أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - انور سلطان - العرب والاستعمار والكيل لغيرهم بكيل الاستعمار














المزيد.....

العرب والاستعمار والكيل لغيرهم بكيل الاستعمار


انور سلطان

الحوار المتمدن-العدد: 4969 - 2015 / 10 / 28 - 02:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لطالما تحدث العرب عن الاستعمار الغربي وسيئاته، وتحميله مسؤولية تقسيم "الوطن العربي"، وكأن العرب كانوا دولة واحدة موحدة متحدة وأتى الاستعمار ليقسمها. يتناسى العرب ان وجود دولة عربية واحدة كان الاستثناء التاريخي، وبعد صدر الدولة العباسية شكل العرب امارات متفرقة. حتى في ظل الدولة الواحدة - التي تشكل الاستثناء التاريخي- كانت هناك حروبا مستعرة على السلطة، انتهت الى استقلال كل أمير بامارته.
ومن المغالطات العربية تعميم اتفاقية سايكس بيكو التي انحصرت في الشام والحديث عنها وكأنها تقسيم للعالم العربي. وكأن العالم العربي لم يكن مقسما الا بعد سايكس بيكو. بل حتى الشام لم يكن موحدا قبل سايكس بيكوا حتى يقال ان سايكس بيكو قسمته.
ومن عدم انصاف العرب عدم ذكرهم لايجابيات الاستعمار الغربي، بل سيعتبرون القول ان للاستعمار الغربي ايجابيات جريمة لا تغتفر.
فلقد كانت هناك بضعة ممالك عربية لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، أما بقية العالم العربي فقد كان يعيش مرحلة ما قبل الدولة. ولولا الاستعمار كان يمكن أن يظل هكذا أو يتحول، في أحسن الأحوال، الى مئات من الامارات والدويلات.
من ايجابيات سايكس بيكو أنها حولت الشام من دويلات وامارات طائفية متناحرة الى دول حديثة. ومن ايجابيات الاستعمار أنه حول العالم العربي من وضع ما قبل الدولة الى وضع الدولة. ان محاولة الدول الاستعمارية الى ايجاد مناطق نفوذ لها حول هذه المناطق الى دول في النهاية.
لم يكن العالم العربي مهما اقتصادا للاستعمار القديم، بل كان مهما لموقعه على طريق التجارة، ولذلك لم تكن للاستعمار الغربي اضرار كبيرة على العرب كما حدث في الهند وافريقيا وامريكا اللاتينية.
وجد الاستعمار العرب مقسمين. كما أن هنام مناطق شاسعة من العالم العربي لم تعرف الدولة. وليس مهمة الاستعمار توحيد العرب، وانشاء دولة عربية موحدة. والنقد الموجه للاستعمار يتكئ دون وعي الى فكرة تقصير الاستعمار في توحيد العرب، او وقوف الغرب ضد توحد العرب، واعتبر هذا تقسيما للعرب، والمطلوب هو الدليل، ووجد الدليل في اتفاقية سايكس بيكو.
وقوف الغرب ضد وحدة عربية شئ، وتقسيمه للعرب شئ اخر تماما.
لقد كان العرب في الواقع في حضيض التخلف، ولا توجد دول عربية حديثة ما عدا مصر، وللحملة الفرنسية فضل في حداثة مصر، ثم لمحمد علي الطامح لبناء دولة حديثة على غرار الدول الاوربية. وهذا الحضيض هو الذي ينبغي أن يلام، أو بالأحرى العقلية التي صنعته، لا الاستعمار، ولو كان العرب في طرف قصي بعيد عن طريق أوربا الناهضة، بفقره حينها في الموارد، وحالة الحضيص التي هو فيها، لكان من الراجح بقاؤه الان في حضيضه ذاك. فرغم الموقع الهام الذي يجعله على تماس بكل العالم، ويجعله في احتكاك مباشر بالحضارة الحديثة، الا ان النزعة للتخلف ما تزال قوية، فكيف لو كان معزولا.
والعرب عندما يلومون الاستعمار الى درجة نسيان أي ايجابية للاستعمار، يمارسون في الواقع نفس الخطأ، الذي يلصقونه بالاستعمار، تجاه الشعوب غير العربية التي اوقعها حضها العاثر تحت هيمنتهم. ومن ذلك موقفهم من القضية الكردية. يحق للأكراد ان يتهموا الاستعمار بتقسيهم اكثر مما يحق للعرب. لكن عندما يصل الحديث عن تقسيم الاستعمار للأكراد يصمت العرب صمت القبور.
أليس من الظلم تقسيم قومية بين أربع دول، كلها مسلمة، وأثنتان منها عربية؟ أليس هذا الوضع اقبح من الاستعمار الغربي؟ لماذا لا تضعون أنفسكم مكان الاكراد لتفهم قضيتهم؟ كيف تلومون الغرب أنه يكيل بميكالين بينما أنتم تكيلون بأكثر من مكيال، مع الأدعاء بالتفوق الأخلاقي على الغرب.
ونفس الأمر مع الاعلام، يلومون اعلام الغرب وانحيازه، وينسون انحياز اعلامهم من القضية الكردية، ولا ينبس هذا الاعلام ببنت شفه ويعتبر الحديث فيها محرما. وهذا اكثر من مجرد انحياز.



#انور_سلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة ادم وحواء في التوراة والقران
- خلق الكون في التوراة والقران
- قصص القران تذكير بما في العهدين لا تعريف بقصص مجهولة
- التوراة والانجيل كتابان صحيحان حسب القران
- هل الكفر جريمة تستباح به الحقوق؟


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - انور سلطان - العرب والاستعمار والكيل لغيرهم بكيل الاستعمار