عندما تعبث السياسة بالحرم الجامعي

عزالدين اللواج

الحوار المتمدن-العدد: 4995 - 2015 / 11 / 24 - 20:24
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

عندما تعبث السياسة بالحرم الجامعي

الأستاذ الدكتور علي محمد شمبش ، هو من مؤسسي قسم العلوم السياسية في جامعة بنغازي ،ومن بين أساتذة العلوم السياسية الذين ساهم عالم السياسة المصري الشهير "حامد ربيع" في تكوينه المعرفي بجامعة القاهرة.
شمبش الذي أعتز بتدريسه لي لأكثر من مادة في مرحلة البكالوريوس، مثلما يعتز بذلك طلابه الذين قام بتدريسهم في جامعة بنغازي العريقة و أكاديمية الدراسات العليا ،كان من ضحايا الأحداث التي تشهدها المدينة ، منذ بدء نزاع قوات عملية الكرامة مع خصومهم من قوات مجلس شورى ثوار بنغازي و الدواعش ،فلقد اضطر هذا العلامة الفاضل للانتقال من بنغازي لطرابلس بسبب وجود معلومات حول انضمام أحد أبناؤه لقوات مجلس شورى ثوار بنغازي، وهو أمر يترتب عليه عادة إمكانية تعرض حياته وحياة أسرته للخطر ،وربما لوشاية ماكرة من حاقد أو مريض نقسي ، تجلب له مشاكل اجتماعية وأمنية مع مايسمى بكتيبة أولياء الدم.
هكذا وبدون إرادته ينظم شمبش، لقائمة الأساتذة الجامعيين الذين وقعوا ضحية لعبث السياسة بالحرم الجامعي خلال مرحلة ما بعد 17 فبراير 2011م ، فمنذ فترة ليست بالوجيزة ،كان قد سبقه لمقصلة ذلك العبث ، الدكتور ميلاد الحراثي أستاذ العلوم السياسية في جامعة بنغازي،و الذي تعرض قبل انتقاله مؤخرا للتدريس كمتعاون بجامعة كامبردج ، للتعذيب على يد كتيبة ثورجية مسلحة ، بحجة غوغائية ساقطة إنسانيا ،مفادها أنه من أنصار نظام القذافي ،كما تم أيضا إقصاء كل من دفعنه قناعته أوعدم حصوله على فرصة التعيين في قسم العلوم السياسية بجامعة بنغازي إلى العمل والتدريس في قسم الفكر الجماهيري، خلال مرحلة ما قبل 17 فبراير2011م .
إنه لشيء مؤسف حقا أن تعود السياسة مرة أخرى للعبث بالحرم الجامعي ،ويتم نصب المشانق بشكل آخر ، ضمن ملمح مشهدية فاسدة وقذرة ، تعرض"بضم التاء" الأستاذ الجامعي للضرب في سجون الكتائب المسلحة ،وتجبره ظروف الحرب على ترك جامعته ومدينته ،ويتم إيقاف مرتبه ،لاعتبارات تتعلق بأ جندات إيديولوجية وجهوية وقبلية ضيقة لاتخفى على أحد....طوبى لكم أيها الدواعش بواقع جامعي منحط.

#عزالدين_اللواج (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل