أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عادل كوننار - في التضامن، في اللا تضامن و في ما يمكن أن يكون بينهما














المزيد.....

في التضامن، في اللا تضامن و في ما يمكن أن يكون بينهما


عادل كوننار

الحوار المتمدن-العدد: 4991 - 2015 / 11 / 20 - 15:19
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


"على الإنسانية أن تضع حدا للحرب، و إلا فإن الحرب سوف تضع حدا للإنسانية" هذه العبارة الصادرة عن الرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي ربما تعبر أكثر من أي وقت مضى عن واقع الحال في عالم اليوم، و ما الهجمات التي عرفتها باريس مؤخرا سوى تأكيد لذلك.

و لئن كانت الغالبية العامة عربيا، قد انساقت في تعاطيها مع الحدث نحو فكرتين بارزتين، لم تخرجا من جانب، عن شجب و استنكار ما حدث و التضامن المطلق مع فرنسا و مع ضحاياها، المنظور إليهم كضحايا للإرهاب باسم الدين، في حين من جانب اخر كان التضامن على استحياء أو الشجب مشروطا بأن يسبقه شجب اخر لما يعانيه بشر آخرون في مناطق أخرى من العالم.
هكذا كان الانقسام عندنا كما هو الحال في كل مرة مسبوغا بنكهة الإيديولوجيا و بغياب حس تحليلي موضوعي، أصحاب التضامن المطلق مع فرنسا في غالبيتهم من ذوي التوجه الإيديولوجي "الحداثي" المعادي لكل ما هو إسلامي، و الذين يكفيهم أن يتعرفوا على هوية الجناة حتى يأخذ الاستنكار لديهم شكلا مطلقا من الاصطفاف في الطرف المقابل، في تفاعل مفتقد لأي نظرة متوازنة، أما أصحاب التضامن المستحيي أو المشروط هم في غالبيتهم من ذوي التوجه الإسلاموي الذي لم يتخلص بعد من مبدأ الحقيقة المطلقة الذي يعتبر غير الملسمين و بخاصة الغرب كفارا، مصيرهم إلى جهنم و بئس المصير، فيصير قتلهم -وفقا لهذا المنطق- و إن في جزء قصي من أعماقهم جهادا في سبيل الله.
هكذا نغدو و في الحالتين متخذين لمواقف انتقائية بعيدة عن الموضوعية، حين نتضامن نتضامن بحسب هوية الجناة، و حين نحجم عن التضامن فبحسب هوية الضحايا.

و الواقع أننا لو أردنا أن نكون متبصرين دون خلفية إيديولوجية، فسنجد ربما أن الحادث يندرج ضمن مواجهة ليست الإيديولوجيا الثقافية و الدينية سوى غطاء لها، في حين أن محركها الأساس هو إيديولوجيا المصالح السياسية و الاقتصادية، ففرنسا و هي تتجه بطائراتها الحربية بعيدا عن أراضيها لتقصف داعش داخل الأراض السورية، طمعا في تحقيق أهداف جيو-استراتيجية بالمنطقة، فإنها بذلك تكون قد أعطت لذاك التنظيم الحق في الرد عليها، و حادث باريس يدخل في إطار هذا الرد بغض النظر عن أي حكم أخلاقي، فهذه هي الحرب التي تجعل اللعب بكل الأوراق مباحا.

أما أن ننظر لحادث باريس الأخير نفس نظرتنا لحادث شارلي ايبدو فهو لعمري الخلط الذي ليس بعده خلط، لأن عملية الأخوان كواشي و من كان معهما كانت تستهدف مجلة تنشر رسومات اعتبرت عدائية و مستفزة للمسلمين، فكان الرد بتصفية طاقم تحرير المجلة، هنا المواجهة فكرية إيديولوجية انتهت نهاية درامية، فموقف أصحاب المجلة مهما بلغت درجة استفزازه سيبقى في إطار حرية التعبير، و الرد عليه لا يمكن سوى أن يكون مجرما لأنه استعاض عن الرد تعبيرا بالرد اعتداءا بالقتل، في حين أن حادث الباطاكلون فهو و إن كان اعتداء بالقتل و ضد أناس أبرياء تماما فإنه يجد تسويغا له في كون الدولة الفرنسية كانت مبادرة بالهجوم، و بالتالي مشرعنة للرد، الذي و إن كان مستنكرا في حق القتلى فهو يبقى "مبررا" في حق الدولة.

في السنوات الأخيرة أخذت كلمة "الإرهاب" شكلا غامضا هلاميا لكثرة ما استخدمت في كل النزاعات و من قبل الكل ضد الكل، و كل ذلك في سبيل تسويغ المواقف و شرعنتها، و في مثل هذا قال تيري إيجلتون في كتابه : "الحاجة إلى الخصوم واضحة بما يكفي في السياسة المعاصرة: فإذا كان السوفيات قد كفوا عن لعب دور الآخر على المسرح الغربي، فيمكن للمسلمين عندئذ أن يكونوا بدلاء جاهزين. ويبدو أن الغرب يحتاج إلى أن يواصل استدعاء البعبع إلى الوجود متى يشاء"

و هكذا يصبح خلق الخصم ثم شيطنته ذريعة إعلامية فعالة على طريق تحقيق المصالح المتوخاة.



#عادل_كوننار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الحب و في بعض من ملابساته
- الإنسان بين حب البقاء و الرغبة في التميز
- الواقع و المثال، أية علاقة؟
- رمضان بين العادة و العبادة


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عادل كوننار - في التضامن، في اللا تضامن و في ما يمكن أن يكون بينهما