أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - اميرة محمود اوقاسي - لم يستطع امتلاكها














المزيد.....

لم يستطع امتلاكها


اميرة محمود اوقاسي

الحوار المتمدن-العدد: 4964 - 2015 / 10 / 23 - 09:15
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ساعة اللقاء بينها وبين الحبيب لم تكن هينة علي قلبها، كانت سلوي في دوار عاطفي انهك قواها، تحس بألم في معدتها، لا تستطيع ان تأكل شيء الي ان يحين موعد لقائها به.
لماذا يجب ان يكون الحب مثل الاعصار العاصف بحياتنا لا نعرف خلاله السكينة، ام الحب ليس كذلك، نحن من اسقطنا هاته الصفات علي الحب، اغلب ظني ان الفروقات الاجتماعية والتي خلقتها الفروقات المادية وهيمنة الرجل علي المراة هي من خلقت شيئا يدعونه الحب في زمن اللاحب !
مشاعر تغلفها كل ميزات مصارعة القوي، انه ليس حبا انه ميزان قوي وكل مرة تميل الكفة لصالح طرف دون الاخر
لا يكون الحب بين فردين غير متساويين
لقد دق الجرس لينتشل سلوي من سيل الافكار التي يجتاح عقلها، تقوم لتفتح الباب وتري عينيه الحنونتين التي تضمانها وتجعلانها لا تود سوي العيش قربه طوال عمرها
اخذها الي بيته حيث سبق لها وان زارته في مرات قليلة، لم يذهبا فقط الي بيته بل احيانا الي السينما او الاوبرا او المكتبة او الحدائق العامة لان سلوي تعشق الطبيعة
انها تعرف كل ركن في بيته وكل ركن في بيته يعرفها، انها تحب هذا المكان ولا تحبه، لها فيه ذكريات مناوراته لكي يقنعها بأن تسلم له جسدها والتي باءت بالفشل، وعدها ان لا يفعل شيء دون رضاها والتزم بوعده
ارادت ان تكون في هذا البيت كزوجة، كشريكة حياة، وليست كعشيقة
كان العشاء رائعا، انه ماهر جدا في الطبخ، تمتعت سلوي بكل لقمة فيه
جلسا ليرتشفا فناجين الشاي معا وهما يتبادلان اطراف الحديث، حكي لها عن عمله ومشاريعه وكيف انه اشتاق لها في فترة غيابه الاخيرة
تقدم الليل ومعه شهوته، هذه المرة يبدوا انه يريدها بكل اصرار، اما سلوي فقد اشتاقت له كثيرا، لقد طال غيابه عنها في الاونة الاخيرة، والشوق شوق اجساد كذلك
التقطت قبلاته واكثر من ذلك، كان يريد اكتشاف والتهام كل جسدها، اراد التوغل اكثر من المعتاد، اراد كل شيء
استسلمت له سلوي وتركته ينهل من العذراء ما يشبعه لمئة سنة قادمة
بعد ساعة كان ينام علي صدرها وقد انتظم نفسه، نظرت اليه سلوي في حنان وهي تحدث نفسها: " اه كم يمكن لوصال جسدي ان يقربك من شخص، انه يخلق من الالفة ما لايخلقه اي شيء اخر
هذا هو الحب وليس كما صوره الكثير من الكتاب والفنانين، ألم ولوعة الفراق، وكأنهم مازوخيين لا يتغذي حبهم سوي بالعذاب، لقد شُوهت طبيعتهم، كم احنو علي هذا الجسد، كم يجعلني هذا الوصال انسي اياما من العذاب والألم، كم دمعة يمسحها، كم من حرمان يلغيه كما ينظف الماء القاذورات
هذا فيما يخصني، اما هو،،،،،،،،،،،
بالنسبة له انا مجرد انثي تظل كالثمرة الشهية مادمت معلقة في غصن بعيد اما وقد اصبحت في يده فهو لن يريدني بعد ذلك
انا لا اسيء الظن به، اعرفه مند فترة طويلة لم يشر لي اطلاقا انه يود ان يبني علاقة دائمة المدي معي، لا يريدني زوجة حتما بل يريدني حبيبة، ياتي يراني متي يشاء ويذهب متي يشاء بدون التزام او ارتباط، اذا كنت اري السعادة في عيشه الدائم معي فهو يري السعادة في القرب حينا والابتعاد حينا وان اكون ملجأ له بين الفينة والاخري لكن ان يستيقظ امام وجهي لبقية العمر فهذا ما لن يستطيع تحمل تبعاته
بما انني الليلة سلمت له جسدي فهو سيستيقظ ليمدني بتلك النظرة التي اعرفها التي ستقول لي ان البئر قد نضُب ولا يملك عطاء يقدمه لي بعد الان
انه يظن الان انه امتلكني، لكن ان يمتلكني فهذا يستوجب ان اكون انا تابعة له، لكن لطالما كنت مستقلة بنفسي، هذا ما كان يثير حنق الرجال علي، انني اجيد الاكتفاء الذاتي وان اسعد نفسي بنفسي، لم اكن مثل الفتيات التي الفنهن ينتظرن علاء الدين ومصباحه السحري، دائما ينتظرن رجل ليصنع سعادتهن، انا اصنع سعادتي بنفسي وعندما اريد انا اختيار شخص ليشاركها معي فاني سوف افعل ليس لاني احتاج اليه حاجة المدمن للمورفين ولكن لاني اود مشاركته ذلك
ليس لان صورتي عن نفسي منخفضة واريد ان يحسنها في نظري لكي اشبع نقائضي الروحية واصبح له وفية كالعبد الممتن،
لا
ان صورتي عن نفسي جيدة وراضية عن نفسي وانا قادرة علي العطاء واسعاد من حولي
انا التي اصنع الاحداث وليست الاحداث التي تصنعني
ان يمتلكني يستوجب ان اكون من دون ذات سوي الذات الوفية له كالكلب الذي لا يملك دورا سوي انه كلب سيده، لماذا يريد البشر من البشر ان يكونوا اوفياء لهم كوفاء الكلاب لاسياداها؟
يالها من انانية ونرجسية مفرطة
لي ذوات كثيرة، انا حبيبة وصديقة وام وابنة ورفيقة وكاتبة ومدرسة وتلميذة ومحاربة وصانعة سلام، انا فنانة وطالبة في معهد الفنون، انا كل شيء، لدي مخزونا لا ينفذ داخلي
لذا فهو لا يستطيع امتلاكي وهو يعي ذلك لذلك يحب ان يطاردني فالرجال يحبون المطاردة ولا يحبون الفريسة
انا اعلم ذلك فيه ورغم ذلك احببته، وانا اعلم انه يجرحني واعلم اني سوف احب بعده، ان جراحي تزيدني ابهة، انا احببته بالرغم من كل صغائره اما هو فلن يستطيع ان يحبني اطلاقا، انه فقير، يريد مني ان احتاج اليه كما تحتاج الشعوب العربية لطاغيتها، ولأنني لا احتاجه مثله فهو لن يستطيع ان يقدم قلبه لي
قلبه؟ قلبه الفقير الذي قتله الكبرياء والغرور، انه قلب جريح لن يتعافي ابدا
اما انا فلقد رايت بما فيه الكفاية
سحبت سلوي جسدها من تحت جسده ببطء دون ان توقظه
لبست ملابسها علي عجل، جهزت حقيبتها وخرجت من بيته تاركة اياه يغط في سبات عميق
نزلت لبهو العمارة وطلبت تاكسي يوصلها لبيتها، ستبعث له من هناك رسالة وداع تفهمه بان كل شيء قد انتهي وسوف يفهم ذلك حتما لانه سيقرا السطور وما يوجد بين السطور كذلك



#اميرة_محمود_اوقاسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قص الاجنحة
- انتكاسة وردة !
- الرجل الشرقي .. شرقي للنخاع
- ثقافة القطيع
- الخطيئة الأولي
- المجتمع الشرقي وثقافة الحب


المزيد.....




- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...
- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - اميرة محمود اوقاسي - لم يستطع امتلاكها