أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - الخلاف والاختلاف في الحركة الكردستانية - الجزء الثاني














المزيد.....

الخلاف والاختلاف في الحركة الكردستانية - الجزء الثاني


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4917 - 2015 / 9 / 6 - 03:21
المحور: القضية الكردية
    


رغم أن سلطة بشار الأسد وأئمة ولاية الفقيه هما وراء نشأت هذه المنظمة الشاذة ومنبتها وتوسعها ولا يزالون يستخدمونها بشكل أو آخر، مع ذلك فتركيا وأمريكا معا يقدمان لها الدعم أو يتغاضون عن تمددها، وتوسعها، ويحاربانها متى ما بلغت مرحلة تجاوز الحدود المسموحة لها، تقصفها أمريكا على أطراف المناطق الممنوعة لها التقرب منه، ومنها المنطقة الكردية، وتهددها تركيا عندما لا تنفذ إملاءاتها وأجنداتها واهمها مهاجمة المنطقة الكردية، ورغم هذا التناقض بين مصالح الدولتين لكنهما يبقيان على اختلاف حضاري وحوارات دبلوماسية، وبعد عقدين اتفقا وبمرحلتين، الأولى التوقيع على استخدام قاعدة إنجرليك والتغاضي عن ضرب العمال الكردستاني والان تمت الموافقة على إبعاد داعش عن المناطق الحدودية مع تركيا، وعلى الأغلب سيكون بالطلب وليس استخدام القوة العسكرية، فهي منظمة تعيش على المساعدات التركية اللوجستية، وستلبي مطلبها بطريقة ما، وهي منظمة بعثية، إسلامية، تكفيرية، مافياوية، سمها ما شئت، تستفيد من هذه التضاربات بشكل رهيب، مثلما استفادت من تناقضات الكتل السياسية العراقية ومن خدمات رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، لتستولي على أسلحة الجيش العراقي بشكل كامل تقريبا. والغريب أن القوى المعارضة السورية المتعايشة في المدن التركية تصمت على هذه الجرائم والخدع، وتغرق يوما بعد آخر في انتهازيتها وخنوعها لأجندات الدول المحتضنة لها، والمؤدية إلى تفاقم معاناة الشعب السوري، لأنها تنطلق من منطق الاختلاف مع تركيا ودول الخليج على المسلك لبلوغ الهدف المشترك وهو تغيير سلطة بشار الأسد العلوي، وليس تغيير النظام، وأمام هذه التجارب، تغمض الأحزاب الكردية والقوى الكردستانية أعينها، وكأنها لا تعي ولا تفهم الجاري حولها، وتستمر في عملية توسيع هوة الخلاف والصراع، ولا تحاول الاستفادة منها رغم وضوحها أمامهم.
وكما هو معروف ومبان لكل أطراف الحركة الكردستانية وفي غربي كردستان، الهدف والغاية النهاية، هي كردستان حرة، ويجب ألا يكون عليه اختلاف، بل الاختلاف هو على الدروب المتبعة لبلوغها، لكن في الواقع الكردستاني الجاري توسعت الخلافات وتجاوزت المسالك لتتطرق إلى الاجتهادات حول الغاية ذاتها، وتحت مسميات متنوعة وبضبابية، لذلك ينتقل الاختلاف وبسهولة إلى واقع الخلاف، حيث التنازع، ومن ثم الصراع، فيحدث الافتراق، وهي وبالتأكيد ترمي بكل الأطراف إلى مستنقع السلبيات، ويخيم الضعف على الحركة الكردستانية ومكانة الشعب الدولية، وتقل إن لم تنعدم فرص النجاح لبلوغ الهدف.
ولا شك أن الشعب الكردي يدرك بغريزته، ومن منطلق العاطفة القومية والوطنية، أن التنوع في الرأي عند أطراف الحركة الكردستانية شبه معدومة، لذلك يتزايد عنده الانتقادات لحركته السياسية، وتتقلص أو تنعدم ثقتهم بها، كما وبدأت في السنوات الأخيرة تتجه أصابعهم إلى أطراف من الحركة الثقافية أيضاً. والأغلبية من الشريحة الواعية تعلم أن الاختلاف يقبل فيه الاجتهادات والحوارات والرأي الآخر، وخاصة إذا دعمت بمسوغات منطقية، لكنها تتحول إلى خلاف إذا أستخدم الإكراه، وأشبع بجهل متعمد، ومزجت الحوارات والانتقادات بالرغبات أو النزعات الفردية أو الحزبية وقدمت اجتهادات مبنية على الأنا أو النحن. وتاريخ الأحزاب الكردستانية، وحاليا الكردية في غربي كردستان، تخلى من حسن النية تجاه الآخر، ولهذا كانت أمكانيات التقارب والتآلف، معدومة، فغلب واقع الفراق على مر الزمن.
في كل الحالات يوجد هناك المخطئ والأكثر خطأً، حتى لو دعمت كل الأحزاب مواقفها بحجج ومسوغات ذات مصداقية، لذاتهم أو لمؤيديهم، لأن المنطق يعرض الأطراف المتناحرة ضمن الواقع المذموم، فلا يعطي الحق لأية جهة، والتمسك بأحقية الهيمنة على دروب النضال وأساليبه لبلوغ الهدف، تصبح هشة ولا تحمد عقباه، ولا يؤمل منها نجاحا قيما أو انتصارا قوميا وهي في هذه الضحالة، فالجهتان يحملان الإثم ذاته، حتى ولو كان أحدهم أكثر ذنباً، لأنه تنعدم في واقع الخلاف مفاهيم ومبادئ النسبية، والعدالة، ومعظم الصراعات بحد ذاتها تبنى على جهل الأطراف المتنازعة أو عنادهم أو تفاقم نزعة الطغيان. ومن المنطق أن يكون الحكم من خارج الحلقة، وهذا الحاكم في المجتمعات الحضارية يكون عادة من الحركة الثقافية الواعية، لكن وللأسف في الواقع الكردي أغلبية هذه الشريحة منحازة إلى جهة سياسية دون الأخرى، أو أجبرت على الرضوخ لإملاءات الأحزاب السياسية، وأغلبها تشارك في الصراع، وتلغي عن ذاتها صفة التنوير، تحت حجج متطلبات مرحلة الصراع مع العدو، متناسين أن المرحلة تتطلب تنوير المسالك للحركة السياسية الكردستانية، عندما تتيه وطنيا أو مع العدو.
رغم الاتفاق على أن كردستان مستعمرة، والمؤامرات متواصلة عليها، وتشترك فيها الدول الإقليمية، وتدرك الأغلبية الكردية هذه الحقيقة، لكن الاقتراب من الحلول تختلف وتتدرج في كثيره إلى واقع الخلاف وتؤدي إلى صراعات داخلية موازية لصراع الكرد مع الأعداء، فقضية داعش الأن أصبح من أحد أهم الأخطار المحدقة بالمنطقة، يقترب منها الولايات المتحدة بمنطقه وعلى خلفية أجنداته، ويتعامل مع القوى الكردية على بنيتها، ورغم أن المصالح هنا تلتقي، لكن يبقى الضعف الكردي فارضا ذاته لطغيان الخلافات بين الحركة الكردستانية، وتسعيرها من قبل شريحة ثقافية واسعة، فتستغلها الحكومة التركية، وتزيد من تأجيج الخلاف، ولا تتوانى بالتغطية إعلاميا على ما تقدمه من إسناد وخدمات في كل المجالات للمنظمة التكفيرية ولغيرها اللواتي هم على التماس مع المنطقة الكردية...
يتبع...
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤسسات مثقفي غربي كردستان
- الخلاف والاختلاف في الحركة الكردستانية - الجزء الأول
- من طمر الثورة السورية
- دور الحركة الثقافية الكردستانية - الجزء الثاني
- سذاجة النقد - الكاتب إبراهيم إبراهيم مثالا
- دور الحركة الثقافية الكردستانية - الجزء الأول
- عمر حمدي-مالفا-الفنان
- بين الإلهين - الجزء الثاني
- بين الإلهين - الجزء الأول
- الصفقة الأمريكية التركية - الجزء الثاني
- الصفقة الأمريكية التركية- الجزء الأول
- معادلة المفاعل النووية الإيرانية - إيران تنتصر
- مخطط تقسيم غربي كردستان
- الدكتور كمال اللبواني قصد حضارة النحر الجارية في كوباني والح ...
- الدكتور كمال اللبواني سيحاسبك الشعب السوري
- صعود أردوغان وهبوطه
- مبايعة أردوغان للبغدادي
- فتوحات الخليفة البغدادي وخلفائه-الجزء الأخير
- فتوحات الخليفة البغدادي وخلفائه - الجزء الثالث
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان - الجزء الثالث عشر


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - الخلاف والاختلاف في الحركة الكردستانية - الجزء الثاني