أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان مشهي - كي لا تبكي :أفكار مجترة -5-














المزيد.....

كي لا تبكي :أفكار مجترة -5-


عدنان مشهي

الحوار المتمدن-العدد: 4984 - 2015 / 11 / 13 - 03:00
المحور: الادب والفن
    


أيتها الكئيبة المتمردة على نفسها، ما كنت أنتظر منك كل هذه المشاحنات
أكل هذه العداوة في قلبك ؟
الكره يسكنك، وأنت أنثى، وفي عينيك أغيب بلا شعور، وصوتك ارتعاش وجودي ،أتيه في ترانيمه ،أحضنه ،أرمم نفسي به..
كيف يصدر منك كل هذا الجنون ؟
الصوت المشجون ،الكلام المقنبل، القاتل ،المؤلم بكل أنواع الألم..
وأنا ما أخطأت سوى ما أخطأتني فيه ،أنا الصادق كنت في حبي، أنا المخلف للوعد ،أنا البائح بالمشاعر الجميلة..
أهذا جزائي بعد عمر؟
ومع ذلك أسامحك، بكل تفاني وأنساني فيك، برغم كل ما أعاني ،وتسيطرين تتعالين فراشة تحلقين ..
المسمار على الحائط، صعقه البرد علقوا اللوحة عليه من فضلكم، فقد كاد يتمتم بكلماته المعتادة عليكم، هو لن يسامحكم أبدا.
هذه الحياة مريرة عند الطيبين، أكثر عسرة ،تدفعهم للشك في أنفسهم بكل تفاني، للشك في أفعالهم كلها .
صحيح، كم يلزمني من مرة أن أسامحك يا فاتنتي ؟وأنت تشتعلين شعلة لا يطفئها حتى كثير ماء ،و بدون مبرر..
كثيرا ما شعرت بالذنب تجاهك ،أحبك ولكن الحب وحده لا يكفيني معك، ولا يكفيك، ولا يكفي جنونك ولا حمقك الكبيرين
هذا الحب لن يسكت صراخك الكبير، لن يجعل منك إنسانة متخلقة ،محترمة وطيبة ..إذن، فلا جدوى من هذا الحب، ولا جدوى من بقائك معي ولا بقائي معك.
يكفيني أن أعيش على الذكريات بحلاوتها ومرارتها معا ..تبا لك، لأنك أنت من أرغمني على ما لا أستسيغ فعله، وعلى ما ليس من شخصيتي وليس مني في شيء ،تبا لك ،أيتها المعشوقة المتمردة على نفسها وعلي..
ردد كلامه في ليلة مريرة ونام في هدوء.
الخطأ شيء بديهي ولا بد منه ،إن لم تبحث عنه، سيبحث عنك، ويأتيك من حيث لا تدري، لكن السؤال المحير هنا، كم يلزمنا أن نخطئ من مرة في حياتنا ؟
وهل من المعقول أن نكرر نفس الخطأ مرات عديدة ؟
بكل تأكيد ستجبرنا الحياة على ذلك ،غير أننا ينبغي لنا أن نصحح، أن نحاول قدر الإمكان أن لا نقع في نفس الأخطاء..
لكنها الذكريات هي المريرة، الذكريات القاسية التي تترسخ في أذهاننا، وتطاردنا في الزمن والمكان، تكاد تسير معنا في الحياة، كيف ينبغي لنا أن نتخلص منها؟
الصور الشمسية، قد تمزقها ويغيب أثرها، لكن كيف تفعل ذلك مع الصور الحقيقية، التي ترسخت في أذهاننا منذ زمن؟ صور ملونة بحركات وكلمات ..
هل تغير المكان لأجلها ؟
فتتشابك الأسئلة في ذهني ولا من جواب مقنع يشفي غليلي.
حلق بعقلك بعيدا عن شجونك، فكر في الورد ،في نزهة في البحر، اركب مركب السلامة في صمت البهاء، هيئ مضجعا غير مضجعك "اضحك للدنيا تضحك لك"
قالها أحد الأطباء لي في لحظة نصح، لكني أجيب في صمت..
كل هذي الكلمات لا أستسيغ حتى سماعها، حقا حياتي أشد كآبة ،ولا أريد أن أقول أكثر من غيري..
الوجه الآخر عندك، لا أدري من أي جائحة قد أتاك، تفانيت معك في الحب والأدب والخلق وما سوى ذالك من أمور حميدة لا تعد ولا تحصى، إلا أنك ما ازددت إلا تجاهلا لصفاتي، وتمايلا إلى غطرستك التي لن تفيدك أبدا، حتى مع غيري ،والأكثر من ذلك، أنك تعلمين جنونك جيدا ،تحاولي أن تتغيري، فتستسلمي لوهمك كي تبقين بلا رغبة في ما أنت عليه، فلا أنت مرتاحة الضمير، ولا من حولك تتركينهم في راحتهم التي يرتجونها..
فكر معي يا صديقي، ودع ذكرياتك اصغ إلى كلماتي المتواضعة، وسوف لن تندم أبدا ،ما هذا الألم داخلك إلا وهم، ادفعه بالتي هي أحسن، أو وبخه واسخط عليك دائما وأبدا بل ،انعله كما تنعل شيطانك ..
أستمع في صمت فتضحك حنجرتي بدلي، بينما العينان تسبح في أدمعها كعادتها .



#عدنان_مشهي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أريدك..
- كي لا تبكي :أفكار مجترة -4-
- كي لا تبكي :أفكار مجترة -3-
- أرى أني أزعجني ..
- كي لا تبكي :أفكار مجترة-2-
- كي لا تبكي :أفكار مجترة-1-
- لهث الفؤاد
- ليال بنكهة الموت


المزيد.....




- كتارا تكرّم الفائزين بجوائز الرواية العربية في دورتها الـ11 ...
- انطلاق الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي وسط رسائل إ ...
- منة شلبي تتعرض لموقف محرج خلال تكريمها في -الجونة السينمائي- ...
- معرض الرياض للكتاب يكشف ملامح التحوّل الثقافي السعودي
- كتارا تطلق مسابقة جديدة لتحويل الروايات إلى أفلام باستخدام ا ...
- منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة تحتفي بأسبوع ...
- اختيار أفضل كلمة في اللغة السويدية
- منها كتب غسان كنفاني ورضوى عاشور.. ترحيب متزايد بالكتب العرب ...
- -دليل الهجرة-.. رحلة جاكلين سلام لاستكشاف الذات بين وطنين ول ...
- القُرْنة… مدينة الأموات وبلد السحر والغموض والخبايا والأسرار ...


المزيد.....

- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان مشهي - كي لا تبكي :أفكار مجترة -5-