أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هدى الجابري - دعوة خلع الحجاب تهدد من؟














المزيد.....

دعوة خلع الحجاب تهدد من؟


هدى الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 4977 - 2015 / 11 / 6 - 08:18
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



من الغريب ان يطرح موضوعا مثل - تظاهرة لخلع الحجاب- ويثير جدلا واسعا وغضبا حد الإساءة الى شخصية كاتب وإعلامي كبير مثل شريف الشوباشي، لمجرد انه أعطى رأيه بموضوعة الحجاب. الشوباشي دعا النساء اللواتي فرض عليهن الحجاب بالتوجه الى ساحة التحرير في القاهرة والتظاهر من اجل خلعه وعلى الحكومة أن توفر الحماية الكافية لتلك التظاهرة. ورأى الشوباشي كذلك ان " 70 % من النساء في مصر يلبسن الحجاب قسرا، لأسباب عديدة أهمها: صعود تيار الاسلام السياسي". طبعا الكثير من الأصوات الرافضة ارتعدت وارتعدت من الفكرة واعتبرت رأيه خطوة منافية لحقوق الانسان وضد الحرية الشخصية، وخاصة من بعض ممثلي الحركات والمنظمات الإسلامية في مصر، "ما أحلاهم" حين يدافعون عن الحرية الشخصية حيث يصبح نفاقهم واضحا لا لبس فيه.
إن فكرة المطالبة بالتظاهر لخلع الحجاب، من قبل النساء اللواتي لم يخترن الحجاب بإرادتهن أرعبت واستفزت المؤسسات الدينية والمنظمات الإسلامية الى هذا الحد! بينما لم يرف لهم جفن حين قتلت عشرات النساء من قبل عوائلهن بحجة الشرف وغيرها، ولم يرف لهم جفن عندما استباحت جماعات (داعش) دماء النساء الأيزيديات واغتصبن، وحين اختطفت جماعة (بوكا حرام) الفتيات من المدارس وأعتدي عليهن، إضافة الى تاريخ التحرش الجنسي في المجتمعات" الإسلامية" وكل ما يقومون به هو إلقاء اللوم على النساء، وزيادة الضغوط عليهن وعلى حرياتهن. أما فتاوى مثل:" زواج الأطفال، مفاخدة الرضيعة، ارضاع الكبير، مضاجعة الوداع، سن التكليف الشرعي، وغيرها لا تؤثر او تثير تلك المؤسسات او المنظمات الدينية لانها هي من تصنع هذه الدعوات التي لا تمت للمجتمعات الانسانية بأي صلة، لا من بعيد ولا من قريب. لكن الامر يعد من الكبائر حينما يصل لخلع الحجاب، لانهم يدركون انه جزء من حرية المرأة (المجبرة عليه) ويعتبروها "فتنة"
أية فتنة تثيرها دعوة صريحة لممارسة حق مشروع مثل حق عدم لبس الحجاب لغير الراغبة فيه؟ يتبجح الاسلاميون دائما بالقول" أن النساء اعطين الحق الكامل والحرية في اختيار لبس الحجاب وان حرية المرأة " الشخصية" مكفولة في الدين الإسلامي". اذا لماذا هذا الخوف من دعوة لنزع الحجاب؟ أليس لأنهم متأكدين، بما لا يقبل الشك انهم قد فرضوا الحجاب قسراً على أغلبية النساء وبكل الوسائل اللاإنسانية، ابتداءً من رش المواد الحارقة على وجوه واجساد النساء والاعتداء بالضرب والإهانة في الشارع، ثم تأليب الآباء والامهات على تحجيب بناتهم ومنع خروجهن من المنزل وتوعد النساء بشتى انواع الوعيد والتهديد من عقاب الله في الأخرة وإن وقوف الاسلاميين بوجه دعوة خلع الحجاب، قد كشفت كذبهم وزيف ادعاءاتهم عن الحرية وحقوق المرأة داخل الإسلام.
اذا صدقنا ان الحجاب يحمي المرأة من التحرش الجنسي في الشارع ومكانات العمل والمدارس "بحسب ما يدعيه رجال الدين" فإن الواقع يثبت العكس بشكل واضح وصريح. فبعد عقود من الدعوات والفتاوى والصراخ في المساجد ووسائل الإعلام بضرورة لبس المرأة للحجاب لكي تحمي نفسها من التحرش الجنسي، لم ينهي ذلك ظاهرة التحرش ولم يحمي المرأة. وحقيقة الواقع ان الكبت الموجود في المجتمعات الاسلامية يزيد كلما زادت الضغوط على المرأة وعلى وجودها في المجتمع، والحل ليس في لبس حجاب او لباس ديني، بل المشكلة اكبر من ذلك، انها تكمن في جوهر وجود الاسلام في المجتمع وتعامله مع المرأة ومكانتها وكل ما يتعلق بمفهوم وطبيعة علاقتها بالرجل. في الحقيقة فإن أكثر المجتمعات التي تعاني من ظاهرة التحرش الجنسي، هي المجتمعات الإسلامية وعلى رأس القائمة مصر واليمن، بينما نسبة النساء اللواتي يرتدين الحجاب تصل ال 89% في مصر، في حين إن نسبة التحرش الجنسي تصل الى 97% . اتساءل لماذا لا يقلل لبس الحجاب من كل هذا التحرش الجنسي؟
وعودة الى رأي الشوباشي، الذي لم يجبر أي امرأة على نزع الحجاب، لكنه عبّر عن رأي الملايين من النساء اللواتي أجبرن على لبسه. وهو إنما دافع عن النساء اللواتي غيبن واضطهدن وأجبرن على الحجاب دون ارادتهن. وهو ليس الوحيد من يرى ذلك، فقبله أطلقت الصحفية الإيرانية ( مسيح علي نجادي) صفحة في الفيس بوك للنساء الإيرانيات وطلبت من كل امرأة تشعر ان الحجاب فرض عليها، ان تأخذ لنفسها صورة دون حجاب في مكان عام وتضعها على الصفحة وفي غضون اسابيع قليلة امتلأت تلك الصفحة بحوالي النصف مليون صورة لنساء من مختلف الأعمار ومن دون حجاب. وقالت أيضا: " أنا لست ضد الحجاب، فأمي محجبة، لكني انشأت الصفحة لأعطي النساء منصة للتعبير بحرية عن اختيارهن “. (الكاردين)* . ما لذي يجبر اكثر من نصف مليون امرأة على التقاط صورا لهن من دون حجاب ونشرها على صفحات التواصل الاجتماعي إن لم يكن مجبرات على لبسه؟
أرى ان قرار لبس الحجاب يعود الى المرأة نفسها، وليس لأي احد ان يقرر ذلك عنها مهما كانت سلطته الدينية او الاجتماعية، وعلى الحكومات التي تدعي انها تؤمن بحقوق الانسان والمرأة ان تحمي حياة النساء و حريتهن في اختيار الملبس يجب ان تضمن دون قيد أو شرط.


Dehghan, S Kamali. Iranian woman wins rights award for hijab campaign. The Guardian.
http://www.theguardian.com/world/2015/feb/24/iranian-woman-wins-rights-award-hijab-campaign



#هدى_الجابري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تكليف شرعي أم اغتصاب للطفولة
- سيرة للموت
- نوال السعداوي، والحاجة لحركة من أجل إنهاء إضطهاد المرأة
- حركة احتلال وول ستريت


المزيد.....




- المرأة الفلسطينية تحت النار.. انتهاكات ممنهجة وجرائم ضد الإن ...
- دراسة: النساء العاملات ليلا أكثر عرضة للإصابة بمرض مزمن
- أين عدالة الإبلاغ من قانون الإجراءات الجنائية؟
- %40 من العاملين في أفغانستان أطفال.. والفتيات يعملن في الخفا ...
- مسؤول روسي: كييف تجتذب صغار السن والفتيات لتفرض عليهم التجني ...
- الولايات المتحدة.. وفاة امرأة صدمتها شاحنة تنقل دبابة من الع ...
- مبادرة تشريعية لتحويل إجراءات الطلاق من أروقة المحاكم إلى أن ...
- دراسة تظهر خطر العمل الليلي على صحة النساء
- عُمان: اعتقال 3 أشخاص وعشرات السيدات بينهن مصريات وإيرانيات ...
- اجمل اغاني الاطفال.. تردد قناة كراميش الجديد بجودة مميزة.. ا ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هدى الجابري - دعوة خلع الحجاب تهدد من؟