أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سامان كريم - البرجوازية لم يتبق لها نفس, نفسها الاخير هو الدين















المزيد.....

البرجوازية لم يتبق لها نفس, نفسها الاخير هو الدين


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 4931 - 2015 / 9 / 20 - 23:30
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


سؤال: في مقابلة في صحيفة "التايمز" حول المهاجرين قال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان "كانت أوربا مسيحية ويجب أن تبقى مسيحية"، وقال "إذا سمحنا لهم بدخول اوروبا ومنافستنا فيها فسيتكاثرون ويفوقونا عددا إنها مسألة حسابات وأرقام ونحن لا نحب ذلك". وفي حديثه أعتبر ان حرية التعبير والحريات العامة والمساواة التامة بين المرأة والرجل من أنجازات المسيحية.. وهذا ليس راي رئيس الوزراء المجري فقط، فهناك مدن فرنسية قررت أن لاتستقبل من المهاجرين غير المسيحيين، وحتى الفاتيكان أعتبر استقبال المهاجرين من الأخلاق المسيحية.. في الشرق الأوسط والمنطقة العربية تم تقسيم الأنسان وفق هويته الدينية والطائفية.. لكن من الواضح أن هذا التقسيم امتد ليشمل العالم المتمدن.. هل تقود الراسمالية اليوم الأنسانية الى نهاية المدنية وأعادة الحقب الدينية؟ هل يجري تشكيل النظام العالمي لمرحلة ما بعد نظام القطب الواحد بمقاسات عصور العبودية والتقسيم على اساس الأديان؟

سامان كريم: القضية من حيث المضمون ليست جديدة, إبراز الهوية الدينية اي المسيحية بوجه الآخر والآخر هنا المسلمون او البلدان التي تسمى بالمسلمة، ليست ظاهرة جديدة بل تم رفعها مرات عديدة بوجه تركيا ودخولها الى الاتحاد الاوروبي.. من قبل الرئيس الفرنسي الاسبق للمثال فقط. القضية في العالم الراسمالي المعاصر تبدوا طبيعية اذا ننظر اليها من وجه نظر "الهوية". الهوية هي ركن من ‌‌أركان النظام الرأسمالي العالمي, وركن من اركان بقائه كنظام. كنظام يتعاش على تقسيم الانسان على اساس هويات مصطنعة منها الهوية الدينية والقومية.. هذه القضية او هذه العادة وهي في المنظمومة الفكرية والثقافية سائدة على صعيد عالمي.. تبدوا اعتيادية كأي من الظواهر الرجعية الاخرى الموجودة على الصعيد الاجتماعي والعالمي.
القضية هنا وفي هذه المرحلة ليست قضية "هوية" بالمعنى العام او ليست قضية عابرة أو زلة لسان مسؤل ما بل قضية سياسية بإمتياز. تحدثنا عن هذه المسالة في مقالاتنا السابقة وقلنا ان تشكيل الاحزاب على اساس الدين في اوروبا قضية مطروحة، وقلنا ايضا ان التجاذبات الدينية في اوروبا مطروحة, وقلنا ان البرجوازية لم يتبقى لها نفس, نفسها الاخير هو الدين والدين هنا المسيحية ومشتقاتها او مدارسها المختلفة.. هذه اكدنا عليها واليوم نرى ذلك بصورة اكثر وضوحاً وملموسا.
قضية اليوم او الـتأكيد على الهوية المسيحية لأوروبا هي سياسية, بالتالي مصطنعة من قبل قياداتها السياسية المختلفة وهي كاذبة طبعا, لان اوروبا وتمدنها وانبهار العالم بها كانا ولايزال ليست من زاوية هويتها الدينية المسيحية، بل عبر توفيرها للحريات السياسية والمدنية والاجتماعية والمساواة القانونية بين الرجل والمراة, ونضالات حركاتها الثورية وثوراتها الكبرى في فرنسا والمانيا وبعض البلدان الاخرى, وبتطورها العلمي والمعلوماتي والتنكولوجي. الهوية الدينية في اوروبا وخصوصا الجزء الغربي منها, كانت هوية منسية لغاية الالفية الثالثة تقريبا. تم احيائها وابعاث الروح فيها مرة اخرى خصوصا بعد افلاس ايديولوجية البرجوازية الرائجة في القرن العشرين من الديمقراطيات الامريكية الى الاوربية والغربية والحرب الباردة, خصوصا على الصعيد الروحي والثقافي والتقاليد.. حيث تم اختزال كافة انواع الديمقراطيات من النيو ليبرالية والتي فشلت هي ايضا في التعبئة الجماهيرية على الصعيد العالمي بعد الحروب والكوارث والويلات الانسانية الكبرى في الغرب والشرق.. تلك الديمقراطيات الشائعة في القرن الماضي, التي افرزت الاصلاحية البرجوازية والديمقراطية الرفاهية بمعنى "دولة الرفاهية" حيث الاقتصاد الكينزي وتوفير الخدمات والضمانات الاجتماعية جوهرها.. في مرحلة الافلاس وبعد ان كشف زيف الديمقراطية والنيو الليبرالية على الصعيد العالمي.. ليست امام اوروبا ثقافة جديدة وايدولوجية جديدة, الا العودة الى السلف والعودة الى السلف رجعية مهما كان مصدرها.. اليوم نرى ونسمع ونقرأ أعادة هذا الخطاب القديم الجديد.


الجانب السياسي الأهم هو الهدف الغربي عبر قيادة امريكية لحد الان.. هذا الهدف هو تقسيم العالم على اساس الدين, بعد ان قسموا العالم على اساس القومية في بداية القرن الماضي وابان الحرب العالمية الاولي وكسياسة لتتويج رئاسة الغرب لامريكا حينذاك. في تلك الفترة كانت مبدأ القومية لــ "ويلسن" واعلان مبدا تقرير المصير هو في مواجهة الفكر الشيوعي والاتحاد السوفيتي القائم لتوه في نهاية العقد الثاني من القرن الماضي, ولتفتيت امبرطوريات سابقة مثل بريطانيا لصالح امبراطورية امريكية جديدة في وقتها. كانت القومية تقسم الانسان على اساس القومية والحدود كان رايتها والعَلم كان عنوانها واللغة كانت ناطقها "حتى ولو كان متناقضا معها".. على اية حال حينذاك شفى غليل الراسمال وربحه بتقسيم الانسان على اساس القومية.. امام اليوم وفي هذه المرحلة بعد ان عمقت الفجوة بين الفقراء والاغنياء وبعد ان ركزت الثروة الاجتماعية العالمية على أيادي حفنة من الراسماليين الكبار لا يتعدون "2500" شخصا.. وبعد سيطرة عدد من الشركات العالمية الكبرى على كافة مصادر الحياة من الغذاء الى الطاقة والتكنولوجيا المعلوماتية.. وبعد حروب عديدة بالوكالة.. يتطلب الرأسمال العالمي تقسيمات اكثر رجعية وذلك لضمان تامين ربحه وبقائه.

اليوم القومية وهي تقسم الانسان على الصعيد العالمي وفق صياغات معروفة, في الوقت نفسه تميل الى اتحاد الانسان اذا ما تعلق الامر "بقومية واحدة", بمعنى ان القومية لا ترى من الدين والطوائف الدينية شفرة للتقسيم بل ترى ان القومية هي مظلة جامعة لكل الاديان والطوائف في اطار قومية واحدة وفي العالم العربي مثلا في اطار "القومية العربية" او اللغة العربية. الراسمال بطبيعته يناقض الاتحاد ويميل دائما الى الانقسام. الاتحاد بالنسبة للراسمال وبالتالي سلطته مرض ربما مرضا خبيثا وورما سرطانيا اذا كان الاتحاد على اساس الهوية الطبقية والعمالية, او مرضا اذا كان على اساس مواطنة متساوية في البلدان التي تحت سلطة القوى العالمية.

اوروبا اليوم ذيل لامريكا, تحاول ان تعمق هذا التقسيم على اساس الدين وعلى الصعيد العالمي من جانب.. ومن جانب اخر تحاول ان تقسم اوروبا نفسها لان اوروبا اليوم ليس اوروبا القرن الماضي. اوروبا اليوم هي نتاج طبيعي لعولمة الراسمال, اختلطت فيها كل القوميات والاديان مثل ما اختلطت فيها حصص رأسمالية عالمية مختلفة.. عليه ان المسؤولين في اوروبا يحاولون تقسيمها خوفا من الاتحاد بين عناصرها او مكوناتها كما يقولون.. وهناك جانب اخر عنصري وفاشي وهو قبول المسيحين في اوروبا ورفض المسلمين كما جاء على لسان حكومات في اوروبا منها حكومة الجيك وبولندا.. اخيرا ان الرأسمال وطبقته البرجوازية تحاول جاهدا شق الانسان مهما حصل.. خوفا من الاتحاد بين الطبقة العاملة وخوفا من الثورة, هذا جانب اعمق من الموضوع.. اكرر مرة اخرى ان ظهور احزاب دينية او على اساس ديني في اوروبا ليست مسالة بعيدة.. واخيرا براي ان امريكا تحاول ان تخلق مشاكل داخل هذا الكيان القديم اي اوروبا, تخلق مشاكل عديدة منها التقسيم على اساس الدين ومنها شرقها وغربها ومنها روسيا فوبيا.. خوفا لتقارب بين اوروبا وروسيا وخصوصا روسيا والمانيا.



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دخول القوات الروسية الى سورية يشكل ضربة قاضية لنفوذ واعتبار ...
- الحركة الأحتجاجية في العراق تعاكس مطالبها
- الاحتجاجات بين وهم الجماهير وحقيقة إعادة الثقة بالسلطة السيا ...
- اصلاحات العبادي تجميل الفساد والمحاصصة عبر عملية اعادة الهيك ...
- الوضع السوري يتجه نحو التسوية المؤقتة بدون الامن والاستقرار ...
- قصف مقار (به كه كه) من قبل حكومة أردوغان يعني تقوية داعش في ...
- أتفاقات البورجوازية أو الصراع بين اقطابها لحد الان يرسم عالم ...
- حول أزمة ديون اليونان.. سياسة الأصلاح الأقتصادي هي لغة النفا ...
- الاجتماع الثلاثي المرتقب في بغداد يافطة مشبوهة لتضليل الراي ...
- الهجرة وطلب اللجوء نتاج طبيعي لسياسات واداء الرأسمال العالمي
- انشاء قواعد عسكرية امريكية جديدة بالعراق ليس له علاقة بالحرب ...
- مؤتمر تحالف الأرهاب في باريس.. مقايضة سوريا بمساعدة الحكومة ...
- سيطرة دولة الخلافة على الرمادي مسمار جديد في نعش العراق المو ...
- الطائفية السياسية قسمت الأنسان في العراق قبل مشروع تقسيم الأ ...
- حزب ماركسي ثوري قوي ومؤثر بامكانه ان يغير مسار التاريخ
- خطر ما بعد داعش ليس اقل من الخطر في مرحلة داعش
- عاصفة الحزم حسرت الدور السعودي في المنطقة
- بتجاوز الملف النووي الايراني, نقوي الصراع الطبقي, هذه هي قضي ...
- حول عدم صرف الرواتب وحركة عمال وزارة الصناعة والمعادن
- الارهاب ضرورة المرحلة الانتقالية للراسمال العالمي.. وليس بام ...


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سامان كريم - البرجوازية لم يتبق لها نفس, نفسها الاخير هو الدين