نصيحة لمصرى: لا تنزف دماءك على الأرض التى تتبول عليها

إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة
(Ereiny Samir Hakim)

الحوار المتمدن-العدد: 4966 - 2015 / 10 / 25 - 10:09
المحور: الادب والفن
    

نصيحة لمصرى
لا تطالب بالعدل وأنت لا تُطبِّق الرحمة والعقل
لا تثور لأجل الأرض وأنت تتحرش بالعرض

لا تناضل مضحيا بحياتك فى سبيل
عيش وحرية وكرامة اجتماعية
وأنت تحتقر أنثى فى رحمها تتكون حياة
وتجردها من كرامتها الإنسانية
ساحقا حقيقة أنها نصف المجتمع
بمفاهيمك العنترية عن الذكورية
ناظرا لها نظرة دونية
مدعيا الأفضلية ظانا انك أكثر قدسية

لا ترفع يد من اجل حرية فى مظاهرة لانفعالاتك
وأنت بيدك الأخرى تذبح حريات فى يومياتك

كفى تناقضا فى قناعاتك
وتضادا مع أفعالك
كفى فصامية تصل إلى حد الموت
الموت فى حياة المجتمع وحياتها وحياتك

أرجوك كفى نضالا كاذبا
وكف عن أن تكون ثائرا طائشا
تثور للحق تارة ولأهوائك تارة
ترتقى بالحقيقة تارة وتنسحق تحت الجهل تارة

أرجوك كُف عن ثورة باطلة
يرعاها تناقضا مسيطرا
ووهما بالبطولة مزعوما
وأفكارا متخبطة
أرجوك كفى
فتفاصيل تناقضاتك اليومية مزعجة
ونتائجها مثمرة بالعبث بصورة مفرطة

لذا فَكِّر فى هذا
لا منطق فى استهتارك بدماء تنزفها
على ارض فرَّغت إهانتك عليها

فليس من حق يُجمَع مع باطل
ولا من حقيقة تتأسس على كذب
فلا كرامة للدماء مع التبول
ولا تمازج بين حرية وقيد

فلا تكون متناقض المبادئ طوال حياتك
وتحاول أخيرا أن تكتبها بالدم فى نهاياتك
فلطالما مرت أيام وسنون كتبتها فقط بالقول
وأنت تقهر وتهين وتسجن غيرك بالفعل

كفى رياءا وتصديق أوهام
فالدم المبنى على خداع للنفس لن يغير تاريخك
ولن يغير مستقبل بلدك ولن يعطى لأولادك الأمان

وعفوا يا سادة فأنا لا أتقصد التعميم
ولا اتهم بالجمع
فانا لست جاهلة
ولا أرد القمع النفسي بالقمع
فالفرق بين مصرى والمصرى
هو الفارق بين نكرة ومعرفة
وبين الإشارة لأشخاص والإشارة لشعب

وأخيرا
فقط وددت أن أقول
بذِكر حكمة عابرة
انظروا التفاصيل وتأملوها
فرُب جملة نافعة

نصيحة لمصرى
لا تنزف دماءك على الأرض التى تتبول عليها!

#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)       Ereiny_Samir_Hakim#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل