أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي طالب الملا - مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 8















المزيد.....

مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 8


علي طالب الملا

الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 19 - 18:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ولد محمد رستم حيدر في بعلبك عام 1889.لعب دوراً بارزاً في تاريخ سوريا والعراق فترة الأمير فيصل كما في سياسة العراق في العهد الملكي. التحق اول الامر بفيصل (الاول) في حملته على سوريا وكان مرافقاً له في مؤتمر الصلح في باريس وأمضى قرابة ربع قرن في معيّته ومعية ابنه الملك غازي. في 1921، وفي 23 من حزيران، وصل رستم حيدر الى العراق وكانت هذه المرّة الاولى التي يطأ فيها ارض البلد الذي قدّر له ان يعمل فيه، ويحمل جنسيته ويتسلّم فيه اعلى المناصب ثم يلقى حتفه مقتولاً على يد احد العراقيين ويدفن في ثراه. وكان من اقرب المستشارين الى الملك فيصل واكثرهم تمتعاً بثقته وكان كاتب خطبه وتصريحاته وكاتم اسراره. فكان بهذه الصفة من اقوى موجّهي سياسة الدولة العراقية الفتية. ثم اشترك خلال ثلاثينات القرن العشرين وزيراً في سبع وزارات. وكان في اربع منها وزيراً للمال وفي ثلاث وزيراً للاقتصاد والمواصلات. اربع منها في وزارات ترأسها نوري السعيد، واثنتان ترأسهما رشيد عالي الكيلاني وواحدة كانت برئاسة جميل مدفعي. عانى رستم حيدر خلال عمله في العراق قرابة 20 سنة من مضايقات واتهامات رغم تمتعة بصفات رجل الدولة من الطراز الاول لكن بعض الممتعضين من وجوده يروّجون الى كنايات مغرضة منها اصله السوري (اللبناني) والثانية اتهامه بالطائفية.في حين يصفه المنصفين ممن عايشوه ان رستم حيدر كان بعيداً عن التعصب لمذهب دون آخر أو منحازاً لطائفة دون اخرى. ولكنه كان يرى ان الشيعة في العراق حرموا من فرص التعليم خلال الحكم العثماني الطويل، وبالتالي ابتعدوا عن وظائف الدولة ومناصب الجيش، واتجهوا الى التجارة والمهن الحرة الاخرى. وحين تأسست الدولة العراقية لم يكن في الجهاز الاداري الذي ورثته عن الدولة العثمانية، بين الرجال الذين يمكن الاستعانة بهم للعمل في جهاز الدولة الجديدة، من الشيعة عدد يوازي نسبتهم العددية الى سكان البلاد، ولذلك كان رستم حيدر يرى من الضروري تعديل هذا الوضع بصورة تدريجية. فاذا وجد شاباً من الشيعة يتوسم فيه الخير، ورأى لديه الكفاية لأن يكون في المستقبل موظفاً جيداً أو رجل دولة صالحاً قدّمه وسانده، وبذلك يكون قد ساهم في تصحيح الوضع من جهة، وجمع حوله عدداً من الذين يدينون له بالولاء. ولكن الكثيرين اعتبروه يعيّن الشيعة او يساندهم لمجرد انهم شيعة، فاتهموه بالطائفية.وتجدر الاشارة هنا الى ان الملك فيصل الاول حينما كان ملكاً في سوريا، كان معظم المقربين منه، من العراقيين مثل ياسين الهاشمي وجعفر العسكري ونوري السعيد وجميل المدفعي وطه الهاشمي وغيرهم من الضباط العراقيين الذين التحقوا بالثورة العربية وجميعهم من اهل السنة والجماعة ،عندما اصبح ملكاً على العراق كان معظم حاشيته من السوريين. فالى جانب سكرتيره الخاص ورئيس ديوانه رستم حيدر، كان مرافقه الشخصي ثم رئيس تشريفاته تحسين قدري ، وناظر الخزينة الملكية الخاصة صفوة (باشا) العوّا، ومعاون رئيس الديوان الملكي امين كسباني وعبد الله الحاج، وطبيبه الخاص امين (باشا) المعلوف وقبله احمد قدري، وقد اختار له مدرساً يدرسه اللغة الانكليزية هو ابرهيم الدباس. عندما تولّى رستم حيدر وزارة المال في العراق كانت العملة المتداولة في العراق منذ الاحتلال البريطاني هي “الروبية” الهندية التي فرضتها حكومة الاحتلال، ومن ثم بقيت عملة رسمية في العراق، فوجد انه من الضروري استبدال “الروبية” بالدينار كعملة رسمية للعراق. وهكذا اصبح الدينار العراقي اعتباراً من اول نيسان 1932 بفضل رستم حيدر العملة الرسمية في العراق. [1]توفي الملك فيصل الاول في 8 ايلول 1933 في العاصمة السويسرية برن، وكان قد قصدها للمعالجة والاستجمام. وعلى الرغم ان رستم حيدر كان يستمد قوته من ثقة الملك فيصل الذي كان سنده الرئيسي، فانه احتفظ بمركزه المرموق في الدولة بعد وفاة فيصل بسبب ما حققه لنفسه من مكانة بين رجالات العراق، وما كوّنه من علاقات وثيقة بمعظم زعمائه. وفي 4 نيسان 1939 قتل الملك غازي في حادث السيارة المعروف. فانتقل العرش الى الملك فيصل الثاني الذي كان طفلاً صغيراً، واختير خاله الامير عبد الاله وصياً على العرش. فاستقالت وزراة نوري السعيد عملاً بالتقاليد الدستورية التي تفضي بان تستقيل الوزارة عند انتقال العرش الى ملك جديد. فعهد الى نوري السعيد بتشكيل الوزارة مرة اخرى، وهي وزارته الرابعة. وقد احتفظ فيها رستم حيدر بوزارة المال، وبقي فيها حتى مقتله .حامت الشبهات حول ان هناك من حرّض الجاني على ارتكاب جريمته وقد ادى اغتيال رستم حيدر الى استقالة نوري السعيد رئيس الوزراء إثر ما اثير من لغط حول اغتياله. ولكن من الذي قتل الملك غازي؟ ومن الذي قتل رستم حيدر؟ اسئلة لن تجد الجواب الحقيقي وستبقى من الألغاز. ذكر السيد عبد الرزاق الحسني انه فهم من صالح جبر نفسه انه كان يعتقد ان رستم حيدر ذهب ضحية لمؤامرة دبرها خصوم نوري السعيد لاضعاف وزارته، او ان الألمان هم الذين دبروا الجريمة. اما القاتل حسين فوزي توفيق فقد اصدرت المحكمة حكمها عليه بالاعدام، لثبوت ارتكابه الجريمة باعترافه. وتم تنفيذ الحكم فيه في 27 آذار 1940. وهناك من يرى ان الاغتيال دبره عملاء الالمان الذين حرّضوا القاتل على الاغتيال ليحدثوا شغباً بين الشيعة والسنة. وكان قد شاع ان القاتل كان في المانيا. وايّا ما كان، فان الحادثة بقيت مشوبة بكثير من الغموض، البعض يرى انه ليس لنوري السعيد اية مصلحة في عملية الاغتيال فهو لم يكن على عداوة مع رستم حيدر بل انه ضمه في كل وزارة الّفها حتى مقتله. وفوق ذلك فإن نوري السعيد لم يكن يراقبه منافساً له في رئاسة الوزارة. ومهما يكن، فان مقتل رستم حيدر احدث حالة أسى في العراق وفي سائر الدول العربية ،وبما رستم حيدر طيلة فترة تولي الملك غازي كان بعيدا عن البلاط ومصادر القرار لكن المعارضات التي يتبناها من تصدى لتمثيل المكون الشيعي من التجار والسياسيون الشيعة وهم يتسابقون في تمثيل المكون الشيعي للغايات مخلتفه اختط فيها العام والخاص فاجتمع عبد الواحد سكر بمجتهدي الشيعة العرب (محمد كاشف الغطاء وعبد الكريم الجزائري وجواد الجواهري) كانت تتعاظم مع مايدور في فلك أفكاره . منها مشاورات واجتماعات بين التجار والمرجعيات لتقديم مطالبات والضغط على الدولة، بل على رأس الدولة الملك غازي، وهذا الأمر لم يحظ بقبول كل الشيعة سيما الذين بقوا في البرلمان؛ لأن هذا الأمر منح الشيخ عبد الواحد سكر صفة تمثيل الشيعة، لذلك لم يقفوا معه، لكنهم خافوا أن يفقدوا مكانتهم بين الشيعة بسبب عدم وقوفهم مع سكر، فتوجهوا إلى كاشف الغطاء مبدين استعدادهم للإستقالة من البرلمان ما لم تتحقق مطالب الشيعة، كانت مطالب الشيعة مطالب دينية للطائفة، مثل أن يدرس الفقه الجعفري في الجامعات، وقيام محاكم شرعية وفق مذهب الشيعة وغيرها من المطالَب العامة أيد هذه المطالب الجانب البريطاني الذي كان منزعجا من استقلال العراق، وفي نفس الوقت خائفا من النفوذ الأمريكي المتصاعد هذه المطالب أيدها التجار الشيعة المعادون لسكر؛ لذا رفض سكر هذه المطالب لأنها تثير فتنة طائفية، بيد أن المطالب قدمت من قبل كاشف الغطاء لرئيس الوزراء ياسين الهاشمي، ومن أجل الضغط بشدة على الحكومة أصدر كاشف الغطاء فتوى تحرم على الشيعة المشاركة بأي حزب سياسي، بيد أن الهاشمي رفض هذه المطالب [2] ووعد كثيرا من رؤساء العشائر في الجنوب بتمثيل أكبر في البرلمان، كما عطلت الحكومة أحزابا مهمة أعضاءها من " سنة وشيعة " بالعمل لأنها لعبت دورا في زعزعة الأمن من أجل غايات سياسية تضر بالبلاد، بيد أن بعض التجار الشيعة اعتبروا أن هذه الإجراءات دلالة على ضعف الدولة فأصروا على مطالبهم .. يتبع



المصادر

[1]مذكرات رستم حيدر – تحقيق نجدة فتحي صفوة، الدار العربية للموسوعات، بيروت، الطبعة الاولى 1988
[2] - كتاب تاريخ الوزارات العراقية لعبد الرزاق الحسني (4/ 84- 86)



#علي_طالب_الملا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 7
- مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 6
- مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 5
- مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 4
- مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 3
- مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 2
- مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟؟
- مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟
- نفق مظلم أم وجهات فاشلة ؟ أشكالية أجهزة المخابرات الدولية في ...
- أعترافات متأخرة
- وهم النجم الجماهيري


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي طالب الملا - مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 8