أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي طالب الملا - الجبهة الفكرية في العراق بداية الإشراق الوطني














المزيد.....

الجبهة الفكرية في العراق بداية الإشراق الوطني


علي طالب الملا

الحوار المتمدن-العدد: 4993 - 2015 / 11 / 22 - 14:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك ان في المرحلة الراهنة جعلت المثقف والثقافة العراقية في ازمة عميقة تشمل كل النواحي والمجالات ، بسبب الواقع السياسي والاجتماعي التي اتخذ الطابع الكارثي دون مبالغة مما تولد عن حدوث شرخ في علاقة المثقفين بهذا الواقع والشعور العميق بالاحباط والهزيمة وضعف عامل المبادرة الذي عزز الحالة المؤلمة والمحزنة في ان يحتل القمع السياسي والارهاب الفكري مسرح الحياة الثقافية العراقية دون ان يجرؤ المبدعون والمثقفون على مواجهة ذلك، وهذا ان دل على شيء فيدل على عمق مأساة المثقف العراقي وفداحة معاناته وشدة الاحباط .
ومن هذا التصور الشخصي الذي قد يكون فية نوع من الحقيقة والذي يجب ان "يشعل الضوء الاحمر" امام كل الاوساط والمحافل الادبية على امتداد الوطن والمؤمنة بحرية الفكر والتفكير والتعبير وحقوق الانسان للتحرك واسماع صوتها دون تردد بدافع المسؤولية الوطنية والأخلاقية والمهنية .
وامام ذلك تكاثرت الاسئلة حول مستقبل الثقافة في العراق في ظل الممارسات القمعية التي شكلت عامل ضغط وتخويف وترهيب اي مثقف تصدى بشجاعة لوقف نزيف الوطن الجريح بشكل طوعي وشخصي ، ولكن ذلك لا يشكل " ذرة " وينسحب على السؤال الدائم عن دور المؤسسات الثقافية والاعلامية واتحادات وروابط ومنتديات الكتاب والادباء ومدى مشاركتها في معركة الدفاع عن الديمقراطية وحرية الرأي والفكر وحرية الثقافة والابداع، وايضا حول دور المثقفين العراقيين في انهاء الحالة القمعية الراهنة كل تطعاتهم المشروعة .وفي الحقيقة ان المثقف العراقي يقف عاجزا امام العديد من القضايا والمشكلات المطروحة على الصعيد الثقافي ولا يوجد أي حافز للشعور بوجوده النوعي في خضم هذه القضايا وان اصراره على الانتماء عقائديا والترويج لثقافة الالتزام الجديدة والمغايرة يضعه امام خيارين لا مناص منهما، فاما الاغتراب اوالملاحقة السياسية والقضائية والسجن او الهجرة والرحيل عن الوطن. ان شعور المبدع او المثقف العراقي باللاجدوى من وإبداعاته وكتاباته وإحساسه بهوة المسافة بينه وبين أفراد مجتمعه واعتقاده بتخلي الجميع عنه ولا مبالاتهم بمصيره ولّد فيه الشعور بالنقمة والسلبية مما جعل كتاباته تصدر في الغالب عن ردة فعل. وحتى لو نقول بأن الأزمة هي أزمة مثقف لا ثقافة، فلابد ان نرى بأن منطق التغيير المنتهج لحد اليوم من فئة المثقفين لا يؤسس لمخرج من هذه الأزمة، بل يماشي ويساير الوضع العام بمواقفه المهادنة والمداهنة للسياسي الذي ابتلعه وجعله تابعا له. وعندما يتجوف صوت المثقف ويصبح جزء من الأزمة الشاملة التي تنذر بالإنهيار الكامل لكل النسيج الاجتماعي الذي تفكك تحت وطأة عوامل قسم منها متجذر والقسم الاخر وليد الظروف الراهنة ؟ لم يمارس المثقف دورة في كشف خلل المجتمع الآني ويتسائل ، لماذا يهرب العراقيون من بلدهم شبابا وشيوخا،رجالا ونساء؟ لماذا لم يعد الوازع الوطني لا يهم أحداً هنا؟ لماذا أصبح الدين على اساس الطائفة وتحول الى إرهابا لدينا؟ لماذا نحن لا نعرف بأية لغة نتخاطب وإلى أية ثقافة ننتمي؟. هذه أخطر حالة يمكن أن تصيب المجتمع وهي تهدده بالزوال الأكيد. المثقفون هم منارات الشعوب وعلى عاتقهم تقع مسؤولية التنوير والتغيير. التاريخ سيحفظ بأن عددا من المثقفين العراقيين لم يكونوا في مستوى تطلعات الشعب، بل تواطؤا ضدّه، أي ضدّ أنفسهم
ان حصيلة التجربة الانسانية تؤكد ان المثقف الاصيل والعضوي، بالمعنى الفردي والمجتمعي، المسلح بالرؤية التاريخية المستقبلية المتفائلة، في زمن المحنة والردة عليه ان يستنهض همم الشعب المعذب ويحرضه على كراهية التخلف والقهر والعذاب، والبحث عن العدل والحقيقة والمشاركة في معركة الخلاص الوطني الذي يستحق ان يموت المناضلون في سبيله.
اخيرا، على ضوء المأزق السياسي والاجتماعي والثقافي الراهن، الممسك بخناق المنطقة قاطبة يستوجب على المبدعين والمثقفين العراقيين التسريع في انشاء وتأطير الجبهة الفكرية العريضة من اجل الديمقراطية والتعددية والتفاعل بعمق وصدق مع الواقع وحمل هموم المجتمع، وان تقاتل وتتصدى للظلم والتعسف والقمع السياسي والارهاب الفكري ومن اجل حقها في الحرية الابداعية والمشاركة بصورة فاعلة في النضال السياسي والفكري لانتزاع حق المواطن العراقي في الديمقراطية والسيادة الحقيقية على مقدرات الوطن ، تحية وانصاف لكل المحاربين والمقاتلين على الجبهة الثقافية، والذي خففوا المحنة، بالإبداع والحضور المميز بالكتابة وبالقصيدة والمقالة والصورة والصوت واللوحات التشكيلية، و تحية وطنية خالصة لكل إعلاميي العراق النجباء المشاركين في استقصاء وكشف العصابات المنظمة التي تكونت من سراق المال العام ومكامن الفساد والطالحين الذين استغفلوا " البسطاء " وليكن عنوان التغيير والتحول الثوري للمجتمع العراقي " سبق " لأهل الثقافة حصرا في بزوغ علامات الفجر الجديد والنهار المشرق الذي يحقق حلم المعذبين والجائعين والمضطهدين والمقموعين والمهمشين والصابرين والحالمين بقادم أجمل .



#علي_طالب_الملا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع والفساد . ضحية وجلاد وحاكم ظالم !
- حيثيات تنامي السلوك الإرهابي . وقاية وعلاج وحلول - وجة نظر م ...
- عوامل تكوين الشخصية الإرهابية . فطرة ام أكتساب ؟
- الملف السلوكي للشخصية الإرهابية - نظريات وأساليب -
- مصطلح - الحرب على الاٍرهاب - صناعة الخطاب وتفكيك المحتوى ؟
- المواطنة في العراق تغييب الحضور والوعي معا !
- تشريع لقانون دفن جديد ! احمد الجلبي اولا ؟
- نجفية العبادي وكربلائية المالكي ! العمامة المؤقتة ام الحليف ...
- تقسيم كيري الجديد - دلالات جديدة ونتائج خطيرة -
- إصلاح الحسين - ع- والترجمة التي يجب ان تكون ؟
- ثورة الحناجر وغفلة الحناجر ؟
- مخاض العراق الوطني
- خطة العمل الروسية الإيرانية في سوريا والعراق -زواج المتعة ال ...
- خراب حكومة الدولمة !
- علي بن الحسين .. شهامتك تكفي .
- مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 9
- مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 8
- مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 7
- مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 6
- مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 5


المزيد.....




- انقسام في الكونغرس بعد أول إفادة بشأن ضرب إيران
- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-
- اثنتا عشر قنبلة على فوردو : كيف أنقذت إيران 400 كغ من اليورا ...
- بعد -نصر- ترامب في الناتو: أي مكانة لأوروبا في ميزان القوى ا ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو لـ-وقف فوري- لإطلاق النار في غزة وإسبا ...
- كريستيانو رونالدو يواصل اللعب في النصر حتى 2027
- -نرفض حصول إيران على سلاح نووي-.. القمة الأوروبية: ندعو لفرض ...
- البيت الأبيض يتّهم خامنئي بمحاولة -حفظ ماء الوجه-
- بخيوط من ذهب وحرير أسود.. الكعبة ترتدي كسوتها الجديدة مع بدا ...
- رافائيل غروسي يكشف معلومات مهمّة عن البرنامج النووي الإيراني ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي طالب الملا - الجبهة الفكرية في العراق بداية الإشراق الوطني