أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - انيس الامير - كيف استطاع الصداميون الحصول على موطيء قدم في الشارع ( العربي السني) في العراق؟















المزيد.....

كيف استطاع الصداميون الحصول على موطيء قدم في الشارع ( العربي السني) في العراق؟


انيس الامير

الحوار المتمدن-العدد: 1362 - 2005 / 10 / 29 - 11:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل الناس الذين اعرفهم من الاصدقاء والجيران وزملاء العمل والذين ينتسبون مجازا" الى ما اصيح يصطلح عليه في الآونه الاخيره ( العرب السنه) كانوا ينتظرون كغيرهم من ابناء العراق وبنفس الحماس نهاية النظام الديكتاتوري القمعي في العراق واقصد نظام صدام حسين. فهؤلاء الناس لحق بهم ( الا فئه قليله ) الكثير من الظلم وتقاسموا شطف العيش مع سواهم من العراقيين وذاقوا ويلات الحروب العبثيه التي اشعلها هذا النظام وفقدوا فيها ذويهم واحبتهم ودفعوا اجمل سنين عمرهم ثمنا" لحماقات الطاغيه ونزواته.وعندما بدأت الولايات المتحدة وحلفائها حشد قواتها لاسقاط هذا النظام لم يكن هناك لدى ( العرب السنه) اية مواقف واضحة ضد العمليه العسكريه المرتقبه لان الشائع والمتوقع آنذاك إن الضربه العسكريه ستكون ضربه خاطفة ( عمليه جراحيه ) لإسقاط هذا النظام واستبداله بحكومه معقوله تفتح صفحة جديدة في التعامل مع الجيران ومع المجتمع الدولي وقبل كل شيء مع ابناء الشعب العراقي وتباشر فورا" بإصلاح ما أفسده نظام صدام خلال خمس وثلاثون عاما" من حكمه البغيض.ولم يدر بخلد احد من عامة الشعب ان هذه العمليه ستسفر عن وضع العراق تحت الاحتلال الامريكي وان تتسبب في هذا الحجم الهائل من الدمار والخراب.
وابتداءا" من 9/4/2003 بدأت تطفوا على السطح صوره مغايره لتلك الصوره الورديه التي كانت في اذهان الجماهير وحلت محلها مشاهد الحرق والنهب والسلب والقتل وعاش العراق اياما" لم يشهد مثلها في تأريخه المعاصر .ولم تتشكل الحكومه المرتقبه ووضع العراق رسميا" تحت الاحتلال الامريكي بقرار من مجلس الامن.
وبعد طول انتظار تشكل ( مجلس الحكم) على أسس طائفيه وقوميه وبصلاحيات محدودة جدا"وشهد بناء مؤسسات وبشكل خاص أجهزة الأمن تباطؤ" شديدا" وتبخرت وعود الدول المانحة و أصبحت حملة إعادة اعمار العراق في خبر كان وارتكبت إدارة بريمر اخطاءا" فادحة.
وفي ظل هذه الاجواء المناسبه جدا" شمر الصداميون عن سواعدهم واستخدموا كل ما في جعبتهم من أساليب خداع وتضليل و إجرام. ولم لا؟ وهم مدرسة في التآمر على حد قول البعثي السابق ( حسن العلوي) وهم وكما كشفت الأحداث قد اعدوا لهذا اليوم العدة فخزنوا الاسلحة ووفروا الأموال واستعانوا بعتاة الإرهابيين من خارج البلاد وبالمواطنين العرب البسطاء الذين انطلت عليهم شعارات الوطنيه والحميه على الدين.
ولعبت الدعايه دورا" اساسيا" في نشاط الصداميين فقد برعوا في بث الإشاعات و أجادوا في العزف على مشاعر وعواطف الجماهير فاليهود ( كما يزعمون ) بدأو بشراء البيوت والعقارات في بغداد !! واجهزة الاستطلاع التي يحملها الجنود الامريكان تستطيع اختراق ملابس النساء وتشاهد ما وراءها !! واحمد جلبي سرق ادوية معمل سامراء!! والعلم العراقي الجديد المقترح هو مشابه للعلم الإسرائيلي لانه يحتوي على خطوط زرقاء!! والساسه العراقيون الذين انخرطوا في العمليه السياسيه ليسوا عراقيين بل هم فرس ويهود واسماؤهم مستعاره اما اسماؤهم الحقيقيه فهي من قبيل حسقيل وعلي زاده ....الخ!!.
لكن المحور الاساسي الذي اشتغلت عليه ماكنة الدعاية الصدامية هو المحور الطائفي كونه اسهل المحاور واكثرها مما يجد اذان صاغيه في الشارع العراقي. فاسقاط النظام الصدامي كما يزعمون سيحمل ( الشيعه) الى سدة الحكم وسيعاني (السنه) الويل والثبور وسيصبحون مواطنين من الدرجه الثالثه و سوف تعود ايام الدوله الصفويه. وفي هذا الاطار بث الصداميون الآلاف من القصص المفبركة عن الاضطهاد الذي يعانيه ابناء السنه في العهد الجديد وهي بالطبع اشاعات لا يجد المواطن البسيط بدا" من تصديقها اذا ما اقترنت بتدهور الاوضاع العامه والمصاعب الحياتيه اليوميه.
واضافة الى الجانب الدعائي نفذ الصداميون سلسله متواصله من الاعمال الاجراميه التي تستهدف المدنيين الابرياء فبدأو بنهب واحراق مؤسسات الدوله ثم بدء مسلسل تفجير السيارات المفخخه في المساجد والشوارع واستهداف المنشأت الكهربائيه ومشاريع امداد ماء الشرب واغتيال الشخصيات الاجتماعيه والناشطين في المجال السياسي والكوادر العامله في الدوله.
ولم يكتفي الصداميون بذلك بل جاء دور ماكنهم الدعائيه لتتهم الامريكان او الحكومه بتدبير هذه الاعمال الاجراميه ( وانا هنا لا اريد الدفاع عن قوات الاحتلال فهي ايضا" ارتكبت الكثير من الاعمال الاجراميه والانتهاكات المدانه بحق جماهير شعبنا وخاصة" في المحافظات الغربيه وفي مدينة الثوره مما اعطى الصداميين مناخات ملائمه للعمل ).
ويستعمل الصداميون العديد من السيناريوهات وهم بارعون في ذلك لتأكيد مصداقيتهم فبعد تفجير سيارة مفخخه وسط المدنيين يظهر نفران او ثلاثة انفار ليخبرا وسائل الاعلام ان طائره امريكيه مرت قبل قليل وقصفت المكان او انهم بعد حدوث عملية اغتيال لشخصية ما يشهدون زورا" ان الشرطه العراقيه هي التي قامت بعملية الاغتيال هذه و هلم جرا".
وفي الجانب الآخر لعبت بعض الاحزاب الطائفيه الشيعيه دورا" كبيرا" في زيادة الاصطفاف الطائفي لدى الكثير من (العرب السنه) وتخندقهم في خندق واحد مع الصداميين من خلال الخطاب الطائفي المقيت والسعي وراء المحاصصه الطائفيه والحديث المكرور الفج عن مظالم الثمانين عام الماضيه من عمر الدوله العراقيه .
ولعبت بعض اجهزة اعلام الدوله وخاصة" ( قناة العراقيه) دورها السلبي ايضا" في هذا المجال عندما تحولت الى ( حسينيه) لا تعنى بشيء اكثر من اعتناءها بالمناسبات الشيعيه متناسية" ان الشعب العراقي شعب متعدد الاديان والمذاهب. ولا ننسى هنا بالطبع البرنامج الرديء الذي تبثه ( العراقيه) حول اعترافات الارهابيين وهو برنامج مثير للمشاعر والحساسيات .
وخلاصة القول ان الصداميين استطاعوا توسيع قاعدتهم الشعبيه في المناطق ( العربيه السنيه) مستفيدين مما يلي:
امكانياتهم الماديه والدعائيه.
الدعم الاعلامي من لدن بعض اجهزة الاعلام العربيه.
الاخطاء والانتهاكات الفظيعه لقوات الاحتلال.
النهج والخطاب الطائفي لبعض القوى السياسيه الشيعيه وبعض وسائل الاعلام المملوكه للدوله.
الضعف الشديد للقوى الديمقراطيه العراقيه وغيابها شبه الكامل عن مسرح الاحداث.
ان على جميع المعنيين بمستقبل العراق التنبه الى الاخطار المترتبه على انسياق اعداد متزايده من العراقيين وراء الدعايه الصداميه والوقوف وقفه جاده لمراجعة اخطاء المرحله السابقه وصياغة نهج سياسي جديد وطني وديمقراطي يمقت الطائفيه ويطمئن كل العراقيين الى انهم متساوون قولا" وفعلا" في العراق الجديد.



#انيس_الامير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار الصريح في ( قناة المستقله): مناقشات سطحيه وتهييج لمشا ...
- توحيد الحزب الوطني الديمقراطي والتحالف مع الشيوعيين وسائر ال ...
- نحو كتله وطنيه ديمقراطيه لخوض الانتخابات المقبل
- هل سنقول نعم للدستور؟
- من يتحمل مسؤولية كارثة جسر الائمه في بغداد
- فيدرالية الجنوب والوسط ليس مطلبا جماهيريا للشعب العراقي
- الاحتلال خطيئه ..... الانسحاب خطيئه اكبر
- ردا- على (نجيب المدفعي) النظام الملكي في العراق لم يكن ديمقر ...
- نعم لاحترام نتائج الانتخابات ..... كلا للمحاصصه الطائفيه وال ...
- كركوك مدينه كردستانيه ام كرديه؟
- الى (قناة المستقله): لنتعلم احترام الرأي الآخر اولا
- رساله الى السد شاكر النابلسي: ماذا اكل الدهر على الشيوعيين و ...
- تأملات في طقوس عاشوراء
- ردا- على السيد ياسر المندلاوي نحو دراسة ومراجعة موضوعية هادئ ...
- لماذا استأثرت ( السلطه) و( المؤسسة الدينيه) بأصوات الناخبين ...
- مشاهدات في يوم الانتخابات
- بين مطرقة الإرهاب وسندان الاحتلال ...العراقيون يستقبلون العي ...
- الاتجاه المعاكس- و(نوري المرادي) و بعض المثقفين العراقيين
- هل اتضحت معالم المشروع الامريكي في العراق؟
- ماذا حققت الحكومة العراقيه المؤقته؟


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - انيس الامير - كيف استطاع الصداميون الحصول على موطيء قدم في الشارع ( العربي السني) في العراق؟