعرة إلى الرجل المستهتر، في وصف دقيق لمعاناتها بحرقة شديدة
وفي قصيدة" بلا مقابل "تسافر بك الشاعرة ،بلا مقابل طبعا في تفاصيل حياتها وتصورها تصويرا دقيقا
" عمري بضع شمعات صغيرات
صفراوات خضراوات
ومن كل الألوان
مرميات على رفوف حانوت بقال.."ص43
ما أجمل هذا التعبير الدقيق المصور لتفاصيلها الحياتية .
ومن نفس القصيدة اقتطفت هذا المقطع
"يستنزف خيراتها
ينهل من خصوبتها
يستلذ عذريتها
يمل حلاوتها
يرميها كقارورة عطر فارغة.." ص 44
إن الإبداع الحقيقي يتولد من المعانات ،بل من عصارة الم القلب ،من انجراف الذات في اللامعنى ،إنها الشاعرة التي أبانت عن قدرتها في كتابة التفاصيل بإبداعها القيم في قصائدها المشتعلة بنار الكآبة الخرساء انها الكتابة الصادقة التي تصل إلى القلب .
أحاول عبثا "
التدلي من نافذة القدر
التقط في لحظة عابرة
صويرات حياتي الفائتة
اختطف أشلاء بسمتي المشتتة"
في هيكل جسدي المفخخ.."قصيدة "محاولة انبعاث" ص54
الشاعرة هنا تحاول الانفلات من واقعها المرير، إلى ما قبل وقتها الحالي أي- قبل وقت كتابة القصيدة-تسترجع من خلال نصها ذكرياتها الجميلة التي كانت فيها أميرة نفسها تحت خيمة والديها
إنها شاعرة متمكنة من حيث اللغة والأسلوب والصور فديوانها مخدوم جدا
كتابات الشاعرة تعبر بصدق ،تكتب وتدري ماذا تكتب ،لا تلعب بالحروف عبثا أو عمدا فهي تشتعل في قصيدتها نارا ،كما تشتعل فيها القصيدة ،إنها تكتب جمرها الداخلي ،ألمها المفجع إحساسها الواضح.
وفي قصيدة "لونتك"تقول الشاعرة
" لونتك للتو..
بقلم حبر جاف
بضوء مصباح كاشف
بعتمة ليل مضن
ركبتك
بأشكال عضوية
وزوايا منحية
لهيكل أسطوري
من خشب ورماد
محوتك
باسفنجة من صقيع
ومكنسة من طين .." ص57
واضحة هنا كثرة الصور ،وفن الخلق اللغوي الذي تتمكن منه الشاعرة وهذا ليس غريبا كونها تشتغل أستاذة للغة العربية ،فهي أبرزت جدارتها وقدرتها على الكتابة الشعرية
" ..عددت اسمك
دوريا
جذريا
نسبيا
صفرا بعد فواصل
غير قابل للقسمة
على خواتمي.."ص57و58
في نفس القصيدة وهنا أتاحت الشاعرة للأرقام او لغة الأعداد أن تتحدث أيضا في تفاصيل بوحها ،نجد حضور الصفر والقسمة والجذر والنسبية لتعود بعد ذلك إلى اللغة العربية
" صرفتك
فعل ماض جامد
مبنيا على التكهنات
ناسخا آليا
شبه جملة وهمية
ظرف إنسان
مفعولا لأجلهم
مرفوعا بلغطهم
نعتا لم يكن يوما
تابعا لمنعوعته.." ص58و 59.
ما هذا الجمال ما هذا الإبداع القائم في ذاته إن دل على شيء فإنما يدل على قدرة الشاعرة على الإبداع والتعبير بأقل ما يمكن ،يعني تخدم لغتها بكل ما حولها، تشتغل بكل شيء ،
تحرك كل الأشياء التي حولها للتعبير بعمق أكبر عن معاناتها مع الرجل ،فهي تستخدم اللغة باحترافية وتستغل الأرقام والألوان ،في نظرها كل ما حولها ينبغي له أن يعبر معها عن جرحها العميق ،فتجد الليل يشتغل في نصها والأشكال و الزوايا والأسطورة حتى الإسفنجة والمكنسة لم تدعهما في راحتهما ومن خلال التعمق أكثر في قصائدها ،تبهرك بصورها الخارقة للمألوف
" عين ألمي ..
حمراء فاقعة
تكوي جراحي
تدميها بدمعة واهنة
تثخنها بذبحة فجائية ناعمة .." قصيدة "عين ألمي" ص 46
إن النصوص الشعرية التي يضمها ديوان" كبرياء متفحم "تعبر بصدق عن أحاسيس الشاعرة وخلجاتها ،فهي قد رسمت لنا بالحروف قلبها ومحتوياته ،ورسمت لنا بالقلم الرصاص الرجل المتفحم بكبريائه كي تمحيه بعد ذلك في تفاصيل بوحها الجميل..
وهذا نستشفه من خلال نصها الذي اختارته كي يكون في ضهر الديوان
"قصائدي
ليست للقراءة
ولا للتغني
قصائدي
روايات مبتورة
من كلماتها العجاف
نوتة بكماء
قناديل دموع منسية
تمتمة
نمنمة
نواجذ طاعنة
في الصمت
حتى إشعار أخر .."
كل هذا يدل على أن الشاعرة صادقة في ما تكتب ولا تتصنع فهي ملهمة من كبرياء الرجل
ديوان كبرياء متفحم فيه من المفردات الشعرية الكثير والصور الدقيقة الرائعة نابعة من المعانات والجراح التي سكنت الشاعرة وصفوة القول هذه تاملات بسيطة في هذا العمل القيم وهو أعمق من هذه القراءة التي أتمنى أن تكون فاتحة لقراءات أعمق.







#عدنان_مشهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كي لا تبكي :أفكار مجترة-8-
- كي لا تبكي :أفكار مجترة -6-
- كي لا تبكي : أفكار مجترة-7-
- كي لا تبكي :أفكار مجترة -5-
- أريدك..
- كي لا تبكي :أفكار مجترة -4-
- كي لا تبكي :أفكار مجترة -3-
- أرى أني أزعجني ..
- كي لا تبكي :أفكار مجترة-2-
- كي لا تبكي :أفكار مجترة-1-
- لهث الفؤاد
- ليال بنكهة الموت


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عدنان مشهي - الخلق والإبداع في ديوان - كبرياء متفحم- للشاعرة ماجدة بطار