أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - دم السوريين أرخص من البنزين














المزيد.....

دم السوريين أرخص من البنزين


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4955 - 2015 / 10 / 14 - 02:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أمريكا تتخلى عن المنطقة لروسيا، أو هي بدأت تستخدم استراتيجية عصرية تساير عصر الإنترنيت، هذا ما يقال في بعض الأروقة السياسية والإعلامية، وبما أنها تبحث عن مصالحها، وتحصل عليها، فلماذا ستقحم جيوشها في مستنقع تستطيع أن ترسل قوى بالوكالة. وإذا كانت روسيا تريد إبراز ذاتها أمام العالم كقوة منافسة، قبل أن تطالب بمصالح لها في الشرق الأوسط أو غيرها من المناطق، ولا تزال تؤمن بالطرق الكلاسيكية أي الحروب الباردة الساخنة، وتتفق مع قوى إقليمية للحصول على غاياتها، فلم تعترض أمريكا عليها، وفتحت لها الأجواء على ارض سوريا، فإما أن روسيا بدأت تغوص في المستنقع السوري، أو أن أمريكا بدأت ترى أمامها القوة الروسية كقوة السوفييت الماضية، وعليها أن تقوم بتوزيع المصالح على سوية القطبين المتعادلين، ونحن شهود على نهاية القطب الأوحد المسيطر على العالم؟ والطرفين يقدمون الأسلحة لقوى الظلام في سوريا، على قدر كميات الدم المراق على أرضها، يدفعون مقابل كل طن من الأموات أطنان من الأسلحة إلى الأطراف الشريرة المتنازعة، نعم، أصبحوا يحصون الشهداء بالوزن وليس بالأسماء، هناك في سوريا مجرم وشرير، قاتل وجزار، يستمدون الدعم من القوى الإقليمية والدولية ليمثلوا بالشعوب السورية، لتصبح أكبر وصمة عار في تاريخ البشرية.
تجار الدم السوري، ينتقلون من مؤتمرات إلى صفقات بكل أنواع العملات، في قاعات هيئة الأمم، حدثت اتفاقيات على أن موت ربع مليون سوري ليس كاف لإيصالهم إلى إيجاد حل للكارثة، فسمحت أمريكا أو فرضت روسيا ذاتها على الواقع لاستخدام أسلحة أكثر عصرية وأبشع تدميراً. اتفقوا أو اختلفوا لا يهم السوري البسيط، فقد تعلموا من تجاربهم المريرة أن هدر كل هذه الأسلحة والأموال في ميادين القتال ضمن سوريا لا بد وان ثمنها سيقبض ومن دماء بسطاء الناس، ومن معاناة السوري المهاجر والمخلف ورائه أضرحة العديد من العائلة، وركام بيته الذي انقطع به الأمل، وهو متأكد بان إعادة بنائها لن تحصل في سنوات عمره الباقية، أو المواطن الصامد آملا بقادم بدون سقوط براميل السجيل من آلهة الشر والحرب.
دخول الحروب سهل والخروج منها صعب، مقولة يذكرها ويعرفها الجميع، هذا ما حصلت لسوريا، والمسبب الأول والأخير بشار الأسد بأدواته التي صنعها أو قدمت له كهدايا، وهو الذي فتح الأبواب لكل مارق وخبير بالقتل والحروب دخول سوريا للعبث بإنسانها قدر ما يستطيع، وداعش كانت واحدة من أبشع المنظمات الشريرة المستخدمة والمرحبة بها والتي تجمعت ضمنها كل حثالة البشر من مختلف دول العالم، والمتكون من قذارة الإسلام السلفي والبعث وأشرار صدام حسين. فتحت الأبواب لكل قادم يخدم سلطة بشار الأسد، وآخرهم الطيران الروسي، بعد أن لم تنفع ترسانات الأسلحة المرسلة سابقاً، والمثل المذكور سابقا سينطبق على التدخل الروسي الجاري.
ربع مليون وأكثر من السوريين قضي عليهم، شهداء في حكم الدين المجلوب من خلاله كل أنواع القتل للمنطقة. استخدمت روسيا وأمريكا نهج الإسلام التكفيري، والمنظمات الإرهابية المستندة على نصوص مقدسة، ليضعوا الحجج لإدامة الصراع على الأرض السورية، ويحافظوا على اشر الجزارين في المنطقة (بشار الأسد) وليظهر الأشر منه، داعش والنصرة وأحرار الشام وغيرهم، ليبرروا تقاعسهم ونفاقهم مع قضية الشعب السوري، وليتهم كانوا جادون بضرب هذه المنظمات التكفيرية الإسلامية بدون استثناء، ومعهم سلطة بشار الأسد، لكن المبان، أن بوتين، يبحث عن عنجهيته قبل مصالح روسيا، فقد وجد أكوام جثث السوريين أفضل الموجود ليرتقي عليهم، ويبرز ذاته، ويظهر أمام الأوربيين والأمريكيين قدراته العسكرية، ويجرب صواريخه العابرة للقارات.
تجربة أفغانستان هي التي تنتظر بوتين من حربه مع الشيشان، فسوريا، والعوامل المساندة لهذه عديدة، إلا إذا ركز فعلا وبمشاركة أمريكية على محاربة التكفيريين والإسلام الراديكالي، وتغيير سلطة بشار الأسد، وهم يدركون أنها أصبحت من أصعب الأمور في واقع الإسلام الجاري. بدونها سيتوسع المستنقع الذي أدخل بوتين ذاته فيها، وقد ظهرت بوادرها قبل يومين، عندما أنزلت أمريكا وبشكل علني كميات ضخمة من الأسلحة الخفيفة المتطورة، لمجموعة شكلتها حديثا وبسرعة غريبة تحت أسم (جيش الشام) لتواجه الاتهام الروسي بأن كل المعارضة السورية المسلحة منظمات تكفيرية وإرهابية ولا توجد قوى معتدلة والجيش الحر أصبح في حكم العدم بين هذه المنظمات الإرهابية، وبسبب عدم نجاح أمريكا في تشكيل المعارضة المعتدلة توجهت وتحت ظرف القصف الروسي، إلى التشكيل المذكور، وبمساعدة السعودية وقطر، وأرسلت لهم صواريخ متطورة، ومن هنا بدأت العملية تتجه في منحى تجربة أفغانستان، علما أن روسيا أراد ولا يزال يريد تطبيق خطته مع الشيشان مع المعارضة السورية المسلحة ومعظمهم من التكفيريين، لكن وكما ذكرنا دخول الحرب سهل لكن تحديد دروبها ومسالكها تصبح خارج الإرادة.
يطلب السياسيون ضمن معظم الحوارات المدارة في أروقة الدول الكبرى المتصارعة على أرض سوريا، حول الكارثة، حجم الأموال التي ستصرف أثناء تقديم أي مشروع، ولم يسألوا يوما كم من براميل الدم السوري هدرت، بل يسألون كم خسرت سوريا وكم ستحتاج من الأموال لإعادة إعمارها، ولم يقدم أحداً تقريرا مناسبا عن الأموال التي يحتاج إليها المعاقون جراء الحرب في الزمن القادم.
فالأرقام تسهل عليهم وضع خططهم وتنفيذها بأقصى السرعة، دون شعور بالذنب أو أحساس بتأنيب الضمير، بذاك الطفل الذي قتل أو سيقتل أو هجر أو أصبح معاقا. وهنا لا نتحدث عن مجموعات الزامبيات(الشبيحة)، ومصاص دم السوريين بشار الأسد، بل عن القوى التي تعرف وتكنى بالدول الحضارية، قادة الحروب بالوكالة على الأرض السورية، الذين يصرفون بنزين الطائرات على قدر الدم السوري المراق.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
10-13-2015



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الإسلام إلى التعريب - الجزء الأخير
- من الإسلام إلى التعريب - الجزء السادس
- استراتيجية الإنترنيت الأمريكية
- من الإسلام إلى التعريب - الجزء الخامس
- من الإسلام إلى التعريب - الجزء الرابع
- من الإسلام إلى التعريب - الجزء الثالث
- من الإسلام إلى التعريب - الجزء الثاني
- من الإسلام إلى التعريب - الجزء الأول
- الخلاف والاختلاف في الحركة الكردستانية - الجزء الأخير
- الخلاف والاختلاف في الحركة الكردستانية - الجزء الثاني
- مؤسسات مثقفي غربي كردستان
- الخلاف والاختلاف في الحركة الكردستانية - الجزء الأول
- من طمر الثورة السورية
- دور الحركة الثقافية الكردستانية - الجزء الثاني
- سذاجة النقد - الكاتب إبراهيم إبراهيم مثالا
- دور الحركة الثقافية الكردستانية - الجزء الأول
- عمر حمدي-مالفا-الفنان
- بين الإلهين - الجزء الثاني
- بين الإلهين - الجزء الأول
- الصفقة الأمريكية التركية - الجزء الثاني


المزيد.....




- لقاء وحوار بين ترامب ورئيس بولندا حول حلف الناتو.. ماذا دار ...
- ملخص سريع لآخر تطورات الشرق الأوسط صباح الخميس
- الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
- هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يخرج التدريس من -العصر الفيكتو ...
- دراسة تكشف تجاوز حصيلة قتلى الروس في معارك -مفرمة اللحم- في ...
- تدمير عدد من الصواريخ والقذائف الصاروخية والمسيرات والمناطيد ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /18.04.2024/ ...
- -كنت أفكر بالمفاتيح-.. مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة ...
- تعرف على الخريطة الانتخابية للهند ذات المكونات المتشعبة
- ?-إم إس آي- تطلق شاشة جديدة لعشاق الألعاب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - دم السوريين أرخص من البنزين