أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - اميرة محمود اوقاسي - الخطيئة الأولي















المزيد.....


الخطيئة الأولي


اميرة محمود اوقاسي

الحوار المتمدن-العدد: 4502 - 2014 / 7 / 4 - 16:22
المحور: ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس
    


تذكروا حينما كنا صغارا وكبرنا شيئا فشيئا
ليس كثيراً لنتوقف عند ثلاثة واربع سنين
ماذا كنا نري في جسد عاري امامنا
مجرد جسد
فقط ..
كتلة من اللحم اليس كذلك؟
لم نري فيها عيبا او مكمنا للشهوات
لكن الاهل بالنظرات والايحاءات والتصرفات والكلمات علمونا ورسبوا في اذاهننا ان هناك اماكن معينة " عيب " ويجب ان لا تظهر ( تقل او تزيد حسب الخصوصيات الثقافية ) ..
ويصبح الطفل يربط بين العيب والشهوة والاثم والمكان الذي حدد له بفعل التربية التي تلقاها ..
لا اتحدث هنا عن سن البلوغ والفوران الهرموني الذي يصحبه ويصبح الجنس من الاهتمامات الاولي للمراهقين وهنا كذلك تتدخل التربية بشكل كبير لتحديد مسار الحياة الجنسية للشباب ..
انا ما اتحدث عنه اطفال صغار بمجتمعي يعلمون ما العيب والعورة والجنس وليس بالمفهوم الراقي الصحي بل بالمفهوم البهيمي المدنس ..
اطفال لم تجاوز سنهم خمس وست سنين يرون ان جسم المراة عورة وخاصة بعض المناطق فيه، يعلمون ما يجري بين الرجال والنساء البالغين من علاقة جسدية في مثل سنهم الصغير ويرونها بمزيج من الاثم والشهوة البيهيمية ولقد لاحظت هذا السلوك في الكثير من الاطفال خاصة اولئك الذين يعتبر والديهم من الاسر الفقيرة المتعددة التي يعتبر مستواها التعليمي محدود وطبعا الاسر الفقيرة التي غالبا ما تتقاسم غرفة واحدة يري فيها الاطفال كل مايحصل بين والديه في الليل وليس بطريقة رومنسية بل بالطريقة البيهيمية فتترسب عنده شعور عميق بالاثم المختلط بالشهوة ..
لكن بعيدا عن عالمنا الحاضر "المعاصر" وخاصة في العالم الثالث الذي للاسف لم يعاصر شيئا بل اعتصر من قوي الماضي المحافظ المتزمت ورياح ما يسمي بالحداثة الغربية واصبح المواطن العربي ( مع التحفظ علي كلمة مواطن وعربي ) مزيجاً عجيبا لازمة حضارية، ظاهره يوحي بأنه انسان مدني الي حد ما .. أما بطانه فترتع كل العقد والمكبوتات التي تسمم حاضره ومستقبله ..
يعيداً عن كل هذا اود ان اعو دالي جذور مفهوم العيب والمدنس واحتقار الجنس وولني تسني لي ذلك سوي بالرجوع الي التاريخ والديانات واحاول ان اقدم نبذة مختصرة عن أصول تاثيم الجنس والجسد خاصة الاعضاء التناسلية حسب معارفي المتواضعة ..
لنظرية تاثيم الجنس جذور عميقة في الثفاقية اليهودية و في التوراة التي حرفت حسب اهواء الحاخامات ، التي ورد فيها ان ادم وحواء اكلا من الشجرة المحرمة عليهم بعد ان اغوت حواء ادم وشجعته بأن ياكل منها فظهرتْ لهما سوءآتهما ، والسَّوْأة هي العورة أي : المكان الذي يستحي الإنسان أن ينكشف منه ، وايضا هي وسيله الانجاب حيث قضي الله ان يكون مجيء البشر الي الدنيا عن طريق ألتقاء الاعضاء الجنسيه للرجل والمرأه وما كان ظهورهما ألا نتيجه للخطيئه الاولي اي اننا جميعا جئنا الي الحياه من اعضاء كان ظهورها نتيجه للخطيئه الاولي ألا المسيح عيسي بن مريم الي جانب انه ولد مليئا بالروح نعم نفسه ممتلئه نفسه روحا فلكي تستقر هذه النفس المليئه بالروح في جسد ومن اليهودية جاءت فكرة الخطيئة الاولي ..
وردت القصة في سفر التكوين كالتالي ، الإصحاح الثالث ، الآيات 1 - 19 ، تقول :
” وكانت الحية أحيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الإله ، فقالت للمرأة أحقاً قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة ، فقالت المرأة للحية من ثمر شجر الجنة نأكل ، وأما ثمر الشجرة التي وسط الجنة فقال الله لا تأكلا منها ولا تمساه لئلا تموتا ، فقالت الحية للمرأة لن تموتا، بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان عارفين الخير والشر، فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل وأنها بهجة للعيون وأن الشجرة شهية للنظر ، فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضاً معها فأكل ، فانفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان ، فخاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهما مآزر ، وسمعا صوت الرب الإله ماشياً في الجنة عند هبوب ريح النهار ، فاختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة، فنادى الرب الإله آدم وقال له أين أنت ، فقال سمعت صوتك في الجنة فخشيت لأني عريان فاختبأت ، فقال من أعلمك أنك عريان ، هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها ، فقال آدم المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشجرة فأكلت ، فقال الرب الإله للمرأة ما هذا الذي فعلت ، فقالت المرأة الحية أغرتني فأكلت ، فقال الرب الإله للحية لأنك فعلت هذا ملعونة أنت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية ، على بطنك تسعين وتراباً
تأكلين كل أيام حياتك ، وأضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها، هو يسحق رأسك وأن تسحقين عقبه ، وقال للمرأة تكثيراً أكثر آلام حبلك ، بالوجع تلدين أولاداً ، إلى رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك، وقال لآدم لأنك سمعت لقول امرأتك وأكلت من الشجرة التي أوصيتك لا تأكل منها ملعونة الأرض بسببك ، بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك ، وشوكاً وحسكاً تنبت لك وتأكل عشب الحقل ، بعرق وجهك تأكل خبزاً حتى تعود إلى الأرض التي أخذت منها ، لأنك تراب وإلى تراب تعود ” ( انتهى الاقتباس ) ..
صار على المرأة بموجب هذا الكلام ألا ترفع رأسها أو صوتها بالاحتجاج مهما حصل ، بعد أن كانت السبب الأصلي في اللعنات التي صبها الرب الإله على الحية وعلى الأرض وعلى آدم ، وبعد أن تقررت سيادة الرجل عليها .. وكان من الطبيعي أن تصبح في نظر المجتمع ” أمرُّ من الموت ، قلبها أشراك ويداها قيود ، الصالح قدام الله ينجو منها ، أما الخاطئ فيؤخذ بها “ .. وصار على المرأة اليهودية أن تخفي عارها هذا تحت الحجاب ..ولم تختلف النظرة المسيحية عن اليهودية كثيرا فهي تحمل نفس الافكار بفعل تاثير بوليس والكهنة المسيحين بحيث حرفت رسالة الله التي جاءت لرفع الظلم والقهر
اما في الاسلام فنجد في القران
وردت قصة الخطيئة الأولى في التنزيل الحكيم في ثلاثة مواضع:
• {وقلنا ياآدم..} البقرة 35، 36.
• {ويا آدم اسكن أنت وزوجك..} الأعراف 19، 22.
• {فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك..} طه 117، 121.
ونلاحظ مع التأمل عدداً من الأمور :
1. عدم وجود أي إشارة تصريحية أو تلميحية تدل على أن ما ارتكبه آدم وزوجه في الجنة كان خطيئة جسدية جنسية ، كما تزعم الرواية التوراتية .
2 . عدم وجود ما يدل على اسم زوجة آدم ، ليس في هذه الآيات فحسب ، بل في جميع آيات التنزيل الحكيم ، ولا ندري من أين جاءت به الديانات الأخرى ، وتسلل إلى التفاسير .. ولعل دارساً باللسانيات يهتم بعدنا بأكتشاف العلاقة بين اسم حواء ، عند المفسرين العرب ، واسم إيفا أو إيوا عند الفرنسيين والإنكليز ..
3 . الخطيئة الأولى في التنزيل الحكيم معصية ارتكبها آدم وزوجه في آيات البقرة والأعراف ، وانفرد بارتكابها آدم في آيات طه، وكانت في المواضع الثلاثة بوسوسة من الشيطان ..
4. عدم وجود أثر لأفعى أو حية أو غيرها في جميع آيات التنزيل، لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بموضوع المعصية الأولى ..
5. لا وجود في الجنة التي ذكرتها الآيات ، سواء أكانت في السماء أم في الأرض ، لأي ثوب أو لباس على وجه الحقيقة، فكل ما تذكره الآيات هو أن آدم وزوجه بدت لهما سوآتهما { وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة } ..
هذه الملاحظة الأخيرة بالذات تقودنا إلى آية أوردها تعالى في سورة الأعراف بعد الحديث عن آدم وزوجه والشجرة، يقول فيها :
{ يا بني آدم قد أنزلنا عليكم .. } الأعراف 52، 62 ، لأنها تربط بكل صراحة ووضوح بين المعصية الأولى وانكشاف السوآت والبحث عما يغطيها ( بورق الجنة أولاً ثم باللباس ) ..
لتصل أخيراً إلى اللباس الذي أنزله الله على بني آدم ليواري سوآتهم .. اللباس :
اللام والباء والسين أصل صحيح يدل على الستر والتغطية .. وإن انصرف على الحقيقة دل على اللباس واللبوس ، كما في قوله تعالى :
• {ويلبسون ثياباً خضراً من سندس} الكهف 31.
• {يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير} فاطر 33.
• {وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم} .
إما إن انصرف على المجاز دل على اللبس والالتباس، كما في قوله تعالى:
• {ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون} البقرة 42.
• {وهو الذي جعل لكم الليل لباساً والنوم سباتاً} الفرقان 47.
• {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن} البقرة 187.
• {فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون} النحل 112.
فهل نفهم اللباس الذي تشير إليه الآية على وجهه الحقيقي أم على وجهه المجازي؟ نحن نرى أن في الآية ما يوجهنا لترجيح الجانب المجازي في اللباس. فالله تعالى يقول إن آدم وزوجه طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة بعد أن بدت لهما سوآتهما ( طه 121، الأعراف 22 ) ..
أي أنهما كانا عاريين ، ثم خصفا عليهما ثوباً على وجه الحقيقة من ورق الجنة، لكنه تعالى يقول هنا إن الشيطان ينزع عن آدم وزوجه { لباسهما ليريهما سوآتهما } ( الأعراف 27 ) أي أنهما ما كانا عاريين على وجه الحقيقة حين وسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما، وهذا يناقض قوله الأول، وحاشا لله أن تتناقض أقواله وعباراته .. ولا يرتفع التناقض إلا إذا اعتبرنا اللباس هنا بمعناه المجازي، وهو ما ذهب إليه ابن عباس وابن جريج وقتادة وغيرهم. الأمر الآخر هو أن اعتبار الجانب المجازي في اللباس يجعلنا نفهم لباس التقوى الذي ذكرته الآية ، إذ لا يمكن أن يكون لباس التقوى ثوباً على الحقيقة ..
ثمة إشارة تلميحية توجهنا إلى ترجيح الجانب المجازي في اللباس، هي قوله تعالى {وريشاً}. يقول ثعلب وابن الأعرابي: كل شيء يعيش به الإنسان من متاع ومال ومأكول هو ريش، والجمع رياش .. وقد قرأها عثمان بن عفان بالجمع. وننتقل إلى السوأة المذكورة في الآيات.
السوأة :
السوأة كاللباس ، لها وجه حقيقي ووجه مجازي .. فأما على الحقيقة فتعني القبح ، كما في الأثر ” سوآء ولود خير من حسناء عقيم “ .. وتعني البرص كما في قوله تعالى { واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء } طه 22 .. وهو قول الجاحظ عند الزمخشري . وأما على المجاز فتعني العورة وهي مالا يجوز أن ينكشف من الجسد. ومن هنا قيل إنها كناية عن فرج الرجل والمرأة، لأن في انكشافه ما يسيء ..
وتعني الفضيحة والجيفة، كما عند الرازي في تفسير قوله تعالى { فبعث الله غراباً يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه } المائدة 31 .
ومرة أخرى تجدنا نميل إلى ترجيح الجانب المجازي للسوأة كما وردت في الآية. لأننا افترضنا في اللباس أن آدم وزوجه كانا عاريين في الجنة قبل وسوسة الشيطان وأكل الثمرة المنهي عن أكلها . فإذا فهمنا السوأة بمعنى الفرج عند الرجل والمرأة على الحقيقة، حق لمعترض أن يقول: لكن الفروج كانت موجودة ومكشوفة قبل المعصية ولم يكن في انكشافها ما يسيء، لأن الإحساس بالحرج لدى انكشاف العورة إحساس اجتماعي لا يمكن حصوله بوجود المرء وحيداً في البرية، ولا يمكن وقوعه بغياب آخرين يرون السوأة ويطلعون على العورة. والله تعالى يحدد أن ظهور السوآت في عين آدم وزوجه كان بعد المعصية وأكل الشجرة ولا يتفق هذا مع كونهما عاريين قبلها إلا إذا اعتمدنا الجانب المجازي للفظ.
فكما ذهب ابن عباس وقتادة إلى تعريف لباس التقوى بأنه العمل الصالح ، نذهب نحن إلى تعريف السوأة بأنها العمل الطالح، الذي يسيء إلى المرء انكشافه ، خصوصاً إذا كان من التوابين ذوي الضمائر الحية المؤمنة كآدم وزوجه .
( الكتاب والقرآن – قراءة معاصرة / بحث البشر والإنسان، محمد شحرور ) بأن { فبدت لهما سوآتهما } هي العمل السيء وليس الفرج ..
يبقى أمامنا سؤال لا نستطيع أن نتجاهله هو أننا إذا اعتبرنا اللباس مجازاً ، والسوأة مجازاً ، فلماذا طفق آدم وزوجه يخصفان عليهما من ورق الجنة ، وهذه صورة حقيقية لا مجاز فيها ؟
نقول : نعود إلى آيتي الأعراف وطه، لنجده تعالى يقول : { بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة }
ونتذكر أنه سبحانه قال مخاطباً آدم قبل ذلك مباشرة : { إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى * وأنك لا تظمأ ولا تضحى } طه 118، 119.
ونلاحظ أن الواو في قوله { وطفقا } استئنافية ، ليس فيها ما يشعر بأية رابطة سببية أو شركية بين ظهور السوآت وخصف ورق الجنة ..
لقد أسكن تعالى آدم وزوجه الجنة ، حيث لا جوع ( وجود الثمار البرية ) ولا عري ولا ظمأ لوجود المياه ولا حاجة إلى ظل، فهو لا يطلب الشبع لأنه دائماً شبعان ولا يطلب الكسوة لأنه لا يجد حرجاً في عريه (ورحم الله من قال إن المؤمن لا يعرى ولو كان عارياً والكافر لا يخفى ولو كان كاسياً ) ، ولا يطلب الري لأنه لا يعطش لكثرة المياه، ولا يطلب الظل لأن الظل موجود والحر لا يؤذيه. كل هذا مرهون بأمر واحد، هو طاعة الله بعدم الاقتراب من الشجرة .
لكن الله خلق الإنسان بالأصل نسَّاءً ضعيفاً، ومن هنا جاءت معصية آدم، بدليل قوله تعالى { ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما } طه 115.
أما حين عصى آدم ربه فغوى، فقد خرج إلى العراء هو ومن معه حيث الجوع والعطش إذا لم يعمل، ويجد الحاجة إلى الملابس التي تحميه من البرد وإلى الظل الذي يحميه من الحر ويحتاج إلى ظاهرة العمل ( فتشقى ) وهنا جاء مفهوم الشقاء للجنس في ظاهرة العمل لأنه في مجتمع الأمومة المرأة تعمل أكثر من الرجل . وفي رأينا سبب الاستتار بورق الجنة هو تصرف طفولي بدائي للشعور بالذنب، فعندما بدا له ذنبه ( وعي الذنب وبداية ظهور مفهوم الضمير الإنساني ) ..
حاول الاختباء وذلك بخصف ورق الجنة كما لو أنه باختبائه يخفي ذنبه ..
أما القول بأن خصف ورق الجنة كان لمواراة الفروج والعورات فليس عندنا بشيء لأن ظهور العورات وإبداء السوآت على الحقيقة أمر مستهجن طبعاً ومستقبح عقلاً ، إنما ضمن وسط اجتماعي يضم آخرين، وليس في جنة أرضية أو سماوية لا آخر فيها. وإذا كان آدم ضمن مجتمع يضم آخرين ، أي ليس لوحده فهذا يعني أن البشر وجد على الأرض قبل آدم، وأن آدم هو أول مخلوق تأنسن ( Homosabiens } ( الاصطفاء ) وكان ضمن مجموعة حيوانية هي البشر ( Homoerctus ) ، وعندها لا يوجد شيء اسمه مستهجن أو عورة .. ويعني فعلاً أنه كان عارياً ، وأن خصف الورق هو سلوك طفولي بدائي للشعور بالذنب لذا قال عن آدم وزوجه ( أبويكم ) ولم يقل والديكم لأن آدم أبو الإنسان وليس والد البشر ..
الا ان الفقهاء خالفو ما اجاء بالقران واسسوا لنا مفهوما اخرا عن قصة ادم والخطية الاولي يسوق الطبري في تفسيره وتاريخه قصة أخرى للخطيئة الأولى يبدو فيها واضحاً الجانب الجنسي فيقول: حدثني يونس بن عبد الأعلى قال، أخبرنا عبد الله بن وهب قال، قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: وسوس الشيطان إلى حواء في الشجرة حتى أتى بها إليها، ثم حسَّنها في عين آدم، قال: فدعاها آدم لحاجته قالت: لا، إلا أن تأتي هاهنا، فلما أتى قالت: لا، إلا أن تأكل من هذه الشجرة. قال: فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما.
قال: وذهب آدم هارباً في الجنة، فناداه ربه: يا آدم أمنِّي تفر؟ قال: لا يا رب ولكن حياء منك. قال: يا آدم أنى أتيت؟ قال: من قبل حواء يا رب. فقال الله عز وجل: فإن لها علي أن أدميها في كل شهر مرة كما أدمت هذه الشجرة. وأن أجعلها سفيهة وقد كنت خلقتها حليمة، وأن أجعلها تحمل كرهاً وتضع كرهاً، وقد كنت جعلتها تحمل يسراً وتضع يسراً. قال ابن زيد: ولولا البلية التي أصابت حواء لكان نساء أهل الدنيا لا يحضن، ولكنَّ حليمات، ولكنَّ يحملن يسراً ويضعن يسراً.(11
ثم يسوق بعدها قصة ثالثة فيها ما ليس في سابقتيها، يقول: حدثنا ابن حميد قال: حدثنا سلمة بن الفضل الأبرش، عن محمد بن إسحق (12)، عن يزيد بن عبد الله بن قُسَيِّط، عن سعيد بن المسيب قال: سمعته يحلف بالله ما يستثني (13): ما أكل آدم من الشجرة وهو يعقل، ولكن حواء سقته الخمر حتى إذا سكر قادته إليها فأكل منها. فلما واقع آدم وحواء الخطيئة، أخرجهما الله تعالى من الجنة وسلبهما ما كانا فيه من النعمة والكرامة، وأهبطهما وعدوهما إبليس والحية إلى الأرض.
والمتأمل في القصص الثلاث التي تعكس نظرة المفسرين إلى المرأة وموقف الفقهاء منها، يجد أنها تكاد تكون صورة طبق الأصل عن الرواية التوراتية التي أوردناها آنفاً. لا بل يجد فيها ما لم يرد في بال واضع الرواية التوراتية. ويجد فيها من الركاكة والتناقض المضحك ما يدفع الإنسان العادي إلى رفضها وإنكارها، فما بالك بإمام كالطبري. لكنه التحرج من الإثم وتقديس التراث والسلف.
فممارسة الجنس في الجنة كانت شائعة بين آدم وزوجه، حسب القصة الثانية، وهو ما تنكره القصة الثالثة حين تعتبر الخروج من الجنة جزاء على الخطيئة الأولى، وعقوبة على ممارسة الجنس في مكان مقدس، مما يذكرنا بأسطورة أساف ونائلة وتحولهما إلى تمثالين، عقوبة لهما على ممارسة الجنس في البيت الحرام.
والسّكر وتعاطي شرب الخمر كان معروفاً في الجنة، حسب القصة الثانية، التي لا ندري إن صدق رواتها، كيف جازت على رجل مثل سعيد بن المسيب (14).
والحمل والإنجاب كان شائعاً في الجنة، حسب القصة الثانية، فقد جعلها الله بالأصل تحمل يسراً دون حيض، إلا أنه سبحانه جعلها تدمى مرة في الشهر عقوبة على إدمائها الشجرة، وجعلها تحمل كرهاً وتضع كرهاً.
والملائكة كانت تأكل في الجنة من ثمر الشجرة المحرمة لتبقى خالدة، حسب القصة الأولى، رغم ما ورد في التنزيل الحكيم صراحة من أنهم لا يأكلون.
لكننا لا نستطيع إنكار أن الإمام الطبري كان في نفسه شيء، لكنه لسبب أو لآخر لا يستطيع البوح به، بدليل السطر الأخير من القصة: “قيل لوهب: ما كانت الملائكة تأكل! فقال: يفعل الله ما يشاء”. واللبيب من الإشارة يفهم.
لقد أباح المفسرون والفقهاء لأنفسهم الرواية عن بني إسرائيل تحت غطاء حديث نسبوه للنبي يقول: “حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج” (البخاري 3202). فأخذت الإسرائيليات طريقها إلى كتب التفسير، وأخذها الخلف عن السلف بتأثير التحرج من الإثم وتقديس التراث وأهله كما أوضحنا آنفاً. ولكن، كيف يصح مثل هذا الحديث، إلى جانب عشرات الأحاديث الأخرى التي تنهى عن سؤالهم والأخذ عنهم؟
• روى أحمد عن جابر أن عمر بن الخطاب أتى النبي بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب، فقرأه على النبي فغضب وقال: أمهوّكون فيها يا ابن الخطاب؟ والذي نفسي بيده لو أن موسى حياً ما وسعه إلا أن يتبعني. وفي رواية أخرى: فغضب وقال: لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء، فيخبروكم بحق فتكذّبوه، أو بباطل فتصدقوه.
• روى البخاري عن أبي هريرة: لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد، ونحن له مسلمون. (البخاري 4125).
• روى البخاري من حديث الزهري عن ابن عباس أنه قال: كيف تسألون أهل الكتاب، وكتابكم الذي أنزل الله على رسوله أحدث الكتب تقرؤونه محضاً لم يشب، وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه، وكتبوا بأيديهم كتاباً قالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً، ألا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم. لا والله ما رأينا منهم رجلاً يسألكم عن الذي أنزل إليكم. (البخاري 6815).
روى ابن جرير عن عبد الله بن مسعود أنه قال: لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء، فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا، أما أن تكذبوا بحق أو تصدقوا بباطل
ونجد تلك التفسيرات كلها بكتب تفسير القران لابن كثير وغيره بحيث تحجب عنا المفهوم الحقيقي مثلما ورد بالقران وتفرض مكانه الاسرائليات لاسباب مذهبية وسياسية وكافرزات لثقافة ذكورية بحثة تحتقر المراة والجنس والجسد بحيث اصحب هاته المفاهيم هي السائدة عند جموع المسلمين
ولا ننسي كتب طوماس الاكويني والقديس اغطسين حول هذا الموضوع والتي كلها تناولت الجنس من باب التأثيم والتدنيس ولا تختلف عن التفكير اليهودي ومع ان الفلسفة الإسلامية كانت احسن من مثيلاثها اليهودية والمسيحية وعنيت كثير بالجنس والثقافة الجنسية ألا ان الثقافة الذكروية المتجذرة في المجتمعات وخاصة تلك التي تم فتحها او بالاحري غزوها واسلمة اهلها بالقوة لم تاخد تلك النظريات بعدا واقعيا ومع كثرة الاستعمار في شعوب العالم الثالث وسياسة التجهيل وانتشار الامية في شرائح كبيرة من مجتمعات العالم الثالث ، بالاضافة الي الثقافة الذكورية ، الانغلاق ، الفقر التخلف في شتي المجالات والنتيجة كالتالي ..
انحدار الافراد من مستوي الانسانية الي مستوي البهيمية من انسان لا يعمل عقله ولا يفكر ولا يغذيه بل يكتفي بتغذية بطنه وجوارحه فقط، لذلك اجد الان اطفالا صغارا يدركون ما معني الجنس وما معني العيب والعورات ولا اقصد الادراك بمعني الفهم الصحيح لكن الفهم المشوه لتلك الزوايا ولا يمكن ان تقع اعينهم علي قطعة لحم عارية من انثي ألا واعتبرت مكمناً للشهوة خاصة اذا تعود في اسرته علي رؤية امه اواخواته البنات متغطيات دائما ولا يشكفن شيئا من جسمهم فيترسخ لديه ان تلك المناطق المغطاة كلها تتثير الشهوة الا ما ظهر منها وبالله عليكم ماذا ترك النقاب من جسم المراة ليظهر فاذا هي كلها حرام في حرام ..
ومن هاته التربية ننتج اشخاصا متخلفين نفسيا ومهوسين جنسيا يتللذون بالاتصاق بالنساء في المواصلات العامة ويغتصبون البنات والاولاد وحتي الحيوانات ولا يتواصلون جنسيا سوي مع المومسات ويفشلون في التمتع جنسيا مع الزوجات او مع من احببن لان في فكرهم الحب والجنس منفصلان ..

مقتبس بعض الفقرات من محمد شحرور، الكتاب والقران

اميرة محمود اوقاسي
الجزائر



#اميرة_محمود_اوقاسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع الشرقي وثقافة الحب


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الروبوت في الانتاج الراسمالي وفي الانتاج الاشتراكي / حسقيل قوجمان
- ظاهرة البغاء بين الدينية والعلمانية / صالح الطائي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - اميرة محمود اوقاسي - الخطيئة الأولي