أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربحان رمضان - سوريون في النمسا














المزيد.....

سوريون في النمسا


ربحان رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 4998 - 2015 / 11 / 27 - 17:02
المحور: الادب والفن
    


غمره الفرح لما حصل على عمل في شركة خاصة لتنظيف الملابس .. ومنذ أول ايام في الشركة أطلع زميلته ، ومسؤولته عن الوضع المأسوي في بلاده ، شرح معنى الوطن الذي أرغمه نظام الاستبداد على فراقه ، وصفه بأجمل التعابير قال عنه أنه البيت الذي تربى فيه ، الجنة التي سيعود إليها ، قال أن بلده دمشق ياسمينة العالم اغتصبها نظام مجنون ، باع جنوبها وشمالها .. ثم أشعلها نارا وجعلها حطاما ..
تحدث الكثير عن سورية ، وعن دمشق وأهل دمشق ، وأحبابه فيها .. عن نافذته المشرعة وجارته ، وصديقه ، وعن أسماء عائلات الحي المطل على دمشق من الشمال ..
ذات مرّة تقدم بطلب إجازة يقضيها في بلاد المجر فسألته زميلته التي أشبعها بأحاديثه عن دمشق قائلة : ماهي طقوس الفرح لديكم في ايطاليا ؟
ُبهت الرجل .. شعر بخيبة أمل كبيرة لأن زميلته الأوربية لم تعرف أنه كان يحدثها عن دمشق ، المدينة الأحلى والأجمل والأقدم من كل مدن العالم ..
لم يكن الاسم شائع بعد .. لكن البراميل التي قصفتها ، ورمتها ، وترميها جيوش ايران ، وروسيا بالتعاون مع بشارالأسد أسمعت العالم كله صوت بكاء الأطفال السوريين ، ورأوا بأم أعينهم كيف يبكي الرجال من هول الجريمة ..

*****************
الأوربيون ، وخاصة النمساويون خرجوا زرافات ووحدانا في استقبال اللاجئين السوريين القادمين من المجر ، وصربيا وكرواتيا وسلوفيينيا ..
لم تبقى مدينة إلا واستقبلتهم ..
جماعات وأفراد اختلفت أهواءهم ، وعاداتهم وتقاليدهم عن البلد المضيف .. منهم مهذبين ، ومثقفين ، وسياسيين ، وحرفيين يسعوا إلى تعلم اللغة ، من أجل العمل والبناء في بلد الضيافة .. ومنهم الكسالى الذين أتوا وقد حملوا معهم تخلف البداوة والجهل ..
أشكال وألوان ، من كل الأطياف ، ومن كل الأصناف ، أردأها ناكروا الجميل .. الذين شتموا الشعب المضيف وأشاعوا بين أبناءه أنواعا َ من أمراض تخلفهم النفسية .. سيما الارهاب الذي توعد مفتي سورية " الشيخ التابع بدر الدين حسون " وعلى رأي صرماية النظام " مأمون رحمة " أن : قبح الله حسون الذي هدد شعوب أوربا وبلدانها بالارهاب والخلايا الارهابية ، مما زرع الخوف والرعب والهلع في القلوب حتى أن البعض من الأوربيين أصبحوا يتفادوا رؤية السوريين والعرب عامة بعد أن أفضى الارهاب في باريس بأرواح أطفال ونساء ليس لهم ذنب ...
البارحة اتصلت جارتنا بنا ، تحدثت معنا بصوت خافت هامس تقول : لا أستطيع النوم ، خائفة ، أسمع صوت امرأة في الباب المجاور تتكلم العربية ، أظنها من جماعات الارهاب .
أسرعنا اليها ، أنا وابني جنكو ورحنا نحدثها عن السلام والوئام ، وشبيه هذا الكلام .. لنهدأ من روعها .
حدثتها الرحمة والمودة وعن محبة الناس للناس ، حاولنا أن نتنصت على باب الجيران لنتعرف على صوت المرأة الارهابية ، لكن الصوت توقف ، فزاد من خوف السيدة جارتنا .. وراحت تبكي ، وتترجانا أن لانغادرها خوفا من مصير مجهول ..
عدنا إلى البيت ، دخلت المطبخ أعد ّ فنجان قهوة ، وإذ بالجارة تتصل ثانية ..
هرعت إلى بابها أسألها ماالخبر ..
قالت : الصوت .... صوت المرأة تتحدث من جديد .. كررنا التنصت على باب الجيران ، لم نسمع شئ .. عدنا إلى بيتها سمعنا صوت ابني جنكو يحادث صديقه الذي يشاركه اللعب على الانترنيت ، يخاطبه بصوت مسموع ، ويضحك .. فتعلو نبرة الصوت وتهدأ ..
ضحكت جارتي .. وضحكت معها ، وحمدت الله على تأكدها من خلو البناء من الارهاب ..



#ربحان_رمضان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول مقال - دستور الأقليات السوريّة - لكاتبه حسان القالش
- قصة الصورة التي قيل أنها في فلوريدا - قصة قريبة من الواقع -
- ربحان رمضان ينعي رفيقه المناضل عزالدين احمد اسعد
- أعلن تضامني مع النداء الذي أطلقه المناضل صلاح بدر الدين
- تعالوا نسمي أبناءنا جورج تكريما لجورج اندراوس
- مرور 62 عام على وفاة المغفور له الأمير جلادت بدر خان
- ثورة الكل ثورتنا
- أعتذر من الطفل في يوم عيده
- تصحيح لما كتبه الأستاذ عماد الأرمشي عن منطقة الشركسية
- يوميات سائح في سورية
- احتفاء بيوم المرأة .. نكرم المرأة ونحتفي معها بعيدها
- - هالخد تعود عاللطم - نظام الذل في دمشق - تَمسَح - وتَعوّد ع ...
- - هالخد تعود عاللطم - نظام الذل في دمشق - تَمسَح - وتَعوّد ع ...
- حول مقالة د.محادين عن كرد سوريا -حل للأزمة السورية يخدم العد ...
- ثورةة - الكومبيوتر - .. طمست نضالات ، وفتحت نافذة إعلام عظيم ...
- صبرا ً ابن أخي .. دم أبيك غال ، في رثاء الشهيد عبد الكريم مح ...
- مغالطات الفقيه حول الكرد السوريين
- الكرد شعب معاني
- وفي سورية يوجد - كرد -
- حول ماكتبه الشّمام بحق الكرد وحركتهم الوطنية في مقاله من الع ...


المزيد.....




- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...
- باللغة الفارسية.. شيخ الأزهر يدين استمرار الغارات الإسرائيلي ...
- “اخر كـلام “موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 195 الموسم السابع في ...
- فيلم -المخطط الفينيقي-.. كم تدفع لتصبح غنيا؟
- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربحان رمضان - سوريون في النمسا