أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجات حميد اْحمد - بفقدان الجلبي...فقدنا رمزا لحريتنا














المزيد.....

بفقدان الجلبي...فقدنا رمزا لحريتنا


نجات حميد اْحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4979 - 2015 / 11 / 8 - 03:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بفقدان الجلبي
فقدنا رمزا لحريتنا
..........................
نجات حميد اْحمد
كما قال في مناسبات عديدة اْنه يؤمن بمبادىْ الفكر الليبرالي والديمقراطي وكرس من اْجل تحقيق هذه الاْهداف كل حياته .فوفاته يرجع بذاكرتنا الى الوراْء ,الى زمن نظام وحشي ,يراْسه رجل بربري,فالحرية قد اْصبحت حلما ضائعا حتى ممن كانوا مناضلين من اْجلها,اْنه هو ,الرجل الوحيد في العراق الذي كان يؤمن بهذه الحرية ويراها ممكنا ,يراها قريبة منا بالرغم من المصاعب الجمة ,,ويفكر في كيفية الوصول اْليها .,كيف ذلك وها هو شعب العراق تنخر في جسده الصراعات القومية والطائفية والسياسية والجغرافية ,وهل من الممكن اْقامة نظام فيدرالي في العراق يجمع شمل كل الاْطراف المتنازعة منذ قرون عديدة؟ وهل من الممكن الاْطاحة بنظام صدام حسين؟
كان حال المعارضة العراقية بعربه وكرده في وضع تراجيدي,فالكرد كانوا غائبين في اْي مشروع يستهدف النظام لاْنهم كانوا تحت حصار سياسي واْقتصادي وغارقين في الاْقتتال الداخلي,ولم تكن العارضة الشيعية في وضع اْفضل من الاْكراد ,لقد كانت معارضة متشتته ,وكل فرقة لها راْي تخالف الاخر,والعراق بشكل عام كانت تئن تحت الحصار الدولي,وقد تمكن نظام صدام من توجيه الشعب العراقي ومصادرة كل حرياته .وقبل ذلك فشلت المعارضة الشيعية من الاْحتفاظ بالمدن التي حررتها قوات الاْنتفاضة في العراق,واْنهارت معها الحلم بالحرية .ففي تلك اللحظات المظلمة كان الجلبي يفكر بروية وصبر كبير,ومن اْجل تحقيق الحرية في العراق يجب اءن يلعب دورا رياديا في اْنهاء الصراعات الداخلية بين قوى المعارضة في العراق,والمساعدة في اْنهاء الاْقتتال الداخلي ,اْولا حاول حاهدا القضاء على عملية الاْقتتال الداخلي بين القوى الكردية عام 1999 .ثانيا حاول لم شمل المعارضة الشيعية (مؤتمر جنيف ولندنومن ثم صلاح الدين),ثالثا حاول ترسيخ فكرة حرية العراق في سياسة المحافل الدولية ,وتمكن من طوي صفحة حالكة من تاْريخ العلاقات الدولية التي كانت مبنية على اْساس اْحترام سيادة الدول.المبداْ التي اْرتكبت تحت لوائها مجازر بشرية كبيرة,وبهذه الخطوات الجبارة تمكن الجلبي من الوصول الى منتصف الطريق نحو حرية الاْنسان في العراق.فلم يكن الطريق نحوها سهلا .فجمع الشمل بين الفرق والقوى العراقية كان صعبا جدا , فكان يفكر بنظام جديد لحكم العراق عن طريق اقامة نظام فيدرالي ,الفكرة التي جمعت كل هذه القوى ,واْساس النظام الديمقراطي سيكون بالتاْكيد ترسيخ فكرة حرية العقيدة والتعبير عن الراْي والتعايش السلمي,ونبذ الخلافات التاْريخية ,فهو اْول شخص تمكن من القضاء على التعصب القومي الشوفيني السلطوي في العراق ازاء القوميات والاْديان والطوائف المختلقة ,عن طريق تقبل الاخر,لقد عملت سلطة البعث ولسنوات طويلة تغذية النعرات القومية والشوفينية بين الشعب العراقي,اْن يحقد العربي على الكردي,السني على الشيعي ...الخ ,ولكن المشروع الوطني والديمقراطي الذي طرحه الجلبي,تمكن من تجاوز هذه الحقبة البغيضة من تاْريخ العراق,فقد اْصبحت فكرة اْن يكون للكرد حقوق وطنية وتاْريخية وسياسية ,فكرة مقبولة من قبل جميع اْطراف المعارضة المعارضة العراقية,وكان الحال نفسه بين شيعة العراق وسنته,لقد زرع نظام البعث اْحقاد تاْريخية بينهم,فلم يكن من السهل اْن يلتقي الشيعي مع السني ,ولكن الجلبي وفي اْطار فكرة الخلاص من الظلم والاْستبداد ومن خلال الاْيمان بالفكر الديمقراطي تمكن من تجاوز هذه الاْحقاد .فخلاصة جهود الجلبي هي اْن تجتمع كل قوى المعارضة العراقية حول مشروع وطني شامل ,بعد اْن تمكن مسبقا من اْزالة هذه الخلافات بين القوى العراقية نفسها.
اْنه كان رجلا صامتا ولكنه صلب في عمله فكان قليل التعبير عن نفسه وعن مشاريعه التاريخية ,فكان حمله ثقيلا وحتى بعد تحرير العراق وتحقيق مبداْ حرية الاْنسان في العراق كان ظهوره اْمام الاْضواء قليلة جدا,لاْنه لم يكن ينوي جني ثمار ما زرعه,كان يردد دائما باْن هدفه ليس الوصول الى السلطة,وجني المكاسب والاْمتيازات ,بل تحقيق الحرية للاْنسان العراقي,واْنشاء نظام ديمقراطي وليبرالي في العراق ,يضمن حقوق كل القوميات والاْديان ,وكان مخلصا لفكره وعمله ,وبالرغم من توجيه التهم اليه واْعتباره عميل اْيراني واْمريكي وصهيوني,وبالرغم من ظلم اْخوته له واْتهامه بالفساد المالي وبالرغم من المحاولات الجائرة من قبل المنتفعين من الوضع الجديد لتهميشه ونسيان دوره في تحقيق الحرية في العراق ,الا اْنه لم يدخل في اْية مناظرة مباشرة معهم لاْنه كان واثقا من عمله ونضاله وتضحياته من اجل الاْنسان العراقي, ولم يقف بالضد مع اْية اْطراف فهو اْبن حرية العراق,فهو رمز حي لحرية الاْنسان في العراق.



#نجات_حميد_اْحمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا تنتظر تركيا من سياستها الجديدة ؟ الدماء تسيل من جديد
- نهاية داعش بداْت بحربها ضد الكرد
- طيب رجب اْردوغان وحزب العدالة والتنمية صفحة جديدة في تاْريخ ...
- جسر الاْجساد من الغوطة الى حلبجة
- الى الاْخوة في التحالف الوطني لماذا يريدها السيد المالكي حرب ...
- تمديد مهمة المراقبين الدوليين في سوريا
- نحو عالم عربي يسودها الرفاهية
- مشاركة ملف المراْة
- دراسة نقدية


المزيد.....




- فيديو طريف.. ديك رومي غاضب يطارد رجلًا أمام منزله في نيويورك ...
- الإمارات.. قرقاش يبين ما هو المطلوب من إيران بعد استهداف قطر ...
- لوحات ضخمة في قلب تل أبيب تدعو لـ -شرق أوسط جديد-: من وراءها ...
- ترامب يهاجم محاكمة نتنياهو: هل يحصل رئيس الحكومة على عفو عام ...
- محللون إسرائيليون يكشفون ما وراء دعوة ترامب إلغاء محاكمة نتن ...
- ترامب ينفي عزم واشنطن عقد صفقة نووية مدنية مع إيران بقيمة 30 ...
- حاكم كاليفورنيا يقاضي شبكة -فوكس نيوز- ويطلب تعويضا بـ 787 م ...
- صور أقمار صناعية جديدة تظهر نشاطا مكثفا في منشأة فوردو الإير ...
- واشنطن بوست: هل دُمر البرنامج النووي الإيراني فعلا؟
- ترامب يسعى لإقناع نتنياهو باتفاق لإنهاء الحرب على غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجات حميد اْحمد - بفقدان الجلبي...فقدنا رمزا لحريتنا