أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد البورقادي - لا إكراه في الإسلام وإنما عليك البلاغ فقط ..














المزيد.....

لا إكراه في الإسلام وإنما عليك البلاغ فقط ..


محمد البورقادي

الحوار المتمدن-العدد: 4989 - 2015 / 11 / 18 - 08:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن الدين الإسلامي لا يدعو أتباعه لتكفير الناس بغير حق ..ولا يعتمد على نشر أفكاره بقوة السيف وسلطة النفوذ ..حاشاه فهو بعيد عن هذا الزعم بعدا كبيرا ..بل إن أصل الدين وشرطه الأساسي أن يخير من يدخل إليه فإن شاء دخل وأسلم عن طوع ورضى وإن أبى فله دينه ولك ولنا ديننا ..قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ .. لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ .. وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ .. وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ .. وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ .. لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ....ذلك أن في الإسلام قاعدة أساسيَّة صريحة بالنسبة للحريَّة الدينيَّة حيث يقول تعالى لا إكراه في الدين أي لا إجبار ولا قهر على جعل غير من لم يرد اعتناق الإسلام أن يعتنقه فله مطلق الحرية في اعتقاده ..بل إن جوهر الإعتقاد يقتضي الإختيار الحر الذي لا يخالجه خوف ولا طمع من أي كان لأنه اقتناع بالقلب والعقل وليس اضطرار وإجبار .. قد تبين الرشد من الغي أي أن القول الحق واضح وجلي وعليه فطر سائر الخلق ..وعليه فمن ارتضاه نهجا ودينا فقد وافق فطرته وبصيرته واهتدى إلى الطريق المستقيم ومن خالفه لكبر أو إنكار أو جحود فقد عمي وظل عن الطريق وهو يعلم أنه ظال بذلك الفعل لكن كبره منعه الإسلام للحق ..مصداقا لقول رب العزة لفرعون وجنوده وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم أي أن فرعون وجنوده يعلمون الحقيقة التي دعا إليها موسى ولكن نفوسهم المتغطرسة أبت أن تذعن رغم تيقنها بما جاء به رسول الله ..ومن بعده محمد صلى الله عليه وسلم فلم يأمر الرسول والمسلمون من بعده أحدًا باعتناق الإسلام قسرًا، كما لم يُلجئوا الناس للتظاهر به هربًا من الموت أو العذاب.. إذ كيف يصنعون ذلك وهم يعلمون أن إسلام المُكْرَه لا قيمة له في أحكام الآخرة، وهي التي يسعى إليها كل مسلم؟!..
فالدين إذن اختيار وليس اضطرار ..واقتناع وليس فرض ..لقول الله عز وجل {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ..ولفت القرآنُ نظر رسول الله إلى هذه الحقيقة، وبيَّن له أن عليه تبليغ الدعوة فقط، وأنه لا سلطان له على أحد وليس من شأنه إلزام أحد كيفما اعتناق الدين إن لم يشأ ، فقال: {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ، وقال: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ} وقال: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاَغُ}. ومن ذلك يتَّضح أن دستور المسلمين يرفض رفضًا قاطعًا إكراه أحد على اعتناق الإسلام وأن كل ما عليهم كعلماء وكأفراد أن يبلغوا هذا الدين كل حسب استطاعته وإرادته وعلمه لقول الرسول : بلغوا عني ولو آية ..فالأولى نشر الدين بالكلمة الحسنة وبالتواضع وباللين وبحسن المعاملة والأخلاق الحسنة والتسامح والصفح وبالممارسة والفعل لا بالإنعزال عن الخلق والتصوف واعتلاء الجبال تفردا بنفسك .. وهنا يكون التفاضل وتصح الدعوى ويؤجر من عمل على نشر تعاليم الإسلام كأجر فاعلها لقول الرسول .. الدال على الخير كفاعله ..
كما قال تعالى معلما خلقه بحرية اختيار مذهبه وفق مشيئته بقوله : ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات ..أي كل فرد وما يناسب تطلعه ويتماشى مع إرادته لكن اللبيب مع يرضخ للحق ويسبق للحسن من القول والفعل ..وقال كذلك إنا هديناه النجدين إما شاكرا وإما كفورا ..أي كل قد عرف الحقيقة بسمعه وبصره وفؤاده وتيقن من الحق بهدي ربه له وبسعيه لمعرفة الحق بعقله وجوارحه فإن شاء أعتق نفسه وإن شاء أوبقها ..
أما الجهاد والقتال فلم يشرع إلا لدفع الضرر والدفاع عن النفس والعرض والمال لقوله تعالى :{وَقَاتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}.أما .الذين لا يبادرون بالاعتداء، فلا يجوز قتالهم ابتداءً.. لأن الله تعالى نهى عن الاعتداء. الحرب لها غاية تنتهي إليها.. وهي منع فتنة المؤمنين وترك إيذائهم..ولا يكون القتال لحظوظ النفس وشهواتها، وحب سفكّ الدماء فذلك منهي عنه ..وتتضح سماحة الإسلام مع أعدائه من قوله تعالى: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ . وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ} ..{إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً} ..أي إبلاغ للناس ونشر للدين ولا يكاد يخلو مجتمع الآن من وسيلة إعلام توصل لأفراده الدين ولو في عقر دارهم وعلى سرائرهم حتى لا تكاد تجد أحدا إلا الناذرجدا إلا وسمع عن الإسلام وعرف عنه ولو القليل فمن ابتغى الإتباع أعد له عدته ومن أعرض ونئا بجانبه فهو حر في ذلك .. فما أنت عليهم بجبار ..
إن الإتهامات العبثية التي تكال ضد الدين الإسلامي، غير نابعة عن دراسة نزيهة وموضوعية لآيات القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، ولدحضها لا بد من الرجوع إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وإظهار الحقائق التي غابت عن أذهان الناس فيها، والعمل على الترويج لها بكل وسيلة، كلما سنحت الفرصة لذلك، لكي تطغى على تلك الأفكار المشوهة التي تسربت إلى عقول بعض المسلمين، ويمتطيها أعداء الدين الإسلامي من أجل تشويه صورته. كما أنه من الواجب دراسة القرآن المجيد دراسة شمولية نزيهة وموضوعية، من أجل فهم المبادئ المتعلقة بالجهاد القتالي وشروطه، ولفهم مدى انسجام هذه المبادئ مع التعاليم السلمية التي جاء بها الدين الإسلامي، إذ لم يكن نشر الدين الإسلامي بقوة السيف بأي حال من الأحوال مبدأ من المبادئ الإسلامية، ولا هدفا من أهداف الدعوة الإسلامية الحقة التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم.



#محمد_البورقادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام ينسخ غيره من الأديان السماوية وغيره من الأديان كفر . ...
- في المراد من الزواج..
- المشهد الإنتخابي زمن الإنتخابات..
- داعش والفكر التطرفي ..
- الإسلام.. الدين الحق
- نظرة في دواعي انتشار الجريمة :.مدينة فاس نموذجا
- مطالب الحريات الفردية..
- غشاء البكارة وتمثلات المجتمع ..
- إباحة الإجهاض وتسوية حضوض الميرات..
- الإشاعة ودَوْرُ دُور النشر..
- مسألة التثليث عند المسيحيين ..
- تأملات في عالم الحياة ...
- في العزوف عن الزواج ..
- أغنياء المغرب..
- المدارس الخصوصية ..
- الباعة المتجولون أو -الفرّاشةّ-
- جحد المعروف ..
- عالم الفيسبوك..
- البرهان على وجود الله..
- عصر الغفلة..


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد البورقادي - لا إكراه في الإسلام وإنما عليك البلاغ فقط ..