أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح شعير - المزحة الأدبية وفن الفكاهة














المزيد.....

المزحة الأدبية وفن الفكاهة


صلاح شعير

الحوار المتمدن-العدد: 4974 - 2015 / 11 / 3 - 21:37
المحور: الادب والفن
    


فن المزحة، هو فن من فنون الشعوب الراقية، وهذا هو الفرق بين شعب وآخر، البعض إذا لم يفهم حقيقة المزحة الفنية يراها إهانة، في حين أنها عكس ذلك، فهي فن يلتقط اللفظ، وينسج حوله بنيانًا فكاهيًّا آخر يعتمد على الخيال والمفارقة، وهناك الكثير من الأبحاث والكتب في هذا الشأن، ومن بين المداعبات ما قاله أمير الشعراء "أحمد شوقي" مداعبًا صديقه شاعر النيل "حافظ إبراهيم"، في البيت التالي:
أودعت إنسانًا وكلبًا وديعة.... فضيعها الإنسان والكلب حافظ.

وهذه المداعبة قد تبدو لدى بعض المسطحين على أنها إهانة لشاعر النيل "إبراهيم حافظ"، بيد أن الحقيقة غير ذلك تمامًا؛ لأن التدخل في المعنى قد يصور ذلك عند البعض بسبب ضعف الثقافة، أو بسبب الجمود الفكري، والفقر اللغوي، وموطن البلاغة في هذا البيت هو السخرية من البشر بسبب غدر بعضهم بالبعض، والكلب رغم أنه من الحيونات إذا ماقورن بالبشر فهو الوفاء المفقود، الذي يرفع عدة درجات عن الإنسان جرّاء حفظه للأمانة، وكلمة حافظ هنا تعني الحفظ، ولا تعني الشاعر إبراهيم حافظ من قريب أو بعيد، وهذا التداخل من سمات البلاغة في التعبير.
ونظرًا لأن "حافظ إبراهيم" عليم باللغة وفنون الشعر، كان رده في إطار المقابلة بمزحة شعرية متداخلة عندما قال:
يقول الناس إن الشوق نار ولوعة... فما بال شوقي اليوم أصبح باردًا.

وعلى نفس المنوال جاءت كلمة شوقي لتعبر عن حالة الفتور في المشاعر عندما أتبعت كلمة باردًا، وهي رغم التشابه في النطق والكتابة مع كلمة "شوقي" كاسم لا يقصد بها الشخص ذاته.
وهب أنك طالعت شطرًا من مقطوعة شعرية، لشاعرة: "أني حبلى بالأمل"

ورددت مازحًا:" ربنا يقومك بالسلامة وتجيبي قصيدة اسمها الأمل" ماذا سيكون ردها، هل تتعامل مع الجملة بفن المقابلة؟ ربما يكون ذلك، وربما لا تسعفها الثقافة، وتتصور أن ذلك تهكمًا إذا كانت في طور التكوين الثقافي.
وسوف تغضب إذ لم تفهم المقصود من التعليق الممزوج بالفكاهة، فحقيقة الشعر أنه كالولادة المتعثرة، ومخاض هذه الولادة هي القصائد، وهنا المفارقة تعتمد علي المزج بين تداخل المعاني، بين الولادة الحقيقية، والولادة الأدبية، فإن كان وجه الشبه بين الاثنين هو ظهور جنينين للحياة، بيد أن الاختلاف هو أن أحدهم بشري، والآخر أدبي.

وقد يكون من التسرع عدم إدراك جوهر التعليق؛ لأن البلاغة والخيال هما بنيان الشاعر، وجزءٌ من الثقافة الأصيلة لدى أي كاتب، ربما التريث لبرهات للوقوف على المعنى يكون أوقع، فالأمر لا يعدو كونه طرفة أدبية، تعتمد على التداخل، ودور العقل هو فصل هذا التدخل، ودائمًا ما يقوم أهل الأدب بصناعة مثل تلك الطرائف شعريًّا، لفظيًّا، في اللقاءات، والمنتديات الإلكترونية، وعدم قراءة مابين السطور، والتميز بين المعنى القريب، والمعنى البعيد، عادةً ما يولدان سوء الفهم.
ومن النوادر الفنية التي يتم تداولها أن أحد الأثرياء أقام وليمة، لرواد الأدب والفن والمجتمع، وكانت الفنانة "أم كلثوم" كوكب الشرق من المعازيم، وبجوارها أحد الشيوخ، كل أصناف اللحوم فوق المائدة ومنها "حمامة" محشوة بالفريك لكل ضيف، وبعد أكل الشيخ حمامته، قام بمغافلة "أم كلثوم" وأخذ حمامتها وبدأ يأكلها، وبعد برهة سألت كوكب الشرق والحوار بالعامية المصرية: حمامتي راحت فين؟ ونظرت للشيخ تستنكر فعلته.
فرد الشيخ: هو انتي لكي حمامة؟

ففاض الجمع بالضحك، وكانت المقابلة أن الرد تدخل مع الحمامة كطعام، وما يطلقه المصريون علي اسم العضو الذكري للطفل، فهو بالتراث المصري يُكنى بالحمامة تأدبًا.
ومن هذا العرض المختصر يتضح أن المزاح الأدبي هو لونٌ يعتمد على المفارقة كالنكتة، بيد أن هناك من يتقبله، وآخرون لا يقبلون به، وللناس أذواق وثقافات متباينة، بيد أن المصريين من أشد شعوب العرب تفاعلًا مع المزحات الأدبية الفنية انطلاقًا من وعي ثقافي عميق.



#صلاح_شعير (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكذوبة المدارس الرياضية بمصر
- المخابرات المصرية والتحدي الكبير
- متعة السياحة بالعالم العربي
- إرتواء الأمل في أدب الخيال العلمي عند صلاح شعير برواية الظمأ ...
- هل ينجح تنظيم الدولة في تفتيت روسيا؟
- القوي المهيمنة تسحق الربيع العربي
- إهمال السياحة الداخلية بمصر كارثة اقتصادية
- روسيا تشعل الحرب الباردة فوق الأراضي العربية
- دهاء المرأة
- كتاب -حلم التكامل الاقتصادي بالعالم العربي- رسالة تحفيز إلي ...
- إنشاء جهاز للمخابرات الاقتصادية
- مستقبل الاقتصاد المصري مرهون بإنتاج الكهرباء من الطاقة النوو ...
- القصة الومضة وأدب الإنترنت دراسة - لكتاب الساخر في معجم المر ...
- ندرة المياه بالعالم العربي ومقاومة الفناء
- النقابات العمالية والواقع المرير
- شريعة الغاب و الثورة العالمية الثالثة
- تدهور التعليم بالعالم العربي أكبر معضلة تهدد مستقبل النمو ال ...
- إحياء المسرح المصري
- جبهة الصمود والتصدي واليمن التعيس
- الاستخدام الأمريكي للصورة في الميديا والإعلام


المزيد.....




- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح شعير - المزحة الأدبية وفن الفكاهة