أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلال فوراني - ما بعد اسقاط الطائرة ليس كما قبلها .. لقدّ وقعتم في الفخّ ..؟؟














المزيد.....

ما بعد اسقاط الطائرة ليس كما قبلها .. لقدّ وقعتم في الفخّ ..؟؟


بلال فوراني

الحوار المتمدن-العدد: 4996 - 2015 / 11 / 25 - 13:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


روسيا ليست دبّ بمعنى الكلمة العربية.. فهي تحمل عقل محنكّ تغيّر تماما عن عقلية الاتحاد السوفيتي في الحسابات , لقد تعلمت من تجربتها في أفغانستان مالم تتعلمه أمريكا في العراق , وأصبحت تقرأ الأحداث بعيون البومة التي ترى في الظلام ما لا يراه الآخرون , لم تعد تخدعها تلك الألاعيب البهلوانية التي يمارسها الساحر الأمريكي كي يورطها في قبعة سوداء لن تخرج منه , ولم تعدّ تنزعج من الاستفزازات التي تخرجها عن طورها وتتصرف بصبيانية تعاقب عليها فيما بعد , فقد أصبحت ذاك الدب الذي لا يواتيه السبات الشتوي وينام وعينه عين ذئب وقلبه قلب أسد , لقد صارت ماهرة جداً على مدى عقود من السنوات في تفسير أحلام الآخرين وكأنها صارت العرافة التي تخبرهم بمستقبلهم الواعد وهم لا يعلمون أنها تقرأ أفكارهم وتفهم نواياهم من أقنعتهم المزركشة بالكذبّ .

اليوم ينتظر العالم كله الردّ الروسي على طعنة الغدر التركي في ظهره , هذا اهو لتوصيف الخطير الذي وصفه القيصر بوتين بكل ذكاء وكأنه يضع النقاط فوق الحروف ويسمي الأشياء بمسمياتها , وينزع الأقنعة عن الوجوه التي تسترت وراء مكافحة الإرهاب , العالم كله يلهث ويدق أبواب المحللين السياسيين كي يخبروهم عن تنبؤاتهم القادمة , كي يشبعوا فضولهم في معرفة كمية الغضب عند الروس , وخاصة أن روسيا معروفة بأنها لا تطعن أصدقائها وأكثر شيء تكرهه هو الطعن في الظهر , لأن النذالة ليس من طبعها ولكنه من طبع الحثالة التي تزور الحقائق وتشوه الوقائع , العالم كله يترقبّ مثل المجنون ماذا ستفعل روسيا , هل ستتهور روسيا وتعلن الحرب على تركيا وعلى حلف الناتو الذي يدعمها , أم أنها ستسكت وتكتفي بالتهديد والوعيد , أم أنها ستقاطع تركيا سياحيا واقتصاديا وتجعلها تركع أما غازها الروسي , أم أنها ستجعل تركيا تذرف دمعاً ودماً على خيانتها الوقحة وبشكل سافر .

السؤال المطروح الآن على مائدة التساؤلات وطاولات التحليل السياسي , هل ما حدث كان مكيدة مبيتّة أم خدعة حقيرة أم تحرش مقصود لاستفزاز روسيا وجرها إلى مستنقع الحرب مع حلف الناتو , ولكن في الحقيقة فإن السؤال المفروض طرحه والذي يفرض نفسه على العقول الراقية والذي يجب أن يكون السؤال الأول في امتحان التحليل السياسي هو : ترى من خدع من ..؟؟

من المجرم ومن الضحية , من القاتل ومن القتيل , من المعتدي ومن المعتدى عليه , وكل ما قرأته اليوم من أخبار يدير دفة الحوار إلى أن روسيا كانت الضحية وأنها كانت المطعونة في ظهرها , ولكن وبكل صدق دعونا نجرب أن نجمع الكلمات المتقاطعة بهدوء كي تفهموا ما هي الكلمة الضائعة , قبل يومين بوتين يزور إيران ولا يخفى على أحد أن زيارته هذه لم تكن عبثاً , وقبلها قال أن الضربات الروسية ممتازة ولكنها لا تكفي , بمعنى أن هناك مرحلة أخرى , وقبلها قام بقصف صهاريج النفط ومنشآت التكرير التابعة لداعش والتي صارت من إحدى أعمدة الاقتصاد التركي في الفترة الأخيرة , كي يقطع شريان الحياة التي يستمد داعش وحلفائه قوته منه , ثم يحدث أن تقوم تركيا بإسقاط طائرة روسية بحجة أنها انتهكت المجال التركي , رغم أن روسيا وتركيا ليستا دولتان عدوتان , وهناك تفاهم كي لا يحدث أي اصطدام كما حدث أنفاً ,ولكن تركيا أسرعت تلملمّ ثيابها على عجل راكضة الى الناتو حتى قبل أن تتصل بروسيا كي تفسر لها ملابسات ما حدث , أو تقوم بشرح ما حدث اعتمادً على أبسط المعايير الدولية حين يحدث سوء فهم بين دولتين , ثم قام وزير خارجيتها المسكين صاحب نظرية صفر مشاكل بالتصريح بأن تركيا لن تسمح بانتهاك أجوائها أو سيادتها .

إذن هل لاحظتم شيء .. هل انتبهتم أن الاستفزاز الروسي كان مقصوداً وكانت روسيا بشكل أو بآخر تعلم مسبقا أن أحدى طائراتها سيتم قصفها, وكانت تعتمد على كمية الغضب التركي من إهدار ملايين الأموال من النفط المسروق عن طريق داعش , هل انتبهتم من مثل شعبي يقول (( أجى يتعشى فينا قام تغدا فينا )) هل انتبهتم أن ما حدث اليوم من إسقاط الطائرة الروسية هو في صالح الجبهة الروسية السورية الايرانية , لقد استطاعوا أن يسرقوا من قلوب الناتو وأمام أعينهم الحق في زرع منظومة الأسلحة s300 أو ربما تصل لدرجة منظومة s400 والتي كانت محرّمة على سوريا بحجة التوازن العسكري أمام اسرائيل , لقد استطاعوا الحصول على تفويض قانوني بحماية طائراتهم الأجواء السورية من أي انتهاك , فطالما تركيا تعتبر أجوائها مقدسة حسب كلام وزير خارجيتها أوغلو , وبالتالي فإن أي طائرة تنتهك الأجواء السورية سيتم قصفها أو تهديدها طالما لم تأخذ الإذن السوري في تحليقها , والأراضي السورية لها حرمة أيضاً وسيتم تنظيفها حتى الحدود الشمالية الملاصقة لتركيا ,و بالتالي مات الحلم التركي في إنشاء منطقة عازلة كان يعتقد أنها ستكون المرحلة الأخيرة في لفظ أنفاس النظام السوري .

الذكاء ليس أن تكون أذكى من غيرك , الذكاء أن تستفيد من غباء الآخرين كي تكون الأذكى دوماً , أن توظف ردات فعل الآخر بعد دراسته بشكل وافي كي تتوقع الحركة القادمة منه , وعليه تكون سابقاً له دوما بخطوة . يذكرني هذا بأحد الأفلام الحربية التي يركض فيها رقيب عسكري وهو يرتعش ويرتجف الى قائده في الخيمة العسكرية وهو يصرخ لقد طعنونا في ظهرنا يا سيدي لقد خانونا , حينها ابتسم القائد ونفث بقية سيجارته من فمه بكل هدوء وقال له :ومن قال لك أنهم طعنونا , ربما نحن من سمح لهم أن يطعنونا , لقد قدموا لنا خدمة ما كنا سنحصل عليها يوماً طوال هذه الحرب ....لقد أعطونا ما نريده على طبق من ذهبّ ...؟؟

هل عرفتم الكلمة الضائعة ما هي ... ما بعد إسقاط الطائرة ليس كما قبلها .. لقدّ وقعتم في الفخّ ..؟؟

-
-

على حافة الارهاب

سقوط الطائرة الروسية شيء من الأشياء
ولكن
سقوط الأقنعة عن الوجوه الكاذبة أكبر الأشياء

بلال فوراني



#بلال_فوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تموت نخوة العربّ .. يصير الربّ مجرمّ حرب ..؟؟
- بين برج إيفل وبرج البراجنة ... مسافة ارهاب ..؟؟
- أخرس ولا تنطق ولا تتكلمّ .. هذا زمن الاعلام المُكممّ ..؟؟
- لك الله يا فلسطين ...؟؟
- عن ماذا تريدوني أن أتكلم ..؟؟
- صباحك حبّ ..؟؟
- مساء أمة عربية .. الحقارة فيها أكبر وطنية
- ندوة حمارية ... في الأمة العربية ..؟؟
- أنا وأنت ... قصة عشق لا تنتهي ...؟؟
- تساؤلات نكرة ..لأبناء الثورة السورية القذرة ..؟؟
- أنا لستُ أنا .. وأنت لست أنت ...؟؟
- ضميني أو أقتليني ...؟؟
- أغداً ألقاك .. رسالة من امرأة مبللة بالشوق ..؟؟
- ابتسامتك وقهوتك وقبلتك ..؟؟
- أليس في بلاد العجائب .. ومواطن في بلد المصائب ..؟؟
- صباحي من دونكِ ...؟؟
- صباحك وطن جميل ...؟؟
- مساء امرأة .. تشعل براكيني المطفأة ..؟؟
- إنسان بلا عنوان .. قابل للطيّ والنسيان ..؟؟
- الى أنثى ... مع خالصّ شوقي ...؟؟


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلال فوراني - ما بعد اسقاط الطائرة ليس كما قبلها .. لقدّ وقعتم في الفخّ ..؟؟