أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان - الجزء الخامس عشر















المزيد.....

ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان - الجزء الخامس عشر


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4968 - 2015 / 10 / 27 - 19:49
المحور: القضية الكردية
    


لتكالب الأحداث وللظروف الجارية عرضنا عن كتابة السلسلة بشكل مستدام، علماً أن غاية الحلقات هي تبيان الخلفية التاريخية السياسية وتراكماتها المؤدية إلى ظهور المعاناة والمآسي العديدة في حاضر غربي كردستان، والتي لا تزال السلطة الشمولية، وحاضرا بعض القوى العروبية الإسلامية تستند إليها للقضاء على الوجود الكردي وقضيته.
كنا قد توقفنا على بدايات المرحلة المسماة جدلا بالوطنية والتي لحقت خروج فرنسا وما خلفته من آثار، وما نبت على أطراف المستنقع العروبي الإسلامي، المختفي تحت الغطاء الوطني، من المفاهيم العروبية، المستمدة قوتها من الإسلام العروبي المتواجد في معظم المراحل السابقة.
بعد صراع طويل ما بين الكتل ذات النهج الوطني الإسلامي مع القومي، والمؤدية إلى انقلابات عسكرية متتالية واستقالات وأحيانا اغتيالات سياسية غير متوقعة لرؤساء حكومات غير مستقرة وضباط معروفين وعلى مدى أكثر من ثلاثة عقود، كحسني الزعيم ومحسن البرازي، و سامي الحناوي في بيروت، والأخير كان ثائراً قوميا وسياسيا لدم البرازي من قبل أبن عمه حرشو، وغيرهم، في الفترة ما بين الاستقلال والوحدة مع مصر، تدخلت بشكل واسع مصر عبدالناصر والسعودية في توجيه بوصلة الانقلابات والحكومات السورية نحو البعد العروبي، وعملوا على تمييع المفهوم الوطني بين الشعوب المتعايشة ضمنها، فدفعوا بسوريا نحو الاتجاه العروبي الإسلامي، وساندوا الشريحة السياسية وبعض الضباط والمثقفين العروبيون بقوة لاستلام زمام الأمور في سوريا، وهي المرحلة التي نمت فيها النزعة القومية من قبل مفكرين عروبيين قبل التوجه نحو الوحدة، تحت تصاعد مفهوم تشكيل الوطن العربي المتصاعد، الذي كان عبدالناصر يحفزه لغاية شخصية أكثر منها قومية، ضمن شريحة سياسية تكالبت على السلطة في سوريا، وهي الدولة المتشكلة اعتباطيا من قبل فرنسا وبريطانيا، وبجغرافية تقبلها الكل على مضض، ومع تصاعد ثقافة الانتماء العربي بين شعوب سوريا والتي كانت تتحدث العربية دون شعور الانتماء حتى قبل فترة الاستقلال، فبدأ بعد الاستقلال وترسيخ السلطة يتشعب الفكر القومي بعنصرية، ونقب عن التاريخ لإظهار بنية لها، وعرض أسماء شهداء 16 أيار الذين واجهوا الاستعمار العثماني كأبطال للقومية العربية، وألغي عنهم صفة الصراع الوطني- المذهبي، علما أن جميع الجرائد والمجلات في تلك الفترة والتي كتبت عن جرائم جمال باشا وصفت الشهداء بالإعلاميين والسياسيين الوطنيين، دون ذكر العروبة، كمطبوعات دار الهلال ومنها مجلة الهلال والمصور وكل شيء والدنيا.
ورغم أن فرنسا وبريطانيا قسمتا جغرافية الشرق الأوسط حسب مصالحهم، لكن لم يتعرض لها أية جهة سياسية فيما بعد الاستقلال، وتقبلتها الأغلبية، وللتغطية أضفوا عليها مفهوم الانتماء للوطن، والكل يعلم أنه كان وطنا وهميا، قضي فيها على معظم المكونات القومية الأخرى غير العربية، والمذهبية غير الإسلامية السنية، ونتائجها تظهر بكل بشاعاتها الأن في المنطقة، تلقفتها وحفزتها حينها شريحة واسعة من المثقفين والسياسيين العرب، وتوسعت على بنيتها حركاتهم السياسية، وركزت جل نشاطها في تلك المرحلة على نشر المفهوم العروبي وتمتين الفكر القومي، تحت أغطية عديدة منها الوطني، وركزوا فيما بعد على مفهوم الوطن العربي، بالتوازي مع إضعاف مفهوم الأمة الإسلامية. ولم تظهر حينها الحركات السياسية العروبية المنشأ عداءها للشعوب والقوميات الأخرى، ولم يثيروا مفاهيم الغاء الآخر والعداوة أو التفوق القومي، مثلما فعلتها الناصرية والبعث والسلطات الشمولية في الفترة اللاحقة وخاصة بعد الانفصال، والتي أصبحت تظهر وتنمو بشكل متسارع إلى جانب سيطرة مفاهيم الأمة الإسلامية على القوميات الأخرى، كالكردية، وسيادة الإخوة في الوطن الواحد. ورغم أن الذين تبنوا هذه الأفكار شريحة صغيرة في بداياتها، لكنها انتشرت بسرعة لوجود البيئة الملائمة، المتكونة على خلفية القرون التي سادت فيها الإمبراطورية الإسلامية شكلاً والعثمانية-التركية عملاً.
أدت الموجة القومية إلى انتماء الكرد السياسيين والشخصيات المعروفة، وجميع النواب الذين انتخبوا تحت الصفة الكردية في مناطقهم، إلى الكتل أو الأحزاب الوطنية أسما والعربية فعلاً. والموجة الاشتراكية بدورها ساهمت على تحجيم البعد القومي لدى شريحة واسعة من السياسيين الكرد، بعكس ما حصل في النسيج العربي، فخسر الكرد لفترة غير قصيرة، نمو الفكر القومي مقارنة بما كان يجري في سوريا.
لذلك وفي تلك الفترة لم يدخل برلمان سوريا، نائبا واحدا بالصفة الكردية، أو تحت الاسم الكردي أو منظمة أو كتلة كردية سياسية أو اجتماعية، ولم يقدم برنامج أو مطلب قومي كردي، على البرلمان أو على الحكومات المتعاقبة، ولا حتى التي كانت قادتها كرد. واستمرت المسيرة الكردية هذه على مدى عقدين من الزمن بعد الاستقلال دون رفع شعار قومي باستثناء محاولات بسيطة وهشة، مقابل ما كانت ترفع من الشعارات القومية العربية في كل المدن السورية والمحافل السياسية، من جهة والأممية أو الوطنية من جهة أخرى.
وللمقارنة بين شريحة الكرد المثقفون وسياسييهم مع أمثالهم من العرب، كانت العشائر الكردية ورؤسائها أفضل من العشائر العربية، الغائبة عنها الثقافة بشكل عام والقومية بشكل خاص، وهذه المفارقة الثقافية القومية، أدت إلى رد فعل عند السلطات العروبية، فأفرزت المراكز الأمنية وخصصت مؤسسات ثقافية وأمنية للحد من نمو الوعي القومي الكردي، وعدم خروجه من بوتقة الوعي القومي العفوي، وحشدت الجهود لتزايد الانتماء الوطني والديني عند الكرد مقابل تنمية الوعي القومي عند العشائر العربية. وأهملت عند عشائر الكرد أو غابت عن وعيهم، رغم بنية التفاوت الفكري الثقافي الاجتماعي والسياسي بين النسيجين، نزعة بناء كتل سياسية قومية كردية مماثلة لتلك المتشكلة عند القوميين العرب، وكانت هناك هوة بين مفهوم العشائر الكردية والمثقفين أو السياسيين الكرد، ولم يمثلوا دورهم بالوعي القومي مقارنة بالعرب.
وفي الفترة ذاتها كان هناك اختلاف ذاتي واضح، بين الشريحة الكردية السياسية المختلطة والسياسيين العرب في قاعات البرلمان أو ضمن حلقات الأحزاب الوطنية، كحزب الكتلة الوطنية، وكانوا يجدون ذاتهم في الوسط العربي الإسلامي أكثر وضوحا من الوسط العشائري الكردي العفوي، متناسين في كثيره، أثناء تواجدهم ضمن الحلقات السياسية تلك، القوة التي أوصلتهم إلى تلك القاعات، وأوجدتهم في ذلك الوسط، ونادراً ما طرحوا القضية القومية الكردية في تلك المجالس...
يتبع...



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آفة الصحراء والبداوة
- دم السوريين أرخص من البنزين
- من الإسلام إلى التعريب - الجزء الأخير
- من الإسلام إلى التعريب - الجزء السادس
- استراتيجية الإنترنيت الأمريكية
- من الإسلام إلى التعريب - الجزء الخامس
- من الإسلام إلى التعريب - الجزء الرابع
- من الإسلام إلى التعريب - الجزء الثالث
- من الإسلام إلى التعريب - الجزء الثاني
- من الإسلام إلى التعريب - الجزء الأول
- الخلاف والاختلاف في الحركة الكردستانية - الجزء الأخير
- الخلاف والاختلاف في الحركة الكردستانية - الجزء الثاني
- مؤسسات مثقفي غربي كردستان
- الخلاف والاختلاف في الحركة الكردستانية - الجزء الأول
- من طمر الثورة السورية
- دور الحركة الثقافية الكردستانية - الجزء الثاني
- سذاجة النقد - الكاتب إبراهيم إبراهيم مثالا
- دور الحركة الثقافية الكردستانية - الجزء الأول
- عمر حمدي-مالفا-الفنان
- بين الإلهين - الجزء الثاني


المزيد.....




- حركة فتح: قضية الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين تحتل أولوي ...
- نادي الأسير يعلن ارتفاع حصيلة الاعتقالات منذ 7 أكتوبر إلى 78 ...
- الاحتلال يفرج عن 7 معتقلين من الهلال الأحمر ومصير 8 ما زال ...
- الأمم المتحدة: الوقت ينفد ولا بديل عن إغاثة غزة برا
- تعذيب وتنكيل وحرق حتى الموت.. فيديو صادم يظهر ميليشيا موالية ...
- الأمم المتحدة: أكثر من مليون شخص في غزة يواجهون انعدام الأمن ...
- الأمم المتحدة: أكثر من مليون غزي يواجهون انعدام الأمن الغذائ ...
- زاخاروفا تضيف سؤالا خامسا على أسئلة أربعة وضعتها برلين شرطا ...
- مقال بموقع بريطاني: هذه طريقة محاسبة إسرائيل على تعذيب الفلس ...
- الأردنيون يتظاهرون لليوم الرابع قرب سفارة إسرائيل ومسيرات بم ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان - الجزء الخامس عشر