أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي طالب الملا - مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 4















المزيد.....

مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 4


علي طالب الملا

الحوار المتمدن-العدد: 4777 - 2015 / 4 / 14 - 20:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في العشرينات القرن الماضي و بداية تأسيس الدولة العراقية الحديثة، صدرت فتوى من قبل بعض المراجع الشيعة بإسقاط الملك فيصل وخلعه، وتحدى الشيخ الخالصي وأبناؤه الملك فيصل شخصياً وخلعوا بيعته، وسبب بذلك هو ومن معه من المراجع الإيرانيين ازمة كبيرة في العراق، فطلبته حكومة فيصل لكنة استطاع السفر وبعض من أولاده الى ايران واعلنوا من هناك شن حملة شعواء على حكومة الملك فيصل، واتهموه بالخيانة وشجعتهم طهران على ذلك كالعادة [1] تاكدت حكومة الملك فيصل أن المراجع الإيرانيين يتحكمون بالشيعة العرب ويتلاعبون في عواطف وعقول البسطاء وكذلك التحاليل على القانون وبناء على دارسة مستفيظة من قبل الجهات الحكومية الرسمية . صدر قانون الهجرة والجنسية بتاريخ 9 حزيران سنة 1923م والذي يجيز إبعاد غير العراقيين الذين يمارسون نشاطا عدوانيا على العراق والحكومة [2] .جراء هذا القانون وتبعاته التي رفضها (مراجع الشيعة الإيرانيين والخالصي وأولاده) بل اقدموا بتوزيع منشورات ضد الحكومة والملك تدعوا الشارع العراقي عامة الى العصيان والانقلاب على الحكم الملكي ومن المعروف ان " الخالصي وأولاده عرب لكنهم تجنّسوا بالجنسية الإيرانية حتى لا يجنّدوا في الدولة العثمانية"عندها تمَّ إبعاد كلّ المراجع الكبار الإيرانيين وكانوا تسعة أفراد مع الخالصي وأولاده، وممن أبعد: الأصفهاني، والنائيني واستقروا في مدينة قم الإيرانية والتحق الخالصي بهما بعد أن أُبعد إلى عدن (اليمن) فاستغل موسم الحج وذهب لإيران وتماهيا من الشيخ الخالصي مع دولة إيران والذي خالف علماء الشيعة (حتى العجم) حيث دعى وأمر بإعطاء الخُمس للدولة الإيرانية وليس للمراجع الشيعة، مما سبب له خلافاً شديداً مع بقية المراجع، وتذرّع بأنّ إيران يجب أن تكون قوية، وأن الخُمس يجب أن يُعطى للقوات المسلحة الإيرانية، وأمر بجمع أموال الأضرحة في العراق ودفعها لإيران . أما مرجع الشيعة محسن الحكيم الطباطبائي (ت 1970م) والذي مكث 25 عاما في المرجعية، قال عن الشاه: "إن نظام الشاه هو المدافع الوحيد عن شيعة العالم وهو حصنهم الحصين والوحيد"، ولم يكن الحكيم وحده بل آل الحكيم كلهم يعتبرون ان ايران نظاما في حكم المرجع الاول والأخير وانسحب على ذلك مريديهم واتباعهم والتي شكلت قوتهم التي لا يستهان بها الان [3]، ولا يخفي على احد ان تأسيس حزب الدعوة في العراق عام 1959م كان بمباركة ودعم نظام الشاه.والدليل توتر العلاقة بعد سقوط الشاة بين قادتة والقادة الجدد رغم التقارب في الأيدلوجية . طوال حكم شاة إيران كان يفاخر برعايته للتشيع في العالم بأسره ، كما أن الشاه حاول استيعاب المرجعية في النجف واول من اطلق عليها لقب (المرجع الأعلى) بل إن الشاه الإيراني كان يستغل العلماء الشيعة العراقيين لمصالحه فقد بعث في السبعينيات وبالتحديد سنة 1973 السيد طالب الحسيني الرفاعي [4]إلى مصر، فأنشأ جمعية باسم "آل البيت" وبدأ ينشر التشيّع الإيراني بين فقراء المصريين عبر موظفي سفارة الشاه [5]، وصار هذا طريق الكثيرين من المصريين إلى العمل في الوظائف الحكومية في إيران، وفي المؤسسات الإيرانية في مصر، وتم التعامل والتعاطي مع الفكر القادم الجديد "لأسباب مصلحية مالية " من قبل عدد لا بأس به من المصريين خلال ست سنوات قضاها الرفاعي في مصر . حاولت إيران أن تسيطر على العراق من خلال "الشيعة العرب" ولم يكتب لها النجاح لاسباب معروفة ترجع بالأساس للتنافر الروحي والقومي والعادات والتقاليد والتعامل مع الفرد العربي بطرق واساليب مكشوفة وغير قابلة للتنفيذ خاصة للعراقيين العرب الذين يعتبرون ان قوميتهم مرتبطة بشكل اساس في وجودهم وكرامتهم وقد حاول الرئيس الراحل صدام حسين أن يجعل المرجعية الشيعية في العراق بقيادة السيد محمد صادق الصدر " والد مقتدى " كونه عربياً، ويملك مدرسة دينية عباره للطائفية والدليل حجم القبول والتقارب الذي بدر من العشائر العربية التي تريد ان تتجاوز عقدة المرجع الديني الغير عربي ، لكن إيران التي فرضت قبله الخوئي كمرجع أول، ثم عبد الأعلى السبزواري، ثم علي السيستاني، لا يمكن ان تقبل بعربي النزعة والحضور ، ومنهم من على قيد الحياة بعض من المسؤولين في فترة الرئيس صدام حسين ولديهم كافة اسرار وملفات هذا الموضوع ، ايران اقدمت على ترسيخ ثقافة الشعائر الغير حسينية وسيدنا الحسين (ع) سِبْط رسول الرسول (ص) بعيد كل البعد عن هكذا صقوس وان تم التغاضي عن العزاء وطقوسة المستوردة للاسباب تتعلق بفوضى العراق الحالية لكن المثير في موضوعة نغمة الأذان وليومنا هذا فهي معتمدة في الكثير من المدن العراقية الرئيسية على الطريقة والألحان الفارسية (الروزخون) [6]ولا تمت بصلة للهجة العشائر العراقية العربية في المدن والارياف والأهوار الذين لهم ثقافتهم وأشعارهم وقصائدهم بألحان أهل الجنوب والفرات المعروفة، وفي بعض الأماكن لا يرفع الأذان إلا بلحن إيراني وبقرار رسمي من بعض الجهات النافذة .هذه عادات مستوردة تلقفها بعض أهالي الفرات والجنوب من خلال التواصل مع الإيرانيين كنوع من التبعية والواجهات واستُخدمت من قبل الاجهزة والمخابرات الإيرانية كأداة لتمرير العادات والثقافة الصفوية الإيرانية في العراق ولترسيخ الشعور المطلق بالتلاحم الاجتماعي وبحكم اصولنا ومعيشتنا في الجنوب والوسط كنا نشاهد سابقا أن المواطنين ذوي الأصول الإيرانية يضعون صور شاه إيران في منازلهم، وصورة زوجته فرح ديبا ويتغزلون بجمالها، رغم أن هؤلاء أكثرهم ولد في العراق أو جاء للعراق وهو صغير السن. والجميع يتذكر في نهاية السبعينيات وقبيل سقوط الشاه كانت هناك إذاعة إيرانية تَبث بالعربية كنوع من الغزو الناعم الإيراني تُسمع في أنحاء العراق اغلب برامجها تناغم ثقافة الشعائر المغلوطة والتي هي بعيدة عن المجمتع العراقي والعربي حيث تجذرت قبل تأسيس الدولة العراقية وفي فترة العثمانيون تحديدا حيث يشجعون أحيانا على ذلك، فقد سمح والي بغداد العثماني علي رضا اللاز [7] بإقامة هذه الطقوس، وكان بعض الجنود العثمانيين يشاركون في تلك الشعائر في مدينة النجف بأمر منه [8]مايقام من بدع وفعاليات وطقوس من لطمٍ وضربٍ بالسلاسل المسوطة على الظهور (الجنازير أو الجنزيل أو الزنجيل باللهجة العراقية)[9] وضربِ الرؤوس بالقامات (الحربات) والسيوف وإسالة الدماء، تعمدت مؤسسات وجهات إيرانية بتروجيها ليس في العراق فقط بل حتى في دول قريبة منها، لم يعرف شيعة العراق لغاية سنة 1831م هذه الامور على الإطلاق وأول من قام بتصدير هذه الفعاليات إيراني يُدعى باقر بن الشيخ أسد الله الدزفولي (نسبة لمدينة دزفول أو دسبول الإيرانية) والذي سكن مدينة الكاظمية في بغداد، كان العرب الشيعة لا يفعلون شيئاً من هذه الطقوس، بل يفعله الفرس والتركمان وشيعة القفقاس والأذربيجانيون (الأذريون أو الأزريون) المقيمون في مدينتي كربلاء والنجف،وتشير الحقائق أن التسوّط بالسلاسل دخل النجف سنة 1919م، وأن الحاكم البريطاني في النجف ساعد على إدخال ذلك؛ ويعلم جيدا كيف تدار هكذا طقوس من تجربته الشخصية يوم كان حاكماً على مدينة كرمنشاه الإيرانية، أما في كربلاء فقد دخلتها هذه الطقوس سنة 1899م، وقبل ذلك لم يكن العرب العراقيون يمارسون ضرب الظهور بالزنجيل، بل كان العرب والقبائل والعشائر يقفون مشاهدين ومتفرجين فقط لما يفعله القادمون من خارج البلاد لإحياء شعائرهم وطقوسهم الخاصة ، ان العربي بطبيعته يأنف طرق تعذيب النفس، ويعبر عن حزنه ومشاعره ربما بالبكاء والعويل أما تعذيب الجسد وإسالة الدماء فهذه ثقافة دخيلة على العشائر العربية العراقية. ..يتبع



المصادر

[1] "مذكرات في صميم الأحداث " لمحمد مهدي كبة ص26.27

[2] "لمحات اجتماعية" لعلي الوردي (6/218)

[3] انظر مقال "عادل رؤوف ظاهرة ثقافية وفكرية مميزة وفريدة" رعد الجبوري، مجلة صدانا الإلكترونية، 2009م.

[4] من علماء شيعة العراق وهو الذي صلى على الشاه عند موته.
[5] تقرير مركز ابن خلدون للأقليات لسنة 1999, ص 183.
[ 6 ] لفظة فارسية معناها (قارئ الروضة). فالقراءة أصلها فارسي.
[ 7 ] طريقة صوفية تجمع بين التشيع والتصوف كانت منتشرة بين العثمانيين.
[ 8 ] يعلل بعض الكتاب سبب ذلك أن علي رضا أراد منع تعاطف الشيعة العراقيين مع نفوذ محمد علي باشا في مصر والذي شرع بالتحرك نحو الشام والعراق، انظر: "العراق بين احتلالين" للمؤرخ عباس العزاوي (7/293)، و"لمحات اجتماعية" لعلي الوردي (2/110-111).
[9] كلمة فارسية، انظر "معجم المصطلحات والألفاظ الأجنبية في اللغة العامية العراقية" د. مجيد محمد.



#علي_طالب_الملا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 3
- مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 2
- مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟؟
- مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟
- نفق مظلم أم وجهات فاشلة ؟ أشكالية أجهزة المخابرات الدولية في ...
- أعترافات متأخرة
- وهم النجم الجماهيري


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي طالب الملا - مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 4