أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد خليل - ملاحظة عن الدور المحوري للرئيس بشار الاسد














المزيد.....

ملاحظة عن الدور المحوري للرئيس بشار الاسد


خالد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4977 - 2015 / 11 / 6 - 14:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القراءات المختلفة لشخصية الرئيس بشار الاسد منذ توليه السلطة في سورية تؤكد انه يتمتع بثقافة عالية ويتسم بالصفاء الذهني ولا يتخذ القرارات السياسية والأمنية الاستراتيجية الا بعد تفكير عميق ودراسة وتمحيص شديدين . ويقول مقربون منه انه شديد الحرص على استشارة المختصين والأصدقاء قبل الأقدام على اتخاذ قرارات سياسية. 
فكرة التخلص من السلاح الكيماوي على سبيل المثال لجا اليها بشار الاسد بعد التشاور التام مع مجموعة قيادية أمنية وسياسية ودبلوماسية تدير فعليا الدولة والأزمة في سورية ومن ثم طرحها على القيادة الإيرانية وقيادة حزب الله وبعد ذلك طرحها على الروس الذين درسوها بعناية فائقة وأقنعتهم بان إنجازها مفيد على مستويات عدة لروسيا وسوريا على السواء. ويقول ناشط سوري من الجولان المحتل ان الاتفاق الكيماوي وفقا للكواليس السورية التي تصل تفاصيلها تباعا من دمشق كان مقدمة لا بد منها لان يقنع الاسد روسيا للتدخل المباشر في سورية على النحو الحاصل حاليا ، وقد لعب السفير السوري رياض حداد دورا رئيسيا في ذلك. 
  

في مقابلة صحفية قبل ان ينتقل الى قطر وحصوله على تمويل كبير لاقامة مركز ابحاث يقول الدكتور عزمي بشارة-  "شخصيا فإنني أرى الأمور على النحو التالي: عندما نتحدث عن الرئيس بشار الأسد، فإننا نتحدث عن رجل وصل السلطة في دولة تمر بوضع صعب، تهديدات الحرب، الوضع في لبنان، انهيار الاتحاد السوفييتي، الذي أدى إلى فقدان مصدر للتسلح. لم يأت بشار الأسد على ظهر انقلاب، بل من داخل السلطة، الحديث هنا لا يدور عن مثقف قيادي بل عن رجل دولة، سياسي، من المفترض أن يدير الدولة. ماذا يجب أن أتوقع من ذلك؟ أقول إن لدى الرئيس بشار الأسد أفكاراً جديدة حول كيفية التجديد، ولديه حساسية مفرطة لألم الناس ومعاناة البشر، إنني أرى أملاً كبيراً في ذلك."

وهذه الرؤية فيها كثير من الدقة ، والأسد كان يعرف تماماً انه امام تهديدات أمريكية وإسرائيلية على المستوى الاستراتيجي وانه ينبغي توسيع دائرة التحالفات الإقليمية والدولية لمواجهة تلك التهديدات .   يؤكد متابعون للشأن السوري ان بشار هو من اقنع الروس بتعزيز تواجدهم في سورية بعد ان اثبت انه وجيشه وحلفائه على الارض السورية هم الرقم الصعب في الميدان وان تدخل روسيا في هذه المرحلة سيجعلها شريكا رابحا على المستوى الاقليمي والدولي وستكون بمثابة المحرك الاساسي للحل السياسي. ويعتقد كثير من المحللين ان السياسة السورية بقيادة بشار الاسد ومن خلال إدراكها العميق للتغيرات الإقليمية والدولية شكلت عاملا مهما في دفع روسيا الى تحقيق التوازن مع الولايات المتحدة وكسر ما يعرف بالقطب الواحد.
 المحاولات المتواصلة لإظهار بشار الاسد تابعا لا تتعدى كونها جزء من الحرب الإعلامية والنفسية التي اثبتت فشلها مع الوقت. ان العداء للأسد وشخصنة الأزمة السورية حوله ليست صدفة وليست مزاجية . لقد اثبت الاسد براعة عالية في إدارة الأزمة والتصدي لحرب تشارك بها عشرات الدول وفي كافة المستويات.  
روسيا لم تتخل عن الاسد حتى الان ليس حبا به وانما بسبب إدراكها التام للتقاطع المصلحي مع القيادة السورية على المستوى الامني اولا وعلى المستويات الاستراتيجية الاخرى بالدرجة الثانية وأي حل سياسي لا يخدم هذه التقاطعات لن يكون مقبولا من روسيا .
الاسد ومعه حزب الله وإيران ينظرون للتحالف مع روسيا من هذه الزاوية ولا مكان للنوايا الحسنة في هذا السياق. والاهم من ذلك ان ما تطرحه روسيا بعد دخول الساحة السورية منسجم تماماً مع الاستراتيجية السورية التي أعلنها بشار الاسد في خطاب له في دار الأوبرا بتاريخ 6-1-2013 والتي تضمنت مبادرة مفصلة للحل السياسي على اساس سيادة الدولة واستقلاليتها. وكل النقاط الواردة في المبادرة من حيث الجوهر تمت صياغتها في اجتماع فيينا الاخير كأساس للحل السياسي في سوريا كما جاءت على لسان سيرجي لافروف في البيان الختامي: حوار وطني شامل، ميثاق وطني ودستور معدل ، القضاء على الارهاب وبالتزامن تشكيل حكومة موحدة ليتسنى اجراء انتخابات وفقا للدستور المعدل. إذن الموقف الروسي هو موقف بشار الاسد قبل ان تفكر روسيا بالمشاركة على الارض السورية.
العارفون ببواطن الامور في المحور المعادي لسوريا يدركون تماماً دور بشار الاسد الاساسي في التصدي لمشروع تقسيم سوريا واضعافها والقضاء على محور المقاومة، ويدركون أيضاً انه يمتلك زمام المبادرة وتحديد المسارات، لذلك يصرون على تصويب السهام تجاهه ، اعتقادا منهم انه اذا سقط الاسد نالوا مبتغاهم وسقطت سوريا.
القيادة السورية بالمقابل تعلن يوميا ان القول الفصل للميدان وأنها لا تعيش في وهم الحلول السحرية وهي مستمرة في استراتيجيتها كما رسمتها رغم كل الضغوط الدولية .
القيادة السورية الحالية وعلى راسها بشار متماسكة وموحدة في كل المحاور وباتت متمرسة الى اقصى الحدود والأطراف كافة باتت تعلم ذلك علم اليقين ما يشي ببدء المسار السياسي على هذا الأساس.



#خالد_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا البحر
- التصعيد الاسرائيلي في ظل المعادلات الجديدة
- قصيدة العيد
- الى ايلان (الذاكرة) في لجوئه اللانهائي-قصيدة
- الى ايلان (الذاكرة) في لجوئه اللانهائي
- استراتيجية إسرائيلية جديدة في اعقاب الاتفاق النووي
- بين ندية التكامل وندية العداء
- الاتفاق النووي والدوافع الغربية
- تناقضات وتوازنات على الارض السورية
- ملاحظة حول المبادرة الروسية
- اسرائيل والاتفاق النووي
- ملاحظات حول تطوير نظرية التطور
- الفكرة القومية على ضوء المؤتمر القومي العربي الاخير
- القمة الخليجية الامريكية باختصار شديد
- فكرة للنقاش : نحو مرجعية جامعة للشعب الفلسطيني
- ملاحظات حول العلاقة بين الدين والعلم
- ايران والمخطط السعودي الاسرائيلي لمذهبة الصراع
- اسرائيل وامريكا استراتيجيات متداخلة ادواتها عرب الاعتدال
- العدوان على اليمن حرب بالوكالة
- حول الاستراتيجية الامريكية في ضوء القطبية المتعددة


المزيد.....




- استطلاع للرأي: بايدن سيتفوق على ترامب بنقطة واحدة فقط لو جرت ...
- -داعش- يتبنّى الاعتداء الإرهابي على مسجد غربي أفغانستان
- بي بي سي تعاين الدمار الذي خلفته الغارات الجوية الإسرائيلية ...
- قاض في نيويورك يغرّم ترامب ويهدد بحبسه
- فيديو: تصميم وصناعة صينية.. بكين تكشف عن حاملة الطائرات -فوج ...
- قانون -العملاء الأجانب- يشعل العراك واللجوء إلى القوة البدني ...
- السيسي وعقيلته يوجهان رسالة للمصريين
- استخباراتي أمريكي: شعبية بوتين أعلى من شعبية ماكرون وبايدن و ...
- اشتباكات في جامعة كاليفورنيا بعد ساعات على فض اعتصام -كولومب ...
- بلينكن يريد اتفاق هدنة -الآن- وإسرائيل تنتظر رد حماس قبل إرس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد خليل - ملاحظة عن الدور المحوري للرئيس بشار الاسد