أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سامان كريم - سحب البرلمان تفويضه من العبادي, سببه فشل العبادي بازاحة غريمه المالكي















المزيد.....

سحب البرلمان تفويضه من العبادي, سببه فشل العبادي بازاحة غريمه المالكي


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 4979 - 2015 / 11 / 8 - 21:34
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


سؤال: صوت مجلس النواب العراقي الإثنين 2 / 11 / 2015 لصالح قرار يمنع السلطتين التنفيذية والقضائية من استخدام صلاحياته التشريعية، يعني أن البرلمان سحب التفويض الذي قرره للعبادي في أجراء اصلاحات استجابة للأحتجاجات الجماهيرية ضد نقص الخدمات وضد الفساد.. الأحتجاجات الجماهيرية أنحسرت وأصلاحات العبادي حتى أنها لم ترتقي الى مستوى الأصلاحات الترقيعية للمطالب الجماهيرية.. فالفساد والطائفية بقيت على حالها أن لم تكن قد توسعت أكثر واكثر.. سوء الخدمات بقي كما هو وظهر منه الأسوء في موجة الأمطار الأخيرة في العراق.. بنظرة أخرى نرى أن الأحتجاجات الجماهيرية تم تسخيرها لمصلحة نظام المحاصصة في العراق وخرجت الجماهير منها خالية الوفاض.. ونرى ذلك من خلال ما تم تمريره من قوانين كانت معطلة منها قانون العمل وقانون الأحزاب وسلم الرواتب الجديد واخيرا قانون البطاقة الوطنية.. الصورة الأن هي أن العبادي كان لديه تفويض من البرلمان وتفويض من رجال الدين لكنه فشل في القضاء على الفساد وتوفير الخدمات.. كيف ترى فصول هذه اللعبة وابطالها من البرلمان والحكومة والمؤسسة الدينية؟؟.. وماهو الدرس الذي علينا أن نتعلمه في قادم نضالنا من أجل تحقيق مطالبنا في حياة حرة تليق بالأنسان في العراق؟؟..

سامان كريم: القضية ليس بهكذا بساطة. قلت في مقالاتي السابقة حول الاحتجاجات الجماهيرية, واصلاحات العبادي والتيارات والحركات السياسية المختلفة مشاركة فيها معها او ضدها.. شرحنا كل هذه الامور خلال الشهرين السابقين وعبر جريدة الى الأمام. قلنا ان العبادي ليس بامكانه ان يقود هذه العملية لانه هو ابن هذه المدرسة الاسلامية. وهو ابن حزب الدعوة ورئيسه لحد الان نوري المالكي الفاسد الاول في العراق, فاسد ادريا وماليا وفكريا وهو طائفي بأمتياز ايضا.. وقلنا ان اصلاحات العبادي هي إصلاح تقنين الرأسمال واصلاح ربح وفائض قيمة الرأسمال واصلاح الدولة بمعنى مركزتها وتقويتها.. قلنا ان الاصلاح الذي يتحدث عنه العبادي ضد الجماهير وضد العمال وضد الموظفين واخرها هو قانون سلم الرواتب الجديدة, ودمج شركات التمويل الذاتي ودمج الوزارات.. بمعنى اصلاحاته هي عبارة عن: الترشيق الاداري, والتقشف المالي. ويعني توسيع رقعة نسبة البطالة وطرد العمال والموظفين من عملهم, وبيع شركات ومعامل القطاع العام الى القطاع الخاص او دمج عدد منها.. في سبيل اجراء هذه العمليات وفي سبيل تقوية البنية المالية للدولة عليه ضرب الفساد.. يتحدث العبادي عن القضاء على الفساد ولكن على قول المصريين "مش ادها".. وقلنا ان القضية ليس اصلاحات بل ان القضية الاصلية تشيئت تحت يافطة الاصلاحات.
العبادي جاء عبر داعش الامريكي والسعودي كما جاء الاسلام السياسي كله عبر الدبابة الامريكية في بداية احتلال العراق.. العبادي جاء لتقوية المسار والمحور الامريكي مقابل المحور الروسي الايراني, العبادي جاء ليتسنى لامريكا وحلفائها من ازاحة المالكي ليس من منصبه كرئيس للوزراء فقط بل ازاحته من العملية السياسية, ازاحتة من موقعه القوي والمؤثر في مجمل العملية السياسية الراهنة وخصوصا داخل ما يسمى بالبيت "الشيعي". وهذا ما بدا به العبادي على اكتاف المحتجين في ساحة التحرير بفصل المالكي من منصب نائب رئيس الجمهورية, وفشل في الامر اخيرا.. العبادي والسيستاني والسيستاني هنا كمرجع ديني عالمي ضخم ولكن يمثل حالة العراق ازاء مرجعية ايران، (وهذا صراع تاريخي قديم بين المرجعيات الدينية في ايران والعراق)، او يريدون اظهار هذا الصراع على هذه الشاكلة بين الجناحين البرجوازيين, لكن القضية هو صراع بين المحاور الدولية وبالتالي الاقليمية. قضية الاصلاحات بكاملها وكل الاعمال الاخرى للعبادي من التقشف والترشيق ليس لها معنى، وحتى القوانين الصادرة في مرحلته اذا لم ينجح في ازاحة هذا التيار او هذا الجناح من البرجوازية في صفوف الاسلام السياسي بقيادة المالكي, هذا من وجهة النظر الامريكية والتركية والسعودية. المالكي هو قائد لجناح مؤثر وقوي داخل صفوف الاسلام السياسي الطائفي الشيعي, وهو يقود محور ايران-روسيا في صفوف هذه الحركة لحد الان, وهو يقود الحشد الشعبي وكتلة دولة القانون ورئيس حزب الدعوة, ونائب لرئيس الجمهورية على رغم انف امريكا والعبادي والسعودية وتركيا.. هذا هو الواقع العراقي.
العبادي فشل في مهمته اي في ازاحة غريمه المالكي من امامه, فشل في قيادة التوجهات والطموحات الامريكية والبريطانية, فشل في هذا الامر, بالتالي هو فاشل ومعه فشلت احتجاجات ساحة التحرير, معه فشلت المرجعية. وظهر ان المرجعية هي اضعف من قوة الاسلام السياسي ومن قوة ميليشياته المختلفة.. اليوم الاحتجاجات باقية في ساحة التحرير تعيش في سراب لا افق لها ولا امل.. وكان هكذا منذ البداية, حيث ان الخط او التيار السائد فيها هو تيار العبادي وبدعم من المرجعية... (لا اقصد الاحتجاجات ضد سلم الرواتب, هذه احتجاجات نضالية بوجه العبادي ومجمل الطبقة البرجوازية الحاكمة). حين يقول البرلمان او اعضاء البرلمان من كتلته اي كتلة العبادي انه فشل في اصلاحاته, يقصدون فشله بازاحة المالكي.. لان من الواضح ان هذا البرلمان الذي رفع اعضاؤه ايديهم لاصلاحات العبادي كان لتمرير بعض القوانين والقرارات التي يتشاركون بها مع العبادي.. من الترشيق والتقشف وسلم الرواتب الجديد.. لانها كلها قوانين وقرارات لصالح استثمار الرأسمال ولصالح خصخصة الراسمال بالكامل، اي بيع القطاع الحكومي او تدميره, وهذا اتفاق طبقي عام تشارك فيه كل القوى السياسية البرجوازية الحاكمة وغير الحاكمة. ولكن كنه القضية او لب القضية في مكان اخر كما شرحنا اعلاه.
فشل ولكن الفشل لا يسجل باسمه فقط, بل فشل معه محوره في المنطقة بعد التدخل الروسي في سوريا وبعد غرفة الاستخباراتية المشتركة في بغداد, وبعد جمع السعودية وايران على طاولة واحدة في فينا, وبعد التحولات الاخيرة في تقارب مستمر بين مصر وروسيا، والاتفاق الاخير بين الجزائر وروسيا حول الشرق الاوسط والحرب الدائرة في سورية, والمقاومة شرسة من جانب الحوثيين, وارسال منطمومة دفاع جوي روسية الى سوريا اخيرا, وهذه المنظمومة BUK-M2E"" صاروخية ردعية قوية, وتطور في مباحثات الرباعية النورماندية حول اوكرانيا.. عليه وعلى هذا الاساس والموارد الموضوعية والمؤثرة على الساحة السياسية الدولية والاقليمية, وبعد انكشاف وفضح سياسات امريكا وحلفائها في المنطقة وخصوصا حول الارهاب وحربهم على الارهاب وفضح عملياتهم العسكرية بعد التدخل الروسي, يجب تذكير القارئ بان الحرب او الصراع الدائر بين امريكا وروسيا هو صراع بين قوتين راسماليتين كبيرتين, قوتين تهدفان الى الاستحواذ على اكثر ما يمكن من الاراضي و النفوذ والقوة.
البرلمان بعد كل هذه الامور, وطبعا بعد مكتسبات الحشد الشعبي في مناطق ومدن صلاح الدين وسامراء واخير بيجي.. وبعد الترنح الامريكي في الهجوم على الانبار وتاجيله مرات ومرات.. وبعد ان انقلب السحر على الساحر وانقلبت المعادلة مرة اخرى على امريكا وحلفائها في العراق، يخرج علينا نوري المالكي في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" في الخامس من تشرين الثاني الجاري ويقول بصراحة:" لقد طالبت أنا الحكومة بدعوة روسيا لتوجيه ضربات على داعش، وهناك من يعارض". ويستطرد قائلا: "إن روسيا لها رغبة حقيقية في القضاء على الارهاب في سوريا والعراق"، ويؤكدا أن "روسيا وإيران هما من قدم الدعم للعراق بعد سقوط الموصل"، وإن "واشنطن أخذت دور المتفرج بعد اجتياح داعش للعراق، وكان لديها علم بتحركات الإرهابيين". وأشار أيضا "إلى أن هناك دولا كبرى تسعى لتقسيم العراق، ولا يزال هذه المشروع موجود"، كما وأضاف أن "سقوط الموصل كان مؤامرة حيكت من أطراف دولية وإقليمية". القضية واضحة وفق رؤية المالكي وتياره ومحوره.. يعني ان داعش جلبته امريكا وحلفائها وان الموصل تم الاستيلاء عليها في اطار السياسية الامريكية لضرب محور المالكي.. اي المحور الروسي الايراني.. ان سحب البرلمان تخويله من العبادي, انعطافة اخرى او نقطة اخرى لتغير معادلات قوة لصالح المحور الايراني الروسي.. هذه هي السياسة والتغيرات في المرحلة الانتقالية العالمية الراهنة..
الدرس او الاستنتاج الذي علينا ان ندركه او نفهمه هو كالتالي أولا: فصل الصف السياسي والنضالي والتنظمي عن القوى البرجوازية الاسلامية او القومية وعن المرجعيات الدينية ايضا, هذا براي النتيجة الاهم يجب ان نستخلصها من تجاربنا السابقة والتجرية الراهنة في احتجاجات ساحة التحرير, وثانيا: التنظيم حول اطار فكري وسياسي اخر بعيد عن الحالة السائدة, اطاري فكري سياسي ماركسي, يعتمد على تنظيم العمال والكادحين في مناطق عملهم ومناطق معيشتهم باسلوب نضالي وتنظيمي مغاير عن مناهج القوى البرجوازية كافة بيسارها ويمينها.. لدك اسس الاستغلال الرئيس في هذه المرحلة من تاريخنا, وهو دك اسس النظام الراسمالي في العراق ودك سلطته السياسية الحاكمة الحالية في بغداد, بمعنى اسقاط النظام الطبقي وبناء مجتمع خال من الطبقات.. وثالثا: هذه الحركة او الثورة تبدا في نقطة ما في تنظيم عدد قليل من العمال في مصنع او شركة ما.. لتتطور الى اماكن ومناطق اخرى ولكن وفق هذه الرؤية وليس رؤية مختلفة.. تنظيم الاحتجاجات اينما كانت سواء كانت عمالية "وهذا هو عملنا الرئيس والاساس"، او جماهيرية او نسوية او موظفين ومعلمين وعاطلين عن العمل.. كل هذا هو عملنا..



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اجتماع فيينا هو نتيجة مباشرة للتدخل الروسي في سوريا
- التنظيم والاتحاد يؤدي الى فرض ارادة العمال والجماهير على الب ...
- أنعقاد الدورة السبعون للجمعية العامة للأمم المتحدة ودخول روس ...
- الحلف الأمريكي لمحاربة داعش بدأ يتفسخ رويدا رويدا
- البرجوازية لم يتبق لها نفس, نفسها الاخير هو الدين
- دخول القوات الروسية الى سورية يشكل ضربة قاضية لنفوذ واعتبار ...
- الحركة الأحتجاجية في العراق تعاكس مطالبها
- الاحتجاجات بين وهم الجماهير وحقيقة إعادة الثقة بالسلطة السيا ...
- اصلاحات العبادي تجميل الفساد والمحاصصة عبر عملية اعادة الهيك ...
- الوضع السوري يتجه نحو التسوية المؤقتة بدون الامن والاستقرار ...
- قصف مقار (به كه كه) من قبل حكومة أردوغان يعني تقوية داعش في ...
- أتفاقات البورجوازية أو الصراع بين اقطابها لحد الان يرسم عالم ...
- حول أزمة ديون اليونان.. سياسة الأصلاح الأقتصادي هي لغة النفا ...
- الاجتماع الثلاثي المرتقب في بغداد يافطة مشبوهة لتضليل الراي ...
- الهجرة وطلب اللجوء نتاج طبيعي لسياسات واداء الرأسمال العالمي
- انشاء قواعد عسكرية امريكية جديدة بالعراق ليس له علاقة بالحرب ...
- مؤتمر تحالف الأرهاب في باريس.. مقايضة سوريا بمساعدة الحكومة ...
- سيطرة دولة الخلافة على الرمادي مسمار جديد في نعش العراق المو ...
- الطائفية السياسية قسمت الأنسان في العراق قبل مشروع تقسيم الأ ...
- حزب ماركسي ثوري قوي ومؤثر بامكانه ان يغير مسار التاريخ


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سامان كريم - سحب البرلمان تفويضه من العبادي, سببه فشل العبادي بازاحة غريمه المالكي